مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-12-2006, 11:47 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي


النبي: قصة آدم عليه السلام قصة إدريس عليه السلام قصة نوح عليه السلام قصة هود عليه السلام قصة صالح نبي ثمود عليه السلام قصة إبراهيم الخليل عليه السلام قصة لوط عليه السلام قصة مدين قوم شعيب عليه السلام قصة أيوب عليه السلام قصة قوم يس قصة يونس عليه السلام قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم قصة حزقيل قصة اليسع قصة شمويل عليه السلام قصة داود عليه السلام قصة سليمان عليه السلام قصة العزيز قصة زكريا ويحيى عليهما السلام قصة عيسى ابن مريم عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة آدم عليه السلام
وروي الحافظ ابن عساكر عن طريق محمد بن إسحاق، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق، ستون ذراعاً، كثير الشعر، مواري العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته فخرج من الجنة، فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفراراً مني يا آدم؟ قال: بل حياء منك والله يا رب مما جئت به"
ثم رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وهذا أصح، فإن الحسن لم يدرك أبيا.
ثم أورده أيضا من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، عن محمد بن عبد الوهاب أبي قرصافة العسقلاني، عن آدم بن أبي إياس، عن سنان، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً بنحوه.
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين* قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (سورة الأعراف:22ـ23)
وهذا اعتراف ورجوع إلي الإنابة، وتذلل وخضوع واستكانة، وافتقار إليه تعالى في الساعة الراهنة، وهذا السر ما سرى في أحد من ذريته إلا كانت عاقبته إلي خير في دنياه وأخراه.
{قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم وفي الأرض مستقر ومتاع إلي حين} (سورة الأعراف:24)
وهذا خطاب لآدم وحواء وإبليس، قيل والحية معهم، أمروا أن يهبطوا من الجنة في حال كونهم متعادين متحاربين. وقد يستشهد لذكر الحية معهما بما ثبت في الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيات وقال: "ما سالمناهن منذ حاربناهن"
وقوله في سورة طه:
{قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو} (سورة الآية:123)
هو أمر لآدم وإبليس، واستتبع آدم: حواء، وإبليس: الحية. وقيل: هو أمر لهم بصيغة التثنية كما في قوله تعالى:
{وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين} (سورة الأنبياء:78)
والصحيح أن هذا لما كان الحاكم لا يحكم إلا بين اثنين مدع ومدعي عليه، قال: (وكنا لحكمهم شاهدين). وأما تكريره الإهباط في سورة البقرة في قوله:
{وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين* فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم* قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (سورة البقرة:36ـ39)
فقال بعض المفسرين: المراد بالإهباط الأول: الهبوط من الجنة إلي السماء الدنيا، وبالثاني: من السماء الدنيا إلي الأرض.
وهذا ضعيف لقوله في الأول: (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين). فدل على أنهم اهبطوا إلي الأرض بالإهباط الأول والله أعلم.
والصحيح أنه كرره لفظاً وإن كان واحداً، وناط مع كل مرة حكماً، فناط بالأول عداوتهم فيما بينهم، وبالثاني الاشتراط عليهم أن من تبع هداه الذي ينزله عليهم بعد ذلك فهو السعيد ومن خالفه فهو الشقي، وهذا الأسلوب في الكلام له نظائر في القرآن الحكيم.
وروي الحافظ ابن عساكر عن مجاهد قال: أمر الله ملكين أن يخرجا آدم وحواء من جواره، فنزع جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وتعلق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة، فنكس رأسه يقول: العفو العفو، فقال الله أفراراً مني؟ قال: بل حياء منك يا سيدي.
وقال الأوزاعي عن حسان ـ هو ابن عطية ـ: مكث آدم في الجنة مائة عام، وفي رواية ستين عام، وبكى على الجنة سبعين عاماً، وعلى خطيئته سبعين عاماً، وعلى ولده حين قتل أربعين عاماً.
رواه ابن عساكر.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو روعة، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن سعيد، عن ابن عباس قال: اهبط آدم عليه السلام إلي أرض يقال لها "دحنا" بين مكة والطائف.
وعن الحسن قال: اهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس بـ"دستيمسان" من البصرة على أميال، واهبطت الحية بأصبهان.
رواه ابن أبي حاتم أيضاً.
وقال السدي: نزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة، فبثه في الهند فنبتت شجرة الطيب هناك.
وعن ابن عمر قال: اهبط آدم بالصفا، وحواء بالمروة. رواه ابن أبي حاتم أيضاً.
وقال عبد الرزاق: قال معمر: أخبرني عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال: إن الله حين اهبط آدم من الجنة إلي الأرض علمه صنعة كل شيء، وزوده من ثمار الجنة، فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير.
وقال الحاكم في مستدركه: أنبأنا أبو بكر بن بالويه، عن محمد بن احمد بن النضر، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عمار بن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلي غروب الشمس.
ثم قال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وفي صحيح مسلم من حديث الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها"
وفي الصحيح من وجة آخر: "وفيه تقوم الساعة".
وقال احمد: حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن عبد الله بن فروخ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة"
على شرط مسلم.
فأما الحديث الذي رواه ابن عساكر من طريق أبي القاسم البغوي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا سعيد بن ميسرة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هبط آدم وحواء عريانين جميعاً، عليهما ورق الجنة، فأصابه الحر حتى ققعد يبكي ويقول لها: يا حواء قد آذاني الحر، قال: فجاءه جبريل بقطن، وأمرها أن تغزل وعلمها، وأمر آدم بالحياكة، وعلمه أن ينسج، قال: وكان آدم لم يجامع امرأته في الجنة؛ حتى هبط منها للخطيئة التي أصابتهما بأكلهما من الشجرة، قال: وكان كل واحد منهما ينام على حده؛ ينام أحدهما في البطحاء والآخر من الناحية أخرى، حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله، قال: وعلمه كيف يأتيها، فكلما أتاها جاءه جبريل فقال: كيف وجدت امرأتك؟ قال: صالحة"
فإنه حديث غريب، ورفعه منكر جداً، وقد يكون من كلام بعض السلف، سعيد ابن ميسرة هذا هو أبو عمران البكري البصري، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات، وقال ابن عدي: مظلم الأمر. وقوله:
{فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (سورة البقرة:37)
قيل هي قوله:
{... ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (سورة الأعراف:23)
روي هذا عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، والربيع بن أنس، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب، وخالد بن معدان، وعطاء الخراساني، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا على بن الحسن بن إشكاب، حدثنا على بن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال آدم عليه السلام: أرأيت يا رب إن تبت وراجعت أعائدي إلي الجنة؟ قال: نعم. فذلك قوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب)
وهذا غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع.
وقال ابن أبي نجيح؛ عن مجاهد قال: الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، إني ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي، إنك أنت التواب الرحيم.
وروى الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه). قال: قال آدم: يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى، ونفخت في من روحك؟ قيل له: بلى، وعطست فقلت يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى، وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى؛ قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلي الجنة؟ قال: نعم.
ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وروى الحاكم أيضاً والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي.
فقال الله: فكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟
فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلي اسمك إلا أحب الخلق إليك.
فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك"
قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف والله أعلم.
وهذه الآية كقوله تعالى:
{وعصى آدم ربه فغوى* ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} (سورة طه:121ـ122)
__________________
السيد عبد الرازق
  #2  
قديم 04-12-2006, 11:50 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

فضلك اختر من القائمة المنسدلة:
النبي: قصة آدم عليه السلام قصة إدريس عليه السلام قصة نوح عليه السلام قصة هود عليه السلام قصة صالح نبي ثمود عليه السلام قصة إبراهيم الخليل عليه السلام قصة لوط عليه السلام قصة مدين قوم شعيب عليه السلام قصة أيوب عليه السلام قصة قوم يس قصة يونس عليه السلام قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم قصة حزقيل قصة اليسع قصة شمويل عليه السلام قصة داود عليه السلام قصة سليمان عليه السلام قصة العزيز قصة زكريا ويحيى عليهما السلام قصة عيسى ابن مريم عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة إدريس عليه السلام
قال تعالى:
{وأذكر في الكتاب إدريس، إنه كان صديقاً نبياً* ورفعناه مكانا عليا} (سورة مريم:56ـ57)
فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو "خنوع". وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب.
وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد "آدم" و "شيث" عليهما السلام.
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم لما سأل رسول الله صلى الله عليه عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك".
ويزعم كثير من علماء التفسير والأحكام أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة كما كذبوا على غيره من الأنبياء والعلماء والحكماء والأولياء.
وقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليا) وهو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعباً ـ وأنا حاضرـ فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكاناً عليا)؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم ـ لعله من أهل زمانه ـ فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة فقال: إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلي السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي أقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل: (ورفعناه مكاناً عليا).
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده: فقال لذلك الملك: سل في ملك الموت كم بقى من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلي تحت جناحه إلي إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر.
وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا) قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا): رفع إلي السماء السادس فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد.
وقال الحسن البصري: (ورفعناه مكاناً عليا) وقال: إلي الجنة. وقال قائلون: رفع في حياة أبيه "يرد بن مهلاييل" فالله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح؛ بل في زمانه بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه مر به عليه السلام قال له: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال كما قالا له.
وهذا لا يدل، ولابد لأنه قال لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قال على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبو البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
__________________
السيد عبد الرازق
  #3  
قديم 04-12-2006, 11:53 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

النبي: قصة آدم عليه السلام قصة إدريس عليه السلام قصة نوح عليه السلام قصة هود عليه السلام قصة صالح نبي ثمود عليه السلام قصة إبراهيم الخليل عليه السلام قصة لوط عليه السلام قصة مدين قوم شعيب عليه السلام قصة أيوب عليه السلام قصة قوم يس قصة يونس عليه السلام قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم قصة حزقيل قصة اليسع قصة شمويل عليه السلام قصة داود عليه السلام قصة سليمان عليه السلام قصة العزيز قصة زكريا ويحيى عليهما السلام قصة عيسى ابن مريم عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة نوح عليه السلام
نسبه
هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوع ـ وهو إدريس ـ بن يرد بن مهلابيل بن قينن بن أنوشي بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام.

مولده
وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة؛ فيما ذكره ابن جرير وغيره. وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة، وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه: حدثنا محمد بن عمرو بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام سمعت أبا سلام، سمعت أبا أمامة يقول: أن رجلا قال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: "نعم، مكلم". قلت فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: "عشرة قرون".
وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه. وفي صحيح البخاري ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام.
فإن كان المراد بالقرن مائة سنة ـ كما هو المتبادر عند كثير من الناس ـ فينهما ألف سنة لا محالة، لكن لا ينفي أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام، إذ قد يكون بينهما قرون آخر متأخرة لم يكونوا على الإسلام، ولكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون، وزادنا ابن عباس أنهم كانوا على الإسلام.
وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب: أن قابيل وبنيه عبدوا النار. فالله أعلم.
وإن كان المراد بالقرن الجيل من الناس كما في قوله تعالى:
{وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} (سورة الإسراء:17)
وقوله:
{ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين} (سورة المؤمنون:31)
وقال تعالى:
{وقرونا بين ذلك كثيراً} (سورة الفرقان: 38)
وقال:
{وكم أهلكنا قبلهم من قرن} (سورة مريم:74)
وكقوله عليه السلام: "خير القرون قرني" ... الحديث، فقد كان الجيل قبل نوح يعمرون الدهور الطويلة، فعلى هذا يكون بين نوح وآدم ألوف من السنين، والله أعلم.

سبب بعث سيدنا نوح
وبالجملة فنوح عليه السلام إنما بعثه الله تعالى لما عبدت الأصنام والطواغيت، وشرع الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله رحمة للعباد؛ فكان أول رسول بعث إلي أهل الأرض، كما يقول أهل الموقف يوم القيامة.

سنه يوم البعث
واختلفوا في مقدار سنه يوم بعث، فقيل كان ابن خمسين سنة، وقيل ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل ابن أربعمائة وثمانين سنة. حكاها ابن جرير، وعزا الثالثة منها إلي ابن عباس.

قصة سيدنا نوح
مضمون ما جرى لسيدنا نوح مع قومه مأخوذا من الكتاب والسنة والآثار، فقد قدمنا عن ابن عباس؛ أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، رواه البخاري. وذكرنا أن المراد بالقرن الجيل أو المدة على ما سلف.
ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلي عبادة الأصنام. وكان سبب ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى:
{وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} (سورة نوح:23)
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلي قومهم أن انصبوا إلي مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العلم عبدت.
قال ابن عباس: وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد وهكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن إسحاق.
وقال ابن جرير في تفسيره: حدثنا ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان، عن موسى، عن محمد بن قيس قال: كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلي العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدوهم وبهم يسقطون المطر، فعبدوهم.
وروى ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير أنه قال: ود ويغوث ويعوق وسواع ونسر أولاد آدم، وكان "ود" أكبرهم وأبرهم به.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا احمد بن منصور، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا يعقوب عن أبي المطهر، قال: فلما انفتل من صلاته قال: ذكرتم يزيد بن المهلب، أما إنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله تعالى. قال: ذكر ودا رجلاً صالحاً، وكان محبباً في قومه، فلما مات عكفوا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان، ثم قال: إني أرى جزعكم على هذا الرجل، فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟ قالوا: نعم فصور لهم مثله، قال: ووضعوه فيناديهم وجعلوا يذكرونه، فلما رأى ما بهم من ذكره قال: هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالاً مثله ليكون له في بيته فتذكرونه؟ قالوا: نعم. قال: فمثل لكل أهل بيت تمثالاً مثله، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به، قال: وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به. قال: وتناسوا ودرس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من دون الله، وأولاد أولادهم، فكان أول ما عبد غير الله "ود" الذي سموه وداً.
ومقتضى هذا السياق أن كل صنم من هذه عبده طائفة من الناس، وقد ذكر أنه لما تطاولت العهود والأزمان، جعلوا تلك الصور تماثيل مجسدة ليكون أثبت لها، ثم عبدت بعد ذلك من دون الله عز وجل. ولهم في عبادتها مسالك كثيرة جداً قد ذكرناها في مواضعها من كتابنا التفسير. ولله الحمد والمنة.
__________________
السيد عبد الرازق
  #4  
قديم 04-12-2006, 11:54 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

قصة نوح عليه السلام
وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكرت عنده أم سلمة وأم حبيبة تلك الكنيسة التي رأينها بأرض الحبشة، ويقال لها مارية، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها قال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصورة، أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل".
والمقصود أن الفساد لما انتشر في الأرض وعم البلاء بعبادة الأصنام فيها، بعث الله عبده ورسوله نوحاً عليه السلام نوحاً عليه السلام، يدعو إلي عبادة الله وحده لا شريك له، وينهي عن عبادة ما سواه.
فكان أول رسول بعثه الله إلي أهل الأرض،
كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة، قال: "فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلي ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربي قد غضب اليوم غضباً شديداً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي أذهبوا إلي غيري، أذهبوا إلي نوح.
فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلي أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلي وما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلي ربك عز وجل؟ فيقول: ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي"
وذكر تمام الحديث بطوله، كما أورده البخاري في قصة نوح.
فلما بعث الله نوحاً عليه السلام، دعاهم إلي إفراد العبادة لله وحده لا شريك له، وألا يعبدوا معه صنماً ولا تمثالاً، ولا طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ورب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل هم كلهم من ذريته.
كما قال تعالى:
{وجعلنا ذريته هم الباقين} (سورة الصافات:77)
وقال فيه وفي إبراهيم:
{وجعلنا ذريتهما النبوة والكتاب} (سورة الحديد:26)
أي كل نبي من بعد نوح فمن ذريته، وكذلك إبراهيم.
قال الله تعالى:
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (سورة النحل:36)
وقال الله تعالى:
{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} (سورة الزخرف:45)
وقال تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (سورة الأنبياء:25)
ولهذا قال نوح عليه السلام:
{اعبدوا الله من إله غيره، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} (سورة الأعراف:59)
وقال:
{قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون* يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلي أجل مسمى، إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، لو كنتم تعلمون * قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً * فلم يزدهم دعائي إلا فراراً * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصعابهم في آذانهم واسغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً * ثم إني دعوتهم جهاراً * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليه مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً * ما لكم لا ترجون لله وقاراً * وقد خلقكم أطواراً} (سورة نوح:2ـ14)
فذكر أنه دعاهم إلي الله بأنواع الدعوة في الليل والنهار والسر والإجهار، بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى، وكل هذا لم ينجح فيهم، بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الأصنام والأوثان، ونصبوا له العداوة في كل وقت وأوان، وتنقصوه وتنقصوا من آمن به وتوعدهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم، وبالغوا في أمرهم.
(قال الملأ من قومه) أي: السادة الكبراء منهم:
{إنا لنراك في ضلال مبين} (سورة الأعراف:60)
{قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين} (سورة الأعراف:61)
أي: لست كما تزعمون من أني ضال، بل على الهدى المستقيم رسول من رب العالمين، أي: الذي يقول للشيء كن فيكون:
{أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} (سورة الأعراف:63)
وهذا شأن الرسول أن يكون بليغاً، أي: فصيحاً ناصحاً، أعلم الناس بالله عز وجل. وقالوا له فيما قالوا:
{ما نراك إلا بشراً مثلنا، وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي، وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} (سورة هود:27)
وتعجبوا أن يكون بشراً رسولاً، وتنقصوا من اتبعه ورأوهم أراذلهم. وقد قيل: إنهم من أفناد الناس وهم ضعفاؤهم، كما قال هرقل: وهم اتباع الرسل، وما ذاك إلا لأنه لا مانع لهم من اتباع الحق.
وقولهم: (بادي الرأي) أي: بمجرد ما دعوتهم استجابوا لك من غير نظر ولا روية. وهذا الذي رموهم به هو عين ما يمدحون بسببه رضي الله عنهم، فإن الحق الظاهر لا يحتاج إلي روية ولا فكر ولا نظر، بل يجب اتباعه والانقياد له متى ظهر.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحاً للصديق: "ما دعوت أحداً إلي الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر، فإنه لم يتلعثم"، ولهذا كانت بيعته يوم السقيفة أيضاً سريعة من غير نظر ولا روية، لأن أفضليته على من عداه ظاهرة جلية عند الصحابة رضي الله عنهم، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يكتب الكتاب الذي أراد أن ينص فيه على خلافته فتركه، قال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" رضي الله عنه
وقول كفرة قوة نوح له ولمن آمن به:
{وما نرى لكم علينا من فضل} (سورة هود:27)
أي: لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان ولا مزية علينا:
{بل نظنكم كاذبين * قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} (سورة هود:27ـ28)
وهذا تلطف في الخطاب معهم، وترفق بهم في الدعوة إلي الحق. كما قال تعالى:
{فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} (سورة طه:44)
وقال تعالى:
{ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن} (سورة النحل:125)
يقول لهم:
{أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وأتاني رحمة من عنده} (سورة هود:2)
أي: النبوة والرسالة: (فعمت عليكم) أي: فلم تفهموها ولم تهتدوا إليها، (أنلزمكموها) أي أنغصبكم بها ونجبركم عليها؟ (وأنتم لها كارهون) أي: ليس لي فيكم حيلة والحالة هذه.
{ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله} (سورة هود:29)
أي: لست أريد منكم أجرة على إبلاغي إياكم ما ينفعكم في دنياكم وأخراكم، إن أطلب ذلك إلا من الله ثوابه خير لي، وأبقى مما تعطونني أنتم. وقوله:
{وما أنا بطارد الذين أمنوا، إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوماً يجهلون} (سورة هود:29)
كأنهم طلبوا منه أن يبعد هؤلاء عنه، ووعدوه أن يجتمعوا به إذا هو فعل ذلك، فأبى عليهم ذلك وقال: (إنهم ملاقو ربهم) أي: فأخاف إن طردتهم أن يشكوني إلي الله عز وجل، ولهذا قال:
{ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون} (سورة هود:30)
ولهذا لما سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد عنه ضعفاء المؤمنين، كعمار وصهيب وبلال وخباب وأشباههم، نهاه الله عن ذلك كما بيناه في سورتي الأنعام والكهف.
__________________
السيد عبد الرازق
  #5  
قديم 04-12-2006, 11:56 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي


قصة نوح عليه السلام
{ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك} (سورة هود:31)
أي:بل أنا عبد رسول، ولا أعلم من علم الله إلا ما أعلمني به، ولا أقدر إلا على ما أقدرني عليه، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، (ولا أقول للذين تزدري أعينكم) يعني: من أتباعه
{لن يؤتيهم الله خيراً، الله أعلم بما في أنفسهم إني إذاً لمن الظالمين} (سورة هود:31)
أي: لا أشهد عليهم بأنهم لا خير لهم عند الله يوم القيامة، الله أعلم بهم وسيجازيهم على ما في نفوسهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، كما قالوا في الموضع الآخر:
{أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون* إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين} (سورة الشعراء:111ـ115)
وقد تطاول الزمان والمجادلة بينه وبينهم كما قال تعالى:
{فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون} (سورة العنكبوت:14)
أي: ومع هذه المدة الطويلة فما آمن به إلا القليل منهم.
وكان كلما انقرض جبل وصوا من بعدهم بعدم الإيمان به ومحاربته ومخالفته. وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل عنه كلامه، وصاه فيما بينه وبينه، إلا يؤمن بنوح أبداً ما عاش ودائماً ما بقى.
وكانت سجاياهم تأبى الإيمان واتباع الحق، ولهذا قال:
{ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} (سورة نوح:27)
ولهذا:
{قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين} (سورة هود:32ـ33)
أي: إنما يقدر علي ذلك الله عز وجل، فإنه الذي لا يعجزه شيء ولا يكترثه أمر، بل هو الذي يقول للشيء كن فيكون،
{ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم، هو ربكم وإليه ترجعون} (سورة هود:34)
أي: من يريد الله فتنته فلن يملك أحد هدايته، هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو الفعال لما يريد، وهو العزيز الحكيم، العليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة.
{وأوحى إلي نوح أنه لن يؤمن قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} (سورة هود:36)
وهذه تعزية لنوح عليه السلام في قومه أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن، وتسلية له عما كان منهم إليه: (فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) أي: لا يسوء لك ما جرى فإن النصر قريب والنبأ عجيب عجيب.
{وأصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} (سورة هود:37)
وذلك أن نوحاً عليه السلام لما يئس من صلاحهم وفلاحهم، ورأى أنهم لا خير فيهم، وتوصلوا إلي أذيته ومخالفته وتكذيبه بكل طريق، من فعال ومقال، دعا عليهم دعوة غضب لله عليهم، فلبى الله دعوته، وأجاب طلبته.
قال تعالى:
{ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم} (سورة الصافات:75ـ76)
وقال تعالى:
{ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} (سورة الأنبياء:76)
وقال تعالى:
{قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين} (سورة الشعراء:117ـ118)
وقال تعالى:
{فدعا ربه أني مغلوب فانتصر} (سورة القمر:10)
وقال تعالى:
{قل رب انصرني بما كذبون} (سورة المؤمنون:26)
وقال تعالى:
{مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً * وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} (سورة نوح:25ـ27)
فاجتمع عليهم خطاياهم من كفرهم وفجورهم ودعوة نبيهم عليهم.
فعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع الفلك، وهي السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها ولا يكون بعدها مثلها.
وقدم الله تعالى إليه أنه إذا جاء أمره وحل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، أنه لا يعاوده فيهم ولا يراجعه، فإنه لعله قد تدركه رقة على قومه عند معاينة العذاب النازل بهم، فإنه ليس كالمعاينة. ولهذا قال:
{ولا تخاطبي في الذين ظلموا إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} (سورة هود:37ـ38)
أي: يستهزئون به استبعاداً لوقوع ما توعدهم به،
{قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} (سورة هود:38)
أي: نحن الذين نسخر منكم، ونتعجب منكم في استمراركم على كفركم وعنادكم؛ الذي يقتضي وقوع العذاب بكم وحلوله عليكم،
{فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم} (سورة هود:39)
وقد كانت سجاياهم الكفر الغليظ والعناد البالغ في الدنيا، وهكذا في الآخرة فإنهم يجحدون أيضاً أن يكون جاءهم من رسول.
كما قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجئ نوح عليه السلام وأمته، فيقول الله عز وجل: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب. فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبي. فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته فنشهد أنه قد بلغ"
وهو قوله تعالى:
{وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} (سورة البقرة:143)
والوسط: العدل، وهكذا رواه.
فهذه الأمة تشهد على شهادة نبيها الصادق المصدوق، بأن الله قد بعث نوحاً بالحق، وأنزل عليه الحق وأمره به، وأنه بلغه إلي أمته على أكمل الوجوه وأتمها، ولم يدع شيئاً مما ينفعهم في دينهم إلا وقد أمرهم به، ولا شيئاً مما يضرهم إلا وقد نهاهم عنه وحذرهم منه.
وهكذا شأن جميع الرسل، حتى إنه حذر قومه المسيح الدجال، وإن كان لا يتوقع خروجه في زمانه، حذراً عليهم وشفقة ورحمة بهم منه.
كما قال البخاري: حدثنا عبدان، حدثنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، قال سالم: قال ابن عمر: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني أقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور"
وهذا الحديث في الصحيحين أيضاً من حديث شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أحدثكم عن الدجال حديثاً ما حدث به نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجئ معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه"
لفظ البخاري.
وقد قال بعض العلماء: لما استجاب الله له؛ أمره أن يغرس شجراً ليعمل منه السفينة فغرسه وانتظره مائة سنة، ثم نجره في مائه أخرى، وقيل في أربعين سنة، فالله أعلم.
قال محمد بن إسحاق عن الثوري: وكانت من خشب الساج، وقيل من الصنوبر؛ وهو نص التوراة.
قال الثوري: وأمره أن يجعل طولها ثمانين ذراعاً وعرضها خمسين ذراعاً، وأن يطلي ظاهرها وباطنها بالقار، وأن يجعل لها جؤجؤاً أزور يشق الماء.
وقال قتادة: كان طولها ثلاثمائة ذراع في عرض خمسين ذراعاً. وهذا الذي في التوراة على ما رأيته.
قال الحسن البصري: ستمائة في عرض ثلاثمائة.
وعن ابن عباس: ألف ذراع في عرض ستمائة ذراع.
__________________
السيد عبد الرازق
  #6  
قديم 04-12-2006, 12:00 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

من فضلك اختر من القائمة المنسدلة:
النبي: قصة آدم عليه السلام قصة إدريس عليه السلام قصة نوح عليه السلام قصة هود عليه السلام قصة صالح نبي ثمود عليه السلام قصة إبراهيم الخليل عليه السلام قصة لوط عليه السلام قصة مدين قوم شعيب عليه السلام قصة أيوب عليه السلام قصة قوم يس قصة يونس عليه السلام قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم قصة حزقيل قصة اليسع قصة شمويل عليه السلام قصة داود عليه السلام قصة سليمان عليه السلام قصة العزيز قصة زكريا ويحيى عليهما السلام قصة عيسى ابن مريم عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قصة نوح عليه السلام
وقيل: كان طولها ألفي ذراع، وعرضها مائة ذراع.
قالوا كلهم: وكان ارتفاعها ثلاثين ذراعاً، وكانت ثلاث طبقات؛ كل واحدة عشرة أذرع، فالسفلي للدواب والوحوش، والوسطى للناس، والعليا للطيور، وكان بابها في عرضها ولها غطاء من فوقها مطبق عليها.
قال الله تعالى:
{قال رب انصرني بما كذبون * فأوحينا إليه أن أصنع الفلك بأعيننا ووحينا} (سورة المؤمنون:26ـ27)
أي: بأمرنا لك، وبمرأى منا لصنعتك لها، ومشاهدتنا لذلك، لنرشدك إلي الصواب في صنعتها.
{فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون} (سورة المؤمنون:27)
فتقدم إليه بأمره العظيم العالي أنه إذا جاء أمره وحل بأسه، أن يحمل في هذه السفينة من كل زوجين اثنين من الحيوانات، وسائر ما فيه روح من المأكولات وغيرها لبقاء نسلها، وأن يحمل معه أهله، أي: أهل بيته، إلا من سبق عليه القول منه، أي: إلا من كان كافراً فإنه قد نفذت فيه الدعوة التي لا ترد، ووجب عليه حلول البأس الذي لا يرد، وأمره أنه لا يراجعه فيهم إذا حل بهم ما يعانيه من العذاب العظيم؛ الذي قد حتمه عليهم الفعال لما يريد؛ كما قدمنا بيانه قبل.
والمراد بالتنور عند الجمهور وجه الأرض، أي نبعت الأرض من سائر أرجائها حتى نبعت التنانير التي هي محال النار، وعن ابن عباس: التنور عين في الهند، وعن الشعبي: بالكوفة، وعن قتادة: بالجيزة.
وقال علي بن أبي طالب: المراد بالتنور فلق الصبح. وتنور الفجر؛ أي إشراقه وضياؤه. أي: عند ذلك فاحمل فيها من كل زوجين اثنين، وهذا قول غريب. وقوله تعالى:
{حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن، وما آمن إلا قليل} (سورة هود:40)
هذا أمر بأنه عند حلول النقمة بهم أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين.
وفي كتاب أهل الكتاب: أنه أمر أن يحمل من كل ما يؤكل سبعة أزواج، وما لا يؤكل زوجين: ذكر وأنثى.
وهذا مغاير لمفهوم قوله تعالى في كتابنا الحق: (اثنين) إن جعلنا ذلك مفعولاً به، وأما إن جعلناه توكيداً لزوجين والمفعول به محذوف فلا ينافي. والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين، قال أصحابه: وكيف نطمئن؟ أو كيف تطمئن المواشي ومعنا الأسد؟ فسلط الله عليه الحمى، فكانت أول حمى نزلت في الأرض. ثم شكوا الفأرة، فقالوا: الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا؛ فأوحى الله إلي الأسد فعطس، فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها"
وقوله:
{وأهلك إلا من سبق عليه القول} (سورة هود:40)
أي: من استجيب فيهم الدعوة النافذة ممن كفر، فكان منهم ابنه "يام" الذي غرق كما سيأتي بيانه.
{ومن آمن} (سورة هود:40)
أي: واحمل فيها من آمن بك من أمتك، قال الله تعالى:
{وما آمن معه إلا قليل} (سورة هود:40)
هذا مع طول المدة والمقام بين أظهرهم، ودعوتهم الأكيدة ليلاً ونهاراً بضروب المقال، وفنون التلطفات، والتهديد والوعيد تارة، والترغيب والوعيد أخرى.
وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة.
فعن ابن عباس: كانوا ثمانين نفساً معهم نساؤهم. وعن كعب الأحبار: كانوا اثنين وسبعين نفساً. وقيل: كانوا عشرة.
وقيل: إنما كانوا نوحاً وبينه الثلاثة وكنائنه الأربع بامرأة "يام" الذي انخزل وانعزل وسلك ع طريق النجاة فما عدل إذ عدل.
وهذا القول فيه مخالفة لظاهر الآية. بل هي نص في أنه قد ركب معه من غير أهله طائفة ممن آمن به، كما قال:
{ونجني ومن معي من المؤمنين} (سورة الشعراء:118)
وقيل: كانوا سبعة.
وأما امرأة نوح وهي أم أولاده كلهم: وهي حام، وسام، ويافث، ويام ويسميه أهل الكتاب كنعان وهو الذي قد غرق، و"عابر" فقد ماتت قبل الطوفان، وقيل إنها غرقت مع من غرق، وكانت ممن سبق عليه القول لكفرها.
وعند أهل الكتاب أنها كانت في السفينة، فيحتمل أنها كفرت بعد ذلك، أو أنها أنظرت إلي يوم القيامة، والظاهر الأول؛ لقوله:
{لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً} (سورة نوح:26)
قال الله تعالى:
{فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين* وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} (سورة المؤمنون:28ـ29)
أمره أن يحمد ربه على ما سخر له من هذه السفينة، فنجاه بها وفتح بينه وبين قومه، وأقر عينه، ممن خالفه وكذبه: كما قال تعالى:
{والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون* لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا ربنا لمنقلبون} (سورة الزخرف: 12ـ14)
وهكذا يؤمر بالدعاء في ابتداء الأمور؛ أن يكون على الخير والبركة، وأن يكون عاقبتها محمودة.
كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حين هاجر:
{وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً} (سورة الإسراء:80)
وقد امتثل نوح عليه السلام هذه الوصية وقال:
{اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} (سورة هود:41)
أي: على اسم الله ابتداء سيرها وانتهاؤها (إن ربي لغفور رحيم) أي: وذو عقاب أليم، مع كونه غفوراً رحيماً، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، كما أحل بأهل الأرض الذين كفروا به وعبدوا غيره.
وقال الله تعالى:
{وهي تجري بهم في موج كالجبال} (سورة هود:42)
وذلك أن الله تعالى أرسل من السماء مطراً لم تعهده الأرض قبلها ولا تمطره بعدها، كان كأفواه القرب وأمر الأرض فنبعت من جميع فجاجها وسائر أرجائها.
كما قال تعالى:
{فدعا ربه أني مغلوب فانتصر * ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر} (سورة القمر:10ـ13)
والدسر: المسامير
{تجري بأعيننا} (سورة القمر:14)
أي: بحفظنا وكلاءتنا وحراستنا ومشاهدتنا لها
{جزاء لمن كان كفر} (سورة القمر:14)
وقد ذكر ابن جرير وغيره أن الطوفان كان في ثالث عشر شهر آب في حمارة القيظ.
وقال تعالى:
{إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية} (سورة الحاقة:11)
أي: السفينة
{لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية} (سورة الحاقة:12)
__________________
السيد عبد الرازق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م