مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-11-2006, 04:27 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

لكن يبقى السؤال يقول: ماذا ولو أن دولة واحدة من دول أوبك كإيران وافقت صدام جدلًا على إيقاف النفط؟ لكانت أوقعت العالم في ارتباك عظيم .... ولكن إيران كعادتها تخلفت بعدما تحدثت عن ذلك، وأفسد العالم كله عمل صدام وأبطلوا مفعوله .... مع أنه شهر ليس إلا ...!

ويخبر بعض الأخوة المثقفين من الخليج من الذين لا يعرفون الكثير عن صدام وليسوا من المحبين له ... بحقيقة عدائه لليهود، ونعرفهم جيدًا ولانريد ذكر أسمائهم ... أنهم يعرفون صديقًا تونسيًا يخبرهم بأنه التقى صدام في القاهرة سنة 1970 أو 1971 .. فقال له صدام: أنا أعرف أن لليهود قوة ونشاطا في الأرجنتين، وأنا أريد منكم أن تشكلوا جبهة لمقاومة اليهود هناك، وأنا أتكفل بالتمويل، يقول وكان يعطينا شهريًا مائة ألف دولار .

أما الميزان الشرعي لهذا الموقف من اليهود ...

أولاً: فنحن نؤكد أن الإسلام يجعل من معاداة اليهود المحاربين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه وللمؤمنين مبدءًا أصيلًا في دين الله تعالى، وأننا نتمنى هزيمتهم في كل ميدان من ميادين الحياة، والأمر لا يحتاج هنا إلى تفصيل ولا يفتقر إلى تعليل، حتى لو أن كوريا مثلًا حاربت أمريكا لتمنينا أن تنتصر كوريا على أمريكا، ليس ذلك حبًا في كوريا، وإنما بغضًا في أمريكا لموالاتها ورعايتها لليهود .... فكيف إذا حمل راية العداء لليهود رجل يحكم بلدًا مسلمًا وصار يرفع شعار الإسلام في آخر خمس أو ست سنوات بوضوح على غبش يخالطه، وينادي لا إله إلا الله صباح مساء و.... و..... ويحاربهم كما يصرح لأنهم يهود قتلة الأنبياء، ولأنهم سموا النبي صلى الله عليه وسلم، ويحاربهم غيرة على أعراض المسلمين والمسلمات في فلسطين وانتصارًا للمظلومين في فلسطين ؟!

ثانيًا: فإن الموقف الذي يقفه صدام من اليهود في عالم اليوم لم يقفه أي حاكم على وجه الكرة الأرضية طولًا وعرضًا ولا يجرؤ حتى رئيس أمريكا ولا أي عضو في الكونغرس الأمريكي على الوقوف ببعض من موقف صدام، فلقد جعلوا عضو الكونغرس جيمس موران الأمريكي عبرة لغيره، لأنه قال عن حرب العراق:' هذه الحرب لمصلحة اليهود '. كما جعلوا رئيس وزراء النمسا يوركن هايدر عبرة لغيره أيضًا لأنه شكك في مذابح هتلر لليهود، وهكذا صنعوا بوزيرة المالية الفرنسية وبكل مسؤول أيًا كان وأنى كان وأيًا كان بلده ... وأذلوا بوتين وهو رئيس روسيا حين حاول المساس بتاجر يهودي روسي من أفراد شعبه ...!

أما صدام فإنه لا يفتأ أبدًا من ذكر حقده على اليهود، ومحبة الانتقام منهم، ولقائهم عسكريًا فضلًا عن إطلاق الصواريخ عليهم .

إذًا فلم يكن موقف صدام موقفًا خطابيًا مجردًا، إنما موقف صدقته آلاف المواقف والأعمال لو استطعنا إحصاءها ...

حتى إن كلمة صدام التي ألقاها عنه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في مجلس الأمن الدولي والعالم يعد للحرب على العراق قال صدام: 'إن بوش يتهمنا بأننا نعين الفلسطينيين على الانتفاضة أما في هذه فقد صدق بوش ونحن فخورون بهذا لكن الذي يؤسفنا كثيرًا أن أيدينا تقصر عن الوصول إليهم ' أي بالقوة العسكرية '.

وبينما نجد أن أعظم دول العالم في مجلس الأمن لا تجرؤ على ذكر المفاعل النووي الإسرائيلي بكلمة ... لم يترك المندوب العراقي جلسة إلا وتكلم فيها على إسرائيل ..!

بل إن الإنسان والله ليعجب من هذا الرجل وهو يعلم بأنه يستطيع أن يصرف الحرب عن نفسه بأن يجعل لإسرائيل سفارة في العراق ويفتح أنبوب كركوك فورًا إلى إسرائيل ليقيم علاقات تجارية معها ويخفض جيشه، ومع هذا لم يفعل بل استمر على مهاجمتها، بل إن الإنسان ليستغرب من ثباته حتى آخر لحظة قبل ابتداء الحرب والعروض تنهال عليه إلى حين يصل الأمر إلى تضحيته بملكه، وهذا خطابه بعد سقوط بغداد فيما يبدو بتاريخ 9/4/2003 والذي بثه تلفزيون أبو ظبي فقط وهو ينطق بآخر كلمة في خطابه ـ عاشت فلسطين حرة أبية !!

والعجيب حقًا ما نشرته جريدة البيان الإماراتية في عددها 8335 صورة لكرسي شخصي لصدام حسين لم نره ولا مرة واحدة في التلفزيون أو الصحافة العراقية، أي أنه ليس للإعلان والدعاية والمزايدة مكتوب في أعلاه ' نصر من الله وفتح قريب ' وأسفل منها فوق رأس صدام مباشرة صورة لقبة الصخرة ومكتوب على يمين الكرسي وعن يساره ' القدس لنا '

وكنا نتابع التلفاز العراقي بدقة في آخر سنة من أجل تكوين صورة صحيحة عن بعض الأحداث استعدادًا لاحتمالات الحرب ولم نجد خلال هذه الفترة أي صورة لمدخل كركوك، وبعد سقوط العراق وجاء الإعلام العربي والغربي يصور لنا كركوك وإذا مدخلها الرئيس ليس عليه سوى صورة المسجد الأقصى مع العلم أن كركوك هي محافظته الأولى فمسقط رأسه فيها .

ثالثًا: مشكلة صدام أنه اجتمع في نفسه النظرة الدينية والوطنية تجاه فلسطين فهو يحارب اليهود لأنهم قتله للأنبياء ويحتلون أرضًا مقدسة وفي نفس الوقت يحاربهم وطنية وعروبة وبالتالي تداخلت الأهداف وتضادت التصورات، وهذا الذي جعل مثل هذه الدعاوى تبقى في ضعف رغم التضحيات في سبيلها، فنصر الله الذي وعد به لا يكون إلا لجند قالوا حميه لله وانتصارًا لدينه فقط، ونظرا لخطأ هذا الصور فقد رأيناه على أصحابه، فالذي ينظر إلى كثير من كبار المتحدثين العراقيين يشعر أنه لا يكاد يجد فارقًا جوهريًا ما بين نظرة 'أبو نضال' وغيره من الشيوعيين وبين نظرة أصحاب صدام، فعداؤهم لليهود لأنهم مغتصبون فلسطين .. نعم إن فلسطين كافية ولكن الواجب هو الربط العقدي ما بين فلسطين والعقيدة ... فهي أكبر من قطعة أرض يمكن أن نفاوض عليها. إنها جزء من الإيمان الشرعي ... فهل يفاوض على الإيمان .

الواجب هو الربط القرآني الذي يذكر تاريخ اليهود مفصلًا وخصوصًا مع موسى ومع نبينا عليه الصلاة والسلام، هذا الطرح يجعل العداء مع اليهود ليست امتدادا لإرث ورثناه من زعماء عرب شتموا اليهود علنًا، بل الواجب أن تُغرس هذه العقيدة في نفوس الجيش بهذا الشمول واضعين نصب أعينهم أنّ هدف القتال مع اليهود لإعلاء كلمة الله وقتل أولياء الشيطان، وأنه قتال لله تعالى وحده، وانتقامًا لأنبياء الله تعالى، وانتقامًا للمؤمنين في أرض الله عمومًا وغيرة ونصرة للفلسطينيين على وجه الخصوص، وحماية الناس من شر محدق .

إن القضية بهذا العمق وبهذا الاتساع تأخذ وضعها الصحيح في الصراع، ذلك أن اليهود يحاربوننا من منطق ديني عقدي قديم متجدد، كما أن القضية بهذه المنهجية تتميز بمعتقدها الشرعي، وبعدها المنهجي عن كل الواقفين ضد إسرائيل من رسميين ومنظمات لأسباب وقناعات معروفة .

الموقف الخامس ـ خطر اتحاد صدام حسين مع تنظيم القاعدة:

من المعلوم أنه ليس من عدو لليهود على وجه الأرض أشد من عداوة الإسلاميين لليهود، كما وأشد الإسلاميين عداوة في [ القتال ] و فيما نعلم هم تنظيم القاعدة والذي يتبع زعيمه أسامه بن لادن، والذي سبب قيامه أصلًا هو محاربة اليهود وكل من ساهم في دعمهم، ولو كان ثمة توافق وتعاون وقع ما بينهم وبين صدام لفجّر ذلك العالم على اليهود ولبلغت يد تنظيم القاعدة حيث بلغت يد صدام، ولكن القاعدة تحسن العمل الجهادي أكثر من العمل السياسي، وهذه نقطة ضعف كبيرة فيها، بخلاف القائد خطاب في حرب الشيشان فقد كان يتقن العمل العسكري والسياسي، حتى وصف في الصحافة الروسية بأنه أفعى ذات ذيلين، وكانت هناك إشارات من جهة صدام تجاه تنظيم القاعدة، و لكن القاعدة فيما يبدو لم تتنبه لتلك الإشارات ..... ذلك أن المتابع لخطابات صدام من جهة وخطابات متحدث القاعدة سليمان أبو غيث وزعيم التنظيم أسامة بن لادن من جهة أخرى، يجد المغازلة المستمرة بأساليب مختلفة من صدام، لكنه يجد في الوجه المقابل النفرة والتكفير والبراءة من قبل أسامة وأبو غيث لصدام علانية ... في وقت كان الطعن في صدام نصرة لأمريكا ... ولعل القاعدة خشيت أن تفقد عددًا كبيرًا من مؤيديها نتيجة مثل هذا التوافق لو تم بينهما، وإن كان كما يقول عدد من المختصين أنها ضيعت فرصتها الذهبية في احتضان دولة لها، ونجزم أن مثل هذا التنظيم قد اعتمد مثله مثل بقية الجماعات الإسلامية على مصادر عراقية قديمة قد نقلت لهم أخبارًا على خلاف التغيرات الأخيرة للرئيس المخلوع وبالتالي فاتتها فرصة عظيمة، وكما يقول السياسيون: [إن الإسلاميين لا يعرفون متى يركبون الخيل وإذا ركبوها لا يحسنون التعامل معها] والواقع يشهد لهذا كثيرًا نقولها والله بكل حزن وأسى .

__________________
السيد عبد الرازق
  #2  
قديم 09-11-2006, 04:29 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

نعم: لقد استمر صدام في مغازلتهم ... فهو لا يقول أسامة مجردًا .. ولكنه يقول: السيد أسامة . كما سمع ذلك كل من سمع لقاءه مع الصحفي الأمريكي راذر، والذي بثته محطة العراق الفضائية، وقد حاول الصحفي جرجرته مرتين إلى شتم زعيم تنظيم القاعدة بأي طريق، فأبى ... بل امتدحه وأشار إلى أنه بطل وغيور، وراذر يقول 'قل كلمة يسمعها الشعب الأمريكي خاصة كي يبرئك ويقف معك ضد الحرب' فيزيد صدام إصرارًا ويقول مبررًا هدم البرجين بعمل أمريكا في فلسطين ولكنه قال: 'أما حكم السيد أسامة فيّ فأنتم تعرفونه وقد ذكره في رسالته الأخيرة '!

وقد كان صدام يشير إلى أمور منها: اهتمامه برسائله، وأن هذه كانت الرسالة الأخيرة ولعله كان ينتظر منه إشارة أو نحوها، وأنه حكم ابن لادن فيه كان هو: التكفير ...

وهذا اللقاء محفوظ عندنا كما في لقاء راذر .

ومن مغازلته لتنظيم القاعدة ذكره مرتين في اجتماعه مع قادة الحرس الجمهوري والمقاتلين حيث كان يضرب لهم مثلًا في قصة من قصص ثبات المجاهدين العرب فيقول وهو يعرض ذلك في معرض القدوة والتضحية 'موقف أولئك السبعة من المجاهدين العرب في المستشفى الذين صبروا للرشاشات والدبابات وما استطاع الأمريكان اقتحام المستشفى أيامًا، حتى جاءت الطائرات التي دكته دكًا' ... كان يذكر هذا الموقف بإكبار لهم، ثم يقول: 'فإن سألتم عن السبب كان الجواب واحدًا: إنه الإيمان ' .

وفي خطابه الذي سمي ' الاعتذار من الكويت ' قال للمجاهدين العـرب بالحرف الواحد ' تعالوا فلنتعاون تحت راية ربنا ' وفي هذا إشارة إلى خطة تعاون وليس انضمام، وفيها تحديد للهدف، فما قال فلنتعاون تحت راية حزبنا ولا شخصنا وإنما تحت راية ربنا ...

نعم لقد كان ثمة تباين في التصور، أثمر خللًا في الصلات من بينهما ... ولعلهم قاسوا على الموقف من أنصار الإسلام، مع أن صداما لم يضرب أساسًا أنصار الإسلام، ولم يساعدهم فيما نعلم، والذي يجب أن نعلمه أن صدام يعلم عن أنصار الإسلام كجماعة إسلامية جهادية، وهو والله لو أرادها لما أعجزه شيء عن الوصول إليها فتستطيع طائراته أن تصل إليها وتلقي عليهم من القنابل التي ضاقت منها مصانع صدام، بل لو أراد صدام لأحرقها بصواريخها ولن يغضب هذا أمريكا لأنها ستؤدي إلى القضاء على عدو إسلامي يحتمل منه شر كبير عليها . فلماذا لم يفعل صدام هذا ؟ نترك الجواب لك صاحب عقل . مع محاولة أن لا ننسى أن هذه الجماعة عددها قليل جدًا يقارب الثمانمائة، وبالتالي لن تكون في ميزانه لها أثر كبير على الساحة القتالية وإن كانت لها شأن آخر في ميزان الله تعالى .







صدام في ميزان الإسلام ـ الحلقة الأخيرة



الملف الصحفي :عام :



العبر المريرة من الحرب الأخيرة :

العبرة الأولى ـ لا قليل من الإثم:

مع كل الذي ذكرنا من أعمال صدام الشرعية في الواقع العراقي والتي حاولنا أن نظهرها بعدما طمسها الكل إلا أن الآثام الكثيرة الباقية القائمة في الساحة العراقية كانت كفيلة بهدم أركان الخلافة العباسية العظمى ـ لو أنها كانت قائمة ـ وأنها كفيلة بتخلي الله تعالى عن جيش المسلمين الفاتح لبلاد الكافرين لو كان موجودًا ...

فليس هينًا عند الله امتلاء الساحة العراقية بالأصنام الشامخة لشخص صدام [ وماأكثرها في عالمنا الإسلامي ] !

وليس قليلًا امتلاء البلاد بالبنوك الربوية التي توعد الله عليها بالمحق !

وليس قليلًا امتلاء البلاد بالمعتقلات والتهاون بأرواح الناس !

فإذا كان التحذير الأكبر والوصية الأهم في رسالة عمر رضي الله عنه إلى قائد المسلمين في القادسية سعد بن أبي وقاص هو تحذيره وجنده من الآثام قليلة كانت أم كثيرةٌ ... كما يروى أن النصر حبس عن المسلمين في بعض معاركهم بسبب تركهم لسنة السواك ..

ولقد جاءت الجيوش العراقية على أحسن تقدير بنية حسنة وهي الدفاع عن البلاد والعباد والنفس والدين والمال... لكنهم جاؤوا مثقلين بالآثام على جميع المستويات، جاؤوا متخلفين عن استكمال شروط نزول النصر على جند الله، والله تعالى يقول [ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ]

نعم: إن خطابات الرئيس الأخيرة [ والتي بدأت تظهر من عام 1992 م وصارت واضحة وبقوة منذ عام 1996 م ] كانت تفيض بالمصطلحات الإيمانية وعبارات التوكل على الله تعالى والثقة بنصر الله تعالى ... لكن تلك الخطابات لم تكن كافية لنزول نصر الله تعالى . فالله تعالى أعلى وأجل وأكبر وأعظم من أن يغرّه أو يغْرِيه خطاب قائد أيًا كان، فينزل عليه نصره بحسن الخطاب وحسن نيته بينما شروط النصر العقدية والعلمية غير مستكملة فيه ولا في جنده ولا في بلده ... ومع إيماننا بأن لكل امرئ ما نوى ... والناس يبعثون على نياتهم، لكن إقرار الحق على أرض الواقع وانتصاره على الباطل شيء ... وحصول الشهادة أو الأجر والمعذرة بعدم العلم ونحو ذلك شيء آخر ... فالثاني فعل فرد والأول فعل أمة والخلط بين الاثنين خطأ عظيم .....

وهذه والله عبرة عظيمة لمن أراد نصر الله حقيقة ... وبعد أن كان كثرة الاستدلال والاستشهاد قاصرًا في الغالب على قِلّة من المسئولين العرب كالسعوديين والسودانيين فإننا أصبحنا نشاهد صدام خلال الثمان سنوات الماضية يكثر الاستشهاد بالآيات والاستدلال بالأحاديث بل وتجاوز ذلك بالتفاخر بقصص المجاهدين ورموزهم وكم من مرة طالب جنوده بالاقتداء بهم وخاصة الأخوة السبعة الذين حوصروا وقتلوا في مستشفى قندهار رغم علمه أن ذلك قد يكون ذريعة في القضاء على حكمه ونهاية نظامه بدعوى ارتباطه بالقاعدة ... وأكثر القراء يجهلون هذا الأمر ... ومن تابع خطاباته علم بذلك، وأكثر من ذلك، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا لنزول النصر الإلهي .... ذلك أن الله لا ينظر إلى الألسنة والصور ـ وإن صدقت ـ إنما ينظر أولا ً إلى القلوب وصلاحها وصدقها، وينظر إلى ما يصدقها من الأقوال والأعمال ... ثم إذا حوسب الفرد على عمله وحده، حوسب الحاكم عليه وعلى عمله في أمته وبلاده وما ولاه الله إياه .

ومن ثم وكل الله تعالى الخصمين في هذه المعركة إلى قوتهما فكانت القضية محسومة قبل ابتدائها ..

وهذا ما ينبغي أن يستدركه المسلمون في صراعاتهم القادمة فيخلصوا النيات ويتخلصوا من الذنوب، ويقوموا الألسنة ويستقيموا بالأعمال ويفوضوا الأمر إلى الله ظاهرًا وباطنًا مع اتخاذ كامل الأسباب المادية والعدة العسكرية المستطاعة ...

إن ميزان السيئات والحسنات ليس هو الأذواق، ولا ما يطلبه المشاهدون ... إنما هو ميزان الكتاب والسنة ... فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله فإذا كانت الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس، فكيف تنزل على جيوش حاديها مزمار الشيطان والغناء باسم الوطن وصدام ....؟! فكيف بما هو أعظم من ذلك ..؟!

معاذ الله أن نقول هذا شماتة، فإن ما في العراق من قرارات رئاسية في السنوات الأخيرة كان مبشرًا بخير عظيم، ولكن يجب علينا أن نلتزم القواعد الربانية حيث أن للنصر عدته، وله تضحيته ... ولا قليل من الإثم ... وعندها لن يكون لقوة العدو العسكرية ترجيح في الميدان، لأنه لن يغلب الله أحد ولن يغلب جند الله أحدٌ، والله يقول: [وإن جندنا لهم الغلبون].











__________________
السيد عبد الرازق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م