مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-12-2006, 05:14 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile


تابـــــــــــــــــــــــــــــع

لا مكـان للفـرح


ومن بين بقاياه دفتر كتب عليه :

أقوال الأئمة الثقاة في اثبات الصفات لرب الأرض والسموات، جمع فيه أقوال الأئمة الأعلام في إثبات صفات الله عزوجل (والتي لا يثبتها الأشاعرة والمعطلة)، يحتوي على مقدمة بعثها لأحد مدرسيه في المعهد العلمي ليبين له فيها منهج أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات لله عز وجل، بعد مناقشة حدثت بينهما في الصف ..
لفت نظري غرفة صغيرة من القش، لكنها لم تكتمل، تعجبت وزال العجب، عندما قالوا لي: بدأ محمد في بناءها ليخلو فيها بنفسه في رمضان ..

وقفت أتأمل المكان، سافرت إلى الماضي القريب، تذكرت كلماته :
هناك لا أجد الطعام فأصوم نهاري، ولا أجد ما يخفف حرارة الجو فأقوم ليلي ..
جسدي في الأرض أما روحي وعقلي فقد رحلا إلى البعيد، ولم أفق إلا على صوت حسن ابن عمة محمد يقول: السلام عليكم، رددت السلام ..
غمرني حسن بالمحبة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد، كان شاباً بسيطاً لم يغادر القرية من قبل ..
جلست معه فراح يحدثني عن محمد حديثاً عذباً جميلاً، أنصت له بكل جوارحي ..
كانت دموعه تغلبه أحياناً ويغلبها أحياناً أخرى، شعرت بأن حزنه على محمد عظيم، فقد تغيرت حياته من اللهو والعبث إلى الجد والالتزام والحرص على اتباع السنة، شعر مع محمد بحقيقة وجوده في الحياة، كان يأمل أن يغذ الخطى معه إلى الجنة، لكنه أضاء له الطريق ومضى هو ..
وصف محمداً، فكأنه يصف رجلاً من بقية السلف بعث فينا فترة من الزمن ثم رحل .. !!

وجدت ضالتي، هكذا قلت بعدما جلست مع حسن ..
في ظلام الليل، ذهب الجميع إلى فرشهم، وجلس حسن أمامي يحول بين وبينه الظلام ..
همست له : حسن كيف مات محمد ؟
سكت برهة وكأنه يمنع بكائه أن يفضحه وراح يتحدث ..
صلينا الفجر معاً وبعد الصلاة قررت أن أتأخر في الذهاب أما هو فقد كان متعجلاً، فارقني ودخل إلى داره، يوقظ النائمين ويمزح مع المستيقظين، جلس مع أمه وجدته تناول قطعاً من الخبز والحليب، كان وجهه يتهلل بالسرور، توجه نحو جده وأبيه منحهما الكثير من الحب والبر قبل أن يجمع أوراقه وأقلامه ويتوجه نحو الشارع الرئيسي ..
في الطريق نثر الابتسامة على كل من رآه ، وسابق الجميع بالسلام ..
التقى بمدرس التحفيظ في المدرسة الذي داعبه قائلاً : متى نزوجك يا محمد ؟
فأجاب : هناك .. هناك ويشير إلى الجنة ..
فقال : وهنا أيضاً ..
ولكن الإجابة هذه المرة كانت تعبر عن ألم دفين في قلب محمد، ومرارة عبرت عنها هذه الكلمات : باطن الأرض خير من ظاهرها ..

ومضى في الطريق يردد الأذكار حيناً، وحينا ينشد هذه الأبيات :

أخاف الموت والحشر العبادا **** فما عرفوا التواني والرقادا
وكان مسيرهـم لله دومـاً ***** وما يبغي الإله ومـا أرادا
فويـل للمفـرط إذ تمـادى ***** ولم يسرج لأخراه الجيـادا
وأهمل طاعة الرحمن حتى ***** حداها الله للعسرى فحـادا

وفي أثناء سيره التقى باثنين من رفقائه الذين قطعوا معه ما تبقى من الطريق ..
وعلى الشارع الرئيسي اجتمع عدد كبير من أبناء القرية ينتظرون سيارة تقلهم إلى المدينة ..
لم ينتظروا فقد توقفت سيارة نقل بضائع كبيرة ، قفزوا إليها في سرعة كبيرة ..
اختار محمد ورفقاؤه الجلوس في مؤخرة حوض السيارة وراحوا يتبادلون الأحاديث ..
مضت السيارة في الطريق والحديث يدور بين الجميع فمنهم من يضحك ومنهم من يبتسم، ومنهم من يتأمل، النشاط والحيوية، الصحة والشباب، والهمة العالية، والهموم المشتركة تجمع بينهم ..
وفجأة .. تنحرف السيارة يميناً في محاولة يائسة لتفادي الاصطدام بسيارة فقد سائقها التحكم فيها ..
ارتطام قوي، ارتفعت أجساد الطلاب في الهواء لتسقط على الأرض الخرسانية ..
انطلقت الصرخات ثم تبعتها الآهات والأنين ، وجرت الدماء على الأرض لتحكي فاجعة القرية الصغيرة في شبابها ..
سمعت الخبر فأسرعت نحو مكان الحادث ..
الآهات والأنين والبكاء تنبعث من المصابين ، أما السائق فقد قضى نحبه في الحال ..
بحثت بين الأجساد المتناثرة على الأرض عن محمد حتى وجدته ، يئن والدم ينزف من وجهه ورأسه ..
احتضنته بين يدي ورحت أصرخ إسعاف .. إسعاف .. محمد سيموت أدركوني ..
لحظات الانتظار كانت صعبة وحرجة ، أقبل والد محمد وأمه التي صعقت عندما رأت ابنها مضرجاً بدمائه ، يئن من شدة الألم ، لحظات ويالها من لحظات حزينة ..
بحثنا عن سيارة تنقله إلى المستشفى ..
تبرع صاحب سيارة نقل صغيرة وحمل محمد ومن كان في مثل حالته ، توجه نحو المدينة ، بدأ أنين محمد يخفت شيئاً فشيئاً حتى سكت ودخل في غيبوبة ..
وصلنا المستشفى بادرنا بنقله إلى الطوارئ ، تجمع الناس ينتظرون بينما الأطباء مع المصابين في الداخل ..
انتظرنا ساعات وكأنها أيام نتابع بالنظرات الداخل والخارج نسأل كل واحد ، نظن أن الجميع أطباء ، وأن الجميع لديهم الإجابة على أسئلتنا ..
خرج الطبيب سألناه عن محمد ، اطرق برأسه نحو الأرض ، وضعت الأم يدها على صدرها ، وفغر الأب فاه واتسعت عيناه ، وهمست أنا بصوت لايسمعه أحد : هل مات .. ؟
تحدث الطبيب فأنصتنا : لن تتضح حالته إلا بعد مضي ثلاثة أيام ، إن شاء الله تمضي لا نملك له الآن إلا الدعاء ..
ارتفعت الأكف إلى السماء ، ولهجت الألسن بالدعاء : اللهم اشفه ..
وضع محمد على السرير جثة هامدة ، آثار الارتطام على وجهه ورأسه ، لكنه يبدو كأنه نائم ..
الأم تجلس بجانبه تقبله بين لحظة وأخرى ، دمعتها لا تتوقف ، ولسانها لا يفتر ، تدعو له فهو بكرها وحبيبها وسندها ، لكم مازحها وداعبها ، وهاهي الآن لا تملك له ما يدفع عنه الألم ..
أما الأب فظل يصارع الدموع والبكاء ، يصبر الأم وكلما غلبته العبرات خرج قليلاً ثم عاد ..
وقفت أشاهد هذه المناظر وقلبي يتقطع آسىً وحسرة ..
تمضي الدقائق وكأنها ساعات وأنا أترقب وأدعو الله أن تمضي هذه الأيام الثلاثة حتى يتجاوز مرحلة الخطر ..
وفي تلك اللحظات التي سكن الحزن قلوبنا وبدت آثاره على وجوهنا ، كان وجه محمد مبتسماً يتهلل كأنه مذهبة يشع منه نور الإيمان ، كان في غيبوبة لا يشعر بأحد ، لكن يديه تتحرك ، نعم تتحرك ، فتارة تراه كأنه يقلب صفحات من كتاب ، وتارة أخرى كأنه يتوضأ للصلاة ، كانت حركة يده مثار دهشة الحاضرين ، لكنني لم استغربها فهكذا كان في حال صحته ، إما أن يقرأ ، وإما أن يكتب ، أو يتوضأ ويصلي ..
مضى اليوم الأول واليوم الثاني ولا زال محمد في غيبوبته، الحالة مستقرة هكذا يقول الأطباء، الآمال بدأت تكبر لدينا بأن يمضي اليوم الثالث ويتجاوز مرحلة الخطر، ليعود إلينا، ليمنحنا الحياة الجميلة والطيبة ..
بعد محاولات عديدة وبعد أن ظهر الإعياء على أم محمد قررت وبعد إصرار الجميع عليها أن تعود إلى القرية في اليوم الثالث، لم يبق في الغرفة معه أحد غيري، تلاشت آثار الحادث وبدا وجهه جميلاً يشع منه النور والطهر، أما يده فلا زالت في حركتها التي تظهر بين وقت وآخر ..
وعند الساعة الثانية عشر بدأت أنفاسه تتصاعد، صدره يرتفع وينخفض، فرحت قلت : سيفيق الآن إن شاء الله، حضر الطبيب، راح يقيس الضغط وضربات القلب، تغير وجهه بدت عليه علامات الانزعاج، ارتدت فرحتي خوفاً وقلقاً، لم أشاهد مثل هذه الحالة من قبل، صمت ورحت أراقب الموقف ..
رفع سبابته إلى السماء ثم وضع اليد اليمنى على اليسرى على صدره، توقفت الأنفاس، سكن الصدر وشخص البصر، وضعت يدي على ساقيه الباردتين، أغمض الطبيب عيناه، ووضع الغطاء على وجهه ..
لقد انسلت روحه في هدوء وفارقت جسده ..
مات محمد ..

توقف حسن عن الحديث لحظات

أما أنا فقد انهمرت من عيني الدموع كانت باردة غسلت أحزاني وآلامي، إنها دموع الفرح، هنيئاً له هذه الخاتمة الحسنة، هنيئاً لتلك السبابة التي ارتفعت في الرخاء توحد الله، فارتفعت في الشدة وفي اللحظات الحاسمة ..

عاد حسن يتحدث : حضر القرية جمع غفير من المدن المجاورة للصلاة عليه وإتباع جنازته، خيم الحزن على الوجوه، وجرت الدموع وهي تودع شاباً أجمعت القلوب على محبته ..
مضى محمد بعد أن أضاء لنا الطريق، بعد أن صار حديثاً باسماً في المجالس ..
مضى لكن رسالته قد بلغت القلوب ..
لم أشعر كيف انتهى المجلس بيننا ؟

هناك بدأنا ..
ومن هنا سأبدأ وحيداً ..
يتردد بين جوانحي كلماته العذبة : عبدالله .. عبدالله .. طلب العلم فريضة على كل مسلم ..
وفي الجنة بإذن الله نلتقي ..

اللهم أجمعنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك إخواناً على سررٍ متقابلين ..
أغمضت عيني .. ونمت قريراً ..

أيها الأحبة ..
هذه قصتي مع محمد رحمه الله ..
ولي رجاء بأن تدعو لمحمد وللكاتب ..

قصة حقيقة منقولة
__________________

  #2  
قديم 14-12-2006, 04:48 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أم وأبنتها في قبضة الهيئـة

أم وأبنتها في قبضة الهيئـة



شكرا لك أيها الشيخ، ينطق بها لساني كلما جاءت ليلة خميس ...
وتهمس بها نبضات قلبي كلما سمعت هدير البحر ...وكلما وقفت على ساحله ...
شكراً لك ... لقد أنقذت أسرتي من التدمير ... وحياتي من الهلاك...

شكراً لك أيها الشيخ الكريم ... فلن أنساك ولن أنسى تلك الليلة ...

حيث كان الموعد، عشت فيها لحظات من الترقب، الخوف، القلق، مكثت في غرفتي أراقب أمي التي تستعد للخروج وهي تضع اللمسات الأخيرة على وجهها ...
ها هي تقف أمام المرآة تتفقد شعرها، تتأكد من فستانها، تبدو هذه الليلة أجمل من كل ليلة، اختارت حقيبتها، وضعت عباءتها على كتفها، إنها تناديني، أسرعت نحوها، حاولت أن ابدو طبيعية، لم تتأملني كثيراً

كانت تنظر إلى ساعتها وهي تتحدث معي ...
قالت : أبوك لن يعود هذه الليلة ...
طرت من الفرحة، أسرعت لكي أضمها وأقبلها، نهرتني، ابتعدي عني لقد تعبت في عمل كل هذا، تأسفت لها ...
فرحتي لم تثر فضولها، فقد كانت مستعجلة جداً، وكنت أكثر استعجالاً منها ...
أغلقت الباب وراءها وهي تقول: أخوك سيعود بعد قليل، مسكينة أمي أخي ذهب في رحلة مع أصدقائه ولن يعود الليلة ...
أسرعت نحو غرفة أمي، بدأت أقلدها في كل شيء، نظرت إلى المرآة، صففت شعري، ولبست فستاناً جميلاً، اخترت حقيبة جذابة، وخرجت من البيت ...

وهناك على شاطئ البحر جمعتنا لحظات من اللهو والغفلة، نخوض في المعاصي، نمارس الحب الزائف

يصفني بالأدب والحياء فأغمض عيني وأرخي رأسي إلى الأرض، يا له من كاذب فلو كان صادقاً ما خرجت معه، ثم يصف جمالي ورقتي، اقترب مني أكثر مد يده لتلامس يدي، شعرت بقشعريرة سرت في جسدي، حاولت إبعاد يده، أمسكها بقوة ...

صوت قادم من ورائي، السلام عليكم، انتصب واقفاً، تصبب العرق منه

رفعت رأسي نحوه، تحولت تلك النظرات الناعسة والعيون الذابلة إلى عيون خائفة، شعرت بالخوف الشديد

همس لي لقد وقعنا إنها الهيئة ...

تعثرت الكلمات في فمي، أسقط في يدي، استسلمت للأمر الواقع ...
ركبت في سيارة وبها مجموعة من النسوة، شعرت حينها بأنني مجرمة خطيرة، مجرمة في حق نفسي، في حق أمي وأبي، في حق أسرتي، تصورت والدي قد اسود وجهه، وأمي تبكي بلوعة وحسرة، شعرت بأخي قد نكس رأسه بين شباب الحي، سمعت حينها همسات الجيران النساء والرجال وحتى الأطفال: "لقد أمسكت بها الهيئة مع عشيقها على البحر"، "إنها حامل وأسقطت الجنين"، "لم يحسنوا تربيتها" ...
رأيت زنزانة كئيبة أقبع خلفها وقد حُكم عليّ بالسجن ...
تذكرت حينها غضب الله وسخطه، تذكرت نار جهنم ...
جرت الدموع على خدي، بكيت بحرقة ...

صرخات في داخلي تتوالى تزيد من ألمي وحزني: أبي، أمي، أخي انتم السبب، أين أنتم عني

لماذا تركتموني للذئاب ؟ ...
ياليتني مت قبل هذا ...
أظلمت الدنيا في عيني، فلم أر شيئاً ، الوقت يمضي بسرعة كبيرة، تمنيت حينها لو أن الزمن يتوقف، أغمضت عيني وفتحتها، ثم أغمضتها وفتحتها، وفي كل مرة أجد نفسي أمام الحقيقة المرة، لقد تم القبض عليّ مع رجل أجنبي، وهذا يعني السجن، عاودت البكاء من جديد ....

وصلت السيارة إلى مقر الهيئة، نزل الجميع، يمشين وكأنهن يسقن إلى الموت

فتح الشرطي الباب، وليته لم يفتحه، وقفت ولم أتحرك، صرخ بي ادخلي، ود حينها أن يقول ليّ أيتها الفاجرة لكنه أمسك بها، وربما نطق بها قلبه، انخرطت في بكاءٍ رهيب كدت أن أسقط، ارحمني قليلاً، أقبل مجموعة من النسوة، أمسكن بيدي وأدخلني إلى الغرفة، رحن يصبرنني، وكلما رفعت رأسي وتأملت النساء عاودتني نوبة البكاء مرة أخرى، أشفق النساء لحالي، ورحن يذكرنني بأن الله غفور رحيم، وأن كل البشر يخطئون ويتوبون ولكن بكائي يزداد مع الوقت، همت واحدة منهن أن تكشف غطاء وجهي الذي التصق به من كثرة الدموع، أمسكت به بقوة، قالت: ارتاحي يا ابنتي، لا يوجد رجال هنا، رفضت فانصاعت لرغبتي وعادت إلى مكانها ....
بدأ النساء يكتبن أرقام الهواتف لاستدعاء أولياء أمورهن ...

طرقت على الباب، فجاء الشرطي، طلبت منه الالتقاء بالشيخ

ذهب قليلاً ثم عاد وفتح الباب، سار وسرت وراءه، جلست في الغرفة انتظر، جاء الشيخ شعرت بالخوف، أصابتني نوبة بكاء رهيبة ...

قال الشيخ : هوني عليك يا ابنتي، ماذا حدث لك ؟
ابنتي أنا ! الشيخ يناديني : يا ابنتي .. وأنا ...
انطلق حينها لساني وقلت : يا شيخ أنا داخلة على الله ثم عليك، استر عليّ ...
تعجب الشيخ مني وقال : ما الذي حدث ؟
استعجم لساني ولم استطع أن انطق، شعرت بغصة في حلقي

وبكل صعوبة نطقت : أمي في الغرفة معي يا شيخ ...
تغير وجهه وبدا عليه الحزن، أطرق برأسه نحو الأرض، ثم قام يمشي في الغرفة ...
سمعته يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون، الأم وابنتها، أين الأب، أين الأخ، لا حول ولا قوة إلا بالله

على من نتصل على الأب أو على الأخ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...

حاولت الوقوف لكن قدماي لم تستطيعا حملي، رحت أتوسل إليه بكلماتٍ متقطعة، أنا نادمة على ما حدث، أرجوك لا تفضحني وأمي، الفضيحة تعني دمار أٍسرة، وضياع الأم والابن وأنا، كل شيء سيدمر، أرجوك ياشيخ ...
سكت لحظة ثم خرج، وعدت أنا إلى البكاء ...

وبعد لحظات دخلت أمي، ألقيت بنفسي بين أحضانها، بكينا سوياً

رفعت رأسي نحوها : أمي اقتليني يا أمي أنا استحق ذلك، وأخفيت رأسي في صدرها ...
قالت : بل أنا التي استحق القتل، سامحيني يا ابنتي لقد أطعت الشيطان وسرت مع شهوات نفسي

وتركتك للفراغ الذي قادك إلى هنا حيث الفضيحة والعار، يالله، إنها مصيبة لن يتحملها أبوك، يا ألهي لقد خسرت كل شيء، كل شيء ...
ثم شهقت شهقة ظننت أن روحها ستخرج معها، هوى جسدها نحو الأرض، أسندتها بيدي، وصرخت أمي لا تموتي يا أمي، أحتاج إليك يا أمي، أجلستها على الكرسي، انهمرت الدموع مني بغزارة، لحظات لم أعد أرى شيء، بعدها شعرت، بيدها تربت على رأسي، رفعت رأسي نحوها، كانت ترمقني بعينين حزينتين، ظلت صامتة ...
طرق الشيخ على الباب ثم دخل، وبهدوء جلس يعظنا ويخوفنا بالله عز وجل، أوصى أمي بالعناية ببيتها وزوجها وأبنائها ...
أوصاني بطاعة أمي وتقديرها، وأن الذنب الذي وقعت فيه لا يعني عدم طاعتها واحترامها، وأن المؤمنة تخطئ فإذا تابت قبل الله توبتها ...

الحمدلله أن الجرة لم تكسر، وليس كل مرة تسلم الجرة ...
سألني هل يرضى ذلك الشاب لأخته أن تخرج مع شاب أجنبي عنها ؟
وهل يرضى شاب بأن يتزوج من فتاة تخرج معه ؟
شعرت بكلمة : لا .. تنبعث من قلبي، وشعرت بصدق الشيخ وحكمته ...
هدأت نفسي، شعرت بعدها بالندم على تفريطي، وحمدت الله أن الهيئة قبضت عليّ قبل أن تكسر الجرة، وأفقد عفتي مع ذلك الشاب المخادع ...
عدنا إلى البيت بقلوب منكسرة، لجأت أمي إلى الصلاة، قامت تبكي وتصلي، وبين لحظة وأخرى، تحضنني وتقبلني، لقد شعرت بحنانها وحبها، شعرت بشفقتها ورقتها، شعرت بأن ليّ أم ولأول مرة منذ زمنٍ بعيد ...

تغيرت أمي كثيراً وتغيرت أنا، حتى والدي تغير ولم يعد يخرج من البيت كثيراً

أخي أيضاً تغير، عاد الحب إلى البيت وعادت الآلفة والمودة بيننا جميعاً ...
وظلت كلمات الشيخ : الحمد لله إن الجرة هذه المرة لم تكسر، وليس كل مرة تسلم الجرة أرددها مع نفسي وأحياناً أشدو بها ...

وها أنا ذا مع زوجي في مملكتي الصغيرة مع ابنتي التي أتمنى أن أرعاها وأحافظ عليها

ولن أنسى ما حييت أن أعلمها أن تدعو في كل صلاة للشيخ الذي أنقذ حياة أمها من الغرق في البحر، في ليلة خميس ...



قصة واقعية
__________________

  #3  
قديم 17-12-2006, 05:33 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile الكنيسة تدلني على الإسلام

الكنيسة تدلني على الإسلام


إن الرب واحـد

كفراشة صغيرة تتنقل بين الفصول الدراسية, تحتضن كتبها ودفاترها، كأم تحتضن طفلها الرضيع، تمنحها حبها وحنانها، تحمل بين جنبيها فرحاً يشع بريقه من عينيها، ويرتسم سناه على شفتيها ..
أحبتها القلوب لما حوته من خصال رائعة .. أدب جم .. فطنة وذكاء ..
وشغف قي طلب العلم يفوق قريناتها من المسلمات .. أو اللائي أسلمن حديثاً من بلدها الفلبين .. بل الكثير من المسلمات في بلدي ...
استحوذت على اهتمامي، أخذت أراقبها، وأتحين الفرصة المناسبة للجلوس معها ...
لم تكن هناك فرصة لكي أتحدث إليها، فهي تستغل اللحظات التي تمضيها معنا في الدراسة والمراجعة ومناقشة المعلمات فيما يشكل عليها ...
كدت أن أفقد الأمل في الجلوس معها، فقد قررت وقرر معها الداعيات في المكتب بأن تحصل على دروس مكثفة ودورات شرعية متقدمة، لكي تصبح داعية لهذا الدين بين فتيات بلدها العاملات في المستشفيات وفي المنازل اللائي يتخبطن في ظلمات الكفر ...
وأخيراً قررت أن أقتحم حياتها، أن اقتطع جزء من وقتها، أن أعرف سرها، سر شغفها بالعلم الشرعي وخاصة التوحيد
سر حرصها على أن تكون داعية لهذا الدين فيما قريناتها يكتفين بتعلم أحكام الشريعة التي هنّ بحاجة ماسة لها ...
أقبلت تتعثر في خطواتها، ارتسمت على وجهها علامات الحياء، جلست أمامي، بعد أن ألقت السلام بطريقة صحيحة جعلتني أزداد إعجاباً بها ..
لم أعرف كيف أبدأ معها؟ ..
تسابقت الاسئلة ..
كيف أسلمت؟ ولماذا؟
لماذا تحرصين على تعلم اللغة العربية؟
المعلمات يتحدثن عن شغفك بدراسة التوحيد ..
أطرقت برأسها .. ثم قالت :
ولدت في الفلبين لأبوين نصرانيين متعصبين للكنيسة الكاثوليكية ..
وقبل أن أبلغ الخامسة تقدما بي إلى الكنيسة .. قدماني هدية للرب .. أعيش بين جدرانها .. يتولى رعايتي وتربيتي الراهبات ..
وهناك فارقتهما وفارقت منزلي .. لأعيش في قصرٍ كبير .. تحيط به حديقة كبيرة .. في عيش رغد .. وحياة ناعمة مترفة .. ترعانا أيدي الراهبات .. وتباركني نظرات الرهبان ..
يتردد في سمعي .. غداً تصبحين منصرة .. غداً تطوفين العالم تحملين رسالة الرب .. تنقذين العالم من الجوع والجهل والفقر .. تنشرين السلام .. ليباركك الرب ..
هكذا ونشأت طفلة صغيرة تنعم بالحب والحنان في أحضان الكنيسة ..
عيسى يمنحها الحب .. يمنحها الطعام والشراب .. يقدم لها الألعاب .. إنه الرب الذي لا ينسانا .. يموت لنحيا .. يجوع لنشبع .. يشقى لنسعد ..
وهكذا تمكن حب الكنيسة في قلبي
صرت أردد معهم : إن الله ثالث ثلاثة .. أشير كما يشيرون .. وأنطق بما ينطقون ..
وعندما بلغت سن الدراسة .. بدأت اتعلم مبادئ النصرانية ..
ومضت الأيام .. بين قاعات الدراسة وأحضان الكنيسة .. اقترب من الحلم .. ويقترب مني .. ويزداد ارتباطي وتعلقي بالكنيسة ..
انتهيت من دراستي .. وبلغت الثامنة عشر ..
التحقت بالدراسة الجامعية ..
ثلاث سنوات من البحث والدراسة ..
تعمقت في دراسة اللاهوت .. أظهرت الكثير من الجد والاجتهاد ..
الدراسة الجامعية جعلتني أبحث بنفسي .. لم أعد أتلقى العلم من القسيسين والرهبان فقط
اتجهت للقراءة والبحث في جميع إصحاحات الكتب المقدسة والمتوفرة في الجامعة ..
قرأءت العديد من كتب الإنجيل .. تناقضات .. اختلافات .. عبارات لا تليق بالرب .. وصف يخدش الحياء .. العذراء .. الرب .. الابن .. قصص لا تليق بالإنسان العادي .. فكيف يوصف بها الرب .. انتابتني الحيرة والشك .. طردتها .. حاربتها .. كيف أشك في ديني وعقيدتي .. صرخت .. لا .. لا .. لا يمكن ..
الحب للرب والكنيسة لا زالا يسيطران على قلبي .. يجريان في دمي .. لا أملك أمامهما إلا التسليم والانقياد ..
"لم يبق على تحقيق الحلم سوى أشهر معدودة أنتهي فيها من دراسة اللاهوت
أسافر بعدها إلى إيطاليا .. لأعود منصرة تحمل رسالة الرب إلى العالم" ..
بهذه الكلمات قضيت على الصراع بداخلي ..
إلى أن جاءت اللحظة والتي كانت نقطة التحول في حياتي .. زلزلت كل قناعاتي .. هزت كياني
تلك اللحظة التي وقعت فيها عيني على آية في الكتاب المقدس تقول: "إن الرب واحد"
توقفت عند هذه الآية .. أعدت قراءتها .. قلبت الكتاب بين يديّ .. إنه أصح كتب الإنجيل .. لم يكن كتاباً دسه أحد الناقمين على النصرانية ..
تأكدت من العنوان .. إنه إحد الكتب المقررة في دراسة اللاهوت ..
تحول اليقين إلى شك .. والإيمان الذي جرى في دمي بل نما مع جسدي إلى أسئلة حائرة لم أجد لها حل ..
"إن الرب واحد" هكذا يصرح الإنجيل ..
من أُصدق إصحاحات الكتاب المقدس أم ما حفظته ويحفظه القسيسين والرهبان؟!
هل الرب واحد أم أنه ثالث ثلاثة؟
من أين أتت عقيدة التثليث؟
هذه الاسئلة أذهبت النوم من عيني .. حاصرتني الهموم ..
قرأت الآية أكثر من مرة: إن الرب واحد ..
عدت من جديد أقلب صفحات الكتاب .. العبارة تتكرر ..
أغمضت عيني وفتحتها .. لم يتغير شيء ..
الضجيج في داخلي يهتف بي ليلاً ونهاراً .. من أصدق؟ ..
وهل يمكن أن يكون المعنى واحد؟
الآية صريحة .. إنها تهدم العقيدة التي اعتقدها .. ويعتقدها النصارى .. والتي هي أساس النصرانية .. من أين جاءت عقيدة التثليث؟!..
حملت الكتاب المقدس .. مضيت إلى أكبر القساوسة .. إنه أستاذي .. لابد أن أجد الإجابة لديه .. سوف يجلو عني أحزاني .. سوف يعيد الإيمان والطمأنينة إلى صدري ..
جلست بين يديه .. نظر إلى عيني .. ونظر إلى الكتاب في يدي ..
أطرقت برأسي إلى الأرض، وانطلقت الاسئلة من شفتي ..شعرت بالراحة والسكينة وأنا أتحدث .. أما هو فقد التزم الصمت ..
رفعت رأسي .. نظرت إلى عينيه ..لقد ذهب منها ذلك العطف .. وانطلقت منها نظرة مخيفة .. اضطربت .. فزعت .. تملكني الخوف منها ..
وقف على قدمية ..
يجب عليكِ أن تؤمني بما نقوله لك .. وأن لا تفكري فيما قرأتِ ..
قالها بغضب .. ثم ذهب وتركني ..
لم يترك لي فرصة الكلام .. تركني للحيرة والشك ..
ردة فعله كانت بالنسبة لي صدمة لا تقل عن صدمتي بالآية التي قرأتها ..
لم استطع أن أصدق ..
هل القسيس لا يملك الإجابة؟ ..
أم أنه لا توجد إجابة على هذا السؤال؟ ..
مستحيل .. أن يكون الثلاثة واحد .. والواحد ثلاثة ..
"لا تفكري" .. بسهولة قالها .. فهل ألغي عقلي وتفكيري في فهم ما أنا أومن به منذ كنت طفلة صغيرة؟ ..
عدت أقرأ في الكتاب المقدس .. العبارة تتكرر ..
إن الرب واحد ..
زاد الصراع في داخلي .. لم اعد قادرة على التفكير .. توقفت عن القراءة ..
تقدمت بعدها إلى الكنيسة باعتذار عن السفر إلى إيطاليا ..
تحررت من قيود الكنيسة .. ابتعدت عنها ..
تركت الدراسة الجامعية ..
قررت البحث عن الحقيقة ..
وجدت رغبة في السفر .. السفر سيتيح لي البحث عن الحقيقة .. سيتيح لي التعرف على العالم ..
لابد أن هناك من يجيب على أسئلتي واستفساراتي ..
تقدمت إلى إحدى مكاتب العمل في بلدي ..حيث أحصل على المال، وامنح نفسي فرصة البحث عن الحقيقة ..
تقدمت بطلب للعمل .. لم أجد سوى العمل كخادمة في إحد المنازل.. لم اتردد .. في أن أكون خادمة بعد أن كنت في طريقي لأن أكون منصرة .. لعلي أعثر على الإجابة الشافية هناك ..
سافرت إلى الأردن .. وهناك تركت الذهاب إلى الكنيسة .. وانشغلت بالعمل ..
عمل .. نوم .. ثم عمل .. ثم نوم .. كالليل والنهار يحدثان كل يوم لا شيء يتغير ..
مضت الأيام تغيرت حياتي .. الكنيسة .. الكتاب المقدس .. عقيدة التثليث .. أصبحت من الماضي ..
إتقان العمل .. الحصول على الراتب .. هو ما أشغل به وقتي ..
ثناء ربة البيت يسعدني ..
الترابط بين أفراد الأسرة .. الحب والمودة .. الاجتماع .. شوق بعضهم لبعض .. رعاية الوالدين للأبناء .. طاعة الأبناء .. مظاهر كثيرة .. جعلتني أحب هذه الأسرة .. جعلتني أنسى ما جئت لأجله ..
شعرت برغبة كبيرة في خدمة هذه الأسرة .. بذلت جهداً أكبر ..
إخلاصي في عملي .. جعل ربة البيت تهتم بي .. ثناؤها امتد أمام جاراتها وصديقاتها .. تعرفت على الكثير منهن ..
وكلما أغلقت باب غرفتي لأنام .. تضطرم نار الحيرة والشك في صدري .. أعيش صراعاً شديداً مع نفسي .. اتململ في سريري .. أحاول النوم .. فلا استطيع ..
هل الرب واحد أم ثالث ثلاثة؟! ..
هل ديني وعقيدتي هي الحق؟!..
هل هناك دينٌ آخر هو الدين الحق؟!..
قررت أن أذهب إلى الكنيسة .. أن ادعو الله فيها ..
وهناك تحول الشك والحيرة إلى دعاء وبكاء .. وتضرع بين يديّ الرب الذي لا أعرف اسمه
لم ادعو عيسى ولا روح القدس .. لم ادعو الأب ولا الابن .. نسيت كل العبارات التي كنا ندعو بها .. انطلق الدعوات من قلبي .. تسقيها دموعي التي تساقطت على خدي ..
يارب .. إنك تعلم أنني ما جئت إلى هذه البلاد إلا لأتعرف على الحقيقة ..
يارب .. إن نار الشك والحيرة تمزقني كل يوم .. بل كل لحظة ..
يارب .. لا ملجأ لي إلا أنت .. ولا معين إلا أنت ..
يارب .. إن كنت تعلم أن ديني وعقيدتي هي الحق فأشرح صدري لها
وإن كنت تعلم أن هناك دين آخر هو الحق فيسره لي .. وأهدني إليه ..
خرجت من الكنيسة .. عدت إلى المنزل بقلبٍ غير القلب الذي ذهبت به ..
لم أعد أفكر بالأمر .. ذهب ما كنت أجده من حيرة وقلق ..
أيقنت أنني سأجد الإجابة .. شعور قوي بداخلي يقول لي: لقد استجاب الله دعائك .. ستجدين الإجابة ..
وفي يوم لن أنساه .. كنت أنظف المنزل فوقع بين يديّ كتابٌ صغير .. وباللغة الفلبينية .. يتحدث عن التوحيد .. شعرت أنه وضع من أجلي ..
عدت به إلى غرفتي .. بدأت أقرأ وأقرأ .. شاركت كل جوارحي في القراءة .. ومع كل صفحة بل سطر من الكتاب .. كانت نيران الشك والحيرة تنطفئ ..
ونور الحقيقة يضيء صدري .. إن الله واحد .. إن الله واحد لا شريك له .. لا يُعبد سواه .. ولا يُدعى غيره ..
صرخت : لقد وجدت الحقيقة .. لقد استجاب الله دعائي ..
إنه الإسلام .. إنه الدين الحق ..
أسرعت إلى المذياع .. أنصت إلى إذاعة القرآن الكريم ..
أحسست براحة وانشراح في الصدر .. رغم عدم معرفتي باللغة العربية ..
أقبلت على القراءة .. تعرفت على الإسلام .. زاد يقيني بأنه الدين الحق .. بأنه الدين الوحيد القادر على أن يجيب عن اسئلتي .. الذي يعيد لي الطمأنينة ويُذهب عني الحيرة والشك ..
أشهد أن لا إله إلا الله .. نطق بها قلبي ولساني وكل جوارحي .. حتى دموعي التي تسارعت على خدي أعلنت الفرح .. لقد وجدت الحقيقة ..
عدت إلى بلدي الفلبين .. بعد انتهاء مدة خدمتي في ذلك المنزل المبارك ..
وهناك تقدمت بطلب للعمل في السعودية .. ليتسنى لي رؤية المسجد الحرام والمسجد النبوي .. وكان لي ما طلبت .. بل رزقني الله بربة بيت رائعة .. منحتني الحب والعطف .. أخذت بيديّ إلى مكتب دعوة الجاليات بحي السلامة .. لأتعلم القرآن الكريم والسنة النبوية ..
التقيت بالداعيات المسلمات من الفلبين .. أقبلت على الدراسة .. ودراسة اللغة العربية ..
وجدت لذة الإيمان .. مع تلاوة القرآن الكريم .. وكلما قرأت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم زدت شوقاً وحباً له ..
وكلما تذكرت بلدي .. أمي .. أبي .. أخواني .. فتيات بلدي .. شعرت بالحزن يستولي على حياتي ..
أحسست بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي ..
يجب أن أنقذهم من النار في الدنيا قبل الآخرة ..
إنهم يحتاجون إلى دعاة مخلصين ..
ويجب أن أكون أنا واحدة منهم .. يجب أن أتعلم وأتعلم ..
لقد تغير الحلم من منصرة تدعو إلى عقيدة باطلة ودين منسوخ .. إلى مسلمة تدعو إلى الدين الحق .. (إن الدين عند الله الإسلام) ..
أنا فخورة بديني وإن كنت خادمة .. فهذه المهنة قادتني إلى الهداية ونور الإسلام ..
إنني على يقين أن الله سيعوضني خيراً مما تركت ..
ترقرق الدمع في عينيها .. سكتت لحظة .. ثم أخذت تردد :
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..
قمت إليها .. وضعت يديّ على كتفها ..همست لها :
باب من حقق التوحيد دخل الجنة ..
ابتسمت ثم قالت :
من كان آخر كلامه من الدنيا : لا إله إلا الله دخل الجنة ..


قصة من الواقع
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م