مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-11-2006, 05:31 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ



يقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج .

أخي الكريم عد معي بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، إلى إسبوع مضى إلى تلك الأحداث والمشاهد التي لاشك أنها لم تبرح مخيلتك بعد، وكيف كان شعورك وأنت تنظر إلى تلك المناظر وكيف كان الرعب والخوف يتملك قلبك وأنت على بعد آلاف الأميال منها، وهكذا كان حال معظم من شاهدها من جميع أقطار المعمورة، وكيف كان حال القريبين من موقع الحدث ورأيت بعينيك ماصاحب تلك الأحداث من مشاهد الخوف والفزع والهلع الذي أصابهم وقد تملكهم الخوف وانطلقوا في كل حدب وصوب لا يلوون على شيء في منظر مرعب مخيف، سحب الدخان الداكن الكثيف تنتشر بسرعة وألسنة للهب مثل الجبال والناس يتساقطون من أعالي المباني والهدم والدمار والصراخ والعويل.

أخي الكريم : هل ذكرك ذلك المشهد بمشهد يوم القيامة الذي جاء وصفه في كتاب الله وفي أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتحديد هل وقفت مرة عند هذه الآية وتأملتها وتخيلت المشاهد التي جاءت فيها؟ إن ما شاهدناه من صور مرعبة وأحداث مهولة لا تعدل معشار أهوال يوم القيامة وأحداثها. كيف لا ؟ هذا دمار محدود ويوم القيامة سوف يكون الدمار في كل أرجاء الكون، الأرض سوف تتزلزل من تحت الأقدام، المباني الشاهقة سوف تسقط وتتهدم، والمصانع القائمة سوف تشتعل فيها النيران، والبحار وما أدراك ما البحار سوف تتحول إلى نيران مشتعلة، والجبال الراسية سوف تكون كالعهن المنفوش وهو القطن المتطاير في الهواء. يالها من مشاهد تتقطع القلوب من ذكرها فما بالك بمشاهدتها ومعايشتها؟ اللهم رحماك رحماك يارب ..
ويكفي وصف الله تبارك وتعالى لتلك الزلزلة بأنها شيء عظيم : إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يحذرنا سبحانه وتعالى وهو العالم بأحوالنا الرحيم بنا يحذرنا من شر ذلك اليوم ويوجه الخطاب إلى الناس وليس للمؤمنين فحسب بل لكل البشر .
يا أيها الناس اتقوا ربكم : أي خافوا عذاب الله وأطيعوه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه .
إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم : تعليل للأمر بالتقوى أي أن الزلزال الذي يكون بين يدي الساعة أمر عظيم وخطب جسيم .
يوم ترونها : أي في ذلك اليوم العصيب الذي تشاهدون فيه تلك الزلزلة وترون هول مطلعها.
تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت : أي تغفل وتذهل مع الدهشة وشدة الفزع كل أنثى مرضعة عن رضيعها، فإذا رأت ذلك المنظر نزعت ثديها من فم طفلها وفرت عن أحب الناس إليها وهو طفلها الرضيع!!
وتضع كل ذات حملٍ حملها : وتسقط الحامل ما في بطنها من هول الفاجعة وشدة الواقعة.
وترى الناس سكارى وماهم بسكارى: أي تراهم يترنحون ترنح السكران من هول مايدركهم من الخوف والفزع وماهم على الحقيقة بسكارى من الخمر.
ولكن عذاب الله شديد : أي أن أهوال الساعة وشدائدها أطارت عقولهم وسلبت أفكارهم.

أخي الكريم : دعنا نتساءل (أنا وأنت) ماذا أعددنا لأهوال يوم القيامة؟ أم أن عندنا شك في هذا الكلام؟ كلا، إنه كلام ربنا الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ووالله أن ما ذكره لنا في كتابه وما صوره لنا من تصوير ووصفه لنا من وصف سوف يقع بتفاصيله وصوره لامحالة، فالله الله في العمل والإستعداد لتلك الأهوال، فلا منجي والله إلا الله ولا ينفع الإنسان إلا ما قدم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
الأيام تمضي والساعات تمر والعمر يتقدم والساعة تقترب وعلاماتها الصغرى قد اكتملت والكبرى بوادرها على الأبواب وإذا جاءت أولاها تلتها أخواتها كما تنخرط حبات المسبحة إذا ماانفرط عقدها، فماذا أعددنا لها؟ كم هو موجع هذا السؤال ولكنه مفيد ما دمنا في ساعة الفسحة وزمن المهلة! نعم ماذا أعددنا لها من أعمال صالحة؟
جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله متى الساعة ؟ قال: ماذا أعددت لها؟... نعم إي والله ماذا أعددنا لها؟! أعمارنا محسوبة وأيامنا معدودة وكل ساعة محاسبون عليها فماذا أعددنا؟ هل ننتظر حتى يداهمنا الموت (وما أقرب الموت) حتى نبدأ العمل؟ إذن اسمع قول الحق تبارك وتعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.

اللهم إنا نسألك توبة قبل الموت وراحة عند الموت ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار
اللهم آمن روعاتنا واغفر زلاتنا وتجاوز عن سيئاتنا وتب علينا واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

  #2  
قديم 22-11-2006, 03:28 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ

وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ



يقول الله تعالى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) سورة الرعد

صدق الله العظيم : ما فرطنا في الكتاب من شيء .. سبحان الله كأن هذه الآية ما أنزلت إلا في القوم وما يعيشونه من أحداث في هذه الساعات!. ولا غرو فكتاب الله صالح لكل زمان ومكان .
ها هي النكبات والرزايا تتوالى عليهم، تنال مصالحهم في الخارج وتقع قريبا من ديارهم هنا وهناك وأخيرا ها هي تقع في عقر دارهم قارعة داهية منذرة فهل يستيقظون وهل يتنبهون إلى عاقبة ظلمهم وعدوانهم ومساندتهم للظالم المعتدي على المظلوم البريء؟ أم يستمرون في غيهم وجبروتهم وطغيانهم حتى يأتي وعد الله ؟ إن الله لايخلف الميعاد.

لا إله إلا الله من يصدق ماجرى ؟ ومن كان يتوقع أن يقع ما وقع ؟ ولكن لعلها دعوة مظلوم من أرض الإسراء والمعراج، من يدري ؟ لعلها دعوة حرى صدرت من قلب أب مكلوم على فقد فلذة كبده، جفاه الكرى وأقض مضجعه الفراق، فقام في آخر الليل يصلي ويدعو، أو لعلها زفرة أم ثكلى بفقد وليدها، تفطر فؤادها من البكاء وسالت دموعها كالأنهار فلم تجد لها ناصراً إلا الله ولم تكن لها حيلة إلا الدعاء فانطلقت منها في جنح الظلام دعوة من القلب ممزوجة بالدموع والآهات فصادفت ساعة استجابة فكان ما كان ..
ألم يخبر الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوىعليه الصلاة والسلام : أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. من يدري ربما يكون هذا هو السبب في ماجرى؟!

ولكن هل يعي القوم هناك أن هذا بسبب ما جنته أيديهم وأقترفته أسلحتهم التي يمدون بهذا الباغي المعتدي ليقتل الأبرياء ؟

هل يتعظون بعد أن ذاقوا ألم الظلم ساعة من نهار ؟ - لا شك أن ما وقع لأولئك القوم الذين ذهبت أرواحهم إنما هو من الظلم .. لأنهم أبرياء لا ذنب لهم - ولكن ما أكثر المظلومين في العالم وما أكثر الظالمين وأعوانهم !

هل يتعظون بعد أن تجرعوا هذا الدرس القاسي وشربوا من نفس الكأس وعانوا من ألم المأساة ؟ فيكفوا عن نصرة الظلمة من أبناء القردة والخنازير ؟

نعم إنه درسٍ قاسٍ ولكن من الآن فصاعداً سوف يكون من السهل على كل أم فقدت وحيدها في هذه المأساة أن تتذكر أم محمد الدرة وأن تتخيل كيف نامت تلك الليلة، ليلة فراق فلذة كبدها ..وأن تحس بمعاناة أم الطفلة إيمان البريئة التي لم تتجاوز شهورها الستة وأن تعرف كيف كانت تصارع الأحزان .. آه ما أصعب الظلم!

ومن الآن لن يكون من الصعب على اولئك الذين ناموا في العراء أن يحسوا بمأساة المشردين في أنحاء العالم .. وغيرها من المآسي التي كانت بلادهم ضليعةً فيها ..إن تهديم المنازل .. والبكاء .. والفراق .. والترمل .. واليتم ..والجنائز ..والدماء .. والموت .. والعزاء .. كلها من مفردات الظلم والقهر .. مرت بالقوم ليلة وذاقوا مرارتها .. فهل يتذكرون أنها أصبحت جزءً من حياة أقوام هنا وهناك تنام حيث ينامون وتقيل حيث يقيلون .. يتسلى العالم بمشاهدة أخبارهم على القنوات كما يتسلى برؤية الأفلام دون أن يحرك ساكنا أو ينطق بكلمة حق على أقل تقدير . فهل يتحرك الآن بعد أن عايش المشهد على وجه الحقيقة؟!

ألا لعنة الله على اليهود ما أكثر ما عاثوا في الأرض الفساد .. إنهم أسباب المآسي في العالم .. أججوا العنف وأذكوا روح العداء بين الشعوب وأحلوا الدمار مكان البناء واشاعوا الخوف بدل الأمن .. وصدق الله القائل : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) سورة المائدة .

اللهم إنا نسألك العفو العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره وأجعل تدبيره في تدميره.
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك.
اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر وأجعل بأسهم بينهم شديد وأرنا فيهم عجائب قدرتك ياقوي يا عزيز.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 22-11-2006 الساعة 03:41 AM.
  #3  
قديم 23-11-2006, 01:19 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ



يقول الله تعالى : لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) سورة النور

كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى ما فيها من تحذير؟
نعم .. إنه تحذير شديد اللهجة، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى، ومن ماذا يحذرنا؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم! وكيف كان موقفنا منه؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديه في كل ماجاء به؟ فوقفنا عند حدود ما نهى عنه وامتثلنا بما أمر به؟
وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة : تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير : منعطف خطير! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لا تقع في المنحدر؟ مثال آخر : تجد لوحة مكتوب عليها تحذير : خطر تيار عال! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك ؟! كلا ..

إذن ما بالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه؟!! إن هذا لهو الجنون والتهور والسفه! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلا شك سيتوقف عند هذا التحذير بدل المرة الواحدة ألفا من المرات.

كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليوم؟ ..
أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أن تحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ما كان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا في دنيانا وأخرانا .. يقول تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، أي تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة.
ولعل هذا المخالف يفتتن عند موته ساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنة فيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين، وقد لا يصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك؟ ما دينك؟ ومن نبيك؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلا يجيب ...
أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات.

فلا بد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظر حوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه في وادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر؟
الأمر جد خطير والنتيجة لا تظهر إلا في ساعة العسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعة الصراط المستقيم، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلى الله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها : انظر في صلاتك! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلى، انظر في هيئتك، لباسك؟ كم فيها من المخالفات ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. تفكر في بصرك : وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك : وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك ...
تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونهتدي بها إلى الحق والصواب .
نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار .
ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام .
وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

  #4  
قديم 26-11-2006, 05:26 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغد

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ



قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) سورة الحشر .

هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله: أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ: أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر)
واتقوا الله: كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).

ولنقف اليوم مع: ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ، الغد هو المستقبل الذي نخطط من أجله. ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا؟ يكون الجواب: من أجل تأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!! كلنا يعرف الجواب! ولا اعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياته الدنيا، ولكن أليس مستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل؟! كم نمضي من أعمارنا من سنوات على مقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل؟ وكم نمضي في العمل والوظيفة من أجل جمع المال للمستقبل؟ ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياة الآخرة التي هي أطول وأبقى؟ وهي الحياة الحقيقية؟ أما تستحق منا أن نخطط لها وأن نبدأ في التحضير لها من الآن؟ أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال؟ فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لا يأتي وينسى مستقبله الآتي لا محالة!

تجد من الناس من نذر نفسه للوظيفة مخلصاً في عمله مجتهداً بكل ما أوتي من قوة يسابق الطير في بكورها ولا يخرج إلا متأخراً يعمل بلا كلل ولا ملل يشار إليه بالبنان في الجد والإجتهاد ويضرب به المثل في الدوام والإنضباط ولكن إذا بحثت عنه في المسجد لم تجده! وإذا فتشت عنه بين الصائمين لم تعثر له على أثر! وإن تحسسته في الصدقة وأعمال الخير من كفالة يتيم أو نصرة مجاهد أو رعاية محتاج أو إيواء مسكين أو إطعام جائع أو كسوة عار لم تجد له فيها سهماً ولا درهما ولا ديناراً.

نعوذ بالله من الخسران ومن الذل والهوان.

ولنعد إلى الآية الكريمة ونتأمل لفظ ولتنظر: إن النظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيط والتخطيط يقود إلى العمل والمقصود بالعمل هنا العمل من أجل الآخرة والآخرة خير وأبقى كما أخبر ربنا تبارك وتعالى...
فيا أخي في الله هل امتثلنا لأمر ربنا وهو العالم بما يصلح حالنا ومآلنا؟ وهل وقفنا مع أنفسنا وقفة تأمل في لحظة محاسبة وتفكرنا في أعمالنا كم منها نعمله من أجل الآخرة؟ وهل بإمكاننا أن نقدم أكثر وأكثر؟ هل تفكرنا في أعمال الخير ووضعنا لنا برنامجاً بحيث نضرب في كل مجال منها بسهم. كم قدمنا لآخرتنا من قيام الليل؟ وكم قدمنا من قراءة القرآن - كنز الحسنات - كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها؟ كم قدمنا من الصدقات؟ كم قدمنا من الصيام؟ من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. كم حجينا وكم اعتمرنا؟ كم ذكرنا الله؟ كم هللنا وسبحنا الله وحمدناه وكبرناه في اليوم والليلة؟ وكم وكم من أبواب الخير وأعمال الآخرة التي كلها سهلة وميسورة وفي متناول الفقير قبل الغني والوضيع قبل الوزير؟ ولكن أين المشمرون؟ أين طلاب الآخرة؟

فاليقظة اليقظة ياعبدالله!! لا يأتيك الموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل غافلٌ عن الآخرة والآعمال الصالحة .. حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر علمنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا
اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا واصلح أحوالنا واهدنا إلى صراطك المستقيم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

  #5  
قديم 27-11-2006, 06:30 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا



يقول الله تعالى : " يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) " سورة الزلزلة .

يخبر تبارك وتعالى أنه في ذلك اليوم العصيب -يوم القيامة- تتحدث الأرض وتخبر بما عُمل عليها من خير أو شر، وتشهد على كل إنسان بما صنع على ظهرها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يومئذ تحدث أخبارها" فقال : أتدرون ماأخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبدٍ أو أمةٍ بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا، كذا وكذا، فهذه أخبارها . أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح.
وفي الحديث الآخر : تحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وأنه ليس من أحدٍ عاملٍ عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به. أخرجه الطبراني في معجمه.

يا له من موقف عظيم ولحظات عصيبة في ذلك اليوم الفضيع الذي تتقطع من شدة أهواله القلوب والأبصار شاخصة والقلوب وجلة والأجساد عارية والشمس دانية من الرؤوس _ تقول عائشة رضي الله عنها يارسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر أفضع من أن ينظر بعضهم إلى بعض .

لا إله إلا الله والله أكبر تخيل ذلك المشهد يوم تتحدث فيه الأرض وكيف سيكون المشهد؟ لا شك أنه مشهد مخيف .. سبحان الله .. يوم تأتي ساحات الجهاد تشهد للمجاهدين بذل أرواحهم في سبيل الله ويوم تأتي المساجد تشهد لروادها من المؤمنين ركوعهم وسجودهم ويوم تأتي منى وعرفات تشهد للحجاج وقوفهم على عرصاتها ودعاءهم وبكاءهم وتضرعهم .... ولا إله إلا الله .. يوم تأتي المراقص ونوادي الليل تشهد على روادها ما صنعوا على ظهرها من خنا وفجور وسكر وعربدة ويوم تأتي الشواطيء تشهد بما جرى على ظهرها من عري وسفور وزنا وخمور.

يومها ينكشف الستار وتزول الحجب يوم الفضائح ... يومها كيف يكون حال ذلك المسكين الذي كان يجوب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، يرتكب في كل بقعة معصية ويقارف في كل زاوية فاحشة وكأن الله هناك غير مطلع عليه وأن الأرض هناك ليست أرض الله؟

عبدالله يا من فرطت في صلاة الجماعة وتكاسلت عن الذهاب إلى بيوت الله تذكر ذلك اليوم ..
تذكر: يوم تحدث أخبارها ماذا ستخبر عنك؟ ماذا ستشهد به لك أو عليك؟

ماذا تتمنى وقتها أخي الكريم حينما ترى المساجد تشهد لأصحابها وتشفع لهم أمام رب العالمين يارب شفعني فيه لقد كان قلبه معلق بي، لقد كان من روادي ليل نهار، يارب طالما سجد فيّ وركع وقام وقعد وقرأ القرآن، ما تزال تحاج عنه حتى تشفع فيه ويدخل الجنة .
هل تتمنى وقتها أنك كنت من روادها في حياتك الدنيا؟ إذن اغتنم ما بقي من عمرك من أيام وقدم لآخرتك ما يسرك ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قبل أن تندم وتدرك كم كنت مفرطاً، وتتمنى لو تعود إلى الحياة الدنيا من جديد ولكن هيهات هيهات، يومئذ لا يفيد الندم ولا ينفع الإنسان إلا ما قدم. فالبدار البدار ما دمت في زمن المهلة قبل أن تصبح مرتهن بعملك تحت أطباق الثرى تنتظر الساعة والساعة أدهى وأمر ..
أخيًه .. أن الأمر جد لا هزل فيه، وصدق لا مراء فيه، فقم مقام الجد ودع عنك الأماني الخادعة وبادر بالأعمال الصالحة واحذر من التسويف فإن سوف من جند إبليس.

اسأل الله لي ولك ولكل المسلمين حسن الختام وطيب المقام وصحبة الأخيار من الأنبياء والأبرار والصالحين الأطهار واسأله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

  #6  
قديم 11-12-2006, 06:21 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ

إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ



قال الله تعالى على لسان لقمان الحكيم : " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)" سورة لقمان.

تشبيه بليغ وصورة بلاغية رائعة في أسلوب بديع يؤدب لقمان الحكيم إبنه مبيناً له سعة علم الله عز وجل وإحاطته بجميع الأشياء صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها. وأن الله تبارك وتعالى مطلع على دقائق الأمور كلها لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فلو أن حبة خردل متناهية في الصغر وكانت في بطن صخرة صماء أو كانت في أرجاء السموات أو في أطراف الأرض لعلم مكانها وأتى بها سبحانه وتعالى .
فلا إله إلا الله أحاط علمه بكل شيء.
يرى دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء ويرى مخ ساقها وجريان الدم في عروقها.
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأين يختبيء منه العاصي إذا أراد أن يعصيه ؟ كيف يزني الزاني وهو يعلم أن الله ينظر إليه ومطلع على حركاته وسكناته!؟ لو كان أبوه أو أمه أو أحد من الناس ولو طفل صغير ينظر إليه أكان يجرؤ على مواقعة المعصية أمامهم ؟ لا والله، فسبحان الله .. أهان الله في نظره حتى أصبح أهون الناظرين إليه! جاء في الحديث ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)) أي أنه لا يكون في قلبه شيء من الإيمان في تلك اللحظة وإلا لأستشعر نظر الله إليه وإطلاعه عليه وهو في تلك الحالة .
لقد هانت خشية الله في قلوب كثير من الناس .
تجد بعض المدخنين لا يدخن في حضرة أبيه أو حضرة مسؤول كبير توقيرا وإحتراما لهم!
ترى من يسمع الأغاني أو يشاهد الأفلام إذا رأى شيخاً أو داعية أقفل الجهاز!
والله تعالى يقول: أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه.
ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) سورة المجادلة.
سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (9) سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) سورة الرعد
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) سورة القصص .
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) سورة النمل .
فيا عبد الله ... اجعل مراقبة الله وخشيته في قلبك في كل حين وتمثل نظره إليك في أي ساعة من ليل أو نهار.

إذا ما خلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى االعصيان
فاخش من نظر الإله وقل لها ...... إن الذي خلق الظلام يراني

اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن وحل بيننا وبين معاصيك
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وقوي إيماننا بمخافتك والحياء منك.
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ولسانٍ لا يذكر ونفسٍ لا تشبع.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وإلى اللقاء في ظلال آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

  #7  
قديم 13-12-2006, 11:34 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ

لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ



يقول الله تعالى : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) سورة النساء
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه : (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق لشعر ولكن تحلق الدين).
فالله أكبر ما أعظم أجر وثواب الإصلاح بين عباد الله المتخاصمين الذين نزق الشيطان بينهم فأوغر صدروهم وأحل العداوة محل الأخوة والقطيعة مكان الوصل.
إخوتي : إن هذا العمل العظيم قد جهل فضله كثير من المسلمين اليوم، فنجد الخصومات تستمر بالشهور بل السنين العديدة بين الأهل والأخوان والجيران ولا تجد من يسعى للصلح بينهم، كلٌ مكتفٍ بشأنه وكلٌ مشغول بنفسه. فيتركون المتخاصمين للشيطان يوقد نار الفتنة بينهما ويزيدها إشتعالاً حتى يستفحل الأمر وتقع الطامة، بينما الصالحون غافلون عن هذا السبيل، هذا العمل الجليل الذي زكاه الله من فوق سبع سماوات وامتدحه من بين سائر الأعمال، والذي هو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من أفضل الأعمال وأجلها بلا شك ولكن الصلح خير وأعظم.
وكم من صائم قائم مصل ولكنه لا يسعى للإصلاح بين المتخاصمين من أهله وجيرانه وما علم أن ذلك أفضل من عبادته لإن عبادته خيرها مقتصر على نفسه أما إصلاحه بين الناس فخيره عام ومتعدد إلى غيره.
وقد ذم الله تعالى الخصومة والقطيعة بين المسلمين لأنها تتنافى مع مبدأ الأخوة الإسلامية : إنما المؤمنون أخوة. وتوعد المتقاطعين بأن لا يغفر لهم ولا يقبل منهم عملاً حتى يصطلحا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل أمريء لا يشرك بالله شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم .
وأمرنا معاشر المؤمنين بالسعي في الأصلاح: فأصلحوا بين أخويكم.
فهلا نظرنا أخوتي فيمن حولنا من زملائنا أو أخواننا أو جيراننا ممن نزق الشيطان بينهم وأوقع بينهم القطيعة والبغضاء فسعينا بينهم بالصلح ؟ فإن تم الصلح على يدينا فلله الحمد والمنة على توفيقه وهنيئاً لنا بموعود الله ورسوله وإن لم يكتب لنا التوفيق في مهمتنا فقد أدينا ما علينا وسلمنا من الإثم. ولله در القائل :
إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتها إلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاح ذات البين

اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلاً ورزقاً واسعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وإيماناً خالصاً وهب لنا إنابة المخلصين وخشوع المخبتين وأعمال الصالحين وأصلح ذات بيننا وإجمع قلوبنا على الخير يا أفضل من رجي وقصد وأكرم من سئل .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وإلى اللقاء في ظلال آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م