بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله, وبعد:
يا عساف, إعلم أنك لا تفقه في الدين شيئا والجهل الذي رميتـنا به عائد عليك وقد أضحكتـني كثيرا عندما قرأت تعليقاتك وسيأتيك بـيان ما أضحكني بل هو يضحك الثكلى وإليك ما ابتدعته من اجتهادك الفاسد وتظن بأنك تعرف شيئا يا مسكين:
الله تعالى يقول في القرءان الكريم:ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون.
أنظر إلى كلمة " ابتدعوها " أرأيت كيف أضحكتـني؟
هل ذمهم الله على هذه البدعة ام مدحهم؟ لا تخض فيما لا علم لك به.
وفي تفسير الجلالين: (ورهبانية) هي رفض النساء واتخاذ الصوامع (ابتدعوها) من قبل انفسهم (ما كتبناها عليهم) ما أمرناهم بها (إلا) لكن فعلوها (ابتغاء رضوان) مرضاة (الله فما رعوها حق رعايتها) إذ تركها كثير منهم إلخ....
ماذا تقول؟ الله أخطأ بتسمية هذا الشيء الحسن بدعة؟ أم هذه بدعة ضلالة عندك وإن مدحهم الله تعالى عليها؟ أجب إن لم ينعقد لسانك بعد على جرأتك. إنا لله وإنا إليه راجعون
سأكتفي بأقوال بعض الصحابة لأنني لن أضيع وقتي معك وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما عن صلاة الضحى كما في فتح الباري:
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج عن الأعرج قال: سألت ابن عمر عن صلاة الضحى فقال: بدعة ونعمت البدعة.
وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن سالم عن أبيه قال: لقد قتل عثمان وما أحد يسبحها، وما أحدث الناس شيئا أحب إلي منها.
أرأيت كيف سماها بدعة وهي أحب المحدثات إليه, لكن أنت تأبى إلا أن تأتي بما لم تـُسبق إليه حتى يذيع صيتك.
ثم كيف تقول بأن المولد لا أصل له؟ أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال نحن أولى بموسى منهم شكرا لله على أن نجى موسى صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان الصوم في ذلك اليوم شكرا لربنا تعالى على أن نجى موسى فكيف بولادة ومقدم البشير النذير الذي بسبـبه أخرجنا الله تعالى من الظلمات إلى النور؟ ما أعظم جرأتك في دين الله, وهل كان ابن حجر والسيوطي وغيرهم لا يفقهون وأنت تفقه؟ ابن حجر الذي كان قاضي القضاة لا يفقه وأنت يا صاحب الدلالات الباهرة كما يقولون تفقه؟
وأختم الموضوع معك بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه ونقله أهل اللغة عنه ولو كان لا يصح لأنكروا عليه هذه التسمية, ففي فتح الباري:قال الشافعي " البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم " أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي، وجاء عن الشافعي أيضا ما أخرجه البيهقي في مناقبه قال " المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة " انتهى. وقد قال السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء نقلا عن الذهبي بأن الإمام الشافعي كان فرد زمانه في فقه الحديث. لكن الغريب أن الشافعي لم يفقه ما فقهته أنت, عجيب أمرك.
أما مسئلة الترك فيكفي في بيان جهلك قوله عليه الصلاة والسلام: ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتـنبوه. ولم يقل ما تركته فاجتـنبوه والدليل على أن الترك لا يدل على التحريم قوله عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة عندما سأله عن الضب أحرام هو؟ قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فتجدني أعافه.
إتـق الله يا هذا ودع العلم لاهله, ويفضحك قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها.