
18-09-2006, 05:05 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
الخيط المشدود في شجرة السرو
-1-
في سواد الشارع المظلم والصمت الأصمّ
حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهمّ
حيث يرخي شجر الدفلى أساه
فوق وجه الأرض ظلاّ ,
قصة حدّثني صوت بها ثم اضمحلا
وتلاشت في الدّياجي شفتاه
قصة الحبّ الذي يحسبه قلبك ماتا
وهو ما زال انفجارا وحياة
وغدا يعصرك الشوق إليّا
وتناديني فتعيى ,
تضغط الذكرى على صدرك عبئا
من جنون , ثم لا تلمس شيئا
أيّ شيء , حلم لفظ رقيق
أيّ شيء , ويناديك الطريق
فتفيق..
ويراك الليل في الدرب وحيدا
تسأل الأمس البعيدا
أن يعودا
ويراك الشارع الحالم والدفلى , تسير
لون عينيك انفعال وحبور
وعلى وجهك حبّ وشعور
كلّ ما في عمق أعماقك مرسوم هناك
وأنا نفسي أراك
من مكاني الداكن الساجي البعيد
وأرى الحلم السعيد
خلف عينيك يناديني كسيرا
.....وترى البيت أخيرا
بيتنا , حيث التقينا
عندما كان هوانا ذلك الطفل الغريرا
لونه في شفتينا
وارتعاشات صباه في يدينا
-3-
"ها هو البيت كما كان , هناك
فوقه النرنج والسرو الأغنّ
وهنا مجلسنا..
ماذا أحسّ ؟
حيرة في عمق أعماقي , وهمس
ونذير يتحدّى حلم قلبي
ربما كانت..ولكن فيم رعبي ؟
هي ما زالت على عهد هو أنا
هي ما زالت حنانا
وستلقاني تحاياها كما كنا قديما
وستلقاني....." .
وتمشي مطمئنا هادئا
في الممر المظلم الساكن , تمشي هازئا
بهتاف الهاجس المنذر بالوهم الكذوب :
" ها أنا وقد فارقت أكداس ذنوبي
ها أنا ألمح عينيك تطلّ
ربما كنت وراء الباب , أو يخفيك ظلّ
ها أنا عدت , وهذا السلّم
هو ذا الباب العميق اللون , مالي أحجم ؟
لحظة ثم أراها
لحظة ثم أعي وقع خطاها
ليكن ...فلأطرق الباب .."
وتمضي لحظات
ويصرّ الباب في صوت كئيب النبرات
وترى في ظلمة الدهليز وجها شاحبا
جامدا يعكس ظلاّ غاربا :
" هل..؟ ويخبو صوتك المبحوح في نبر حزين
لا تقولي إنها.."
" يا للجنون
أيها الحالم , عمّن تسال ؟
أنها ماتت"
وتمضي لحظتان
أنت ما زلت كأن لم تسمع الصوت المثير
جامدا , ترمق أطراف المكان
شاردا , طرفك مشدود إلى خيط صغير
شدّ في السروة لا تدري متى ؟
ولماذا ؟ فهو ما كان هناك
منذ شهرين..وكادت شفتاك
تسأل الأخت عن الخيط الصغير
ولماذا علقّوه ؟ ومتى ,
ويرنّ الصوت في سمعك: "ماتت.."
"إنها ماتت.." وترنو في برود
فترى الخيط حبالا من جليد
عقدتها أذرع غابت ووارتها المنون
منذ آلاف القرون
وترى الوجه الحزين
ضخّمته سحب الرّعب على عينيك "ماتت.."
-4-
هي "ماتت.." لفظة من دون معنى
وصدى مطرقة جوفاء يعلو ثم يفنى
أتراها هي شدّته ؟ ويعلو
ذلك الصوت المملّ
صوت "ماتت.." داويا , لا يضمحلّ
"إنها ماتت" صدى يهمسه الصوت مليا
وهتاف رددته الظلمات
وروته شجرات السرو في صوت عميق
"إنها ماتت" وهذا ما تقول العاصفات
"إنها ماتت" صدى يصرخ في النجم السحيق
وتكاد الآن أن تسمعه خلف العروق
-5-
صوت ماتت رنّ في كلّ مكان
هذه المطرقة الجوفاء في سمع الزمان
صوت " ماتت" خانق كالأفعوان
كلّ حرف عصب يلهث في صدرك رعبا
وتجني مخلب مختلج ينهش نهشا
وصدى صوت جحيميّ أجشا
هذه المطرقة الجوفاء : "ماتت"
هي ماتت , وخلا العالم منها
وسدى ما تسأل الظلمة عنها
وسدى تصغي إلى وقع خطاها
وسدى تبحث عنها في القمر
وسدى تحلم يوما أن تراها
في مكان غير أقباء الذكر
إنها غابت وراء الأنجم
واستحالت ومضة من حلم
-6-
ثم ها أنت هنا , دون حراك
متعبا , توشك أن تنهار في أرض الممرّ
طرفك الحائر مشدود هناك
عند خيط شدّ في السروة , يطوي ألف سرّ
ذلك الخيط الغريب
أنه كلّ بقايا حبّك الذاوي الكئيب
-7-
ويراك الليل تمشي عائدا
في يديك الخيط , والرعشة , والعرق المدوّي
"إنها ماتت.." وتمضي شاردا
عابثا بالخيط تطويه وتلوي
حول إبهامك أخراه , فلا شيء سواه ,
كلّ ما أبقى لك الحبّ العميق
لفظ " ماتت" وانطوى كلّ هتاف ما عداه
ويراك الليل تمشي عائدا
في يديك الخيط , والرعشة , والعرق المدوّي
"إنها ماتت.." وتمضي شاردا
عابثا بالخيط تطويه وتلوي
حول إبهامك أخراه , فلا شيء سواه ,
كلّ ما أبقى لك الحبّ العميق
هو هذا الخيط واللفظ الصفيق
لفظ " ماتت" وانطوى كلّ هتاف ما عداه
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

18-09-2006, 05:06 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
/*****تم حذفها للتكرار بناءاً على تنبيه الأخ المشرقي الإسلامي*****/
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
آخر تعديل بواسطة محمد العاني ، 18-09-2006 الساعة 07:28 AM.
|

18-09-2006, 05:08 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
أغنية
اسكني يا أغاني الأمل
فالهوى قد رحل
وانطوى سرّه في مقل
رصفت بالملل
***
أين أين ترى ذاهبين
في سكون السنين
والطريق الذي تسلكين
صامت لا يبين
***
ولمن تخلقين العطور
والليالي تدور ؟
ولمن دفؤك المسحور ؟
للدجى ؟ للقبور ؟
***
ولمن أنت والمنشدون
رحلوا في سكون ؟
والأسى , يا أغاني , ديون
دفعتها عيون
***
كم ملأنا بك الأقداح
وسقينا الرياح
كم منحناك للأشباح
في رضا وسماح
***
فابحثي في شعاب الوجود
عن هوانا الشرود
كفّنا نديت بالوعود
وهو ليس يعود
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

18-09-2006, 05:10 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
دعوة إلى الأحلام
تعال لنحلم , إنّ المساء الجميل دنا
ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا
تعال نصيد الرؤى ونعدّ خيوط السّنا
ونشهد منحدرات الرمال على حبّنا
***
سنمشي معا فوق صدر جزيرتنا الساهدة
ونبقي على الرمل آثار أقدامنا الشاردة
ويأتي الصباح فيلقي بأندائه البارده
وينبت حيث حلمنا ولو وردة واحده
***
سنحلم أنّا صعدنا نرود جبال القمر
ونمرح في عزلة اللانهاية واللابش
بعيدا , بعيدا, إلى حيث لا تستطيع الذكر
إلينا الوصول فنحن وراء امتداد الفكر
***
سنحلم أنّا استحلنا صبيّين فوق التلال
بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمال
شريدين ليس لنا منزل غير كوخ الخيال
وحين ننام نمرّغ أجسامنا في الرمال
***
سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد
وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجر ند
حبيبين نحمل عهد هوانا إلى المعبد
يباركنا كاهن بابليّ نقيّ اليد
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

18-09-2006, 05:14 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
الشهيد
في دجى الليل العميق
راسه النشوان ألقوه هشيما
وأراقوا دمه الصافي الكريما
فوق أحجار الطريق
***
وعقابيل الجريمة
حمّلوا أعباءها ظهر العمود
ثم ألقوه طعاما للحّود
ومتاعا وغنيمة
***
وصباحا دفنوه
وأهالوا حقدهم فوق ثراه
عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه
ثم ساروا ونسوه
***
والليالي في سراها
شهدت ما كان من جهد ثقيل
كلّما غطّوا على ذكرى القتيل
يتحدّاهم شذاها
***
حسبوا الإعصار يلوى
إن تحاموه بستر أو جدار
ورأوا أن يطفئوا ضوء النهار
غير أنّ المجد أقوى
***
ومن القبر المعطّر
لم يزل منبعثا صوت الشهيد
طيفه أثبت من جيش عنيد
جاثم لا يتقهقر
***
وسيبقى في ارتعاش
في أغانينا وفي صبر النخيل
في خطى أغنامنا في كلّ ميل
من أراضينا العطاش
***
فليجنّوا إن أرادوا
دونهم..وليقتلوه ألف قتله
فغدا تبعثه أمواه دجله
وقرانا والحصاد
***
يا لحمقى أغبياء
منحوه حين أردوه شهيدا
ألف عمر , وشبابا , وخلودا ,
وجمالا , ونقاء
***
إنّه عاد فتيّا
وهو قد أصبح نارا تتحرّق
في أمانينا وثأرا يتشوّق
وغدا يبعث حيا
***
[/center]
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

18-09-2006, 05:16 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
طريق العودة
نعود إذن في الطريق الطويل
تواجهنا الأوجه الجامده
يواجهنا كل شيء رأيناه منذ قليل
كما كان في ركدة بارده
نعود إذن , لا ضياء ينير
لأعيننا الخامده
نسير ونسحب أشلاء حلم صغير
دفنّاه بعد شباب قصير
***
نعود وهذا طريق الإياب
يمدّ مرارته ورتابة أسراره
نسير ويبرز باب
هنا , وجدار هناك يسدّ الطريق
بأحجاره
وثم سياج عتيق ,
تهدّم عند النهر
وعابرة , دون معنى تمدّ البصر
إلى حيث لا نعلم ,
تمرّ بنا , لا تفكر فينا
وننسى ونجهل أنّا نسينا
ولا نفهم .
***
نعود إذن في طريق الإياب المرير
وكنّا قطعناه منذ زمان قصير
وكنّا نسّميه , دون ارتياب , طريق الرواح
ونعبره في ارتياح :
يمد لنا كلّ شيء نراه يدا
يكاد يعانقنا ويصبّ علينا غدا
دقائقه نسجتها المنى
وكنّا نسّميه , دون ارتياب , طريق الأمل
فما لشذاه أفل
وفي لحظة عاد يدعى يدعى طريق الملل ؟
وعدنا نسير ويسلمنا المنحنى
إلى آخر ضيق
ويدفعنا كلّ شيء نراه
إلى يأسنا المطبق
ونشعر أنّا ضجرنا ضجرنا وعفنا الحياه
وعدنا نمجّ الحياه
***
لماذا نعود ؟
أليس هناك مكان وراء الوجود
نظلّ إليه نسير
ولا نستطيع الوصول ؟
مكان بعيد يقود إليه طريق طويل
يظلّ يسير يسير
ولا ينتهي , ليس منه قفول
هنالك لا يتكرر مشهد هذا الجدار
ولا شكل هذا الرواق
ولا يرسل النهر في ملل نغمة لا تطاق
نصيخ لها في احتقار
لأن الطريق طريق الرجوع
لأنّا بلغنا نهاية درب الرّواح
وأصبح لا بدّ من أن نذوق الجراح
ونحن نسير ونقطع درب الرجوع
ونذرعه بالدموع
***
ألا بد من أن نؤوب
وتدفعنا خلجات المرارة دون حلم ؟
ألم ينطفىء كلّ حلم كذوب
وها نحن نعلم أنّا بلغنا القمم ؟
وسرنا على أوجها مرة , ثم حان الإياب
وعدنا نجرّ قيود الألم
وندرك كيف تغيّر حتى التراب
تغّير حتّى الطريق
وأصبح يرفضنا في ملال وضيقوعاد يصبّ علينا جمودا عميق
***
وعدنا نسير
نجرّ أحاسيسنا الراكده ,
وتصدمنا الأوجه الجامده.
نسير , نسير ,
نحدّق في أي شيء نراه ,
بهذا السياج المهّدم أو بسواه
نحدّق , لا رغبة في النظر
ولمن..لأن لنا أعينا .
نعّلق , لا شوق يغري بنا
ولكن لأنّا سئمنا السكون المخيف
ووقع خطانا الرتيبات فوق الرصيف
سئمنا فأين المفر ؟
ولا بدّ من أن نعود
فليس هناك مكان وراء الوجود
نظلّ إليه نسير
ولا نستطيع الوصول
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

18-09-2006, 05:17 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
ذكريات
كان ليل , كانت الأنجم لغزا لا يحلّ
كان في روحي شيء صاغه الصمت المملّ
كان في حسّي تخدير ووعي مضمحلّ
كان في الليل جمود لا يطاق
كانت الظلمة أسرارها تراق
كنت وحدي لم يكن يتبع خطوي غير ظلي
أنا وحدي , أنا والليل الشتائيّ..وظلي
***
لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء
لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء
لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء
مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ
بعض شيء ما له قبل وبعد
ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي
وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي
***
كان صمت راكد حولي كصمت الأبديّة
ماتت الأطيار أو نامت بأعشاش خفيّة
لم يكن ينطق حتى الرغبات الآدميّة
غير صوت رنّ في سمعي وذابا
لحظة لم أدر حتى أين غابا
آه لو أدركت من ألقاه في الصمت المملّ
أتراني لم أكن أمشي أنا وحدي وظلي ؟
كانت الظلمة تمتدّ إلى الأفق الغريب
كلّ شيء وغرق فيها كقلبي , كشخوبي
ظلمة ممتدّة كالوهم كالموت الرهيب
غير ضوء خاطف مرّ بجفني
لحظة لم تدر ماذا كان ,عيني
كان ضوءا لونه لون خيال مضمحلّ
مرّ بي لمحا وأبقاني أنا وحدي وظلّي
***
كان في الجوّ الشتائيّ ارتعاش وجمود
جمد الظلّ من البرد وغشّاه الركود
ليلة يرتجف في أجوائها حتى الجليد
غير دفء طاف من قلبي الوجيع
فزت فيه من شتائي بربيع
وإذا في عمق قلبي فرحة الفجر المطلّ
غير أني كنت في الليل أنا وحدي وظلّي
***
كان في روحي فراغ جائع كاللاّنهايه
كان ظلي صامتا لا لحن لا رجع حكايه
باهتا يتبع مسرى خطواتي دون غايه
غير كأس عبرت حين صرخت
قطرة واحدة ثم ارتويت
أتراه كان أكذوبة إحساسي المضلّ
أو ما كنت أنا وحدي مع الليل وظلّي ؟
***
كان قلبي متعبا يسكنه حزن فظيع
رقصت فيه وشدّته إلى الجرح دموع
صور في قعره يصبغ مرآها النجيع
كان , لكنّ يدا مرّت عليه
حملت بعض تحاياها إليه
باركت آلامه السوداء كانت يد طفل
أيّ طفل ؟ لم يكن في الليل غيري غير ظلّي
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 18-09-2006 الساعة 05:49 AM.
|

19-09-2006, 02:10 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
الجرح الغاضب
أغضب أغضب لم أحتمل الجرح الساخر
جرح قد مرّ مساء الأمس على قلبي
جرح يجثم كالّليل المعتم في قلبي
يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر
جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله
لن يشكو قلب بشريّ بعدي مثله
الظلمة في أمسي المطويّ أحسته
ومضت تهمس في صمت الليل : من الجاني
حتى الأبديّة والآفاق أحستّه
وتناسى, لم يعبأ, لم ينتبه الجاني
أغضب, يرتعش الموج معي تحت القمر
ويضجّ وتبلغ ثورته سمع القمر
ويجنّ الغيم الأسود في عرض الأفق
ويلفّ الشاطىء ثوب حداد كجنازه
يتحوّل صمتي نارا تصرخ في الأفق
وأغني رقّة إحساسي لحن جنازه
أمسي , في أمسي قد دفنت أشلاء غدي
كانت, لم يدر بها أحد, شبه جريمه
كيف على الأرض تساقط حلمي بين يدي
كيف المقدور مضى نزقا يقتل قلبا ؟
وتبقّت ذكرى مطفأة كانت أمسا
وتبقّت انّات حيرى كانت لحنا
جدران عارية كانت يوما أمسا
أصداء في غار خاو كانت لحنا
***
يهتف في حزن, في جزع : كيف ابوح ؟
ليت الجرح المظلوم إلى الليل يبوح
ورأيت على الأفق المخضوب بفيض دمي
عيناه الزرقاوان مساءا أهوال
ويداه السوداوان ذراعا عفريت
شبح مجنون أيقظ عاصف أهوال
وأحال دياجيري أحجيّة عفريت
أغضب للجرح المختلج الشاكي أغضب
سيجنّ معي الصبر المذبوح المرتعش
ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش
ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب
جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي
الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش
ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب
جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي
الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش
ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب
لا مهرب من جرح قد مرّ على قلبي
جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي
الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

19-09-2006, 02:15 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
أجراس سوداء
لنمت فالحياة جفّت وهذي الأ= كؤس الفارغات تسخر منا
وغيوم الذهول في أعين الأي= ام عادت أجلى وأعمق لونا
وسكون الحياة في جسد الأح =لام لم يبق قطّ للعيش معنى
وفراغ الآهات أثبت أنّا= قد فرغنا من دورنا وانتهينا
***
وعميقا في الليل نسمع أقد=ا م الليالي في رهبة ووجوم
ودويّ الأجراس ينذرنا أنّ ا= انتهينا من دورنا المحموم
أنّ ما في الكؤوس يوشك أن= ين ضب إلا من حفنة من هموم
أنّ ما في العيون من عطش الأح= لام أمسى رماد حبّ قديم
***
وبعيدا في الجوّ تنذرنا الأص= وات أنّ الحياة عادت جنونا
أنّ لون الخيال قد حال= وارتدّ شحوبا وواقعا محزونا
أنّ "قبل" الرجاء أصبح ="بع د" فهو فكرة لن تكونا
أن شيئا في عمق أنفسنا يج= ذبنا للمات, شيئا مكينا
***
ولماذا نبقى هنا ؟ أو لم نش= بع ونجر ونرو دون انتهاء ؟
أو لم ندرك النعيم وخمر الن صر= والحبّ نابضا بالرجاء ؟
أو لم نعرف الأسى العاصر نون= والنوم بعد طول البكاء ؟
أو لم نشبع الوجود ومن في =ه احتقارا ونمض باستهزاء ؟
***
ولماذا نبقى هنا ؟ أسمع المو= ت ينادي بنا فلم لا نجيب ؟
لنمت فالرياح تجرح وجهي= نا ولون الدجى عمق رهيب
وهنا نحن متعبان غريب =ن تعايى بنا الشباب الكئيب
وهنا نحن ميّتان وإن كا= ن لعرق الحياة فينا وجيب
***
"الغريبان" هكذا يهمس اللي= ل وأجراسه تلفّ الوجودا
أيها الليل لن يعيش الغريبا =ن ولن يلمسا مساء جديدا
خذهما أرخ جنحك الأسود الها= دىء حوليهما وحلّق بعيدا
خذهما عزّ أن يقولوا " غريبا ن " =وكانت أقصوصة لن تعود
***ا
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|

19-09-2006, 02:53 AM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
|
|
ألغاز
دعني في صمتي في إحساسي المكبوت
لا تسأل عن ألغاز غموضي وسكوتي
دعني في لغزي لا تبحث عن أغواري
إقنع من فهم أحاسيسي بالأسرار
لا تسأل إني أحيانا لغز مبهم
أبقى في الغيب مع الأسرار ولا أفهم
روحي لا تعشق أن تحيا مثل الناس
أنا أحيانا أنسى بشريّة إحساسي
حتى حبّك..حتى آفاقك تؤذيني
فأنا روح أسبح كالطيف المفتون
قلبي المجهول يحسّ شعورا علويّا
لا حسّا يشبهه لا وعيا بشريّا
إذذاك أحسّك شيئا بشريّا قلقا
قمّة أحلامي ترفضه مهما ائتلقا
إذذاك يحسّك روحي بعض الأموات
ما سمّي "أنت" هوى, لم تبق سوى ذاتي
في وجهك أنظر لكنّي لا أبصره
في روحي أبحث عن شيء أتذّكره
أتذّكر, لا أدري ماذا, ماذا كانا ؟
شيء لا شكل يحدّده..لا ألوانا
ألمبهم في روحي يبقى في إبهامه
دعه لا تسألني عنه, عن أنغامه
دعني في ألغازي العليا, في أسراري
في صمتي, في روحي, في مهمة أفكاري
في نفسي جزء أبديّ لا تفهمه
في قلبي حلم علويّ لا تعلمه
دعه, ماذا يعنيك لتسأل في إصرار ؟
الحبّ يموت إذا لم تحجبه أسرار
إني كالليل : سكون, عمق, آفاق
إني كالنجم : غموض, بعد, إبراق
فافهمني إن فهم الليل, إفهم حسّي
والمسني إن لمس النجم, إلمس نفسي
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
خيارات الموضوع |
بحث في هذا الموضوع |
|
|
طريقة العرض |
النمط الشجري
|
قوانين المشاركة
|
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود HTML غير متاح
|
|
|
حوار الخيمة
العربية 2005 م
|