
06-02-2007, 07:09 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
|
|
يعترف "جينبول" أن حججه ضد أصالة حديثين متواترين ، (بند 5 أعلاه) تعتبر ضعيفة عند المؤرخين . هنا وخلال نصوصه الأخرى تقريبا تعتبر حججه (مناقشات صامتة argumenta e silentio) . الإفتراض الأساسى هو ، إذا حذف جمع من العلماء حديثا كان من الممكن أن يصبح واسع الإنتشار فى النهاية ، من مجموعتهم من الأحاديث ، فهذا يدل على شئ سلبى عن صحته . ويستمر علماء المسلمين أن يكونوا عرضة لإثارة هذا النوع من الحجج ، حيث أنه يفترض أن كل عالم قد سمع ببعض الأحاديث التى وجدت فى عصره وجمعها . وجهة النظر هذه ، فى الواقع ، لا تتيح مرونة للقيود الإنسانية والخارجية . أحد المصادر الأساسية لـ "جينبول" هو موطأ مالك ، وذلك بالرغم من أن مالك معروف بأنه وقبل كل شئ ، فقيه وليس بمحدث . بينما الموطأه يحتوى على عدد مناسب من الأحاديث الشريفة ، فلم يكن المقصود منه هو تجميع الأحاديث . ويؤكد "جينبول" نفسه فى عدة مواقف ، على أنه ليس كاملا فى مجال الأحاديث . ولهذا فحجج "جينبول" لا يمكن أن تؤخذ على أنها حاسمة .
نظرية "شاخت" (الإرتباط المشترك common link) ، قد دخلت فى معظم الدرسات اللاحقة لعلماء الغرب وعلماء المسلمين ، ومرة ثانية ، فهى تعتمد على دليل ضئيل . دعنا نفترض أن هناك عدة أحاديث بنصوص مماثلة وأسانيد كلها تحتوى على راو مشترك فى مرحلة متوسطة . فى هذه احالة ، فيرى شاخت (أن هناك دليل قوى [أن هذا الحديث] بدء به فى هذا الوقت [وقت ظهور الراوى المشترك] . " هناك قط حفنة من التطبيقات فى أدب الإستشراق الغربى ، واحدة ذكرها شاخت ، والقليل الآخر ذكرها جينبول ، والذى ذكر بأن هذه الظاهرة تعتبر نادرة . مثال شاخت يراه عزمى بأنه غير صحيح . وشرح كلا من شاخت وجينبول لهذه الظاهرة ، ليس على الإطلاق هو الشرح الوحيد أو الشرح الواضح جدا . فى حالة ما إذا عرف أن الحديث فعلا مزيف ، كما فى الحالات التى ذكرها جينبول فالإرتباط المشترك يوحى بالتأكيد على زمن التزييف .
عموما وعلى كل حال ، فالإرتباط المشترك لا يدل بالضرورة على التزييف . وعلماء المسلمين الذين كانوا على علم لقرون سابقة بهذه الظاهرة ، أشاروا إلى تفسيرات أخرى . وكمثال على هذا ، فمعروف عن بعض علماء الحديث أنهم قد بحثوا كتب الحديث المختلفة الحالية عن حديث معين للرسول ، ومنها كتب غامضة ، ونتيجة لهذا فنجد فى بعض الأحيان محدثا يجد حديثا فى عدة مصادر ، وخاصة إذا كانت معلوماته مطلوبة فهو ينقلها إلى طلبته الكثيرين . وكما يقول جينبول ، فإن علماء الحديث على علم بأنه من المحتمل أن يكون الإرتباط المشترك سببا فى وضع الأحاديث ، ولكن ، يخالف شاخت ، بأنهم يبحثون عن أسباب إضافية لتأكيد هذا الزعم .
وفى الخلاصة ، يجب على القول بأن وجهات نظر جينبول عن أدب الأحاديث ليست وسطا بين المستشرقين والمسلمين . ويظهر ... على الأقل لى ... بأنه ينتسب لمدرسة جولدزهير - شاخت . وبالرغم من أن شروحاته أكثر حذرا وأكثر إشراقا ، فأنا لا أرى بأى شكل من الأشكال ، أن أطروحاته واكتشافاته تبتعد كثيرا عن وجهات نظرهم ، أو أن أدلته ضدهم لماذا لا تطبق ضد آرائه أيضا . وفى تقديرى فإن دراسات جينبول لم تساهم فى تضييق الفجوة بين علماء المسلمين والمستشرقين فى مجال هذه الدراسات .
يتبع [/font][/b]
|