مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-02-2007, 10:56 AM
alkawthar alkawthar غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 1
إفتراضي

السلام عليكم

لقد قرأت ما كتبت تقريبا كله وعندي بعض الأسئلة :
إذاكان الشيعة قد بالغوا في تقدير آل البيت و بالخصوص الحسين رضي الله عنه فماذا عن السنة???

هل منحوا آل البيت مكانتهم???

و هم يعتبرون أن الحسين رضي الله عنه تسرع في الخروج إلى كربلاء و لم يستمع للنصائح و أنه شق عصى الطاعة أو بمعنى أوقد الفتنة!!!!!!!!!!

و إذا كان الشيعة قد بالغوا في حزنهم على مقتل الحسين فماذا عن السنة???

حيث نحتفل بعاشوراء!!!!!!! و لا نحاول استرجاع ذكرى عاشوراء او محاولة استخلاص العبر منها!!!!



أرجو الإجابة.





ملحوظة: أنا سنية
  #2  
قديم 05-02-2007, 03:51 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة alkawthar
السلام عليكم

لقد قرأت ما كتبت تقريبا كله وعندي بعض الأسئلة :
إذاكان الشيعة قد بالغوا في تقدير آل البيت وبالخصوص الحسين رضي الله عنه فماذا عن السنة???

هل منحوا آل البيت مكانتهم???

وهم يعتبرون أن الحسين رضي الله عنه تسرع في الخروج إلى كربلاء ولم يستمع للنصائح وأنه شق عصى الطاعة أو بمعنى أوقد الفتنة!!!!!!!!!!

وإذا كان الشيعة قد بالغوا في حزنهم على مقتل الحسين فماذا عن السنة???

حيث نحتفل بعاشوراء!!!!!!! ولا نحاول استرجاع ذكرى عاشوراء او محاولة استخلاص العبر منها!!!!



أرجو الإجابة.





ملحوظة: أنا سنية


وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ...

الأخت الفاضلة ....
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله كما وصفهم الله به في قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10]، وطاعة للنبي: ((لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))، ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة ولإجماع من فضائلهم ومراتبهم.

ويفضّلون من أنفق من قبل الفتح ـوهو صلح الحديبيةـ وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل، ويقدّمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وبأنه لا يدخل النار أحدا بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي، بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.

ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر.

ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار... ـ ثم قال: ـومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله، ويحبون أهل بيت رسول الله ويتولّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم: ((أذكركم الله في أهل بيتي))، وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي))...

ثم قال: ويتولّون أزواج رسول الله أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصًا خديجة رضي الله عنها أمّ أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصِّدِّيقة بنت الصديق رضي الله عنهما التي قال فيها النبي: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجرة بين الصحابة" انتهى كلامه.

أخوتي الكرام إن ما مضى من كلام شيخ الإسلام كلام عظيم، وهو من أعظم الأصول التي يعتقدها أهل السنة والجماعة والدين الحق.

فمن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله، سلامة القلب من البغض والغل والحقد والكراهية، وسلامة الألسن من كل قول لا يليق بهم.

فهم يحبون أصحاب النبي، ويفضّلونهم على جميع الخلق؛ لأن محبتهم من محبة رسول الله، ومحبة رسول الله من محبة الله، وألسنتهم سالمة من السب والتفسيق واللعن والتكفير.

سبحان الله! كيف يكون هذا وهم خير القرون في جميع الأمم كما صح وصرح به رسول الله حيث قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) متفق عليه. كيف يكون هذا وهم الواسطة بين رسول الله وبين أمته، فمنهم تلقَّى المسلمون الشريعة. سبحان الله! أنُسِي ما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة؟! أنسي ما قاموا به من نشر الفضائل بين هذه الأمة من الصدق والنصح والأخلاق والآداب؟!

ووالله رب العالمين، لا يعرف هذا إلا من هداه الله وتجرد من الهوى وعاش في تاريخهم وعرف مناقبهم وفضائلهم واستجابتهم لله ولرسوله .

فنحن نشهد الله عز وجل على محبة هؤلاء الصحابة، ونثني عليهم بما يستحقون، ونبرأ من طريقين ضالين: طريق الروافض الذين يسبون الصحابة ويغلون في آل البيت، ومن طريق النواصب الذين يبغضون آل البيت, بل نرى أن لآل البيت إذا كانوا صحابة ثلاثة حقوق: حق الصحبة، وحق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله. ووالله، لو كان يعقل أهل الضلال والهوى لعلموا أن القدح بأصحاب النبي إنما هو قدح في النبي، بل وفي علي.

كيف يعقل أن يؤمّر النبي على الحجّ وغيره من يعلم أنه كافر؟! إن من قال هذا فقد زعم أن النبي خائن والعياذ بالله. كيف يطعن في رجلين هما في حياته وزيراه، ومن بعد مماته ضجيعاه؟! وكيف يعقل أن يبايع أبا الحسن أمير المؤمنين وسيّد الشجعان وليث الوغى بحر العلوم من ليس بأهل لخلافة النبي .

ويا ليت أن أهل الغواية والضلال يعلمون بأن تكفير معاوية رضي الله عنه والطعن فيه إنما هو طعن ورمي بالخيانة لسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله الحسن بن علي، فكيف يتنازل عن الخلافة العظمى لرجل كما زعموا؟! اللهم إنا نبرأ إليك مما يقول هؤلاء الضالون، ونعوذ بك اللهم من حالهم ومآلهم.

أختي الفاضلة إن ما سبق من كلام شيخ الإسلام لا يكفي الوقت لشرحه، ولكنني أتكلّم عما تيسر ورأيت الحاجة إليه داعية مع أنه كله مهمّ.

أما قوله: "ويحبون أهل بيت رسول الله" أي: من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله، ويحبونهم لأمرين: للإيمان، وللقرابة من رسول الله، ولا يكرهونهم أبدأ. ولكن لا يقولون كما قال الرافضة: إن كل من أحب أبا بكر وعمر فقد أبغض عليًا، وكأن أبا بكر وعمر أعداء لعلي بن أبي طالب، مع أنه تواتر النقل عنه رضي الله عنه أنه كان يثني عليهما على المنبر، بل قال: (والله، لا يزعم أحد أنني أفضل من أبي بكر وعمر إلا جلدته حدَّ الفرية).

فنحن نقول أيها الناس: إننا نشهد الله على محبة آل بيت رسول الله وقرابته، نحبهم لمحبة الله ورسوله.

وليُعلَم أنَّ مِن أهل بيته أزواجَه بنصّ القرآن، فقد قال تعالى بعد السياق الذي فيهن: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]، فهن داخلات في أهل بيته بلا ريب.

وأخصّ الآل والقرابة فاطمة الزهراء وعلي والحسن والحسين والعباس وأبناؤه رضي الله عن الجميع.

فنحن نحبهم لقرابتهم ولإيمانهم، أما الكفار من آله كأبي لهب فلا يجوز بحال من الأحوال أن نحبَّه، بل يجب علينا أن نكرهه لكفره ولإيذائه للنبي، وكذلك أبو طالب نكرهه لكفره، لكننا نحب أفعاله التي أسداها إلى رسول الله من الحماية والذبّ عنه، وبها شفع له، فهو أدنى أهل النار عذابا، فهو في ضحضاح من النار، كما قال الصادق البار.

وقوله رحمه الله: "ونواليهم" أي: أننا نناصرهم ونعاضدهم ونصدق لهم في المحبة.

وأما قوله : ((أذكركم الله في أهل بيتي)) فقد قاله في غدير خم، وغدير خم موضع في الطريق بين مكة والمدينة، قريب من الجحفة، نزل فيه الرسول منزلا في رجوعه من حجة الوداع، وخطب الناس فيه، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: ((أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله وفيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))، فحث على كتاب الله وغب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)) رواه مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.

وقوله: ((أذكركم الله)) أي: أذكِّركم وأخوّفكم انتقامه إن أضعتم حقّ آل البيت، واذكروا رحمته وثوابه إن قمتم بحقهم.

إذا فعقيدة المسلمين الحقة وعقيدة أهل السنة والجماعة بالنسبة لآل البيت أنهم يحبونهم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله في التذكير بهم، ولا ينزلونهم فوق منزلتهم، بل يبرؤون ممن يغلو فيهم، كما غلا السبئيّة في عليّ حتى ألهوه، فحفر وشمّر وحرقهم بالنار، والقصة مشهورة معلومة.

لا أريد أن الإطالة، يقول الصادق المصدوق: ((كل ابن ادم خطاء، وخير الخطائين التوابون)).

وقال الشيخ رحمه الله: "ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين"، قوله: "أمهات المؤمنين" هذه صفة لأزواج رسول الله، فأزواجه أمهات لنا في الإكرام والاحترام والصلة، قال الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب:6]، فنحن نتولاّهن بالنصرة والدفاع عنهن واعتقاد أنهن أفضل أزواج أهل الأرض؛ لأنهن زوجات الرسول .

وهن الطيبات المطيبات، وما كان الله يختار لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا الطيب من النساء، الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26]. فهن المبرَّءات من كل عيب وكل ريب، ومن تكلم في واحدة منهن أو كلهن كمن تكلم في عائشة الصديقة بنت الصديق أو أبغضها فليست له أمًّا، وجعل نفسه محادّا لله ولرسوله، مَن قذفها وقد برّأها الله من فوق سبع سماوات بوحي يتلى إلى يوم القيامة فقد مرَق من الدين وقال بالإفك المبين.

أخوتي الكرام إن أعظم أزواج رسول الله قدرا ومنزله خديجة وعائشة رضي الله عنهما، قال بعض العلماء: المنزلة لخديجة ثم عائشة، وقال آخرون: بل عائشة أفضل، والحق أن لكل منهما مزية وفضيلة لم تلحقها الأخرى، فخديجة رضي الله عنها في أول الرسالة حصلت على مزايا لم تكن لغيرها من حبّ النبي لها وحبها له ونصرته بالمال والقال والذبّ عنه بالنفس والنفيس، وكانت أم أولاده كلهم إلا إبراهيم، فأنى لأحد من أمهات المؤمنين هذه المزايا؟! وكان للصديقة عائشة في آخر الرسالة مزية لم تكن لغيرها من قيامها بشؤون النبي وإسعادها له والقيام على خدمته على أحسن حال وشغف النبيّ بها بل وتمريضه عندها، وآخر ذلك موته صلى الله عليه وسلم على صدرها، ثم ما تلا ذلك من وقفها لنفسها رضي الله عنها لنشر العلم والسنة وما تعلم من أحوال النبي. فخديجة أفضل من جهة، وعائشة أفضل من جهة، وبهذا التفصيل يكون التحصيل.

يتبــــــــع
__________________

  #3  
قديم 05-02-2007, 04:02 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

أرجو مراجعة الروابط التالية:
علو مكانة أهل البيت صلوات الله ورضوانه
وللإستزادة أرجو مراجعة :
طعن وسب للصحابة وغلو عجيب فى أهل البيت بالصوت "الروافض"
وهذا الموقع يتحدث بالتفصيل عن استشهاد الحسين رضي الله عنه :
إستشهـاد الحسين رضي الله عنه .. دراسة نقديـة تحليلـة

أما بخصوص أن الحسين رضي الله عنه تسرع في الخروج إلى كربلاء ولم يستمع للنصيحة وأنه شق عصى الفتنة ... فمعاظ الله تعالى أن أقول ذلك لقد قلت أن بعض الصحابة نصحوه ولكنه لم يستجب لكثرة الرسائل التي توالت عليه من المنافقين الذين طلبوه ولم ينصروه حتى وصلت إلى أكثر من عشرة آلاف رسالة وأنه كان مكتوب له أن يذهب لهناك وأن يستشهد من الذي فئة الباغية كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه سبط رسول الله وسيدا شباب الجنة، وذكرت بالتفصل كيف دارت الأحداث حتى تتكون الصورة الحقيقة لدى القارىء من حقيقة استشهاد الحسين رضي الله تعالى عنه ...
أما بخصوص استرجاع ذكرى عاشوراء فإن ذكرى عاشوراء الحسين بن علي بن أبي طالب، هي ولادة للشعور تجاه أزمة تميزت بدمويتها المقيتة من جهة وبدوافعها البشرية والسياسية الاجتماعية من جهة أخرى، بالرغم من أن غالبية كبيرة ممن تسعى لإعادة طرح وقائعها في شهر محرم من كل عام، ومن أولئك الخطباء في الحسينيات والمنتديات، يركزون على صورتها العاطفية الطقوسية فحسب، متجاهلين وعن عمد التركيز على الجانب الإنساني والأخلاقي للواقعة ولسيرة الحسين الفرد، وجانب العدالة الاجتماعية في مواجهته لجيش الخليفة يزيد بن معاوية، لأن التركيز على هذين الجانبين يطفئ الجانب العاطفي المولّد للجماهيرية والملئ بالتبعية غير الموجهة والتقليد الخالي من أي محتوى قيمي واقعي، ويؤسس لمزيد من التراجع في سلوك من يسعى إلى التقليل من قيمة الحسين الأخلاقية والإنسانية وحتى العرفانية.

فلقد جرت أحداث عاشوراء بعد ان احتج الحسين على المظاهر السلبية التي اتسمت فيها حقبة حكم الخليفة يزيد في أوجه الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث سعى إلى إحياء الشعور لمواجهة تلك المظاهر، وقد كان من إفرازات ذلك أن جرت معركة على أرض كربلاء العراق قتل خلالها الحسين ومجموعة كبيرة من أهله وأصحابه بطريقة لا يمكن للضمير الإنساني أن يتقبّلها.

فميزة شهر محرم، لا أقل لدى الشيعة، جاءت من واقعة كربلاء، لكن قلما طرح الخطباء المذكّرين بالواقعة ما يرمز إلى مواجهة المفسدة الاجتماعية أو شرحوا ما يفضي دون تكرار التجربة الفردية الاستبدادية التسلطية في الحكم، واستبدلوا ذلك بالتركيز على الجانب الأسطوري للواقعة وكأنها نابعة من خيال فوق بشري، لعل يخدم ذلك نهجهم الساعي إلى اختزال الحركة في ممارسة مزيد من اللاعقلانية التي تخدم في نهاية المطاف حركة الرجعنة والاعتماد على الخرافة في معالجة مشاكل المجتمع، بدلا من التركيز على الجانب العقلاني والواقعي القيمي والذي يطرح القضية بوصفها شأن بشري لا فوق بشري، شأن يخدم الحياة البشرية الطبيعية بواقعيتها، ولا يخدم الأسطورة والخرافة والرجعنة في المجتمع.

ومن أهم الأسباب التي لعبت دورا رئيسيا في تركيز الخطباء على الجانب العاطفي الأسطوري لا القيمي والإنساني لواقعة كربلاء، هو تدهور موقع العقلنة وقيم الحداثة في الثقافة الاسلامية لدى الشيعية بوجه خاص، فالثقافة الشيعية لم تعد تمتلك في أدبياتها ما يمكن أن توظفه إنسانيا وفق فهم حديث في طرحها لواقعة كربلاء.

فباتت الثقافة الشيعية لا تتحدث عن الحسين بوصفه إنسانا ومتقيا ومسؤولا وبشرا، بل باتت تتحدث عنه بوصفه شخصية أسطورية فوق بشرية وأن العاطفة البكائية الطقوسية الناتجة عن شرح الواقعة هي سبيل لحل مشكلات عجز عنها التطور العلمي.

فهي اختزلت الحسين في إطارٍ يخدم تفسيرها الديني التقليدي لواقعة معينة، كما اختزلته في سبيل دعم خطابها غير القيمي من أجل مزيد من الهيمنة القائمة على التقليد والمنطلقة من ضرورة أن تلعب الشعائر والطقوس والخوارق دورا رئيسيا مؤثرا في الحياة العامة والمنتهية بطبيعة الحال إلى طرد العقلنة من حياة البشر.

فالانحرافات المضللة التي ظهرت ومازالت تظهر في سماء الأنشطة المراد من خلالها إحياء واقعة كربلاء ساهمت بشكل كبير في تحريف قيمة التضحية الإنسانية التي عكسها الحسين، واستبدلت تلك بمظاهر البكاء والحاجة والمراد، حيث انطلقت في ذلك اعتمادا على اللاعقلانية ومن خلال معاداة واقعية الحركة وصورتها البشرية والندم على ترك الحسين يقتل وهم لا يتدخلون بحمايته أو الذود عنه .
لذلك فإن غالبية عظمى إن لن نقل جميع الحسينيات والمنتديات والفضائيات التي يتم خلالها إحياء واقعة كربلاء قد أغفلت وتجاهلت (وغالبيتها تعمدت ذلك) الدور الذي قام به الحسين لتفعيل إنسانية الإنسان ومواجهة الخنوع للإستبداد المتخفي تحت شعار "لا صوت يعلو على صوت الخليفة" وإن أدى الأمر إلى الإيثار والتضحية. لذلك واجه الحسين مختلف أصناف الضغوط الساعية كي لا يقف بوجه يزيد بن معاوية، وأبى الخنوع لتلك الضغوط في سبيل أن تحيا قيم الأخلاق والعدالة والمساواة، ولكي يعيش الإنسان بحرية وكرامة وتحترم جميع حقوقه. فهل خطباء الحسينيات والمنتديات والمتصدين لإحياء ذكراه يقدرون مسؤولية ما قام به الحسين؟ وهل ما يثيرونه في تلك المجالس له (من لطم وطبل ودماء) علاقة بما قام به الحسين من تضحية وإيثار؟ أم انه بمعارضته العظيمة كان في واد والخطباء في واد آخر همّهم هو خدمة الجانب فوق البشري للتفسير والمستند إلى العواطف والطقوس والخوارق لا خدمة الجانب الاجتماعي والانساني المستند إلى رفض الظلم السياسي وتحقيق العدالة الاجتماعية؟.
فبروز ظاهرة التفسير التقليدية لواقعة كربلاء يشير إلى منحى واحد لا غير في المسيرة التذكيرية، وهو المنحى العاطفي التقليدي الذي يهتم بقضايا الطقوس بافراط بوصفها موضوعا رئيسيا، مما أدى إلى بروز حالة من الغلو العاطفي في التعاطي مع القضية ومع الواقع المعاش، وبالتالي إلى نتيجة مؤداها غلبة الطقوس بجميع أنواعها وأصنافها وما يرافقها من عاطفة جياشة غير مستندة إلى مبدأ قيمي، فكانت النتيجة خسران الجانب القيمي لموقعه على الساحة الاجتماعية ولولهه في النفوس البشرية وطغيان الجانب البكائي الطقوسي فوق البشري، أو بعبارة أخرى ضياع قيم الإيثار والعدالة الاجتماعية التي ارتبطت بواقعة كربلاء في بحر التلاطم العاطفي الخوارقي غير الهادف.

راجعي الموقع التالي :
ماذا تعارف عن عاشوراء؟؟؟!!
__________________

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م