الأخ هيثم
إن عدم معرفة ابن معين رضي الله عنه للرجل لا تضره إذ ليس من شروط الحافظ أن يعرف كل الرجال ومن قال هذا فليأت بدليله حتى أثبت له أقوال الحفاظ في شروط الحافظ. فهذا قول بلا تمحيص للأسف ولا دراية مطلقا. وهذا تسجيل ءاخر عليك بأنك تعتمد قول الذي جهله مع أن هذه المسألة تم حسمها من قبل معك في شأن جهل بعض الحفاظ الراوي وهذا كلام من لم يمارس هذا العلم إنما مبلغه الكتب ومن رجع إلى الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ورأى من جهلهم وهم في البخاري ومسلم يستحيي حقا أن يستدل بكلام ابن معين دون الرجوع إلى من عرفه هذا عيب عيب وهذا دين ليس لعبة حتى يخوض فيه الخائضون.
وقد قال الحافظ في تهذيب التهذيب أن عبد الرحمن بن سعد روى عنه أبو إسحق السبيعي ووثقه ابن حبان والنسائي, والنسائي معروف في تشدده وأقره الحافظ. وقد روى عنه جماعة, فسماعه ثابت منه وعدالته ثابتة والقاعدة تقول عند المنصفين: من حفظ حجة على من لم يحفظ.
لم يقل أحد بأن الحفاظ صححوا الحديث, ولو ضعفه أحد فإن الحديث إن كان ضعيفا يجوز العمل به في فضائل الأعمال بالإجماع, وهذا الدليل فيه فإن الإمام البخاري سماه أدبا كما هو عنوان كتابه وهو إشارة منه إلى إرشادنا للعمل به, يعني من المستحسنات, وعنون له باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله. فهو يراه شيئا حسنا.
والقاعدة مقررة:
وخذه حيث حافظ عليه نص ---- أو من مصنف بجمعه يخص
لم نقل بالتصحيح لكن لا تقل أنت بالتضعيف إلا بنص حافظ بدون خوض في علم الرجال من عندك, وقد نبهتك من قبل فأرجو الالتزام بالضوابط. العبرة بما قاله الحفاظ العبرة بما قاله الحفاظ العبرة بما قاله الحفاظ.
بعد هذا لا تعجب إذا رأيت كلامك الذي ليس فيه نص حافظ معتمد على التصحيح والتضعيف محذوفا حفاظا على هيبة الحفاظ ومرتبتهم العالية من أن يتسورها من قرأ بعض الصفحات في بعض الكُتيبات.
والحمد لله رب العالمين
|