هل يكفي أن نشعر بالغيرة على دين الله حتى نعطي أنفسنا الحق والصلاحية في توجيه العبارات كما نشتهي دون أن نعي معنى الكلمات والعبارات والمصطلحات التي نوجهها هنا وهناك؟
وهل يكفي أن نجمع عدداً من النصوص - وما أسهل تجميع النصوص من خلال الوسائل الحديثة لاسيما الأقراص المرنة CDs - حتى نكون قد أدلينا بالحجة الشرعية دون أن نعطي أنفسنا فرصة فهم الآخر وما يريد؟
وهل قال أحد بأن الإئمة أنبياء ليشي الجواب في أن القائل يرى نفسه والأئمة على صعيد واحد؟ أليس في هذا جرأة علمية تحتاج إلى ابتلاء؟
وهل تثيرنا كلمة حق كـ(والأولى ترك البدع) وهي قاعدة تنصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودينه ورسالته - وهو المؤيد بنصر الله {إلا تنصروه فقد نصره الله} - بدل أن نسارع إلى تأييد كل ما من شأنه حفظ الشريعة والمسيرة الإسلامية؟
ألا يعرف المتحمس المندفع أن كثيراً مما يجري في (الموالد) من المخالفات الشرعية أضافه الجهلة والمتكسبون، وأن بعض ما يقرأ من الشعر وغيره فيه مخالفة صريحة لما عليه عقيدة السلف والخلف من أتباع النبي (صلى الله عليه وسلم)؟ وفيها البدعة الغليظة والخفيفة والمكروه والحرام، أم أن نية الكاتب الصافية تكفي وحدها لتبرئة المبتدعين ومرتكبي الحرام والمستهينين بالأحكام؟
ألم يلتفت الكاتب إلى أن قوله: (أرجو أن تتقبلوا جميعا كلامي بصدر رحب، فوالله لم أرد إلا تبيين الحقيقة كما هي في الميزان الشرعي المعتدل، بعيدا عن المغالطات، وقلب الأدلة لهوى في النفس,. نسأل الله السلامة) فيه تزكية لنفسه وطعن لغيره؟
وكيف ستكون ردة فعله لو كانت النصيحة التي أثارته: (ترك الحرام فريضة على الفور) بدل الدعوة إلى (تجنب البدعة) هل كان سيحمل كلامنا على الأمر بترك تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما فعل في فهمه لترك البدعة؟
|