مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-11-2006, 11:22 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile غسلوني و كفنوني و لازلت حية

غسلوني و كفنوني و لازلت حية



أحسست بتعب وببعض الألم...اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي...

تحسست جبهتي براحتها النقية..ثم ناولتني مخفضا للحرارة

وقالت لي:حرارتك مرتفعه قليلا..

اذهبي وارتاحي وبإذن الله ستكونين بخير...

نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري...

شعرتُ بالنعااااااااااس............

وحينها....أحسست ببرودة شديدة في أطرافي....

حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع!!!!

شعرتُ بشيء يسري في أوصالي!!

أيقنتُ وقتها انه الموت لا محالة!!!!

مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات...

كم أذنبت؟!! وكم أسرفت؟!! وكم قسوت؟!! وكم؟؟ ...وكم؟؟ ....وكم؟؟

كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!!

لم أعد اشعر بشيء****سوى بتسارع أنفاسي..

ضيقا شديدا في
صدري...

لســــــــــــــــــاني!! مالذي جرى له هو الآخر؟؟؟

لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين...

ولم استطع حتى ان اراجع اقوالي!!

لـ ـــحــ ــظـــ ــــ ـــات............وسكن كل شيء...

ولم يعد في هذا الجسد روح...

فقد فاضت لخالقها...........

دخلت أختي الغرفة...نادتني.....ونادتني فلم اجبها......ظنّت بأنني نائمة..

اقتربت مني وحركتني فلم اجبها أيضا...

أسرعت إلى أمي الحبيبة....جاءت أمي وحملتني في حضنها...نادتني وحركتني بقوة..

وهي تناديني...وما من مجيب لها!!!

ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّـــــــــاه..كم تجاهلت نداءك حين كنت استطيع الاجابه..

...دوت صرخة من أمي ملأت المكان..استيقظ أبي من قيلولته...

جاء يركض فزعا...سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!!

حملني...واسندني...وكذلك ناداني...ولم يجد مني
جواب.......!!!

ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون..

أغمض عيناي وأغلق فمي............وغطـــــــــاني...!!

لازالوا يبكون ...وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جدا....

هذا صوت عمتي....وتلك الأخرى جدتي...كلهم هـــنا يبكون فقدي...

تلك تقول..كانت رحمة الله عليها......وكانت....والأخرى تقول كانت.....وكانت......

أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!!

أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!!

وفي اليوم التالي..

جاؤوا إلي وحملوني...ووضعوني على تلك الخشبة....

التي طالما خفت منها...وكنت ابغضها....

والآن

وضعوني عليها عنوة...دون أن يأخذوا برأيي....!!

بدأوا بقص ملابسي...ونزعها..لم استطع منعهم!!

فقد أصبحت جمـــــــــــــادا!!

غســـــلوني.....وطهروني....وبذلك البياض لفّوني وكفنوني!!!!

وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب....ليودعونني الوداع الأخير!!

انهالوا
عليّ بقبلاتهم...ودموعهم قد ملأت عيونهم....

وبعدها.....حملوني على الاكتـــــــــــــــــــاف!!

((وحدّووووه ........لا الـــــــــــــــه إلا الله))

قالوها بعد أن حملوني...تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها...

واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة.....

ولكن الآن لا مفر لي فقد أصبحت....جنــــــــــــازة.....

وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد..

الدنيا لم تعد كما كانت...أراها بااااااااهته...لاشيء يوحي بالجمال فيها...!!

وصلنا إلى ذلك المسجد ..الذي أحببته مُذ كنت طفله..

أذكر أنني كنت أتمنى أن أصلي في قسم الرجال...

لكن أبي كان ينهرني ويقول:اذهبي مع أمك فأنت امرأة!!

لكنني الآن سأدخل قسم الرجال..ولكن ليس على قدميّ..

بل.........محمولة على الاكتــــــــاف!!

وضعوني وبدأوا بالصلاة...

وبعد أن انتهوا...عادوا وحملوني من جديد..

ليذهبوا إلى تلك المقبرة!!.....كم هو اسمها جااااف!!

تلك الحفرة التي
هناك...هي بيتي الجديد!!

التراب مبللا...يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة...

كم كنت اعشق اللعب بالتراب...والعبث بالطين مع الصغار...

ولكني اليوم سأسكن هنا...وكل ما حولي تراب!!!!!!!!

وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي..

ما هذه الظلمـــة الحااااالكة!!!

لقد دفنـــــــــــــــــــــــــوني!!!

ودفنوا معي كل ذكرياتي...فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب..

رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة..

أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !!

فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ...

قمتُ فزعه..أتصبب عرقا..فما شاهدته ليس بهيّن!!!!!

رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري..

وقد كتبت بها قبل فترة..

((كوني متفائلة فالحياة بين يديكِ))

مزّقتها.....وعلى شفتيّ ابتسامة
باااااااهتة....

يخالطها...

خوف من الموت...

ورغبة في الجنة...

ورجاء في عفو الخالق
__________________

  #2  
قديم 14-11-2006, 02:46 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile مَـنْ يسكـن قلبـي

مَـنْ يسكـن قلبـي




انسل من بين زملائه، توجه نحو السطح لعله يعود، هذا ما كنت أظنه سيحدث

تنقلت بين الطلاب، ضحكاتهم، تعليقاتهم الساخرة، حركتهم في أنحاء السفينة

وهم يتابعون الأسماك من وراء النوافذ الزجاجية

ينطلقون ورائها من مكان لآخر، كانت لحظات من السعادة

وتجربة جديدة لم يعيشوها من قبل

توجهت نحو الباب المؤدي إلى السطح، ثم تجولت ببصري بين الطلاب ابحث عنه

لم يعد ؟

ماذا حدث له ؟

أسرعت نحو السطح، بحثت عنه

وهناك .. في مؤخرة السفينة، جلس متكئاً واضعاً يده على خده، ينظر إلى البحر وأمواجه، ويرنو ببصره إلى السماء بين الحين والآخر

قد استغرق في تفكير عميق

اقتربت منه، لم يشعر بي

هتفت به

ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك

انتبه من غفلته، التفت نحوي

أعدت العبارة

ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك

أرخى رأسه

وضعت يدي على كتفه

هل تحبها؟

لم تنطق شفتاه، تحدثت عيناه، بدا عليه الحياء والحرج

لم يستطع أن يضع عينه في عيني

همست له : هل تستحق هذا الحب؟

أطلقها زفرة من صدره

لا .. لا تستحق هذا الحب يا أستاذ

لماذا لا تمنح الحب لمن يستحقه ؟

من هو ؟

إنه الله، الذي خلقك، خلق هذا البحر، وهذه السماء

هذا القلب الذي ينبض بين جنبيك

هذه العيون التي تبصر بها هذا الجمال

التفت إلي وقد عاد إليه هدوئه واتزانه

إنني أحب الله

صورتها في جهاز هاتفك، أليس كذلك ؟

هز رأسه موافقاً

تذكرها في كل لحظة، حين تنام، وحين تستيقظ

بل هي في حياتك كما قال الشاعر:

خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب

هذا حالك معها، أنا متأكد من ذلك

سأترك لك هذا السؤال، لأعود إلى زملائك أسفل السفينة، وأنا على يقين أنك ستصل للإجابة، وحينها أنا على استعداد أن اسمعك

كن صادقا هل تحب الله ؟

هل منحت قلبك لمن يستحق ؟

نزلت إلى أسفل، و أخذت أرمقه وهو لا يشعر

عاد يحلق من جديد، يقلب بصره بين السماء والأرض

عدت إلى الطلاب، لازالوا يستمتعون بمطاردة الأسماك

شاركتهم فرحتهم، تنقلت بينهم، شعرت بالسعادة وأنا معهم

أبصرته يخطو نحوي، ابتعدت عن الطلاب

وقف بين يدي، يحمل هاتفه النقال

تفضل يا أستاذ

قم بحذف جميع الصور الخاصة بــ وسكت عند هذه الكلمة

ولم يكمل, أعرضت عنه

قُم أنت بالحذف، أنت صاحب القرار

بدأ يحذف الصور واحدة بعد أخرى حتى انتهى

استاذ.. التفت إليه

ترقرقت الدمعة في عينيه، سقطت أحدها على خده

ساعدني يا أستاذ: أريد أن أمنح قلبي لمن يستحق

أريد أن يسكن قلبي حب الله

وضعت يدي على كتفه، دعوت له من قلبي

اللهم تقبل توبته، اللهم حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م