مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-12-2006, 02:36 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي لا تقل " العبد لله " فهذه مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم

لحظة نور

www.lahzetnour.com
أمية الرسول

القضيه الإسلاميه الشائكه التى يعجز البسطاء عن تفسيرها عن تفسيرها النبى الأمى الذى علمه الله كتاب الخلق ! الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب . . لكن . . هناك أميه من عينات أخرى أخطر وأصعب وأسوأ . . أمية المثقفين . . وأمية المفسرين . . مثلاً .

وقد كان النبى محمد أمياً . . لكنه . . علم البشريه ما لم تكن تعلم بعد أن أضاء الله قلبه وعقله بعلم لا يعلمه غيره . . وكان القرآن . . معجزته المستمره ما لم تكن تعلم بعد أن أضاء الله قلبه وعقله بعلم لا يعلم غيره . . وكان القرآن . . معجزته المستمره . . خير دليل على ذلك . . على أن القراءه المتعجله غير الواعيه لكتاب الله توقعنا فى أخطاء شاعت وأزمنت وباعدت بيننا وبين التفسيرات التى قد لا يصل إليها إلا الذين وهبهم الله بعضاً من النور السماوى .

ماذا يقول هؤلاء فى تلك القضيه الشائكه الصعبه التى تؤخذ علينا بجهل . . ولا نقدر على الفوز بها . . قضية أمية الرسول ؟

يقول سبحانه وتعالى : " هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين " . . فهل بعث النبى للأميين رسولاً منهم ؟ . . هل النبى أمى من أميين وللأميين ؟ . . ولو كان كذلك فكيف لأمى لا يقرأ ولا يكتب أن يعلمهم الكتاب والحكمه ؟ . . وكيف وهم أميون يمكن أن يتعلمون الكتاب ولحكمه ؟ .

إذن لا بد أن يكون هناك معنى آخر لكلمة أمى غير المعنى الشائع الذى نعرفه ونستخدمه ونصر عليه . . لو حاولنا التفتيش فى قواميس اللغه العربيه لنكشف عن معنى أمى سنجد الفعل الماضى الثلاثى لكلمة أمى هو أمم . . ولوكشفنا فى الواميس نفسها عن الفعل الثلاثى لكلمه أخرى هى ام سنجد نفس الفعل الثلاثى أمم . . والفعل الثلاثى يسمى المصدر . . ومن ثم فمصدر كلمة أم هو نفس مصدر كلمة أمى . . وعندما يقول الله سبحنه وتعالى لسيدنا إبراهيم : " وإذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين " . . وهنا نأخذ من الآيه كلمه ثالثه هى الإمامه لنجد أنها تشترك مع كلمتى أم وأمى كلمة إمام فى المصدر نفسه .

وكلمة أم لا تطلق إلاعلى المرأه التى أنجبت . . وهى أصل لمن أنجبت . . فإن لم تنجب تكون فرعا لا أصلاً . . وكذلك الإمام . . لا يسمى إماماً إلا إذا كان هناك مأمومون تابعون . . ساعتها يسمى هو أيضاً أصلاً . . ولو أنجبت أبنة الأم أو أنجب إبنها يكون الأصل متصلاً . . أصلاً ممتداً على خلاف الإمام الذى تنتهى علاقته بالإمامه بإنتهاء علاقته بالصلاه . . ويسمى أصلاً منقطعاً .

الأم الوالده هى أصل لمولودها وما يتناسل منها . . هى أصل يؤدى إلى أصول . . ومن ثم فإننا نكون أمام مرحلتين . . مرحلة الأمومه . . أن تنجب المرأه فقط . . وتكون مجرد أصل . . ومرحلة الأميه . . وهى أن ينجب من لأنجبتهم . . وتكون المرأه أصلاً يمتد فى أصول أخرى . . فى الحاله الأولى نكون أمام أصل لفرع وتسمى أمومه . . وفى الحاله الثانيه نكون أمام أصل لأصول وتسمى أميه .

أما الإمام فليس أصلاً لفرع ولا أصلاً لأصل . . ليس من باب الأمومه ولا من باب الأميه . . وهذا واضح فى قوله سبحانه وتعالى " " إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً " . . لكن . . هل كانت كلمة أمه من الأمومه أم من الأميه . . لا نعرف إلا إذا عدنا للآيه الأولى ( وإذ إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قا إنى جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين ) التى نجد إن الإمامه لسيدنا إبراهيم ليست له وحده ( وإلا كانت امومه فهو أصل لم يؤدى إلى أصول ) وإنما له ولذريته فتكون أميه . . أصل أدى إلى أصول .

إن تلك المعانى المحدده والمشتركه للكلمات الثلاث أمومه وأميه وإمامه هى مقدمه ضروريه قبل أن نعود لسيدنا محمد وقول الله سبحانه وتعالى ( هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم ) . . والمشكله فى هذه الآيه القول بعث فى الأميين رسولاً . . فلو كان المقصود بها أهل زمانه وما سيأتى بعده كان الأولى أن يقول سبحانه وتعالى " هو الذى بعث إلى ( وليس فى ) الأميين رسولاً " . . ولو كان النبى بعث لمن لا يقرأ ولا يكتب يكون نيياً للأميين وليس للمتعلمين . . وكل من يتعلم يكون من حقه الخروج من دينه . . لكن . . ذلك لا يستقيم . .فالنبى أرسل للعالمين ( للأميين والمتلمين وللأنس والجن والأصول وأصول الأصول ) . . ومن ثم فإن كلمة أمى هنا ليس مقصوداً بها من لا يقرأ ولا يكتب وإنما المقصود بها أصل الأصول طبقاً لما سبق تفسيره وإرتباط كلمات أمومه وإماميه وأميه بمصدر فعل واحد . . فعل أمم

وبالفعل كان النبى لا يقرأ ولا يكتب . . لقوله تعالى : " وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك " . . والمعنى أنك يا محمد لم تكن تقرأ وتكتب قبل الوحى . . لكن . . ما هو الحال فى قوله تعالى : " إقلاأ " . . أليس ذلك أمراً من الله ؟ . . أم يجعل الأمر بالقراءه قارئاً مع إحتفاظه بصفة الأميه بإعتبارها أصلاً لأصول وليس بإعتبارها جاهلاً بالقراءه والكتابه ؟.

إن الله عندما قال له إرأ . . إذن فقد قرأ . . وزالت عنه صفة عدم القراءه والكتابه .

. إقرأ هنا تعنى أنه قد أصبح قادراً على الراءه . تنفيذاً لأمر سماوى بالقراءه . . لكن النبى قال : ما أنا بقارىء . . وجملة ما أنا بقارىء فى حالة وجود شىء أمامه يقرؤه تعنى " لا أعرف القراءه . . لكن . . فى حالة عدم وجود ما يقرؤه تعنى ماذا أقرأ . . إن الله عندما جاءه إبراهيم وقال له إقرأ كان ممسكاً بيده كتاباً ولوحاً . . فكان فعل الأمر بالقراءه يرتبط بما فى الكتاب واللوح . . لكن . . عندما صدر أمر القراءه للنبى لم يكن هناك ما يقرؤه . . فاعاد جبريل عليه الأمر . . إقرأ . . مره أخرى . . ومره ثالثه كذلك . . وكان قول النبى ما أنا بقارىء بمعنى ما الذى أقرؤه . . فجاء الأمر الأكثر تفصيلاً من جبريل : " إقرأ باسم ربك الذى خلق " .

لو قلنا إقرأ باسم ربك الذى رزق يكون الكلام عن الرزق . . ولو قلنا إقرأ باسم ربك الذى أمات يكون الكلام عن الموت . . ولو قلنا إقرأ باسم ربك الذى بعث يكون الكلام عن البعث . . ولو قال سبحانه وتعالى للنبى : " إقرأ باسم ربك الذى خلق " يكون الكلام عن الخلق . . بدليل قوله تعالى : " خلق الإنسان من علق " . . ثم يأتى بعد ذلك ما يتعلق بالقراءه : " إقرأ باسم ربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " .

هنا نتوقف قليلاً عند ثلاث كلمات ( المعطى والكريم والأكرم ) تتوازى مع الكلمات السابقه : الأمومه والإمامه والأميه .

إن المعطى هو من يعطينى أى شىء سواء كان يخصنى أو يخص غيره كى أوصله له . . هو من يعطينى شيئاً سواء كنت أريده أو لا أريده . . يكفينى أو لا يكفينى . . ينفعنى أو لا ينفعنى . . والكريم هو الذى يعطينى ما يخصنى وما أريده وما ينفعنى وما يكفينى . . أما الأكرم فهو الذى يعطينى ما يخصنى وينفعنى ويكفينى ويزيد .

ونعود إلى قوله تعالى : " إقرأ باسم ربك الذى خلق " لنجد أن كلمة خلق هنا تعنى التعميم . . فقد خلق الله كل شىء ( حيواناً وإنساناً ونباتاً ) . . وكان من الضرورى أن يخصصها فأضاف : " خلق الإنسان " . . ثم خصصها أكثر وقال : " من علق " . . التعميم نجده فى كلمة " خلق " . . والتخصيص نجده فى كلمة " الإنسان " . . وتخصيص التخصيص نجده فى كلمتى " من علق " .

لكن . . ما الفرق بين العلق والعلقه ؟ . . لو كانت كلمة العلق تعنى العلقه لأصبح هناك إستثناء لآدم وحواء وعيسى لأنهم لم يأتوا من العلقه ولكنهم خلقوا من العلق . . والعلق هو أصل العلقه . . لقد خلق آدم من علق وخلقت حواء من علق ثم أنجبا ذريتهما من العلقه . . إذن العلق هو أمُ العلقه . . أصل أصل العلقه . . أمية العلقه . . فقد قال سبحانه وتعالى : " ألم يك نطفه ( يقصد الإنسان ) من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " .

إذن العلق هو أمية العلقه كما توصلنا . . لكن . . كيف يقرأ النبى باسم ربه الذى خلق الإنسان من علق ؟ . . كيف يقرأ النبى العلق ؟ . . كيف يقرأ أصـل أصل العلقه ؟ . . كيف يقرأ أمية العلقه ؟ . . إن ذلك يعنى أن العلق . . علم أصل أصل الخلق . . علم أمية الخلق . . ومن هنا سمى بالنبى الأمى . . أوصاحب علم الأميه.

والأميه بهذا المعنى ( أى علم العلق أو علم الخلق ) .

تمتع بها من سبقوا رسول الله من أنبياء . . يقول نوح لله تعالى : " وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا " . . هنا نجد سيدنا نوح يفتش فى ظهور قومه بما يملك من علم العلق أو من أمية العلقه عن نور فلم يجد أثراً له . . لم بجد سوى الكفر والفجر . . فدعا عليهم لأنهم أصبحوا بلا فائده . . ولو لم يكن يملك علم العلق أو أمية العلق لم يعرف سوء ذريتهم .

والشىء نفسه نجده عند سيدنا عيسى الذى قال : " إنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله " . . هو يملك علم العلق . . يملك علم الخلق . . يملك أمية العلقه . . ويثبت ذلك أيضاً فى قول الله سبحانه وتعالى : " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم " . . هذا علم غيب يأتى من علم العلق . . علم الأميه .

لذلك يطلق على الأنبياء الأميين . . يقول سبحانه وتعالى لنبيه الكريم : " وأسأل من قبلك من أرسلنا . . لكن . . السؤال : كيف يسألهم وقد سبقوه ؟ . . والإجابه أنه يقدر على ذلك لأنه يملك علم العلق الذى يملكونه . . ومن ثم يقدر أن يسأل من سبقوه ويصلى خلفه من سبقوه ويقرأ باسم ربه الذى خلق الإنسان من علق . . لقد أعطاه الله كتاب العلق . . ومن ثم فإنه عندما يبعثه الله فى الأميين رسولاً منهم فهذا يعنى أن الرسل أميون ( يملكون كتاب الخلق أو العلق ) . . ومن ثم يكون التفسير أن الرسول الأمى بعث فى الرسل الأميين ولم يبعث إليهم . . وهذا يفسر لماذا كان حرف فى لا حرف إلى . . فهو الأمى الذى يملك كتاب الخلق وبعث فى باقى الرسل الذين يشاركونه الشىء نفسه .

والبعث يعنى إستيقاظ شىء موجود لا شىء يضاف إلى صاحبه . . فالرجوله موجوده فى الذكر منذ ولادته لكنها تبعث فى سن بلوغه . . ولا تضاف إليه فى تلك السن . . وموهبة الرسم موجوده فى الفنان وتبعث فى الوقت المناسب ولا تضاف إليه من خارجه . . إنها مثل طفل نائم ويصحو . . وبهذا المقياس فإن الرسل مخلوقون أميون ( نكرر بالمعنى الذى توصلنا إليه للأميه ) لكنه لا يبعث إلا إذا أذن الله له بالرساله . . إلا إذا بعث الله فيه صفات وخصائص النبوه . ., وهى الصدق والأمانه والكمال والعلم بالعلق . . وعندما يبعث الله محمداً فى الأنبياء فإنه يبعثه بصفات سابقه عليهم ويعنى أن وجوده سابق عليهم وإن بقيت بعثته أو رسالته لاحقه عليهم .

" هو الذى بعث أى هو الذى أحيا وأيقظ وأعطى الفاعليه وأذن بظهور خصائص النبوه التى هى أصل الأصل بالنسبه لسيدنا محمد . . هى أميته .

بعث هذه الصفات والخصائص فى كل الأنبياء فكانوا أميين . . وهو بعث نتج عنه تعليمهم الكتاب والحكمه وزكاهم وإن كانوا من قبله ( أى قبل أن يبعث فيهم ذلك ) لا يعرفون شيئاً وهذا هو الضلال المبين .

وهنا نسأل : هل سبق أن قرأ النبى حاله من حالات البشر باسم ربه الذى خلق ؟ . .

نعم . . عندما جاء إليه المشرك الذى كان يمسك بيده قطعه من العظام البشريه وقال له : يا محمد إنى يحيى هذه ربك بعد موتها ؟ . . فنظر النبى وقرأها باسم ربه الذى خلق ثم نظر إلى الرجل نفسه وقرأباسم ربه الذى خلق ثم قال له : يحييها ويدخلها الجنه ويميتك ويدخلك النار . . إنها قراءه تتجاوز ما هو واضح . . لأنها قراءه فى كتاب الخلق .

إن النبى يقرأ ما كتب الله فى الأزل . . ثم نزل قول الله تعالى : " وضرب مثلاً ونسى خلقه قال من يحييى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها أول مره وهو بكل خلق عليم " .

إن الأمى من الأميه والأميه هى أصل أصل كتاب الخلق الذى وهبه الله لرسوله الكريم فبعثه فى باقى الأنبياء الذين يتمتعون مثله بصفة الأميه ليزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
  #2  
قديم 11-12-2006, 02:46 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي لا تقل " العبد لله " فهذه مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم

لحظة نور
www.lahzetnour.com
التفسير الديمقراطى لطاعة الله والرسول وأولى الأمر منكم !

أحياناً . . تكون بعض التفسيرات الشائعه مثل تذكرة المرور التى لا تصلح إلا لسفره واحده . . فى إتجاه واحد . . أحياناً يكون التفسير مثل عمارة لا مهندس لها . . مثل بيانو لا يجد عازفاً بارعاً يلعب عليه بأصابعه . . مثل زجاج نعتقد أن الرصاص لا يخترقه . . لكنه . . يتهشم عند التعرض لنزلة برد .

فنحن نفسر قول الله تعالى : " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " تفسيراً فى إتجاه واحد يضعنا فى بيت الطاعه ويغلق علينا الباب بالضبه والمفتاح . . تفسير تفنن به البعض , يضع طاعة الحاكم بصفته ولى الأمرمثل طاعة الله ورسوله . . وهو ما كرث الكثير من الأفكار الفرديه . . والمركزيه . . وربما الديكتاتوريه

. . وهو أمر يحتاج إلى مراجعه شامله . . كامله .

لقد وردت كلمة الأمر فى آيات كثيره بمعان غير متشابهه . . مثل . . " لله ( الأمر ) من قبل ومن بعد " . . " إليه يرجع ( الأمر ) كله " . . " وإلى الله ترجع ( الأمور ) " . . " وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله ( أمراً ) أن يكون لهم الخيره من أمرهم " . . " كنتم خير أمه أخرجت للناس ( تأمرون) بالمعروف وتنهون عن المنكر " . . " أتى ( أمر ) الله فلا تستعجلوه " . . " و( أمركم ) شورى بينكم " . . " وغرتكم الأمانى حتى جاء ( أمر ) الله " .

وفى الحديث الشريف : " من أحدث فى ( أمرنا ) هذا ما ليس منه فهو رد " . .

" نحن معشر الأنبياء ( أمرنا ) أن نخاطب الناس على قدر عقولهم" . . وأول ما ورد عن رسول الله ما دار بينه وبين أبى طالب فى بدء الدعوه عندما قال : " والله يا عمى لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا ( الأمر ) ما تركته حتى يظهره الله أوأهلك دونه " . من هنا يتضح أن كلمة الأمر كلمه عامه . . لها أكثر من معنى . . قد تأتى بمعنى التكليف بأمر . . وقد تأتى بمعنى الدين . . و قد تأتى بمعنى الشأن . . ولا يمكن تحديد المعنى المحدد والمقصود إلا حسب السياق الذى وضعت ووجدت فيه الكلمه .

ولو عدنا إلى آيه : " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " . . فإن الذين فسروا الآيه لصالح الحكام لم يلتفتوا إلى عبارة " وأطيعوا الله " ولا لعبارة " وأطيعوا الرسول " وتمسكوا بعبارة " أولى ألأمر منكم " ثم قصروا " أولى الأمر على الحكام , رغم أن الحكام مخاطبون مثل عامة الناس فى كافة الآيات ولا تمييز بينهم وبين غيرهم من البشر العاديين .

وطاعة الله هنا عباره ملزمه يلزمها الإيمان بالغيب ومن ثم فإنها طاعة مطلقه . . وطاعة الرسول مقامها الإتباع ويلزمها التصديق المطلق . . والطاعه المطلقه أيضاً . . ونصل إلى طاعة ولى الأمر . . مثار الخلاف . . ومصدر الجدل . . فهى لا ترقى إلى رتبة العباده التى هى لله ولا تصل إلى مستوى الإتباع الذى هو لرسول الله . . فلو أخذنا كلمة " أمر " هنا بمعناها الدينى يكون المقصود بأولى الأمر فى الآيه أهل الدين ولا دخل للحكام هنا . . ولو أخذنا كلمة " أمر " بمعنى الشأن . . يكون المعنى أكثر فائده على إعتبار أن كلمة شأن تعنى أمراً . . وأولى الأمر يقصد بهم أصحاب الشأن . . وأصحاب الشأن هم أهل الخبره والإختصاص و التمييز . . كل على قدر ما يسر الله له .

إننا لو فسرنا أولى الأمر هنا بمعنى أنهم أهل الدين الإسلامى فسوف نقع فى حيره شديده بخصوص المسلمين الذين يقيمون فى بلاد يكون حكامها غير مسلمين . . هل يطيعونهم أم لا ؟ .

الواقع أن كلمة أمر بمعنى شأن هى أوسع وأفيد وأوقع هنا على إعتبار إنها تشمل جميع المفاهيم . . والتخصصات . . بمعنى أن الخبراء فى المرور مثلاً هم أولو هذا الأمر ( المرور ) وطاعتهم فيها السلامه والحفاظ على الأرواح والأموال والإنتاج و تحقيق الراحه النفسيه والعصبيه بغض النظر عن ديانتهم وجنسيتهم . . يجب طاعتهم فى تخصصهم فهم أولو أمر . . أولو الشأن . . أولو الخبره . . ويمكن تكرار المثل فى كافة مجالات الحياه . . الأطباء أولو أمر فى الصحه والمرض . . القضاه و المحامون أولو أمر فى القضايا والمحاكم . . ضباط الشرطه أولو أمر فى الأمن والحمايه . . وهكذا .

أولو الأمر بإختصار هم أهل الإختصاص . . وبهذا المفهوم نجد أن كل واحد منا فى المجتمع يكون مرة من أولى الأمر ومرة يكون مطالباً بطاعة أولى الأمر . . حسب الخبره . . فلو كنت موظفاً فى بنك فإنك من أولى الأمر الذين يطيعهم عملاء البنك

. . فإذا ما خرجت من البنك أطعت أولى الأمر فى المرور . . وأولو الأمر فى المرور بعيداً عن تخصصهم . . يطيعون الكناس فى النظافه . . ويطيعون الفلاح فى الزراعه . . وهكذا تتسع الدائره لتشمل كل البشر . . وكل الناس .

إذن كل فرد فى المجتمع أصبح من أولى الأمر . . يطيع مره ويطاع أكثر من مره

. . بما فى ذلك الحكام . . فالحكام يستمعون إلى مستشاريهم من أهل الخبره فى كل الأمور ويطيعونهم أيضاً . . وهذا لا يقلل ولا يقدح فى كون الحاكم من أولى الأمر

. . بل على العكس يزيد من قدرته وكفاء ته . . فكلما سمع الحاكم كلام أهل الخبره كلما كان حاكماً جيداً . . والعكس صحيح . . لو لم يسمع كلام أولى الأمر من أهل الخبره تعرض حكمه للسقوط والأنهيار . . تخيل حاكماً يطلب حفر نفق تحت الماء من المغرب إلى أمريكا ويصر على طلبه مهما عارضه أولى الأمر أوأصحاب الشأن من أهل الخبره . . ترى كيف يكون الحال لو أصر على رأيه ورفض رأيهم ؟ .

وطاعة ولى الأمر بهذا المعنى تعنى الإلتزام والنظام والإحترام والإحساس بالمسئوليه وتقدير الأمور تقديراً صحيحاً . . لو جرى ذلك وأحترمت الإختصاصات والقدرات وعرفنا لأهل الخبره قدرهم فى كل المجالات صغيره وكبيره فإن الدنيا تستقيم وتنمو وتزدهر وتصبح ملونه وتتجاوز عصر الأبيض والأسود . . تخيلوا مجتمعاً يعيش هذا المفهوم . . كل فرد فيه مطالب بطاعة أولى الأمر من التخصصات الأخرى . . بما فى ذلك تخصصه . . إنه سيكون المجتمع المثالى . . المدينه الفاضله التى حلم بها الأنبياء والفلاسفه . . حتى يكتمل الشرح والتفسير والإجتهاد فإننا نضرب مثلاً للتفرقه بين طاعة الله والرسول وطاعة أولى الأمر . . يطالبنا الله بالصلاه . .

" وأقيموا الصلاه " . . وهو أمر يجب طاعة الله فيه طاعه مطلقه . . ويقول رسوله الكريم : " صلوا كما رأيتمونى أصلى " . . وهنا يكون الإتباع . . إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو طاعه عمياء . . ليأتى بعد ذلك دور أولى الأمر . . إنهم لا يفرضون الصلاه ولا يفرضون كيفيتها بل يحددون توقيتاتها . . فعلماء الفلك والتقويم يحسبون لنا متى يكون الظهر ؟ . . ومتى يبدأ العصر ؟ . . والصوم هو عين الشىء نفسه . . أمر إلهى يجب طاعته لكن . . أولى الأمر مثل المفتى وعلماء الفلك وجماعة الرؤيه هم الذين يحددون متى يبدأ شهر رمضان ومتى ينتهى ؟ .

إن الإسلام دين يحفز على الشورى والحريه والديمقراطيه لكن . . الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً هم الذين يضيقون الرحمه ويروجون للأفكار الخاطئه التى شوهت الدين وجعلت أعداؤه ينسبون إليه ما ليس فيه . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
  #3  
قديم 11-12-2006, 02:51 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي لا تقل " العبد لله " فهذه مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم

لحظة نور
www.lahzetnour.com

لا تقل " العبد لله " فهذه مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم

لا تسير الحياه على نغمه واحده . . ولا يستقر عند طبقه واحده . . ولا يهنأ الإيمان برتبه واحده . . ولكن . . الوصول إلى نقطة إستقرار ما ولو لبعض الوقت ليس أمراً سهلاً . . فكل فعل له رد فعل يساويه فى القوه ويختلف معه فى الإتجاه . . العدل يحتاج إلى قوه ليواجه الظلم . . الخير يحتاج إلى قوه ليواجه الشر . . النور يحتاج إلى قوه ليبدد الظلام .

يقول سبحانه وتعالى : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها إسم الله كثيراً . . والصوامع والبيع هى أماكن يتعبد فيها الرهبان والكهان ويختلون فيها بربهم . . ويقول سبحانه وتعالى : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " . . والدفع هنا معناه الصراع . . والإختلاف . . وتوازن القوى. . فلولا قوة الشرطى لما توقف اللص . . ولولا قوة المقاومه لما إنتهى الإحتلال . . إن الطبيعه تتوازن بطريقة مختلفه . . غيرالتوازنات البشريه . . فالنار لا يقضى عليها سوى الماء . . والسم لا يقضى عليه سوى الترياق . . مثلاً

. . لكن . . التوازن بدفع الناس بعضهم ببعض هو توازن من نفس النوع وإن أختلف في قيمته . . فالناس هم الناس . . والقوه هى القوه . . لكن . . الإختلاف الوحيد فى إتجاه هذه القوه . . للخير والعدل والنور أم للشر والظلم والظلام ؟ .

لولا هذا التوازن البشرى الدقيق لسيطرت قوة غاشمه ودامت وأفسدت الأرض وهدمت المساجد والصوامع وشردت الرهبان والأولياء . . لا يفل الحديد سوى الحديد .

وشاءت حكمة الله أن توجد الجنه والنار . . ويوجد التيسير والإختيار . . فلو لم يكن هناك تيسير وإختيار لما كان هناك داع لجنة أونار نار . . الجنه لا يوجد فيها ملائكه يستمتعون بما فيها وإن تنعموا فليس ذلك مكافأه عن عمل قاموا به . . فهم لا يحاسبون . . لأنهم إفتقدوا التخيير . . لكن البشر محاسبون لأنهم مخيرون . . مسيرون .

والمسير هو الذى لا يعلم شيئاً عن الدين . . أويعلم ولا يستطيع أن يؤدى ما يطلب منه . . لو علم الإنسان وإستطاع أصبح مخيراً و محاسباً . . ولو فقد العلم و الإستطاعه يكون مسيراً ولا يحاسب .

لكن . . ليس كل خلق الله على الدرجه ذاتها . . فهناك أهل الإصطفاء . . مثل الأنبياء . . منحهم الله العصمه من الزلل . . فهم معصومون لا ذنب عليهم . . مثل طبقة الإستيلستيل التى لا تصدأ بينما نحن مثل الحديد العادى المعرض للصدأ ويحتاج إلى إزالة ما عليه من صدأ . . أهل الأصطفاء غير قابلين للصدأ . . غير قابلين لإرتكاب الذنوب . . هم لا يقدرون على المعصيه ولو حاولوا . . المحاوله عيب . . لو فكر فى السرقه تصاب يده بالشلل . . لو فكرفى الكذب يتوقف لسانه عن النطق .

إن كلاً منهم يستحق لقب " العبد لله " الذى نستخدمه خطأ لنوحى بالتواضع . . فالعبد لله هو أكثر من قام بواجب العبوديه فى مقابل حق الربوبيه . . إنه الوحيد الذى لا شىء فيه بعيد عن الله . . جوارحه . . ورغباته . . وعشقه . . لا شىء فيه بعيد عن الله . . جوارحه . . ورغباته . . وعشقه . . كله لله . . فهو لا يعرف فى الوجود سوى الله . . ويمكن أن نقول إن العبد لله هو رسول الله .

وتحت مرتبة العبد لله بشر يسمونهم الإلهيين . . هو عبد لله ولكن ليس كرسول . . وهؤلاء سماهم ربنا فى القرآن عباد الله " عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً " . . والعين هنا هى عين البصيره . . والإرتواء بالنظر إلى الله . . هؤلاء هم عباد الله . . المقربون . . الورثه المحمديون . . ويسمونهم أيضاً العباد الألهيون . . الرحمانيون . . عباد الرحمن . . " الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجهلاء قالوا سلاماً " . . ويقول عنهم الله سبحانه وتعالى : " قالوا إتخذ الرحمن ولداً بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " . وتحت هذه المرتبه عباد يسمونهم الربانيين . . هم عباد الرب . . هم أصلاً أهل الخصاصه . . لكنهم لم يكونوا فى الأصل أهل الأصطفاء . . لكن . . الإصطفاء جاء بعد التربيه والتنقيه الإلهيه . . يقول سبحانه و تعالى : " ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون " .

وتحت هذه المرتبه يأتى المخلصون . . هؤلاء كانوا أشخاصاً عاديين ولكنهم بالعلم والعمل رفعوا مرتبتهم . . يقال : فى الحكمه كل الناس هلكى إلا العالمون . . . والعالمون هلكى إلا العاملون . . . والعاملون هلكى إلا المخلصون . . . والمخلصون هلكى إلا المقربون والمقربون على خطر عظيم . . هؤلاء إعتمادهم على أنفسهم فى الرقى . . ويقر الواحد منهم بعجزه وتقصيره ويأمل فى أن يصل إلى المرتبه التى لا يرى عندها من الوجود سوى الله .

وتحت هذه المرتبه أناس عاديون يبدأون المشوار من أوله . . يعلمون . . يعملون

. . يعبدون . . يجتهدون . . ثم يصطفون .

وكما قال الصالحون :

( 1 ) ليس من نوُّه بالوصل له كالذى سُير ( بضم السين ) به حتى وصل . . أى هناك فرق بين الذى أختير للوصل والذى سعى إليه بنفسه .

( 2 ) لا ولا الواصل عندى كالذى فتح الباب له وللدار داخل . . أى ليس كل من وصل إلى الباب يفتح له ويدخل .

( 3 ) يرد الأعلى : " لا ولا الداخل عندى كالذى أجلسوه عندهم فى المستهل " . . أى ممكن يدخل ولكن . . لا يجلس فى الصف الأول .

( 4 ) و لكن . . الجلوس فى الصف الأول لا يكفى . . " لا ولا من أجلسوه فى المستهل كالذى سارروه " فهو للسر محل . . فهناك المنصه أعلى من الصف الأول

( 5 ) ولكن . . ولو جلس على المنصه . . هناك ما هو أعلى : " لا ولا من سارروه كالذى صار إياهم فدع عنك الجدل " . . " وليس بمستغرب أن يجمع الله الكل فى واحد " . . والواحد هو العبد لله . . رسول الله صلى الله عليه وسلّم . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
  #4  
قديم 11-12-2006, 02:54 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي سوق الفاكهه وسوق الفتوى !

لحظة نور
www.lahzetnour.com
سوق الفاكهه وسوق الفتوى !

حاولت البقره أن تشرب من الزير فإنحشر رأسها فيه فسألوا مفتى القريه الجاهل الذى يطيعونه طاعه عمياء عن كيفية إخراجها . . فقال : " إقطعوا رأس البقره ثم إكسروا الزير ثم إخرجوا البقره " . . ونفذ الناس الفتوى . . وهم يسألون صاحبها : " ماذا نفعل من بعدك ؟ " . . فكانت إجابته : " لا تقلقوا لقد ربيت رجالاً يملأون الشوارع والطرقات " . . ولكن صاحب البقره شعربالحزن والخساره فقرر الإنتقام . . إقترب من المفتى الجاهل قائلاً : " إنه رجل صالح من أراد أن يدخل الجنه فعليه أن يحصل على شعره من لحيته " . . وإندفع الناس وشدو شعر لحيته وتكالبوا عليه حتى مات . إن عشوائيات الفتاوى هى مصدر الأمراض الإجتماعيه والدينيه والسياسيه التى يعانى منها المسلمون . . وعندما يقول مسئول كبير فى الأوقاف " إن فى مصر 95 ألف جامع و95 ألف مفتى " فلابد أن نتوقف عند هذه الفوضى التى لم تفرق بين من يعلم ومن لا يعلم . . من له الحق فى الفتوى ومن يجب أن نقول له : " أسكت " ؟

يجب أن تكون هناك جهه واحده للفتوى . . مثلما هو الحال بالنسبه للكنيسه الأرثوذكسيه . . والكنيسه الكاثوليكيه . . وما يقال خارج هذه الجهه يكون مجرد رأى يجتهد أصحابه فى عرضه ولكن لا يلزم من يسمعه ولا يجبره على إتباعه . . وإلا كنا كذلك الرجل الذى لم يعجبه إسم زوجته فسبب لها ألماً لم تتخلص منه إلا عندما وجدت رجلاً نصاباً يبيع الأسماء . . فإختارت إسماً يريحها ولكن دفعت فيه كل ما تملكه ويملكه زوجها . . وعندما عاد الزوج وإكتشف بلاهة زوجته تركها ليبحث عمن هو أكثر بلاهه منها . . فوجد بدوياً يسكن خيمه هو وزوجته وإبنته . . إستقبلوه وأكرموه وفكرت الزوجه فى أن تزوجه إبنتها . . وطلبت منها أن تصعد للسطح وتأتى ببعض الأكل المحفوظ هناك . . فقالت الأم : لو وقعت إبنتى فلن تتزوج ولن تكون جده . . فقال البدوى : لكن ماذا نفعل مع الضيف لو ماتت البنت ولم تنجب له ولداً ؟ . . فقال الرجل : فى هذه الحاله أكون قد تركت لكم زوجتى أمانه لديكما هى وإبنى وتركتمهما يموتان فما الحكم فى ذلك ؟ . . فقال البدوى : الحكم عندنا هو دفع الديه . . فقال الرجل : وأنا قبلت بالحكم . . إعطنى ما أستحق من ديه . . فقام البدوى ودفع للرجل كل ما يملك .

إن كثيراً من الفتاوى التى يمشى ورائها الناس تؤدى بهم إلى ما وصلت إليه الزوجه التى تشترى إسماً والبدوى الذى يدفع ديه عن جريمه متخيله . . وهى فتاوى يقول بها من يملكون من العلم القليل . . مثل البائع السريح الذى لا يملك مالا فيسرح ببضاعه رخيصه . . ثم بعد أن يكسب يسرح ببضاعه أغلى . . ثم بعد أن يكسب يفتح محلاً . . ثم يصبح مركز قوه فى السوق . . له صبيان وأتباع يروجون لفتواه . . إنها فتاوى بالتقسيط . . حسب الطلب . . فهناك مفتى للفنانات . . ومفتى للبنوك . . ومفتى لتجار المخدرات . . والفتاوى هنا مثل البضائع لها من يشتريها مهما كانت . . فمن لا يجد التين يشترى الجميز . . فللتين قوم وللجميز أقوام . . ويتحول هؤلاء الذين يسيطرون على سوق الفتوى مثل التجار الذين يسيطرون على سوق الفاكهه أصحاب نفوذ ومصدر سلطه ولهم أتباع ولا أحد يقدر على الإقتراب منهم أو المساس بهم .

إن هذا الطراز من الناس الذين يفتون هم عصاميون . . صعدوا السلم من أوله . . وهم بالتالى لا يطيقون غيرهم فهم منافسون لهم فى سوق الفتوى . . وكما أن فى سوق الخضار نقطة شرطه تنظمه فلابد من نقطه مشابهه تنظم سوق الفتوى . . ولابد من مركز دائره للفتوى . . ومركز الدائره هو مفتى الديار المصريه الذى يملك علماً وفهماً وإستيعاباً . . هو مركز الدائره التى يوجد فيها كتاب الله . . أما محيط الدائره فسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم . . كل من يخرج عن مركز الدائره ويكون مركزاً آخر لدائره أخرى يجب إيقافه عند حده . . وإلا تكونت عشوائيات الفتوى كما قلنا . . وفى هذه الحاله نجد أنفسنا مجبرين على التعامل مع العشوائيات كأمر واقع كما فعلت الحكومه مع عشوائيات المدن وإعترفت بها وأمدتها بالمياه والكهرباء والصرف الصحى .

يقول سبحانه وتعالى : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " ويقول سبحانه وتعالى أيضاً : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ " . . أما الحديث الشريف فيقول : " إذا رأيت هوى مطاعاً وشحاً متبعاً وإعجاب كل ذى رأى برأيه فليسعك بيتك " . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
  #5  
قديم 11-12-2006, 02:56 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي الحكم لله . . لكنه يفوضه لمن يشاء !

لحظة نور
www.lahzetnour.com
الحكم لله . . لكنه يفوضه لمن يشاء !

" الحاكميه " . . كلمه شاعت . . وإنتشرت . . وسيطرت على مساحات سوداء شاسعه من عقول المتطرفين . . سرعان ما إنقلبت إلى تفجير وتخريب . . لقد فسر الإرهابيون الآيه الكريمه " إن الحكم إلا لله " تفسيراً متعسفاً . . كان سبباً فى تكفير النظام القائم والخروج على حكامه وجواز قتالهم والإستيلاء على أموال الدوله ومحاربة سلطاتها وإعتبار الخدمه فى قواتها المسلحه مكروها يجب تفاديه.

وحتى نفهم التفسير المناسب لآية " إن الحكم إلا لله " يجب أن نقرأ إلى جانبها آيات أخرى تتحدث أيضاً عن الحكم . . " وما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوه ثم يقول للناس كونوا عباداً لى " . . " يا يحيى خذ الكتاب بقوه وأتيناه الحكم صبيا " . . " وإذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل " . . ويقول الله سبحانه وتعالى للنبى صلى الله عليه وسلّم : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " .

من جملة ما قرأنا . . نعم الحكم لله . . هو صاحب الأحكام . . هو العليم . . الحكيم . . لكنه . . يفوض حكمه لغيره من الأنبياء والأولياء والبشر الذين يمشون على تعاليمه وسنة رسوله . . فلو أخذ سيدنا يحيى الحكم صبياً فقد أخذه من الله ولا يزال الله يحكم . . ولو أخذ النبى صلى الله عليه وسلّم الحكم عن الله فإن الحكم لا يزال لله

ومن الحكم إشتقت الحكمه والله سبحانه وتعالى يقول : " يؤتى الحكمه لمن يشاء ومن يؤتى الحكمه فقد أوتى خيراً كثيرا" . . وهنا يجب أن نعلم معنى كلمة الإيتاء . . والإيتاء كلمه من ثلاث . . العدل والإحسان والإيتاء . . العدل أن تعدل القيمه مقوماً . . أولتعدل العقوبه ذنباً . . أولتعدل الكفاره خطأ . . أما الإحسان فهو أن تزيد القيمه عن المقوم أويزيد المقوم عن القيمه . . مثلاً . . لو كانت هناك سلعه تساوى مائة جنيه فلو دفعت المائة جنيه فهذا هو العدل . . لو دفعت أكثر للبائع فهذا إحسان منك . . ولو أخذ البائع أقل من مائة جنيه فهذا إحسان منه . . أما الإيتاء فهو عطاء بلا مقابل .

وقد أستخدم الله الإيتاء فى مواضع كثيره منها . . " يؤتى الحكمه من يشاء " . . " ربى قد أتيتنى من الملك ومن تأويل الأحاديث " . . " الذين آتيناهم الكتاب " . . " قل اللهم مالك الملك تؤتى الحكمة من تشاء " . . " وما أتاكم الرسول فخذوه " . . وغيرها .

هذا يدل على أن ما يعطيه الله سبحانه وتعالى لعبد من عباده مهما كان فهو هبه ومنحه يعجز آخذها عن دفع مهرها . . لا يقدر على مهرها . . لكن . . الله يعطيها له إتياناً . . فالله سبحانه وتعالى عندما يُحَكّمْ ( بضم الياء ) أحداً فى خلقه أى يعطيه الحكمه أوالحكم فذلك من إحكام قدرته وهو الحكيم العليم .

ومن مظاهر قوله " إن الحكم إلا لله " أنه سبحانه وتعالى جعل العلاقه بينه وبين عباده كلاً على إنفراد علاقه محكمه ومصانه بحيث إنها بلغت من الإحكام أنه لا يستطيع أحداً أن يعرف السر بين الله وعباده . . قول " إن الحكم إلا لله " دعوه إلى التأدب مع الله فيقول لعباده لا تتدخلوا فى علاقه خاصه بينى وبين عبادى فأنا الذى أعلم المؤمن منكم وغير المؤمن وأعلم المنافق ومن غير المنافق وأعلم ما لا تعلمون . . هذا هو معنى أن الحكم إلا لله . . ولكن ليس هناك مدخل لأحد أن يلوى الآيه الكريمه فيطوعها لهواه ويستخرج منها مبدأ الحاكميه على غير مراد العليم والحكيم ولذلك فنحن نقول لهم إن الحكم إلا لله أى أنه مالكه ملكيه مطلقه لا حرج أن يعطيه من يشاء . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م