مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-09-2006, 04:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استقالة العقل العربي :

( في الموروث القديم )

( 1 )


لو سلمنا بأن العقل أداة لتمييز ما يعرض عليها ، وانطلقنا من هذا التسليم لتتبع تكوين تلك الأداة و ما ظهر عليها من تطور لكان لزاما علينا اقتفاء أثر ذلك التطور منذ الأزمنة الغابرة ، قبل الإسلام ، وواضعناها في مقابلة العقل العربي الراهن الرسمي منه ( لغة المفكرين والأدباء ) والشعبي الذي يستدل بما يقوم به العقل الرسمي ..

فلو كانت أداة العقل كالسيارة مثلا ، فإن لها وقودا و قطع غيار ، وخبراء صيانة وتدريب الخ .. وهذه في حالتنا ستكون مدارس الفلسفة والفكر و ما تنشره وتقرره ليصبح بمثابة مساطر يقاس عليها ..

لقد انتقلت الصفوة المفكرة منذ أيام محمد علي باشا ، عندما قام بإرسال طلاب العلم الى أوروبا ليدرسوا مختلف مناحي العلوم ، فدرسوها وفق نظريات أوروبية ، ناقشت مخطوطات أجدادنا و شرحتها ولبستها بنكهة (إبستمولوجية ) أوروبية ، فعاد أبناء أمتنا يناقشوا قضاياها وفق مهنية فكرية غربية ، وحنين عروبي إسلامي مرتبك ، لا يبتعد كثيرا عن الاستعانة في النهاية عما تخطه أقلام الغربيين ..

إن ما ينشر اليوم من أبحاث عن الحركات الإسلامية ، في الغرب يفوق ما ينشر في بلادنا حوالي 27 مرة .. وتترجم تلك الأبحاث لمختلف اللغات و تعود إلينا لنترجمها كمنتوجات عربية إسلامية .. في حين يغلب الطابع الحماسي على مؤلفات مفكرينا ، دون الغوص في أعماق الأصل في الفكرة ، نتيجة تبني (التنحيل) والتفريق بصيغ الكتابة لهؤلاء المؤلفين وتأثر كتاباتهم بأمانيهم كأطراف ، لا كباحثين ..

إن من يقوم برتق شق في ثوب ، عليه أن يبدأ ما قبل الشق ، لكي يسد هذا الشق بقوة .. وهكذا ما يجب أن يكون في السعي لترميم شخصيتنا المرتبكة ..


لقد حدث أن ضربت تحويلات عن مسار طريق التتبع لنشأة العقل العربي ، أو محطات تزويده بالوقود وقطع الغيار ، قبل تلك الحالة التي نعيشها بقرون طويلة ، فإذا كان عصر الانحطاط الذي ألم بالأمة ولا يزال منذ مئات السنين ، هو ما دفعنا للإتكال على الغرب لكي نعرف أنفسنا من خلال عيونه .

فإن شيئا مماثلا وهاما قد حدث قبل ذلك بكثير ، ومهد لحدوث هذا الانحطاط . لقد تكدست كتب المعارف الفلسفية في مكتبة الإسكندرية منذ أيام اليونانيين (البطالسة ) .. ثم انتقلت الى أنطاكيا ، في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز ، وأصبح لها فروعا في فلسطين ، ثم انتقلت الى حران في عهد الخليفة المتوكل من سنة 232هـ الى سنة 247 هـ لتنتقل الى بغداد بعد ذلك ، وكان هذا الانتقال من أهم الأحداث الفكرية ، إذ كان الانتقال يعني انتقال ( المجلس العلمي) الذي كان يشبه دوره الى حد كبير دور ( الكرسي الفلسفي ) .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-09-2006, 06:01 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استقالة العقل العربي :

( في الموروث القديم )

( 2 )




إن أهمية الموضوع الذي توصلنا إليه في المرة السابقة ، بأن المؤثرات التي تعمل عملها بالعقل العربي ، قد انتقلت من مكان لمكان ، وكانت تلك الأمكنة تقع على قرب من مكان الإدارة السياسية و ما يحيط بها من فقهاء و علماء يرضون بقول و يرفضون آخر .. فكانت تلك المراكز وشيوخها ترسم النظرة العامة لخاصة الخاصة و خاصة العامة ، لتصنع مزاجا يقبل به الحاكم ، أو يرفضه ، فإن قبل به كثر الشيوخ والعلماء الذين يتبنوا تلك النظرة الفلسفية ، وكثر طلاب العلم الذين يأخذونها من شيوخها و مدارسها لينقلونها الى مختلف الأصقاع ..

وإن رفضت وجهة النظر ، رحل صاحبها ، أو وضع في الحبس ، لكن نظرته يتم تداولها في السر ، أو يهرب أصحابها الى مكان آخر يقبل بالفكرة وأصحابها ، لرفضه من رفضها ..

وكان هناك عوامل لتصنيع وقود هذا العقل أو قطع غياره ( انسجاما مع المثال الذي شبهنا به العقل كأداة مثل السيارة ) .. ومن هذه العوامل :

1 ـ اللغة :

لم تكن أوضاع اللغة في السابق ، تختلف عما عليه الآن ، وإن كانت اللغة الآن قد دعمت بوسائل الإعلام الحديثة ، وانتشار المطابع و الكتب ، وغيرها من العوامل الأخرى .. إلا أن هناك حجم ضخم من اللهجات المحلية التي تحمل بثنايا كلماتها ومفرداتها مؤثرات تعمل عملها في تحديد النظرة لكثير من الأشياء ، وهي لا تقتصر على الأميين فحسب ، بل تؤثر حتى على المثقفين والمتعلمين ، لما هناك من مساحة كبيرة في تعاملات هؤلاء مع اللهجة المحلية ..

كما أن اللغة تعتمد بكثير من الأحيان على نوع من ( المنطق) الخاص بشعب دون آخر .. ولقد شكل فهم آية بالقرآن الكريم على ضوء ذلك المنطق ، نشاطا طال أمده أكثر من قرنين .. والآية هي : ( إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ) الصافات 64و65 . .

لقد ارتكز بعض علماء المعتزلة على تلك الآيتين في تشكيكهم غير الصريح في اعتبار أن القرآن به بعض الضعف من حيث الصور ، وعليه فهم قد غمزوا بطرف أن يكون هو من عند الله .. وقد اعتمدوا في حجتهم تلك على أن العرب لا تشبه شيئين مجهولين على المشبه أو السامع .. فعندما يقول فلانة طويلة كالنخلة ، فإن كنا لم نتعرف الى فلانة و طولها ، لكننا نستطيع إخضاع الصورة لتخيل طول النخلة .. وعندما نقول مذاق كذا كالعسل .. فنتصور الموصوف الذي نجهله بالشيء الذي نعرفه .. من هنا استغرب علماء المعتزلة عدم الالتزام بالقاعدة المتعارف عليها عند العرب ، فالجحيم لم يتعرف عليه العرب وهو صورة من صور جهنم التي سيؤول إليها مصير الكفار ، وهذا لم يحدث حتى يتم التعرف عليه ، كذلك صفة طلع تلك الشجرة النابتة في الجحيم ، إذ وصف بأنه يشبه رؤوس الشياطين التي لم يتعرف عليها العرب أيضا ..

لقد بقي هذا الجدل حول الآيتين لمنتصف القرن الخامس الهجري ، عندما وجد نبات في اليمن اسمه (رؤوس الشياطين ) وعندها أعلن إمام المعتزلة القاضي عبد الجبار أنه آمن بأن هذا الكتاب هو من عند الله بشكل كامل ، لا لبس فيه .

كما أن التأويل ، الذي تعتمده بعض الطوائف الإسلامية ، لتبرير عرف درجت عليه تلك الطائفة ، في سلوك أو معاملة ، فإن استهجن أحد من غير أبناء تلك الطائفة ، ردوا عليه بتفسير للقرآن حسب فهمهم الذين كيفوه ليلاءم سلوكهم ويبرره ، فتجد لأخذ الخمس عند البعض ، أو زواج المتعة ، حججا تدعم بتأويل بعض الآيات بما يتكيف مع ما تمارسه تلك الطائفة ..

كما أن الأحاديث النبوية ، تسعف أولئك الذين يريدون تبرير سلوكهم الذي يؤمنون به ، وحتما فإن الحرية في موضوع الأحاديث هي أكثر من الحرية في موضوع النص القرآني ، الذي لا يتعدى التأويل أو الظن بالفهم حسب اللعب بجذر الكلمة ..

إن النخب الفقهية التي كانت تحيط بالحكام أو تعارضهم ، هي التي وثقت مساق الرؤى و الفهم لكثير من المسائل التي تعتبر علامات مرور للعقل في مشواره لفهم أي قضية ، في حين أن دهماء الناس ، الذين اختلط عليهم ما سمعوا من علماء أو وعاظ أو ما انتقل إليهم بالمشافهة من الأجيال الغابرة ، فتجد أن الدين الإسلامي أو المسيحي عند الأفارقة أو عند الصينيين يختلف عنه عند العرب ، فقد اختلطت المفاهيم القديمة من خلال التناقل الشفوي ، فقد سيطرت مفاهيم أو صور ( الهرمسية ) القديمة التي كانت سائدة في الهضبة الإيرانية ، وانتقلت الى مختلف أنحاء العالم ..

والهرمسية باختصار هي النظرة المتعلقة بنبي الله إدريس عليه السلام ، الذي عاش أكثر من ثمانية قرون علم الناس النجارة والكتابة والخياطة والطب وغيرها ، ويكاد أن يكون النبي الوحيد الذي لم يكن له أعداء ، وعندما توفاه الله شكك الناس بموته ، فمنهم من صار يتخيله بالنجوم ومنهم من اعتقد أنه هو (الله) .. ومنهم من اعتقد أنه ( ملك ) من الملائكة .. وأخيرا سيطرت فكرة أن يكون ( إدريس ، أو هرمس ) هو وكيل الله في الأرض .. ومن يتابع دور (البابا) في كل الطوائف المسيحية و ( المرجع الديني) عند بعض الطوائف الإسلامية ، سيعرف مدى ما قصدته من تأثير اللغة و ما يتسرب منها باللهجات العامية ، لتصبح نظريات تزاحم نظريات الفلاسفة و العلماء وكلها مؤثرات عقلية .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م