مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-11-2006, 03:08 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

أما إذا كان البعض يسرد علينا جرائم صدام السابقة ونحن لا نخالفه فيها ، ثم إذا ذكرنا له التغيرات الفعلية في حياة صدام ، وذكرنا أسبابها ، ومظاهرها ، وشواهدها الكثيرة ... أنكر أو كذب وأصر على تعميم المرحلة السوداء التي يعرفها على المرحلة التي لا يعرفها ـ بعد سماع أدلتها ـ ثم هو لا يذكر لنا شيئاً يستحق الذكر من تلك السيئات وأمثالها في المرحلة التي ذكرنا وحددنا ، فإن هذا هو علامة الاحتكام إلى الهوى ، والوزن بميزانه ... ولا ندري كيف سيقبل هؤلاء لو كانوا في عصر الإسلام الأول ورأوا توبة من قتل آباءهم وإخوانهم وسرق أموالهم ، وهتك أعراضهم ، وطعن في نبيهم صلى الله عليه وسلم ، بل وحرّف القرآن وادعى النبوة كطليحة الأسدي ..؟!

كيف سيقبلون توبة عكرمة وأبي سفيان ووحشي وسجاح ...؟!

ومع كل هذا ، فنحن هنا إنما نذكر أحداثاً واقعية عملية شهودها طبقات الشعب العراقي بمجمله ... شهودها التجار ، وطلاب المدارس ، ورواد المساجد ... الذين وإن لم يدلِ أكثرهم بشهادته ، فإنا مطمئنون إلى أن هذا المبحث سوف يكشف القناع عن أعين شهدت هذه الوقائع ... وسوف تقر اليوم بها ، بل وتدلي بشهادتها إذا اقتضى الأمر ذلك .

وبناء شهادة على الوقائع هو المنهج الشرعي المعمول به قضاءً ، والمعمول به عند دخول الإسلام ، وعند الأخذ بالجرائر وبالجرائم ، وعند العقود ، وفي عموم الأعمال الدنيوية ... ومن أبى ذلك ، فليستحضر كم كان غضب النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة لعدم أخذه بظاهر ما سمعه من شهادة رجل محارب في حالة حرب ، ثم ينتقل إلى حـالة هزيمة ، ومنها إلى حـالة قتل ... إلى آخر لحظة ... وعندها يعلـن الشهادة ...! فمع أن كل القرائن مع أسامة ، إلا أنه استحق ذلك الغضب النبوي العظيم ... رضي الله عن أسامة .

وانظروا كيف كان تعامل النبي صلى الله عليهم وسلم مع المنافقين ، فقد كان يأخذهم بظاهرهم ، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل رأس المنافقين عبد الله بن أُبَي مع مستشاريه حول غزوة أحد في الخروج أو المكوث بالمدينة والقيام بحرب مدن ، ورغم معرفته بنفاقهم إلا أنه يرضى بخروجهم معه لتلك الغزوة ، ورغم خيانتهم فقد رضي بدفاعهم معه عن المدينة في غزوة الخندق ولم يعاقبهم بعد هذه الغزوة رغم ماقاموا به من محاولات كثيرة لزعزعة الصف .

ونحن نسأل هل صدام في منزلة المنافقين وهو قام بما قام به من أعمال خَيّرة في عقده الأخير رغم أنه مَلِك وليس بمملوك كمنافقي المدينة حيث كانوا تبعاً للرسول أما صدام فهو حاكم يستطيع أن يفعل ما يشاء أن يفعله [ بمشيئة الله ] فهو الآمر والناهي في بلده .

وعلى هذا فنحن مجتهدون في هذا الكتاب فإن ظهر أنّا مخطئون ـ لا قدّر الله ـ في تغير الرجل الحقيقي ، فلن نكون مخطئين في اتباع الأصل الشرعي الذي ذكرنا ... وما وسع القاضي المخطئ يسعنا ... ولو علم النبي صلى الله عليه وسلم بالغدر الذي واجهه القراء في الرجيع ، ما أرسل واحداً منهم ، ولو علم النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة الرماة لأوامره في غزوة أحد – وما ترتب على ذلك من هزيمة المسلمين – ما وضع أحداً منهم على ذلك المكان المهم .
__________________
السيد عبد الرازق
  #2  
قديم 09-11-2006, 03:10 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

ميزان التاريخ ـ أولاً : قول الميزان ..



الملف الصحفي :عام :



ميزان التاريخ

أولاً: قول الميزان

أولاً: قال الميزان ـ في الأصنام :

من حق كل مسلم يرى صنمًا يهوي أن يفرح ... وهذا هو ما خالط قلب كل مسلم حين رأى تمثال صدام يهوي ... لكنه ودّ لو أن الذين حطموا هذا الصنم، لم يكونوا عبدة الأصنام ...! ودّ الذين حطموا الصنم الفارغ من المعتقد ما جاؤوا ليعبّدوا الناس لأصنام حقيقية يصدق فيهم ما قال خليل الرحمن: 'رب إنهم أضللن كثيرًا من الناس'.

ود ّ الذين حطموا الصنم ما وقفوا دون تحطيم بوذا بكل ما يملكون من قوة ... وكانوا يعلنون أن حربهم ضد طالبان كانت لأسباب منها: الانتقام للأصنام بدعوى أن تلك الأصنام كانت تمثل التاريخ والحضارة ... والطالبان يمثلون التخلف ويهدمون الحضارة .!

إن الإنسان أصبح وهو يرى الفرح لسقوط تمثال صدام، يراه وهو يتذكر البكاء لأجل انهيار بوذا فيعجب أشد العجب من تلاعب اليهودية والصليبية بمشاعر البشرية ومعتقدها وتوجيههم إياها حيث شاؤوا، ويضحكونهم متى شاؤوا، ويبكونهم متى شاؤوا، ويسوقونهم كما تساق القطعان .. حتى جعلوا أهل التوحيد والعلم مسلوبي المشاعر، يسيرون إلى بلاد الأفغان ليشفعوا للأصنام ..!

أما هنا، فيغارون ويغضبون ... لأنه صنم ؟!

فحين هدم بوذا حزنوا ...! وحين هدم تمثال صدام فرحوا ...! ولو بقي تمثال صدام لحزنوا ... ولو بقي تمثال بوذا لفرحوا ! قال تعالى: [ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ]

فأين الأصنام من الأصنام ؟ وأين العباد من العباد ؟ وأين المقام في قلوب العباد من المقام ؟

وإنا نتحدى عالمًا واحدًا صارح صدام وناصحه في قضية التماثيل ... كي يسقط عن باقي العلماء عذر البلاغ ... نتحدى واحدًا من العلماء بلغه ولم يستجب له صدام، فليت واحدًا من هؤلاء العلماء الذين ذهبوا شفاعة لبوذا كي يبقوه للمصلحة ذهب إلى صدام وبلغه بوجوب إزالة التماثيل للنصوص الصحيحة !

ألم يقل البعض عن تماثيل بوذا أنها جائزة ولا يلزم هدمها ... بناء على أنها لا تعبد، مثل الأهرامات، ومثل التماثيل العراقية من قبل الميلاد إلى اليوم ... وقد مرّ عليها المسلمون الفاتحون وتركوها،وهذه صنعت لتبقى للتاريخ لا للعبادة ... ونحو ذلك من تعليلات ظاهرها الصواب وباطنها النفاق ..!

نعم، هذه في معتقدنا حرام وتلك حرام .. ولكن أين الدين الخالص الذي لا يجعل من مصادره أقوال الأمم الضالة، واستحسان اليهود، ومصالح النصارى المرسلة ...؟


ثانيًا: قال الميزان في الأمن والأمان :

سيبقى التاريخ يردد على مسمع الرجل قول الله تعالى: [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] ... والظلم هنا هو الإشراك بالله تعالى.

أما الدوائر الأمنية التي أنشأتها عند مجيئك أيها الرئيس، ثم أخذتْ تتنامى، وتتوالد، وتتمدد، وتمتد خيوطها إلى كل خلية ممكنة في البلد وفي خارج البلد كذلك ... حتى أصبحت غولًا مخيفًا لا للناس وحدهم، ولكن لك أنت كذلك ... نعم لك أنت ...

فرغم علمك بكثير من تجاوزاتها التي لم تكن راضيًا عنها حسب زعمك، إلا أنك كنت تهاب تفكيكها، لأنها قد صورت لك أنها الحامية والكالئة، والراعية لك ... وبدونها سوف تتبخر .. فصدق المثل العربي القائل [سمن كلبك يأكلك] ...

نعم، لقد وصلك حالات وحالات من ظلم الأمن لها، وعندنا منها الكثير .

ولقد روى لنا أهل من جاؤوكم، أو أصحابهم، أو معارفهم بشكاوى ومظالم ولقد كنت ترد الحق سريعًا لصاحبه أو صاحبته بغير توان أو ضعف ... والشعب العراقي يعرف من هذا أحداثا كثيرة وكثيرة بأسمائها وتفاصيلها .. شيعة كانوا أم سنة .. بل كنت كثيرًا ما تعاقب المشتركين في ذلك الظلم أشد العقاب، ولو كانوا من رجال الأمن

نعم .. تعلم بكل هذا ولم تباشر تفكيكها فيما نعلم ... وتعلم بأنها أصبحت في جبينك وصمة عار في الداخل وفي الخارج تطاردك بأفعالها في الميدان وفي الإعلام، وتتحمل أنت جرائر جرائمها التي تعرفها والتي لا تعرفها، ومع هذا لم تفككها ...

حتى أصبحت لا تعرف الكثير الكثير من جرائمها إلا ما يبلغك قصدًا منها، أو عرضًا، أو رغمًا عنها أحيانًا قليلة، ومن ثم باشرت هي استغلال بلدك باستغفالك ...

فرجال الأمن بدوائره وحلقاته المظلمة يعلمون جيدًا أن الناس يهابونهم أشد المهابة .. ولهذا كان الواحد منهم يظلم وهو آمن بأن الناس لن يصلوا إليك، وكان يرتشي وهو آمن في دائرة أمنه، ويعذب وهو آمن، وهكذا ... حتى شعر كل واحد منهم أنه رجل أمن لنفسه وبنفسه لا للناس ..! إنها دوائر مغلقة مظلمة ملتوية ...

ولكن ..! أين دوائر الأمن حين جاء الخوف اليوم ؟ لقد تبخرت ... لقد اصبحت أثرًا بعد عين ... لقد تركتك وما بقي منها إلا ما لا يكاد يذكر منها لتبقى تبحث ـ أنت ـ عن الأمن فلا تجده إلا بملازمة قراءة القرآن ... حتى وأنت ترى القصف فوق رأسك من كل مكان من البر .. من البحر .. من السماء .. ورأسك هو المطلب الأول منذ أول إطلاقة ... حتى اقترب الأمر منك جدًا وفاجأك الخطر فخرجت مسرعًا تاركًا كتاب الله مفتوحًا على سورة الحجر ... كشهادة منك بأن السكينة هنا ... والطمأنينة هنا ... وإن اشتعل العالم حولك نارًا ... لتلجأ بعده إلى ـ مقر الأمن الحقيقي ـ مسجد الإمام الأعظم ' أبي حنيفة النعمان ' .. فتصلي مع الناس صلاة الظهر .. لتحكي لأصحابك الثلاثة الكبار قصة الغدر التي حيكت خيوطها في ظلمة الليل البهيم عليك وأنت لا تدري ... ومِن مَنْ ...؟!

من أقرب الناس منك ... بعيدًا عن رجال أمنك .. لتجد الأمن مع عامة الناس في المسجد وتجده بجوار المسجد حين خرجت وبدأ الناس بالتجمع حولك ... فارتفعت فوق الجموع في مشهد عجيب ومخاطرة مخيفة ... في مجتمع مسلح ... في لحظة سقوط بغداد .. في لحظة خلعك من حكمك ... في لحظة أصبحت الصيد الثمين لكل من يمسك بك ويسلمك لأمريكا ... ارتفعت فوق الجموع ... موشىً بالمهابة كسابق عهدك ..! لماذا كل هذه المخاطر بلا رجال أمن كما هي العادة، لأن الأمن ـ والله أعلم ـ أصبح في داخلك .

هذا المنظر وحده يكفيك شهادة ... شهادة على رباطة جأش لا نظير لها في عالم الزعامات، وسكينة أذهلتك عن كل المخاوف التي من حولك .

وبقى الناس يروون الكثير الكثير من مشاهدتك في الأسواق وفي غيرها ...

بينما رأى الناس رجالًا يبكون على ذهاب شيء يسير من الدنيا، ورأوا زعماء وأمراء بكوا أمام العالم لذهاب ملكهم أو لفشلهم في الانتخابات كما بكى بوش الأب حين فاز عليه كلينتون وبكى أمير الكويت جابر الصباح أمام العالم في مبنى الأمم المتحدة حين احتل صدام دولته ...

إنها حكاية تاريخية عجيبة حقًا . توصل الرسالة الأمنية إلى كل الزعامات فائدة لهم ... أن طريق الأمن الذي تسلكون هو طريق الخوف ... وستشهدون بأنفسكم على ذلك ... وأن الأمن هو في قول الله تعالى:[ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ] ....

وأن الأمن في بيوت الله تعالى، وأن إخافة أهل المساجد هي ممن لا نصيب لهم من الأمن . وإن ضاعفوا أجهزتهم ...

والله تعالى يقول: [ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين . لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ]

ثالثًا: قال الميزان لأهل العلم والإيمان :

تذكروا العقد الأخير من حكمه ... وقارنوا ما بين عهده في السبعينات والثمانينات ... واسترجعوا جيدًا كم فتح من الكليات الشرعية، كم فتح من المعاهد، كم امتلأت المساجد بحلق تحفيظ القرآن في الحلقات الصيفية ....

:
__________________
السيد عبد الرازق
  #3  
قديم 09-11-2006, 03:12 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

تقولون: إنه سلمها لعزت الدوري ...؟

نعم . سلمها لعزت الدوري: لكن من منكم تقدم له وناصحه ؟

أكنتم تخافون بطشه ... نرجوكم اذكروا لنا من العلماء العراقيين من بطش به في السنوات العشر الأخيرة حين ناصحه ... ونحن سوف نذكر من العلماء العراقيين في بغداد ممن قد طلب منهم بنفسه المناصحة، وناصحوه وعمل بنصحهم فورًا ...

ونذكر لكم آخرين استفتاهم في مسائل شرعية تتعلق بإقامة حدود، وأفتوه كتابة أو مشافهة، ونفذ ما أفتوا به مباشرة ...

ونذكر آخرين أرسل لهم بطريق مباشر وغير مباشر رغبته أن يكونوا قريبين منه .

لكن الذي منعهم أمران لا ثالث لهما:

الأول: الخوف من بطشه ... مقدمين الخوف وإساءة الظن للأسف ...

والثاني: خوف السقوط من أعين الناس لا من عين الله ..

إذًا. فمن الذي ترك المجال لعزت الدوري وغيره ...

لقد كان بعض أقرانكم يناصحه على خجل أحيانًا، ولا يناصحه إلا إذا طلب منه، وكان يرى أثر ذلك فورًا عليه، ونحن ندعوا هنا هذا الدكتور المكرم إن كان حيًا وأقرانه إلى إثبات تلك المواقف والمناصحة في كتب تاريخية صادقة وموثقة من غير تردد ولا خوف ... لتستمر سلالة الحسن البصري، ومحمد بن واسع بالتواصل والتواصي إلى يوم القيامة .

ونحن والله، نعرف عالمًا في كلية الشريعة ناصحه وصارحه في عزت الدوري، فأتى به، هو ووزير الأوقاف، وكلمه بشكوى العلماء وأنّبه أمام الشيخ، والشيخ نفسه يروي الحادثة، ولقد تقلص دور عزت بعد هذه الحادثة على المساجد وأهلها، وعلى حملات الحج العراقية ... فكانت هذه المعاتبة منه لعزت كالطامة ... ولكن كان ذلك قبل سنة من نهاية حكمه تقريبًا .

وقد بث التلفزيون مرة لقاءً، وقد أحضر فيه عزت الدوري ومعه بعض أهل العلم وبعض الوزراء وذلك قبل سنتين من نهاية حكمه، وكان معهم الشيخ الناصح عبد الحميد العبيدي حفظه الله ورعاه ..

فسأل صدام سؤالًا واحدًا وكان يشير إلى الأستاذ العبيدي: 'هل يمكن أن يبلغ الحاكم مرضاة الله ؟'

فقال العبيدي كلامًا طويلًا جميلًا ابتدأه: 'من تاب تاب الله عليه' !

وما كان يقول له: سيدي الرئيس .

فقال عزت: سيدي أنت مأجور في كل حالاتك لأنك مجتهد ...

فقال له صدام وقد التفت إليه جانبًا: لكن السلطة لها آثامها .. ثم قال: دعونا نسمع العبيدي ...

فتكلم العبيدي، ومما قال له: لو جرب الحاكم حكم الله لما رضى بحكم غيره .

وانتهى اللقاء، وقام الجميع وصافحهم صدام، بمن فيهم مشايخ تلفزيون معروفون، كانوا يظهرون المديح عادة، وكل منهم ألقى نفسه عليه يعتنقه إلا العبيدي، فإنه لما جاء دوره مدّ يده فقط، فأخذه صدام واجتذبه إليه وعانقه .

وبعدها، كاد عزت الدوري للدكتور العبيدي .. حتى أخرجه من العراق إلى اليمن، ونرجو التنبه إلى السؤال الذي أُلقي على ذلك العالم الناصح ... وانظروا إلى تعليق الرئيس عليه ...

ومع كل هذا أقول: لقد كان الواجب عليه أكبر من ذلك بكثير ...

كان الواجب على صدام أن يشكل مجلس حل وعقد ممن يتوفر فيهم هذا الاستحقاق العظيم، ويعطيهم من المكانة فوق ما الوزراء، بل فوق الرئيس نفسه .....

وقال الميزان لعلماء من خارج العراق أصدروا فتوى بجواز الاشتراك مع أمريكا في ضرب العراق وخاصة بعض مشايخ ودعاة إحدى الدول الخليجية الصغيرة:

فهنيئًا لكل عالم من هؤلاء ممن ساهم في ظهور ذلك كله بشطر كلمة أو قطرة ماء، أو فتوى، أو أي نوع من أنواع مشاركة المجرمين ..

هنيئًا له بالمشاركة بأوزار ستستمر إلى ما شاء الله على ساحة تغطي العراق وتتمدد شيئًا فشيئًا إلى بلاد المسلمين إلى ما شاء الله ..

لا أدري .. أيسعد هؤلاء بكل هذه المصائب ونكبات الدين في العراق لثمن سقوط صدام

أيستبدلون الحكم الجبري بالحكم الكفري ؟! أيستبدل هؤلاء من يجلد الظهر بمن يأخذ الدين ..؟!

أيستبدل هؤلاء بمن في سيفه رهق شديد ... بالردة عن الدين والمبتدعة في الدين والفتنة عن الدين، وهتك عفاف المسلمات، وعلو الباطنيين ... وربنا يقول [والفتنة أكبر من القتل] .

سيبقى الميزان يقول للرجل وللمسلمين: ليس كل من تسمى بالداعية، وظهرت عليه مظاهر الإسلام، كان رجل الموقف ... فلقد افتضح دعاة كثر في هذا العدوان، حين عرض عليهم صدام بالسر الوقوف معه . فقالوا: لن نقف معك، ولكن إذا سقطت فسنقاوم ...! وسقط صدام وذهبت بغداد وكل البلاد ... ولما تظهر منهم مقاومة أبدًا .. سقط صدام وبغداد والعراق ... فإذا بهم يَظهرون اليوم ليضفوا شرعية على الاحتلال ... بإعلان حزب سياسي إسلامي في العراق ينطلق من بغداد الخلافة تحت راية الصليب، ويزعمون زورًا أن لديهم فرقًا تقاتل في سبيل الله . وسبيل الله عنهم بعيد ولكنها دغدغة المشاعر والحفاظ على المكتسبات فالله عليهم شهيد .







ثانيًا: قال التاريخ :



الملف الصحفي :عام :



قال التاريخ:

قال التاريخ متعجبًا: يا أصحاب التشيع أين عقلكم وأين فكركم ؟!!

أيسلم من سلاحكم اليهود وحملة الصليب ... ولا يسلم من سلاحكم ' أهل لا إله إلا الله' ؟!

أيهما أحق بالقتل، من قال: 'أن الله ثالث ثلاثة' .. أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!

أيهما أحق بالقتل، من قال: 'نحن أبناء الله وأحباؤه' .. أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!

أيهما أحق بالقتل، من قال: 'إن الله فقير ونحن أغنياء' .. أم من قال: لا إله إلا الله ؟!

أيهما أحق بالقتل، من قتل الأنبياء وقال عن مريم بهتانًا عظيمًا، أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!

اجمعوا كل أقوالكم وأفعالكم وصالحاتكم، واجعلوها في كفة، واجعلوا لا إله إلا الله في كفة، فأي الكفتين أرجح عندكم ... بالله عليكم ..؟!

فكيف تستبيحون دماء غيركم من المسلمين وجميعكم يقول: لا إله إلا الله .

أما تكفي لا إله إلا الله ... وقد جاء في وصية نوح لولديه [وآمركما بلا إله إلا الله؛ فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى؛ كانت أرجح منهما، ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة؛ فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما] رواه الحاكم.

يقول التاريخ عن نفسه
__________________
السيد عبد الرازق
  #4  
قديم 09-11-2006, 03:13 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

سينطوي التاريخ، ويرث الله الأرض ومن عليها، ويكون أول قضاء بعد ذهاب التاريخ واستقبال يوم القيامة يقضي الله فيه ... هو الدماء .

فكيف ينجو من جاء بدم صاحبه كان يقول: لا إله إلا الله ...؟!

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ]

كيف تكون النجاة، وترجح الكفة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول [ يا موسى لو أن السموات والأرض وضعت في كفة ... ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت لا إله إلا الله]

فيا ويل من يقتل أو يحض ـ باسم العلم والدين ـ على قتل أهل لا إله إلا الله، وهي عماد الدين والعلم ..

كيف يرجو النجاة ... من جاء قاتلًا لمؤمن يقول أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟!

كيف يرجو النجاة من قتل رجلًا يعتقد بأنه: من لم يحب علي فليس لله بولي ؟!

كيف ير النجاة من قتل من يقول [ من لم يصل على آل البيت في صلاته فلا صلاة له ]؟!

إن من قتل هؤلاء، فخصمه يوم القيامة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار ... وجميع المؤمنين

يقول التاريخ:

يا شيعة العراق: هل كان من عادتكم في العراق ... وهل كان من أخلاق أهل لا إله إلا الله ... أن تهينوا الضيف الذي حل ببلادكم ؟!

إذًا كيف يطردونه ..؟ وكيف تطاردونه ..؟ بل كيف تقاتلونه ...؟!

كيف وقد جاء ضيفكم لا يريد منكم مالًا ولا أجرًا .. إنما جاء يبتغي الأجر من الله دفاعًا عن العراق ـ بلد لا إله إلا الله ـ أمام هجمة الكفر التي غزت بلادكم ... يدافع عنه بما فيه من سنته وشيعته ...؟!

تذكروا جيدًا أنهم يقولون لا إله إلا الله، وأنهم ما جاؤوكم ـ من بين الناس ـ إلا استجابة لأمر الله ... وعتاب الله لهم على القعود حيث قال سبحانه: [وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا] .

فهل من استجاب ـ من بين المؤمنين في العالم كله ـ يستحق القتل وهو يقول لا إله إلا الله ...؟! أم يجوز أن تسلموه إلى أعداء لا إله إلا الله، ليقتلوه أو يعذبوه ... فتتحملون أنتم أوزار الكافرين ... لتحشروا معهم يوم الدين ... كيف يعمل المسلم جاسوسًا للكافرين على المسلمين المجاهدين ... وربه يقول له [ ولا تجسسوا ] ... ؟

قال التاريخ معاتبًا:

أما أنتم فيا معاشر علماء التشيع الكبار:- هل تجيزون أن يأخذ إنسان أرضًا ليست له ؟ أم تجيزون أن يأخذ بيتًا ليس له ؟

إذًا فكيف تجيزون أن يأخذ أبناء شيعتكم بيوت الله التي بناها أهلوكم من السنة، ورعوها سنين طويلة ...؟

نعم: نحن نعلم أنكم ستقولون أنها لم تؤخذ بأمرنا، ولا بمشورتنا، وسوف ترجع إليهم بعد هدوء الوضع ... وهذا وقت فتنة فاعذرونا.

وهنا نقول:إذا كنتم تقولون بهذا ... لِمَ لم ْ تخرج فتوى منكم بتحريم هذا العمل ؟ مشفوعة بوجوب رد ما أخذ فورًا ..؟ على أن تكون هذه الفتوى صادقة لا تقية فيها ولا مراوغة. لا كما أصدرتم فتاويكم قبل العدوان الظالم على العراق، ثم لما اشتدت المحنة على المسلمين تخليتم عنهم وبعتم عراقنا للرجل الأحمر. لم لا ترسلوا وفودًا من الحوزة العلمية إلى كل مسجد من مساجد أهل السنة سُلب منهم حتى يعاد إليهم ...؟

لِم لَم تؤخذ كنائس النصارى وكنس يهود وأصدرتم فيها الفتاوى كما أحللتم مساجد السنة أم أن كنائس اليهود والنصارى أعز وأجل من مساجد المسلمين ...؟

فإذا عوملت مساجد أهل السنة معاملة الكنائس والبيع ... فإنكم لا تجيزون اغتصابها منهم ؟

وإذا عوملت معاملة الملة الواحدة ... فإنكم تجيزون للجعفري أن يأخذ مسجد الزيدي، ولا تجيزون للشافعي أخذ مسجد الحنفي، إذا ًفبأي منطق أو دليل أو دين أجيز أخذها ؟!

وإذا كان النظام بناها لأهل السنة، فلا يجوز أن تؤخذ سواءً كانت هدية أم أمانة أم تولية وهذا يمكن أن يقال عن المساجد التي بنيت لأجل الشيعة في العراق أو في إيران أو في أي مكان ...

ثم هل أخذ أهل السنة حسينية واحدة منكم وحولوها إلى مسجد ..؟

وما حكم قتيل السنة إذا دافع عن المسجد حتى قتل ؟ أليس بشهيد ..؟

وما حكم قتل أحد الشيعة إذا هاجم لاحتلال مسجد حتى قتل ؟ أليس إلى النار لأنه معتد ..؟

أفيكون الرجل شهيدًا .. إذا دافع عن بيته وماله ... ولا يكون شهيدًا .. إذا دافع عن بيت من بيوت الله تعالى ..؟!

قال التاريخ نيابة عن السنة :

أم تريدون يا أيها الشيعة أن تقولوا: لن نترك لكم مسجدًا واحدًا إلا وأخذناه منكم في كل منطقة أنتم فيها أقلية، تمامًا كما فعلنا بكم في طهران .؟

أم تريدون أن تقولوا للسنة في مناطق أكثريتهم افعلوا مثل ما فعلنا ... كي تصبح بيوت الله صراع بين أهل الإسلام ...؟!

قال التاريخ :

هكذا أعيد نفسي ... ولكن أين المعتبر ...؟!

ها هو ابن العلقمي يتجدد ثانية ... ليتجدد وله المصير الذي قاله الله: [ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ...] [ومكر أولئك هو يبور] .

باع الخوئي دينه ومبادئه وبلده ووطنيته، فكان أول الداخلين تحت الحراب الأمريكية إلى كربلاء، فكان جزاؤه أن يكون أول المقتولين بحراب قومه، في مكان كان يتمنى أن يكون سنده ومأواه، فأصبح مقبرته ومثواه الأخير ... فلا هو من دينه وآخرته ولا هو من دنياه ....

فسبحان من حكم فعدل .... وجازى وعجّل ...!

ولحق به خائن آخر فرّ ـ كما يقول ـ من نظام صدام ... بعد ما كان بطلًا في بلده، وقد تردد اسمه مع البطولات في حرب بلاده ضد شيعة الفرس ... إذ به يلجأ إلى بلاد الكافرين إلى أمريكا، ليفرغ في جعبة مخابراتهم العسكرية كل خزينة سنوات رئاسته للأركان، وهاهو اليوم يعيش ذليلًا لامنصب موعود به ولامكان كان يرجوه ... مشهودًا عليه بالخيانة والولاء للكافرين المعتدين والعياذ بالله تعالى ... فأين ذهبت الدنيا التي سعى إليها ...؟!

وأخيرًا وليس آخرًا ... جاء دور الخائن الأكبر والسارق الأخطر أحمد الجلبي ... ليعتقل باليد التي قبلها وركع لها، فأصبح سجينًا بعدما كان يطمع أن يكون رئيسًا ثم أطلقته أمريكا بعدما رجع الكلب في قيئه .

فالشرف لا تمنحه أمريكا .... إنما تمنح العار .

قال التاريخ للرئيس :

اكتب ... أيها لرئيس في عهدك عن نفسك ما تشاء ...

صور ... لنفسك ... عن ذاتك ـ من الصور ـ ما تشاء ... ابعث بها في الآفاق كيف تشاء ...!

انحت .. اشعر .. انثر .. سجل .. لحن .. تغن .. ارفع .. ارخ ....واجمع لنفسك ما تشاء ..!

ها أنت اليوم تراها أمام عينيك جذاذًا .. وآثارها دخانًا طارت بها الريح .. وبقاياها رمادًا اشتدت به الريح ... والرئيس في وسط الهول كالذي: [ يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها . ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدًا . ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله . وما كان منتصرًا . هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابًا وخير عقبًا ]

فبعد ذروة العز عاد المهيب .. وحيدًا .. طريدًا .. كأن عمر العز الطويل جُمع في عشية وضحاها .. وكأن الليل والنهار ـ عند عزيز القوم ـ توالجا وتمازجا ... حتى اصطبغ الفجر المتنفس بظلمة الليل الدامس .. فاكتسى ضحى الرئيس وشاح السواد الخانس .. وتاه الرئيس في أودية العراق فصاح ... وناح ...

أنـوح على ذهاب العُمر منىّ وحقي أن أنوح وأن أنـادي

وأنـدب كلما عاينت ركبــًا حدا بهم لِوَشكِ البيَنِ حـادي

يعنفـني الجهـول إذا رآنـي وقد ألبست أثـواب الحـداد

وها أنا كالخطيب وليس بدعًا على الخطـباء أثواب السواد

فقلت له: اتعظ بلسان حالـي فإنـي قد نصحتك باجتهادي

ألم ترنـي إذا وافيت ربْعـًا أُنـادي بالنوى في كل وادي

أنوح على الطلول فلم يجبني بساحتها سوى خرس الجماد

فأُكثِـر في نواحيهـا نواحي من البيـن المفتـت للفؤادي

تيقظ يـا ثقيـل السمع وافهم إشارة ما تشير به العــوادي

فما من شـاهد في الكون إلا ويشهـد بالمصـير إلى النفاد

فكم من رايح فيها وغـادى يناديني بقـرب ٍ أو بعــادي

لقد أسمعت لـو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمـن تنــادي

ونارًا لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفـخ في رمــاد
__________________
السيد عبد الرازق
  #5  
قديم 09-11-2006, 03:16 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

هذه حالة نفسية لا بد أن يمر بها من تمرغ بالعز ثم تمرغ بالفلاة ... فمن الناس من يستسلم لها، بل منهم من تنتهي حياته عندها .... فلا يطيق الحياة الشهيدة مع الذكريات السعيدة، فيضطر لأن يطلب النجاة بنفسه طالبًا السلامة ..

لكن منهم من تتعدى هذه الحالة عنده خاطرًا عابرًا، وهذا في الناس قليل، ولا نحسب صاحب العراق إلا من الصنف الذي يتأبى على الاستسلام لمشاعر عاطفية تدعوه لليأس، وإن كان في السابعة والستين من عمره، وشواهد حياته من أولها إلى آخرها خير دليل على ما نقول، وشواهد الحرب الإيرانية ليست عنا ببعيد، وما رأيناه في الحرب الأخيرة إلى يوم سقوط بغداد شاهد حاضر على ذلك ... وكأنه قد وطّن نفسه على هذا الأمر من قبل .. وكأنه يقول للآخرين:

وتجلـدي للشامتين أريهــم أني لريب الدهـر لا أتزعـزع


أما أنتم أيها الرؤساء، فإن التاريخ يقول لكم: لا تحاولوا تغيير التاريخ وتضليل الضعفاء ... فأنا لا يكتبني الأقوياء .. إنما يكتبني القوي .. الحي القيوم .. الذي: [لا تأخذه سنة ولا نوم . له ما في السموات وما في الأرض] .

كتبتم ـ أيها الرؤساء ـ عن نفسكم أم لم تكتبوا ... فالله وحده يمحو ما يشاء ويثبت . حيث لا عين ولا بشر .. ولا قلم ولا دفتر .. ولا مؤرخ يسطر ..

يثبـت .... ولو كان صاحبه عراقيًا .. في ظلمات بطن حوت .. في ظلمات بطن بحر . في ظلمات الليل البهيم !

يثبـت ... ولو كان صاحبه عراقيًا .. وسط نار تفور .. وسط أعظم تنور .. وسط قوم أقرب من فيهم أبٌ حقده يفور ..!

يثبـت ... ولو كان صاحبه عراقيًا .. في عمق التاريخ . في سفينة .. بين أمواج كالجبال ما بين طوفان الأرض ومنهمر الماء المتدفق من أبواب السماء ..!

وصدق ما قاله الإمام مالك: ' ما كان لله بقي واتصل .. وما لم يكن لله انقطع وانفصل'.

تاريخ .. وتاريخ: تاريخ قال الله في أصحابه: [وتركنا عليه في الآخرين] .

وقال: [واجعل لي لسان صدق في الآخرين] .

وتاريخ قال في أصحابه: [ فخسفنا به وبداره الأرض].

وقال: [واتبعوا في هذه لعنة] .

وذهب ما كتبوا .. وبقي ما أثبت الله: [إنا نحن نكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين].

أما أنت أيها الرئيس فإن التاريخ يقف اليوم منك قريبًا ليقول لك: لعل من رحمة الله بك أن أراك بعينيك عبر التاريخ ودروسه الذي كنت تسعى لمعرفته طويلًا ... !

لترى بنفسك ماذا يمحو الله ... وماذا يثبت ..!

وترى كيف ذهب ـ مالم يكن لله ـ دخانًا في الهواء .. وكيف صفى الماء من الرغاء ... فأما الزبد فيذهب جفاء ... وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ... لينبت فيها ثم يعلو فرعها في السماء ..

لكن؛ تأكد أيها الرئيس بأن التاريخ لن يظلمك، وإن تنكر لك القريب قبل البعيد .. وسود عليك صفحات الكتب، والصحف بمداد السواد .. لسواد عيون اليهود .. وسواد قلوبهم السود ...

لن يكون ما نذكره هنا تزكية لك مطلقة ... ولا اعتذارات ملفقة ... بل هي بالنظر لما سبق عقدك الأخير مما عملته من جرائم ماحقة، وبالنظر لعقدك الأخير وما فيه من قربات عملية نحسبها صادقة، وبالنظر كذلك لما سيعقبك من مصائب في الدين بدت طلائعها ناطقة وليس بالنسبة لما نرجوه ونؤمله من الأمالي الصادقة .

ستبقى أيها الرئيس طويلًا .. صفحات التاريخ لك حنينة .. وفيّة .. أمينة ... تطلق الحسرات والآهات على فوات هذه الفرصة بالتخوفات والتوهمات، وعلى تعلق آمال العراقيين بعدو دينهم ... فلما ذهبت، وجاء العدو، علمنا أننا إنما كنا في سبات .

سيبقى التاريخ يكتب لك بمداد دموع الدعاة الغيارى ... تخط على صفحات خدودهم المنيرة .. تتحدر على لحاهم الوفيرة .. حارة ملتهبة .. تكتب شهادة لك ... كلما رأت فتنة ميتة بعثت في بلاد الرافدين من جديد ... أو تهتكًا وتشبهًا وتعريًا قمعته ـ أنت ـ بالحديد .

شهادة لك ... ممن كانوا أعزة بالأمس في دينهم وفي بلادهم .. فأصبحتْ ترى جموع الشرك تعلو وتنادي: اعل هبل .. ولا تسمع ـ بعدك ـ صدى ولا رجع صدى .. يجيبها: الله أعلى وأجل ..

شهادة لك ... وهي ترى مظاهر الوثنية تعود في بلاد الرافدين .. بأعداد كأعداد الحجيج أو يزيد .. تسيل دماؤها كالأضاحيأضاحي أ يوم أكبر عيد .. تقول للعالم: انظروا ... هذا هو الإسلام الحنيف يعود من جديد ..!

شهادة لك ... كلما رأت عيون الموحدين ... بعوث الشيوعيين والعلمانيين تخرج في العراق ثانية ... بعدما ألقاهم التاريخ خلف التاريخ .. بأقسى عبارات الذم والتوبيخ ...

شهادة لك ... من حمَلتِك الإيمانية المباركة التي سيّرتها ... على طول البلاد وعرضها .. فجاء دور حملات الشيطان ... التي يتراقص لها أهل الأهواء من العذارى والذكران ..

شهادة لك ... مكتوبة على صفحات بيوت الله المكتظة بالشباب في صلاة الفجر .. في عقد حكمك الأخير ...

شهادة لك ... مخطوطة بترانيم البراعم ... من حلقات التحفيظ المباركة الكثيرة المنتشرة في أرض العراق ... في دورات المساجد في صيف العراق ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ... في قيام لليالي رمضان ازدحمت برجاله بيوت الله، بشجو نبرة عراقية حزينة ودمع رقراق ...!

شهادة لك ... وهي ترى ألسنة الضلال ... وصور الإنحلال ... ورؤوس التتر تطل من كل مكان ... وفي عيونها شرر ... فيعود التاريخ إليك مخاطبًا:

أين أنت أيها السد الحصين ... لو كنت كما كنت لكنت قاطعها .. وطامسها .. وقاطفها ...؟

شهادة لك ... من على أدراج الطلاب في المدارس ... حيث قررت تفسير القرآن كاملًا لكل طالب ودارس ... وأحكام التلاوة ومنهج الأحكام .. وفقه سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام .

شهادة لك ... على أنك لم تتوقف عند القول وجمود الدراسات، ومقابر اللجان بل أخذت للتغيير عدته ... وقطعت منه شوطه ومسافته .. فأدرك العدو أن للأمر خطورته ... شباب ملؤوا المساجد، وطالبات أخذوا العلم والدين والتزموا حشمته وقيادة مقبلة لا تحسب لردة فعل العدو غضبه ونقمته، ومن شك في أن صدام سبب ذلك فلينتظر ... حتى يدور العام القادم دورته .

هناك تنادى الأعداء أن اقطعوا الطريق بقطع رأس الأفعى أولاً ..!

فبقي الرأس بحمد الله في الشموخ رأسًا ... ولتتجرع الأفعى من ذات سمها كأسًا ....

وهكذا يطوي التاريخ الآن صفحة مرارة، وكأنه يقول للرجل ' دع الساحة لغيرك، فالوقت ليس وقتك ... فوقتك قد مضى، وجاء وقت الـ ... فما عاد في الكبراء بعدك من يرفع رأسًا ...!'

لكن الحياة لن تتوقف عند صدام ولا غيره .

[وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرًا بصيرًا].

وسنة التغيير قادمة حاسمة .

[ يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أّذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...]

قال التاريخ:

العجيب حقًا أن البعض لا يزال يأمل بتحقق الرجعة لك، وقد مضى على ذهابك أشهرًا ... فأي أمل هذا ...؟ هذا وهم غير موقنين بحياتك الآن ..!

إن ذاك البعض يصر بتفاؤل غريب مبني على أدلة ملتقطة من هنا ومن هناك .. فيقولون: إن الله على كل شيء قدير ... ويقولون: إن الله لن يضيع دعاء المؤمنين وهو مازال متواصلا والذين بعضهم يدعوا حبًا لصدام وهم غالبية الشعوب المسلمة أو يدعوا له نكاية بأمريكا وليس حبًا في صدام كما هو غالب المشائخ وأفراد الحركات الإسلامية .

يقولون: لقد جاء في تفسير حديث السفياني في بعض كتب بني إسرائيل، تفاصيل هذه القصة ... وأنه سيخرج للناس بعد أربعين يومًا بعد اختفائه .. ويأتي هؤلاء بتفاصيل صفاته منطبقة على صفاتك ... فإذا بها كأنها هي .

يقولون: والعلامة الأخيرة والخطيرة أن في التوراة منصوصا على ظهور السفياني أربعين يومًا، وها هو صدام يقدم خطبته إلى جريدة القدس العربي بعد أربعين يومًا من ابتداء الضربة ، والحقيقة لا ندري هل ما نشر في القدس هي من رسائل صدام أم أن محبيه أرادوا أن ينطبق عليه وصف السفياني، والذي دلت عليه الأحاديث ولكن كلها كانت ضعيفة وقد يرفعها البعض لدرجة الحسن لتعدد طرقها، وليست هي مجال بحثنا. والله أعلم .

ينظرون إلى وضع العراق المخيف المرعب، فيقولون موقنين: ليس لها إلا صدام وإلا فلا نرى نهاية لهذا الوضع .

يقولون: لقد جاءت مبشرات كثيرة من الرؤى الصالحة فيك ونحن متفائلون .

يقولون ... ويقولون ... ويقولون ... لكن !

المنطق العقلي والمنظور الواقعي يقول غير ذلك ...

إنه يقول: لقد طار النسر بالعراق كله، بعيدًا عن مدى سلاح الصياد ....!

يقول: لقد أنزل النسر الأمريكي مخالبه الفولاذية على كل جزئية في العراق ....!

يقول: ليس في الأفق القريب خلاص للفريسة ...! بل نحن بانتظار الفرائس القريبة .

فها هي الإدارة الأمريكية قد دخلت جحرًا وأغلقت عليها صخرا ... فهي تتردد ما بين احتمالات محدودة ... فإما أن تسلم الأمر للسنة ... ومستحيل أن يرضى الشيعة بعد هذا الأمل والعمل بهذا الأمر ... ولو سالت دونه أنهار من دماء ..وإما أن تسلمه لمن قالوا: 'حوزتنا تحكمنا' وفي هذا إعلان النجف عاصمة دينية للعراق وإيران مجتمعين ...
__________________
السيد عبد الرازق
  #6  
قديم 09-11-2006, 03:20 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

يقول التاريخ:

قبل طي صفحة [شهادة التاريخ] هذه ... فقد التاريخ يشهد الهزيمة النفسية والتاريخية ... حيث تطفو شهادة الهزيمة تلك على ألسنة المثقفين والخطباء والكتاّب ممن يعرفون الحقيقة ... حين انسحب الجميع من الإدلاء بشهادة حق من ذكر حسنة واحدة أنشأها صدام .. من ذكر باب شر واحد أغلقه صدام ... فالذي يعلم والذي لا يعلم سبّ، وشتم ... وشجب ... ولعن .... حتى ذاك الفلسطيني الذي أخرج من بيته في منطقة 'بلديات' في العراق ... قال: نحن منطقة كلها فلسطينيون ... فيها ثلاثون ألف فلسطيني كان الرئيس قد أسكننا فيها وهو يدفع الآجار عنا طوال الفترة السابقة ... واليوم طردونا ثم استدرك وقال: كان الرئيس يتاجر بالقضية ... !!

هذا ومالم نذكر من الحسنات هنا الكثير ... الكثير ... كما لم يكن من منهج صدام أن يجاهر في الإعلام بحسناته الشرعية .... فلم تجد الحملة الإيمانية أثرا يذكر في الإعلام الخارجي ... بدليل أن أغلبية القراء لا يعرفون عنها شيئًا ... كما لم تحض لقاءاته الشعبية شبه اليومية بالمواطنين والتي تبدأ عادة في الساعة الثالث فجرًا وحتى الثامنة إلا خمس دقائق صباحًا ...

وهكذا ... مراكز القرآن الصيفية ... ونحو ذلك الكثير ... الكثير ...

ولا أدري .. فلعل السر في عدم إظهارها ربما يكون خشية صدام من وأدها في مهدها .. وخنقها حتى الموت قبل فطامها ... وقد كان ما كان ... وطوت أمته صفحة حسناته، وشموخه، وإبائه، بطي النسيان أو الكتمان ... ولعنته بلعنة اليهود وأهل الصلبان ... وعبدة النيران ...


وأخيرًا قال التاريخ: اشهد يا ربنا على ما قالته مفكرة الإسلام

وأخيرًا فإنا:

نُشْهِد الله عز وجل بأن صدام حسين كان بعثيًا طاغية أسرف على البلاد والعباد قبل عقد من الزمن، وفي نفس الوقت كان حوله كثير ممن نادى بالديمقراطية والتي هي أشد شرًا من البعث وفكره، لأن البعث وإن كان شرًا عظيمًا فإنه يبقى فيه بعض الشيم العربية التي تخفف شيئًا من عظيم شره أما الديمقراطية فهي الحياة الغربية بكل معانيها.

ونشهد الله أن بعضًا ممن كانوا أسودًا في تكفير حزب البعث وأتباعه قد التحفوا بريش النعام في تناول الديمقراطية وساستها والتي هي في حقيقتها أعظم ضررًا من حزب البعث القومي .

ونشهد الله أن الناس قتلهم الخوف من صدام حتى آخر يوم من حياته، وذلك راجع لحكمه الحديدي الذي كان شديد البأس فأذل به الناس .

ونشهد الله عز وجل أن صدام قد تغير في آخر عقد من حياته وكلما مضت سنة كان أكثر قربًا إلى الخير، ولو ترك على ما هو عليه لزاد خيره ولقَرُب معروفه .

ونشهد الله عز وجل أن من أهم الأسباب في حرب العراق وذهاب ملك صدام هو توجهه الديني الأخير الذي لن يكون منه مضرة إلا على الكيان العبري، ويا ليت قومي يعلمون .

ونشهد الله عز وجل أنا قابلنا عددًا من الصالحين ممن يعملون في بعض الأنشطة الإغاثية في العراق وهم من دول أخرى فقالوا لنا إن كثيرًا مما ذكرتم شاهدناه بأعيننا هناك، وبعضها لا نعرفه غير أنا لا نملك الشجاعة في طرح هذا الموضوع .

ونشهد الله أن هذا الرجل لو لم يكن من خيره إلا إيقاف الجيش الخميني لكفاه شرفًا وهاهو بعد ذهابه تتسابق الدول لاسترضاء الرافضة خوفًا من مطامعهم التي لم تظهر إلا بعد سقوط صدام حتى قال بعضهم في برقية لأحد الحكام: لا تضطرونا أن نركب الدبابة الأمريكية ونقدم على هذا البلد .

ونشهد الله عز وجل على أن بعض الدعاة الفضلاء وزعوا اكثر من ثلاثين ألف كتاب و كتيب ومعا خمسة عشر ألف شريط إسلامي وكلها عن التوحيد والشرك والرقائق وذلك على قافلة الحجيج العراقية في منى من آخر حج [1423 هـ] ولم يجدوا من البعثة إلا كل معاملة حسنة وسألنا بعض الحجيج لما وصلوا إلى العراق: هل صودرت منكم الأشرطة والكتيبات ؟ فأخبرونا أن المسئولين استقبلوهم بكل ترحاب ولم ينزعوا منا أي شيء .

ونشهد الله عز وجل أنا مررنا على اكثر من سبعين داعية في مساجد العراق المختلفة من الذين يقيمون حِلَق القرآن وبعض هؤلاء يوجد في حلقاته أكثر من ثلاثمائة طالب وهم يقيمون حلق القرآن أمام الناس في المساجد ولايمنعهم أحد من الأمن .

ونشهد الله عز وجل أنا نركب سيارة الأجرة ونجد سائقها السني يرفع صوت شريط المحاضرة أو القرآن من غير أن يخاف من شيء، وغن كان بعضهم يعيش في هاجس الخوف أو قد يقع في يد أمن رافضي فيضره والشواهد قليلة .

ونشهد الله أنا صلينا في المساجد فلانجد في أغلبها موضع قدم من غير أن يمنعهم أحد من ذلك ومن غير أن نجد رجال شرطة أو أمن يراقبونها .

ونشهد الله أنا صلينا في المساجد وكانت أخبار المجاهدين معلقة على جدران المساجد وأكثر هذه الأخبار من صحف أبناء صدام حسين .

ونشهد الله أنا مررنا على مدارس الفتيات فوجدنا الشرطة تحميهن من كل فاجر وفاسد، وتخرج البنت بزي نحمد الله عليه قد اكتست بالحياء والعفاف .

ونشهد الله أنا رأينا أهل السنة في العراق بعد صدام أذلة صغارًا بعد أن كانوا أعزة كبارًا لايدرى أهم يدركون صباحهم أم إن مساءهم هو القريب .

ونشهد الله بأنه إن ذهب صدام وأتى من هو خير منه فإن ذلك أحب إلى قلوبنا، وهو أملنا بعد الله، لأنا نبحث عن الخير للأمة الإسلامية ...

...
__________________
السيد عبد الرازق
  #7  
قديم 09-11-2006, 03:24 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

ونشهد الله عز وجل أنا وجدنا مشايخ وطلاب علم عراقيين يمدحون كل عالم قال كلمة حق في هذه المصيبة الكبرى التي حلت على المسلمين جميعًا، وخصّوا بهذا المدح بعض علماء الكويت من أمثال فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي والذي زأر بكلمة الحق يوم أن عجز الكثير عنها، ورغم الضغوط التي وقعت عليه من أصحابه أو من الساسة إلا أنه بقي على فتواه التي لن تنساها له الأمة، ورأيناهم يمدحون كذلك الموقف المشرف من الدكتور حاكم المطيري والذي طالب بعض علماني الكويت بتطبيق عقوبة الخيانة العظمى عليه فأنجاه الله من كيدهم وبقي موقفه هامة في السماء، ورأيناهم يمدحون كذلك فضيلة الشيخ حامد العلي صاحب المقالات الجريئة والتي أصبح الكثير هناك لها من المتابعين، ولم ينسوا الدكتور عبد الله النفيسي وعبد الرزاق الشايجي ووليد الطبطبائي وغيرهم، وكم كان حزنهم وهم يعتصرهم الألم عندما تتناقض المبادئ وتسقط القيم من بعض دعاة ذلك البلد والذين كان عدوهم الأكبر ' الشيطان الأمريكي ' كما يسموه، ثم مالبثوا أن تعالت صيحاتهم بدعاء الله بسقوط عراق الخلافة في يدي النصارى زاعمين أن هذا الأمريكي إنما هو الرحمة المهداة في إزالة حكومة صدام .. وكما قال أحد هؤلاء المشايخ العراقيين: ليهنأ هؤلاء ما أفتوا به، فالله بيننا وبينهم يوم القيامة فيما أريق من دمنا، وهتك من عرضنا، وأخذ من مالنا، وفوق هذا زوال حكمنا بحكم نصراني كافر متجبر أو رافضي حاقد متهور .

ونشهد الله عز وجل أن مامن حاكم مسلم يحمل حسنة إلا كانت فرحة في قلوبنا، ومامن سيئة تقع منه إلا كانت حزنًا على نفوسنا سواء صدرت من صدام أو من غيره، ولن نكون ممن يفرح بخطئ الحاكم المسلم، ويحزن لمعروفه والعياذ بالله .

وأخيرًا نشهد الله أن كل حقيقة في هذا الكتاب قد وقف القلم معها أيامًا طويلة، وربما أسابيع عديدة خشية أن ننقل شيئًا فيه من القصور المضل.







صدام ما بين الدول العربية ودول الجوار ...



الملف الصحفي :عام :



صدام ما بين الدول العربية ودول الجوار ...


لقد كانت علاقات صدام بجيرانه هي الذريعة الكبرى على الإطلاق لضربه، ومحاولة الخلاص منه مرارًا ... فجيشه الكبير يهدد جيرانه !!! وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها تهدد جيرانه !!! وغروره وجنون عظمته يخيف جيرانه !!! ويبث الفزع في قلوبهم !!! فما هي حقيقة ذلك في الواقع أولاً ...؟! وما قيمة ذلك في ميزان الإسلام ...؟! وماذا سيسجل التاريخ ؟!

أولا ً: حرب إيران

ربما يقول القائل كما روج الفرس وأبواقهم، في داخل العراق وخارجه ... أن صداما هو الذي أدخل العراق حروبًا متتابعة أولها مع الجارة [ المسلمة ] إيران !

نعم، هكذا يقول كل العرب والمسلمين مع أن الحقيقة على العكس من ذلك ... ولكن لأجل الحقيقة التاريخية نقول إن نسى هؤلاء فلن ينسى التاريخ بأي شيء رد الخميني على رسالة التهنئة التي أرسلها له صدام بإقامة جمهورية إيران الإسلامية ؟

لقد رد عليه بقوله: السلام على من اتبع الهدى ... حتى قال صدام إنه يكفرني ..؟

ألم يعلن الخميني وجوب تصدير الثورة، ووجوب تحرير العتبات المقدسة قبل الحرب ...؟

ألم يبدأ الفرس بتفجيرات في الجامعة المستنصرية وغيرها ؟

ألم يبدأوا باحتلال المخافر الحدودية ؟

فهل الموقف الصحيح هو أن يخلي صدام ما بين الخميني وبين العتبات المقدسة ؟! أم يخلي بينه وبين فلسطين كما قال الخميني: إن الطريق نحو فلسطين يمر عبر النجف الأشرف!

فأحلام الخميني لم تكن بغداد ولا النجف فحسب ... إنما كانت جميع الدول العربية التي في الطريق من النجف إلى فلسطين .

فأين أحدث الحرم والتي ذهب ضحيتها بالمئات ؟ وأين جريمة نفق المعيصم والتي قتل فيها أكثر من 400 نفس مسلمة ؟ وأين جريمة تفجير موكب أمير الكويت ؟ وأين جرائم التفجير التي هزت الكويت في الثمانينات ؟ والعجيب أن الكويت اتهمت فيها إيران صراحة، وبعد الغزو العراقي على الكويت بدأت صحافتها تتهم العراق بتلك التفجيرات . ولاندري كيف يفجرها العراق مع أن الكويت من الداعمين الأساسيين له في الحرب ... ياليت لقومي عقل به يفهمون .... ثم أين القلاقل التي هزت البحرين ولم تنته إلا قبل سنة ونصف فقط [ مؤقتًا ] وكلها عن طريق نظرية تصدير الثورة الخمينية؟ وأين القلاقل التي فعلها الشيعة في شرق السعودية لما فعلوا تفجيرات الخبر وغيرها ؟ وأين ذهبت الجزر الإماراتية الثلاث التي استولت عليها إيران مع أن التاريخ يشهد لها أنها لم تكن إلا إماراتية ؟

والعجيب أن الدول المعنية بالقضية الإيرانية تضحك على شعوبها ؟ فإذا غضبت على إيران ذكرتها بأنها السبب في حرب الخليج الأولى .. وإذا غضبت على العراق قالت أنتي التي هجمتي على دولة إيران المسالمة .. وهكذا تمشي الشعوب وفق خطة يجن منها المجنون قبل أن يعقلها العاقل .

ونحن نسأل من كان راغبًا في الحق: هل كانت الحكمة أن يترك صدام جيوش الخميني تجتاح العراق وتنتقل إلى الكويت والجزيرة والخليج والشام حتى تعانق إسرائيل ليكتمل الحلم التوراتي من الفرات إلى النيل؟!

ومع كل هذا نقول إننا لا نؤيد اتخاذ قرار تلك الحرب أبدًا، ولكن طبيعة الرجل القتالية غلبت كل شيء ... وكان أمر الله قدرًا مقدورا...

نعم، إنه قدر الله وسنة الله في المدافعة ... وإلا أي عراق سيقف أمام خامس قوة في العالم وقد امتلكت أضخم سلاح في الشرق بعد روسيا، خلّفه لها ابن أمريكا الشاه , بالخبراء والقادة ؟! أي رجال سيقفون في وجه رجال عقيدة حمقاء، انطلقوا بذلك السلاح، وبتلك الكثرة الكاثرة، وبأيديهم مفاتيح الجنة، طالبين تحرير الحسين من أسره، والأخذ بثأره، فاندفعت أمواج متتابعة نحو العراق هي أضعاف أمواج المغول .؟

فهل ترون جيش العراق سيصمد لهذه الهجمة لو كان برئاسة فلان وعلان ممن ترون من أصحاب الكراسي، أو برئاسة أي رئيس للعراق سابق ؟

إن الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام ... الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة .

نعم، نقول هذا: وإن خالفناه فيما خالفناه فيه ... إلا أنها حقيقة ... حقيقة ينبغي للمسلمين لو فعلها بوذا لهم لشكروه عليها، ولو دمرت فرنسا الكيان العبري لشكرناها على ذلك، ولقد تفاعل المؤمنون ـ من قبل ـ أعظم التفاعل مع الروم ضد الفرس ... وسجل الله في كتابه العزيز وبشرهم بنصره هو سبحانه للروم، ولكن السؤال: هل كان الروم مسلمين ؟

إن من لم يشكر الناس ... لم يشكر الله، ومن شك في ذلك فليتصور للحظة واحدة فقط وبصدق: ماذا لو اجتاحت إيران العراق وقتها ؟... أي شيء سيقف أمام هذا المد الباطني وأي الدول الأخرى ستثبت أمامه ؟

إن الجيوش الفاتحة لتلك البلاد الإسلامية أمام الهجمة الباطنية لن تكون خارجية فحسب إنها جيوش في الداخل ... من أهل الرفض من مواطني تلك البلاد !

فإذا لم يذكر هذا الفضل بقية الدول المجاورة، أفنترك التاريخ ينساه ؟ أم نترك اليهود يسودونه ؟ أم نترك الباطنيين يلطخونه ؟

ثانيًا: احتلال الكويت

الكويت ... وما أدراك ما الكويت ... يقولون لأجل احتلاله الكويت يحدث اليوم ما يحدث، وصدام هو الذي أتى بأمريكا للخليج أساسًا !

ولا ينبغي لكاتب التاريخ أن يقتطع واقعة معينة من الحياة ليحكم عليها منفردة .. ثم يريد من الأجيال تصديقه فيما يكتب ...! فمما لا شك فيه أن لاحتلال الكويت أسبابه التي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناس النظر إلى ردة الفعل العراقية المتهورة، وينسون أساس المؤامرة ... وقضية المؤامرة ليست هنا وهمًا، ولا استنتاجا، بل هي ظاهرة قاطعة قد عجز الكويتيون عن الإجابة عليها، حين عجزوا عن الإجابة على أسئلة صدام الأربع في رسالته التي اشتهرت، برسالة الاعتذار .

قال للكويت في تلك الأسئلة: لقد أعطيتمونا معونات بصورة هبات، وما أن انتهت الحرب حتى حولتموها إلى ديون ثم ديون حالة الأجل، ثم بعتم هذه الديون لأمريكا ... فهل هذا جزاؤنا لما حميناكم ودفعنا بشبابنا ونسائنا تجاه تصدير الثورة الخمينية التي كانت ستنالكم وغيركم ؟!!!

وحاول الكويتيون الإجابة من خلال لقاءات تلفزيونية مع عضو مجلس الأمة محمد جاسم الصقر، ومشاري العنجري .. وغيرهما ... لكنهم في النهاية لم يستطيعوا إنكار هذه الحقيقة فضلًا عن الإجابة عليها ؟

قال لهم: تعلمون حاجتنا بعد خروجنا من الحرب لتقوية الاقتصاد، فأغرقتم السوق بالبترول، ونحن لا نستطيع أن نواكب المعروض لحاجتنا إلى الصيانة والميناء، ولم يستطع الكويتيون إنكار ذلك ...!

قال لهم: أوصلتم سعر البرميل إلى ستة دولارات والتي لن يكون منها إلا زيادة انهيارنا فهل هذا حقنا عليكم ؟!!! ولم ينكر الكويتيون ذلك ...!

قال لهم: كنتم تشفطون النفط من حقولنا ونحن منشغلون بدفع إيران عنكم .. ولم ينكر الكويتيون ذلك ...!

إلا أنهم قالوا أخذنا 25 ألف برميل !!! وهل يعقل خلال هذه السنوات لم يأخذوا سوى خمسة وعشرين ألف فقط ؟!!! ثم أي شيمة عربية أو إسلامية تجعل هؤلاء القوم يستغلون حالة جارهم في الحرب - والتي أتاهم نصيب منها من خلال تفجير موكب الشيخ جابر - من خلال نهب بتروله وثروته ؟!!!

قال لهم: جاء لكم قائد القوات الأمريكية ' شوارسكوف' لغزو العراق بعد ذلك، وعمل معكم خططًا ومؤامرات، وعندنا وثائق تثبت ذلك، ولم ينكر الكويتيون مجيئه في تلك الظروف ...!

إلا أنهم قالوا إنه جاء عابر سبيل ولم يبق في الكويت إلا يومًا أو يومين !!!

لقد قدموا له بطريقة مفاجئة كل هذه الإثارات المريبة ... هذا وهو خارج للتو منتشيًا منتصرًا على إيران ... ومن: إيران ! ... ثم تأتي الكويت وتفعل كل هذا ... ومن: الكويت ؟!

نعم، ومن الكويت ... ؟! وكأنهم قاسوا ردة كل فعل فعلوه، فكانت ردته مثلما توقعوا وربما أكثر ... وكانت الكويت هي المهلكة لصدام وللأمة قبل ذلك .

لقد تذكرنا قصة لاعب مصري نزل إلى أرض الملعب مع منتخب بلاده، وأخذ المسكين الكرة على صدره فضربه لاعب من دولة غربية من خلفه على عجيزته بخفية ـ فيما يبدو ـ فاستشاط المصري فلطمه على وجهه أمام الحكم وأمام الناس، فطرده حكم المباراة فورًا، فخرج مغضوبًا عليه من الحكم، ومن الجماهير المصرية، بل ومن فريقه ومدربه .... وربما من أهل بيته ...!

وبقي اللاعب المصري المسكين مخطئًا في نظر الجميع ـ وهو المطرود المظلوم ـ وبقي الخنزير الغربي هو البريء ! فمن يصدق اليوم عكس ما كان يعتقده وما شاهده بعينه ....؟!

لقد ابتدأنا بالسيئ المسلّم به من التهم في تاريخ صدام أما الوجه الآخر فإنا سنذكره سريعًا حتى لانطيل على قارئنا الكريم .

إن شهادة التاريخ تحكي لنا بعد سقوطه حكاية السودان ونصرته له حينما تقوى قرنق بالخطط الأمريكية والأسلحة والخبراء الإسرائيليين، وزحف من جنوب السودان حتى أصبح على مقربة من الخرطوم، فما أنقذه جيرانه ولا عرب آخرون ولا مسلمون، إنما كان الغوث من صدام حيث فتح جسرًا جويًا عسكريًا إلى السودان، وسيطر طيرانه على سماء السودان، واندحر قرنق إلى أن تخلى عن جميع مواقعه الرئيسية الأولى، واستتب التمكين للسودانيين إلى أن دخل صدام الحصار، وعلى العكس من ذلك فقد وجد الجيش السوداني صناديق أسلحة كتب عليها مصنع دولة عربية مع قوات قرنق النصرانية .. والله إنه الفرق بين الفرقتين ..

ويشهد التاريخ والمؤرخون المصريون المنصفون بأن الطائرات الأولى التي عبرت خط بارليف ودكت الخطوط الإسرائيلية كانت طائرات عراقية
__________________
السيد عبد الرازق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م