مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-11-2006, 11:39 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile إنـه يطاردنـي

إنـه يطاردنـي




وقفت على الباب تنتظر .. يدٌ على الجرس والأخرى على مقبض الباب

تضربه حيناً وحيناً تلصق أذنها بالباب تنتظر أن تسمع صوتاً قادماً يفرج عنها لحظات الخوف والترقب ..

تصبب عرقها .. تصاعدت أنفاسها

تسارعت نبضات قلبها.. نظرت إلى السماء

أغمضت عينيها فأشعة الشمس الحارقة كادت أن تذهب بنورهما ..

عادت إلى الجرس .. يدها الممسكة بمقبض الباب تكاد تخلعه ..

تصرخ بصوتٍ مخنوق لا يتجاوز أذنيها ..

افتحوا الباب أرجوكم .. افتحوا الباب أرجوكم ..

نظرت إلى الساعة .. الوقت يمضي ببطءٍ شديد .. إنها الثانية عشرة ظهراً

الجميع عاد من زيارات العيد وألقى بجسده على السرير ..

لن يسمعكِ أحد

هكذا قالت لنفسها وهي تتأمل الشارع الساكن ..

جرت الدموع على خديها .. تمنت لو أنها رفضت النزول من سيارة زوجها حين أمرها

همست :

ليتني لم أنزل .. ليته يعود .. لن أغضبه ..

لكنها عادت تقول :

لا .. إنه قاس وظالم .. لن أغفر له ما صنعه بي اليوم ..

اجتمع الحزن والخوف عليها .. لم تعد تبصر شيئاً ..

عادت تنظر إلى الباب .. وتراقب الطريق لعل أحداً يأتي ليفتح لها الباب ..

أبصرت رجلاً قادماً من بعيد .. لم يتبين لها من هو ؟ ..

مسحت دموعها .. دققت النظر في القادم ..

أحست بالخطر يحدق بها ..

نظرات القادم مريبة .. تكاد تلتهمها .. أنفاسه تصل إلى سمعها

إنه يقترب منها ..

أخذت تضرب بيديها الباب ..

لم يبق لها أمل ..

اقترب منها أكثر وأكثر ..

جمعت عباءتها على جسدها .. وانطلقت تجري وتجري بعيداً عنه ..

وقفت تسترد أنفاسها .. نظرت خلفها .. لا زال يتبعها ..

رفعت عينيها إلى السماء ..

الشمس ترسل أشعتها الحارقة ..

الطرقات خالية .. أبواب المنازل والنوافذ مغلقة

سكون قاتل يقضي على بقايا الأمل في صدرها ..

شعرت بأنها في صحراء مقفرة .. كل شيء فيها يقول

لا ملجأ لك في الأرض ..

يارب .. يارب .. انطلقت من شفتيها

لم تتذكر كلمة تضيفها إليها .. ظلت تردد : يارب .. يارب ..

عاودت الركض من جديد ..

لم تلتفت وراءها ..

سارت في طريقٍ تعرفه ..

وكلما أحاط بها اليأس .. رددت :

يارب .. يارب ..فاستعادت قوتها ..

أبصرت الباب الذي تعرفه .. أسرعت نحوه .. احتضنته بجسدها ..

طرقت الباب بيديها ورأسها .. كل جزءٍ من جسدها كان يطرق معها

بكاؤها نحيبها وحتى ضربات قلبها شاركت معها ..

صوتٌ قادمٌ من وراء الباب يهدد ويتوعد الطارق المزعج ..

سقطت على ركبتيها .. تحول البكاء إلى أنين بصوتٍ مرتفع ..

نظرت خلفها .. توقف الرجل عن مطاردتها .. ألقى بنظرةٍ أخيرة

ثم استدار إلى الوراء ليغيب بسرعة عن نظرها

انفتح الباب .. سقطت بين يدي أخيها وهي تردد :

إنه ورائي .. إنه يطاردني .. المجرم تركني في الطريق ولم ينتظر

المجرم .. المجرم .. ثم غابت عن الوعي ..


قصة من الواقع
__________________

  #2  
قديم 23-11-2006, 02:17 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile شافانـي الله بالفاتحـة

شافانـي الله بالفاتحـة



توقفت الممرضة عن الكلام .. وأخذت تنظر إلى نتيجة الفحص

تغيرت ملامح وجهها .. أسرعت نحو الهاتف تستدعي الطبيب

شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي ..

لماذا بدا عليها القلق ؟

هل نتيجة الفحص تستدعي حضور الطبيب بسرعة ؟

كدت أن أصرخ بها ..

عدت أُطمئن نفسي .. إنها آلام بسيطة ..

لا داعي للخوف .. إنها عادة الممرضات يظهرن المهارة .. ويضخمن الأمور ..

حضر الطبيب .. نظر في نتيجة الفحص .. بدا عليه الذهول

ارتسمت في عينيه علامات الاستياء ..

أيقنت بالخطر .. ترقرقت الدموع في عيني ..

دكتور .. دكتور .. وجدت صعوبة بالغة في النطق بها ..

التفت الطبيب نحوي .. بدا حزيناً .. سألته ..

ما الذي تقوله الفحوصات ؟

تحدث كثيراً .. وبكيت أكثر .. لم أعد أذكر من كلماته إلا تلك الجمل والتي حشد لها الكثير والكثير من العبارات التي حاول بها أن يصبرني ويذهب عني الخوف والفزع ..

" سرطان في الرحم "

" يجب استئصاله "

" لابد من إجراء العملية بأسرع وقت .. أي تأخير قد يتسبب في انتشار السرطان في جميع أجزاء الجسم "

أجهشت ببكاءٍ رهيب ..

كلمة .. ماما .. أصبحت مستحيلة ..

طفلٌ صغير .. أقبله .. أضمه إلى صدري .. مستحيل ..

غربتي .. آلامي .. أحزاني ..

أربعة أعوام مضت .. وكل يوم يمضي أشعر بأنني أقترب من الحلم ..

تناهى إلى سمعي .. حديثي مع زوجي ..

" غداً نعود إلى الوطن .. ومعنا المال .. سنعيش سعداء .. سيكون لنا منزل واسع .. الأطفال يلعبون من حولنا .. غداً .. غداً .."

آهـ .. غداً الذي أرقبه بشوقٍ ولهفةٍ لن يأتي بعد اليوم ..

بكيت بحرقة .. غبت عن الوعي لحظات ..

وعندما أفقت وجدت زوجي بجانبي يحاول تهدئتي

أبصرت الحزن في عينيه

تساءلت في نفسي : هل حزنه بسبب مرضي أم بسبب الحلم الذي تلاشى

ولم يعد هناك أمل في تحقيقه ؟..

أقبلت الممرضة .. بدأت الفحوصات استعداداً للعملية .. الوقت يمضي

جفت دموعي .. توقفت عن البكاء .. واستسلمت للأمر الواقع ..

جاء السرير أو جاء النعش ليحمل حلم حياتي إلى المقبرة

جاءت اللحظة التي لم أكن أتوقعها في يومٍ من الأيام

تمنيت لحظتها أن تنتزع روحي مع رحمي الذي سينتزعونه مني

أتراهم لا يعلمون أن هذا الرحم هو سر سعادة النساء

هو نعمة الرب علينا .. هو الذكرى الباقية والحياة الثانية

فيه نحفظ فلذات أكبادنا قبل أن نلقيهم إلى الأرض ..

مضى بي السرير إلى غرفة العمليات

الخطوات صوت العجلات .. نغمات حزينة تشيعني .. أغمضت عيني

جرت الدموع على خدي .. زوجي يمسحها بيديه .. يربت على رأسي

شعرت بالأسى عليه ..اقتربنا من غرفة العمليات

فُتح الباب الكبير

وقف الجميع .. ممنوع الدخول .. دخلت لوحدي .. منظر رهيب

أجساد تتحرك بشكل مرعب .. تلبس الرداء الأخضر .. الكمّامات تغطي وجوههم

تظهر العينان من خلال فتحتين صغيرتين وغالباً تختفي وراء النظارات الطبية

السرير في وسط الغرفة تحيط به الأجهزة المختلفة .. أدوات التشريح

تثير في النفس الخوف .. الكشافات الضوئية تسلط أشعتها على السرير

رائحة البنج تقتحم جيوبي الأنفية ..

لم استطع تحمل تلك المناظر .. أغمضت عيني

تذكرت الأميرة والأمير وأبناءهما تذكرت القصر الكبير ..

تذكرت الأميرة وهي تصلي .. تذكرت سجادتها التي تبدأ بها كلما عادت من سفرٍ تعودت على تلك الكلمات : أحضروا لي السجادة لأصلي تساءلت: لماذا لا تؤجل الصلاة .. خاصة أنها مرهقة من أثر السفر ..

تذكرت ذلك اليوم عندما قلت لها :

ارتاحي قليلاً فأنت متعبة ..

غضبت حينها وقالت كلمات لم أستوعبها جيداً لكنني فهمت أن الصلاة

هي أهم أمر بالنسبة لها ..

تذكرت الأمير ومحافظته على الصلاة

وكذلك الأبناء .. إنها أسرة كريمة .. تذكرت شهر رمضان .. تغيير شامل

صيام وصلاة .. يتحول القصر إلى مسجد كبير

لا تسمع فيه سوى القرآن وصوت الأئمة وهم يرتلون القرآن ..

في هذا القصر لم أسمع صوت موسيقى أو غناء

لم أشاهد أفلاماً ماجنة .. لم أجد منهم سوى المعاملة الحسنة .. الرفق واللين ..

تذكرت سورة الفاتحة

تلك السورة التي كانت تتكرر مرات ومرات في القصر

ومن خلال التلفاز أو المذياع .. ومن خلال المسجد القريب ..

كنت أشعر بها تخاطبني .. تهزني .. تجعلني أعيش معها .. حتى حفظتها

وأخذت أكررها بيني وبين نفسي .. وفي غرفتي كنت أرفع بها صوتي

فيتعجب زوجي مني ويسألني : وهل تعرفي معناها ؟

فأقول له : لا .. ولكنني أحبها .. أحبها كثيراً

تم نقلي إلى السرير الخاص بالعمليات

بدأ العد التنازلي للعملية .. طبيب التخدير يجهز أسلحته

لحظات ويغرزها في جسدي فلا أشعر بشيء .. رفعت رأسي إلى السماء

منظر الكشافات أرهبني

أخذت أردد سورة الفاتحة .. وأدعو الله أن يشفيني بها

يارب لقد أحببت هذه السورة فاجعل فيها شفائي ..

يارب بحبي لهذه السورة فرج عني ما أجده ..

بدأت العملية .. أقبل طبيب التخدير .. لم أستغرق وقتاً لكي أنام .. غبت عن الوجود

وعندما أفقت من التخدير كانت المفاجأة تنتظرني

الممرضة تناديني وعلى وجهها فرح عظيم

فيكتوريا .. فيكتوريا .. نظرت إليها .. لقد أزيل الخطر عنك يا فيكتوريا

لقد رفض الطبيب أن يستأصل الرحم

وضعه مستقر يمكن إزالة الورم بالأدوية

لم أصدق ما تقول .. أمعقول؟! : لا زال رحمي موجود ..

حلم حياتي سيتحقق .. لم تتلاشَ آمالي .. سأسمع كلمة ماما

سيكون لي أطفال .. بكيت من الفرح .. الحمد لك يارب .. الحمد لك يارب

لقد استجبت دعائي .. سورة الفاتحة أنقذت حياتي .. لقد رحم الله ضعفي

لقد قبل الله دعائي وشافاني بسورة الفاتحة ..

أخذت أردد سورة الفاتحة

أقبل الكلمات التي تنطلق في فضاء الغرفة .. شعرت كأنني أعانقها

سوف أسلم .. سوف أعتنق هذا الدين .. من الآن أنا مسلمة

إنه الدين الحق .. لقد قبل الله دعائي بحبي للفاتحة ..

طلبت من زوجي أن يذهب بي إلى قسم التوعية الدينية بالمستشفى

هتفت به .... أريد أن أسلم

لا زلت متعبة .. نعود فيما بعد ..

كلا ثم كلا .. أريد أن أعتنق الإسلام الآن .. أريد أن أشكر ربي الآن لقد أنقذني

لقد سمع ندائي واستجاب لدعائي .. أريد أن أصبح مسلمة ..

وبين يديّ الشيخ نطقت بالشهادتين بعد أن لقنني إياها :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

وعندما رأى زوجي حالتي .. نطق بالشهادتين أيضاً ..

عدت إلى القصر أحمل خبر إسلامي إلى الأميرة .. فرحت كثيراً

ثم قالت: أنت اليوم ابنتي

بكيت وأنا أسمع هذه الكلمات .. لقد زادت محبتي لها ..

أيقنت أن الإسلام عظيم .. وأن المسلمين هم السعداء في هذه الحياة ..

لقد أسلمت أنا وزوجي في يوم واحد

فحمدت الله أن ساقني إلى العمل في هذا القصر ومع هذه الأسرة الفاضلة

التي دعتني بأفعالها .. بأخلاقها .. بمحافظتها على الصلاة والصيام

وسائر العبادات .. بما كان يصل إلى سمعي من آيات القرآن وخاصة سورة الفاتحة ..
----------------------------------------------------------------

إن سورة الفاتحة سورة عظيمة تتجلى بعض من أهدافها في الرابط التالي :
أهداف سورة الفاتحة
الحمد لله على نعمة الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

أصل القصة نقلاً عن المكتب التعاوني لدعوة الجاليات بحي السلامة بجدة

__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 23-11-2006 الساعة 02:32 AM.
  #3  
قديم 26-11-2006, 12:45 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile دمــعة علـى القبــر

دمــعة علـى القبــر




وقف على القبر ...

غاب عن أصحابه ...

جرى الدمع على خديه، بلل لحيته الكثة، نشفها بكمه ..

أخذ ينكت بعود على الأرض ...

تحلقوا من حوله، تعجب البعض من حالته ..

إنها عادته كلما وقف على القبر، هكذا قال الذين يعرفونه ...

تركوه يبكي وفي صدورهم عشرات الأسئلة ...

أليس هو أمير المؤمنين ؟...

أليس هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟ ...

أليس هو ذو النورين ؟...

أليس هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ؟...

أليس هو من تستحي منه الملائكة ؟ ...

أسئلة كثيرة والاجابة لها : نعم .. نعم ..

هو عثمان بن عفان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

تقدم أحدهم منه، يحمل سؤالاً لم يجدوا له إجابة ...

( تذكر الجنة فلا تبكي ، وتبكي من هذا ) ؟ ...

أطرق برأسه ، وعاد ينكت بعوده من جديد ...

الجميع ينتظر الإجابة ...

أطرق برأسه .. عاد بذاكرته إلى الوراء ...

تذكر حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ...

أنطلق صوته ضعيفاً ، قائلاً :

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ))...

الحديث صحيح أخرجه أحمد ...


اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار

اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار
اللّهم يا أرحم الراحمين إرحمنا يا كريم, أنت على كل شيء قدير.
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم
__________________

  #4  
قديم 27-11-2006, 05:23 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile تــــــــــوبــة خــلــــــــــود

تــــــــــوبــة خــلــــــــــود




خلود .. خلود .. هيا يا إبنتي لقد تأخرنا على السوق ..

أسرعت في لبس العباءة .. أعتنيت كثيراً بالنقاب

نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة... هكذا أبدو أجمل

أسرعتُ نحو أمي .. كانت غاضبة مني بسبب التأخير

وزاد غضبها وحنقها عندما رأتني ألبس عباءتي الجديدة ونقابي المطرز ..

ما هذا ياخلود هل ستخرجين بهذا اللباس

وماذا في هذا اللباس .. أمي أنت لا تثقين بي وما كنت كذلك فلن أذهب معك إلى السوق

ولن أذهب إلى فرح ابنة خالي ..

تظاهرتُ بالبكاء .. وقبل أن أعود كانت أمي تعلن الاستسلام

تنقلنا بين المحلات التجارية .. كانت لحظات من الفرح

تمكنت خلالها من شراء كل ما أحب ..

وفجأة .. شعرت بأن قدماي لم تعودا قادرتين على حملي

لبثت لحظة في مكاني .. صوت أمي يستحثني على السير

حاولت التقدم .. ولكنني لم استطع ؟

حاولت أن أتكلم .. تعثرت الكلمات في شفتيّ ..

أقبلت أمي نحوي

خلود .. لماذا توقفتِ ؟ .. هيا يا بنتي لم يبق لنا إلا شراء الحذاء ..

أمي .. نطقت بها بكل صعوبة .. أشعر بتعب شديد .. لا استطيع المشي أكثر ..

حسناً .. انتظري هنا .. لن نتأخر ..

وقفت في وسط السوق أراقب المتسوقين

وأقلب نظري في واجهات المحلات التجارية

شعرت بتحسنٍ بسيط ، وقدرة على السير

قمت من مكاني اقتربت من إحدى اللوحات الدعائية ..

تناهى إلى سمعي صوت شاب يقترب مني .. لم التفت نحوه

اقترب أكثر فأكثر ..

تظاهرت بعدم السماع ..

تشاغلت بمراقبة المعروضات ..

خطواته تقترب وكلماته بدت واضحة لي ّ ..

وقف أمامي .. أمطرني بالكلمات الرقيقة ..

أعرضت عنه ..

واصل محاولاته لأتحدث إليه

لم أمنحه الفرصة للحديث معي ..

أخــــــــــذ يصــــــــــف جســـــــــدي

شعرت برعشة تسري في أطرافي .. قطرات العرق تصببت على وجهي

شعرت بالخوف الشديد ..

واصل هو الوصف بأسلوبٍ حقير وقذر

شعرت بأنني أقف أمام هذا الشاب عارية .. وأن عباءتي المخصرة منحته الفرصة ليتعرف على أجزاء جسدي ..

توجهت إلى الله وسألته أن يصرف عني هذا الشاب

تضرعت إليه .. سقطت دموعي على خدي .. بكيت بحرقة ..

كدت أن أصرخ .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني ..

أنا السبب .. أنا من منحه الفرصة ليصفني بهذه الطريقة ..

وفجأة .. أطلق الشاب آخر سهامه وسبابه قبل أن ينصرف

الظاهر ما لنا فيك نصيب .. وأتبعها بكلمة قبيحة ..

ابتعد عني .. وأخذتُ أنا أبكي بحرقة

لقد كانت كلماته سهام مسمومة تخترق جسدي ، تصل إلى قلبي

أحرقتني .. زلزلتني .. كدت أن أسقط على الأرض

توجهت إلى الله .. انبعثت الكلمات من أعماق وجداني

يارب .. يارب أغفر لي .. يارب سامحني

كم كنت مغرورة بنفسي .. ليتني سمعت كلام أمي

ليتها ضربتني .. ليتها صرخت في وجهي

أنا لا أثق بك ما دمت تلبسين هذه العباءة ..

تذكرت خالتي .. وهي تنصحني كلما رأتني بهذه العباءة

" خلود يا ابنتي رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة "

" خلود احذري من غضب الله عليك "

خلود .. تذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم

(صنفان من أهل النار .. نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يجدن ريح الجنة)

خلود .. هذه العباءة تعرضك للذئاب

الكل يحتقرك الكل ينظر إليك على أنك ...... خلود أنا لا استطيع أن أنطق بها ..

نظرت إلى عباءتي .. حذائي .. غطاء رأسي .. نقابي

جلست في أقرب مقعد .. وأخذت أبكي ..

أقبلت أمي ومعها أختي .. عيناي المتورمتان من البكاء بعثت الخوف في قلبها

أسرعت نحوي .. سألتني :

خلود لماذا تبكين ؟ .. هل نذهب بك إلى المستشفى ؟

رفعت رأسي نحو أمي .. مسحت دمعتي ..

لا .. لا داعي للذهاب إلى المستشفى .. لقد ذهب المرض

ذهب المرض .. الحمد لله .. لقد ذهب ولن يعود بإذن الله ..

وقفت إلى جانب أمي التي قالت :

لقد انتهينا لنعد إلى البيت ..

لا .. لم ننته بعد .. أريد أن أشتري الدواء

نعم يا أمي .. هيا إلى بائع العباءات .. أريد شراء عباءة رأس

إنها الدواء لمرضي ..

أحتضنتني أمي وأخذت تردد

الحمد لله .. الحمد لله
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م