مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-02-2007, 06:47 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

وافق الزملاء الستة واشترطوا عليه أن يكون هو رئيس هذا الحزب وزعيمه وله وحده حق القيادة العليا وتعيين المؤهلين لوظائف الحزب كما يرى مناسباً . وفي اليوم التالي ، أقسم الستة القسم ، فقرأ عليهم سعاده قراره الأول بتعيين المجلس الإداري الأعلى (7) .

راح الأعضاء المؤسسون ينشطون وكلما اتصل أحدهم بأحد المواطنين السوريين وأقنعه ، يأتي به إلى مكتب مجلة "المجلة" فيلتقي به سعاده ، ويتم القسم ، إلى أن فاق عدد الأعضاء في سان باولو على الخمسين عضواً ، كما تمّ إنشاء فروع للحزب في عدد من الولايات البرازيلية .

- بعد أن توقفت مجلة "المجلة" عن الصدور في آخر تموز 1925 ، تعاقد سعاده مع الشيخ وديع اليازجي لتدريس اللغة العربية في "الكلية السورية البرازيلية" ابتداء من أول العام 1926 . ومع متابعته التدريس في الكلية ، كان سعاده يتابع الاهتمام بشؤون حزبه "الأحرار السوريين" الذي كان ينمو ويزداد عدد أعضائه .

في هذه الأثناء تعرّف سعاده بحكم تردده على منزل صديقه ونائب رئيس الحزب الدكتور عبدو جزره ، على زوجته الروسية اميليا بوشكاروف التي كانت تتمتع بذكاء حاد ، وثقافة واسعة ، وتتقن بالإضافة إلى لغتها الروسية ، أربع لغات أخرى . ولقد أعجبت بسعاده وأبدت لزوجها دهشتها من عميق إطلاعه واتساع علومه ومعارفه .

درس سعاده على يد اميليا بوشكاروف جزره اللغة الروسية وتسلم منها قاموساً روسياً-المانياً وعدداً من الكتب الأخرى . فلم تمر ثلاث شهور حتى كان قد قطع شوطاً طويلاً وصار يقرأ الروسية بسهولة .

- في شهر أيار 1926 وكان قد مضى عام ونيف على انتماء سعاده للماسونية سعى خلالها مع والده لإقناع أعضاء "محفل سورية" تبني فكرة عقد مؤتمر لجميع السوريين الماسونيين في البرازيل يتدارسون فيه حالة الوطن ويتخذون قرارات تؤيد مطالب الشعب السوري بالحرية والاستقلال ، وإرسال مذكرة إلى المحافل الماسونية الكبرى في البرازيل ، والعالم ، تشرح فيها تصرفات فرنسا الجائرة المستبدة في الوطن ، وتدعو تلك المحافل إلى اتخاذ موقف من الحكومة الفرنسية .


إلا أن مساعيهما ، والجهود الكثيرة التي قاما بها ، اصطدمت بتعنت أكثرية أعضاء المحفل ورفضهم التدخل في السياسة . لذلك قرر سعاده الانسحاب من الماسونية ، باعتبار أن الدافع الأساسي لانتمائه إليها ، هي الرغبة في خدمة وطنه وتسخير كل الوسائل والإمكانات من أجل رفع الظلم عنه ، وقطع مخالب الاستعمار .

بتاريخ 24 أيار 1926 وجّه سعاده رسالة استقالته من المحفل الماسوني (8)، وكان والده الدكتور خليل قد سبقه إلى ذلك ، للسبب نفسه ، ووجه رسالة استقالته من المحفل في 10 أيار 1926 .

- في العام 1927 كان قد انكشف أمر "حزب الأحرار السوريين" في أوساط الجالية ، وسعاده كان ما زال يتابع التدريس في "الكلية السورية البرازيلية" .

- مع ابتداء العام 1928 ، انتقل سعاده للتدريس في "الكلية الوطنية للعلوم والأداب" لصاحبها المعلم لويس الحايك ، وقد أمكنه الحصول منها على أن يدرس أشقاؤه سليم، ادوار وغريس فيها مجاناً ، وأن يتولى شقيقه سليم التدريس مكانه في حال توقفه عن إعطاء الدروس . وكان سليم قد أصبح في الثانية والعشرين من عمره وعلى وشك أن ينهي دروسه في الكلية ليتابعها في إحدى كليات الحقوق (9) .

- إلا أن شقيقه سليم أصيب بمرض عضال لم تنجح معه عناية والده الدكتور خليل ولا غيره ومهارة غيره من الأطباء الأصدقاء ، فشعر سعاده كأن جزءاً منه قد سقط لأنه كان يحب شقيقه كثيراً وتشده إليه أواصر قوية من التفاهم (10) .

- بفضل إتقانه لغات عديدة ، تابع سعاده انكبابه على قراءة الكتب العديدة المتنوعة في التاريخ والفلسفة والأدب والعلوم الاجتماعية والانتربولوجيا حتى أصبحت ثقافته عميقة جداً وشاملة كأنه موسوعة حية جامعة ، فلم يكن هناك من موضوع أدبي أو فلسفي أو اجتماعي أو تاريخي يطرح أمامه إلا ويخوض فيه محيطاً بأدق تفاصيله .

- في منتصف العام 1928 ، وبفضل اختباراته العديدة ، كما تجربته في تأسيس "حزب الأحرار السوريين" ، وكان سعاده قد تيقن أن في الوطن ، لا في المهجر ، يصنع مصير الوطن ، وهناك يجب تأسيس الحزب الأفضل للعمل النهضوي ، دعا أعضاء مجلس قيادة حزبه وأعضاء آخرين إلى اجتماع فشرح لهم أفكاره وأطلعهم على قراره بالعودة إلى الوطن في أول فرصة تسنح له ، وعارضاً لهم موضوع تجميد العمل في الحزب ريثما يتأسس الحزب العتيد في الوطن ، فيكتب لهم ويطلعهم على كل شيء ، فمن رغب ينتمي إليه ويعمل على تأسيس فروع له ،

- بدأ سعاده يقتصد في نفقاته لكي يتمكن من شراء تذكرة السفر بالباخرة ، كما تأمين مبلغ آخر يحتاجه بعد وصوله إلى الوطن .

وفي شهر أيار 1930 قصد سعاده مكتب إحدى الشركات ليشتري تذكرة السفر بالباخرة إلى الوطن ، وخلال شهر حزيران راح يودع أصدقاءه وزملاءه ورفقاءه في "حزب الأحرار السوريين".

كثيرون استنكروا عزمه على السفر ونصحوه بالعدول عنه ، محدثينه عن المستقبل الجميل الذي ينتظره في البرازيل ، البلاد الكبيرة الغنية ، كما تقدم البعض بعروض سخية مغرية كي يعود عن قراره ، إلا أن كل ذلك لم يكن يؤثر في قرار سعاده بالعودة إلى الوطن والعمل على تأسيس حزب على قواعد علمية وأسس ثابتة .

- في أواخر شهر حزيران ذهب سعاده يودع والده للمرة الأخيرة ، وغرق الرجلان في عناق حار طويل ، كل منهما في أحضان الآخر ، دون أن ينبس أحدهما بكلمة واحدة ، ثم افترقا لينحدر سعاده بالقطار من سان باولو إلى مرفأ السانطوس ، يرافقه شقيقاه ادوار وغريس (عايدة) وكل من الدكتور عبدو جزره ، راجي أبو جمره ، حبيب أبو حمد ورشيد معلوف .وعلى رصيف المرفأ عانق أخويه وقبلهما قبلات حارة وودع أصدقاءه الآخرين وصعد إلى الباخرة .

- بعد أشهر وأيام قليلة من مغادرتها البرازيل كانت تلك الباخرة تقترب من الشواطئ السورية ، وسعاده واقف على ظهرها يحدق بمناظر بلاده الجميلة التي بدت له مرة جديدة بعد غياب أكثر من عشر سنوات ، وهو عاقد العزم على القيام بالدور العظيم الذي يتهيء له . كان ذلك في 30 تموز عام 1930 .


سعاده في الوطن :


- بعد وصول سعاده إلى الوطن وجد السبل مسدودة مقفلة في وجهه ، ليس فقط لجهة سيطرة المستعمر إنما أيضاً لتفشي الفوضى السياسية وضياع الشخصية القومية ، فهو يقول في حفلة أول آذار 1940 في بيونس أيرس : "إن جميع أراخنة السياسة والاجتماع كانوا مجمعين على أنه لا فائدة من فعل شيء ، وانه لا تقوم للأمة السورية قائمة . في ذلك الوقت وتجاه هذه الصعوبات لم أكن أقل ثقة بنهضة أمتي بعد نشوء النهضة السورية القومية الاجتماعية بالفعل" .

- في تلك الفترة كانت دمشق قد استقطبت العمل السياسي في المنطقة ، منذ المؤتمر السوري عام 1920 مروراً بالثورة السورية عام 1925 ، وقد وصفها سعاده في مقالته "سورية تجاه بلفور" بأنها كعبة الحركة الوطنية السورية .

لذلك بعد أن أمضى سعاده أشهر الصيف في بلدته ضهور الشوير ، كتب فيها قصته الثانية "عيد سيدة صيدنايا" . التي طبعها عام 1931 مع قصته "فاجعة حب" – توجه إلى دمشق حيث كانت أخبار الكتلة الوطنية تملأ الوطن والمغترب .

- في دمشق عمل سعاده مدرساً للغة الإنكليزية في "الجامعة العلمية" لصاحبها سليمان سعد (من بلدة رأس المتن – لبنان) ، ثم انتقل للعمل في جريدة "اليوم" التي كانت اشترتها "الكتلة الوطنية من الصحافي نصوح بابيل (11) .

فيهما تعرف سعاده إلى كل من معروف صعب (12) ، يعقوب جبور ، أديب بربر ، رياض حماده ، ومحمد روحي خياط الذين انتموا لاحقاً إلى الحزب ، كما إلى غيرهم من صحافيين وطلبة جامعيين ومدرسين .

كان سعاده قد بدأ عمله في "اليوم" مترجماً ، إلا أنه لم يكتف بالترجمة بل راح يكتب مقالات في السياسة الخارجية ، ونشر أيضاً في كل من "القبس" و "ألف باء" .

- في أوائل صيف العام 1931 عاد سعاده إلى بلدته الشوير ، ليمضي معظم أوقاته في عيادة الدكتور نسيب همام ، وفي العرزال الذي كان أقامه وإبن عمته وديع الياس (الأمين لاحقاً) فوق ربوة مطلة على جبل صنين ، وعلى مناظر عديدة أخرى خلابة ، فيه راح يفكر في ما هو عاد خصيصاً لأجله وهو تأسيس نهضة تكفل لأمته وحدتها ورقيها .

في هذا الصيف طبع سعاده قصتيه "فاجعة حب وعيد سيدة صيدنايا" . كما أمكنه إقامة أواصر وطيدة مع اتراب له انتمى معظمهم إلى الحزب لاحقاً ، منهم جميل عبدو صوايا ، أنيس أبو نعمة صوايا ، جورج أبو ناضر ، شفيق جرداق ، عمر اللبان ، رشدي معلوف ، سامي قربان ، جميل شكر الله .

- مع انتهاء فصل الصيف 1931 ، انتقل سعاده إلى منطقة رأس بيروت . صاحبة الدار التي سكنها سعاده (13) تروي أن سعاده كان معتاداً على ممارسة الرياضة يومياً ، وهو في سبيل تحقيق ذلك كان يصعد كل صباح إلى سطح المنزل ليزاول رياضة القفز مع الحبل ، وتضيف أنه كان دائماً يستأذنها قبل صعوده إلى السطح ، مخافة أن يسبب لها ، أو لغيرها ، إزعاجاً .

بعد ذلك استأجر سعاده غرفة في منزل جرجس حداد في شارع جان دارك بعد أن كان تعرف إلى ابنه فؤاد في المطعم الذي كان يملكه جرجس تجاه الجامعة الأميركية . إليه كان يتردد سعاده لتناول طعامه ، كالكثيرين من أساتذة وطلاب الجامعة الأميركية .

- في قاعة الأساتذة في مبنى "الوست هول" في الجامعة الأميركية تعرف سعاده إلى الدكاترة أنيس فريحة ، جبرائيل جبور ورئيف أبي اللمع كما إلى غيرهم . البروفسور بولس خولي (14) يعرف عنه ، معجباً به: الأستاذ سعاده رأس كبير ، له أراء عظيمة ، جديرة بالاهتمام ، إنه رجل غير عادي".

الدكتور أنيس فريحة يروي أنه عبر لعبة الشطرنج تعرف إلى سعاده : "كان سعاده الشاب الوسيم المغمور يتردد على قاعة المدرسين في "وست هول" حيث كان الأساتذة يشربون الشاي ويلعبون الشطرنج والنرد في أوقات الفراغ . كنت من المغرمين بالشطرنج ، فكنت ألاعبه مراراً وأذكر أن ميزان الربح كان إلى جانبه .

كان الدكتور فريحة يعطي الطلاب الراغبين دروساً في اللغة الألمانية . بواسطته أمكن لسعاده أن يتولى تدريس الألمانية لمن يرغب من الطلبة لقاء عشر ليرات عن الفصل الواحد بعد أن كان سعاده تقدم بطلب عمل إلى رئيس الجامعة الأميركية بايار دودج (15) .

- تلك كانت بداية اتصال سعاده بالوسط الطالبي الذي اختاره ليشيد من عناصره الصالحة أولى لبنات البناء القومي .

ولذلك فإن الفترة بين خريف العام 1931 وخريف العام 1932 كانت حاسمة بالنسبة لسعاده ، فيها كاشف أساتذة وطلاباً في أفكاره ، فوجد تراخياً لدى البعض ، كما استعداداً لدى البعض الآخر (16) . الاتصالات كانت منهكة ومضنية من جهة ، ومن جهة أخرى مثبطة للهمم ، إذ لم يكن هيناً أن يندفع أبناء من شعبنا ، في وطأة الانتداب الفرنسي وفي خضم التفسخ الروحي – القومي ، إلى الأخذ بتعاليم نهضة تريد أن تحقق ذلك الحلم الكبير .

في العدد 60 من جريدة "الزوبعة" يوضح سعاده الوضع بالقول : "كانت الحالة في الوطن حالة يأس وخوف ، الجاسوسية منتشرة في كل مكان والخيانة كامنة عند كل منعطف . الجيوش الأجنبية محتلة المواقع الاستراتيجية . مكاتب الاستخبارات تبث عيونها في جميع أوساط الشعب ، الاجتماعات محظورة وتأليف الأحزاب جريمة وخوف السجون والأحكام والرصاص يقطع طريق الأمل (17) .

الدكتور أنيس فريحة وقد كاشفه سعاده بما يرغب تحقيقه ، تحداه ممازحاً وكانت عرى الصداقة توثقت بينهما : "اسمك أنطون وتأمل أن يكون وراءك قاسم وعلي وعبد الساتر ، بدعسك على رقبتي إن نجحت في مسعاك" . آخر قال : "خير لك ، يا أستاذ ، أن تعود إلى مهجرك ، أنت مغشوش بهذا الشعب فالفساد قد غيّر قلبه ، ولا يمكن أن تجد خمسة يمكن أن يجرأوا على عمل كهذا في ظل الانتداب" .

أما سعاده فقد أعطى الجواب ، وفي السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 كان شمس آخر ينير في سمائنا ، وأصوات أخرى تعلو وأهازيج ، وستبقى .
  #2  
قديم 15-02-2007, 06:49 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي


هوامـش



(1) هو الرابع من سبعة أولاد للشيخ أنطون سعاده كما كانوا يتوجهون إليه في بلدته وقد كان من الوجهاء فيها ، رزق وعقيلته حنة بخمس صبيان وابنتين : داود ، سليم ، أمين ، خليل ، أرنست ، كاترين وماري . نال داود وسليم شهادات عليا : الأول درس في اسطنبول وسان بطرسبرغ (روسيا) والثاني في أثينا .

كان الدكتور خليل طبيباً وصحافياً وسياسياً وروائياً ولغوياً ، ووطنياً بارزاً . حياته غنية بالمآثر والمواقف والإنتاج الأدبي ، منها رواياته "الأمير السوري أو الأمير مراد" ، "قيصر وكليوباطره" (الروايتان بالإنكليزية) "أسباب الثورة الروسية" ، "أسرار الباستيل" ، (بالعربية) ترجم "أنجيل برنابا" من الإنكليزية إلى العربية وأصدر "قاموس سعاده" عام 1911 وهو أول قاموس من نوعه في اللغتين العربية والإنكليزية . وكان أصدر كتابيه التاليين : "السل الرئوي وعلاجه وطرق الوقاية منه" و "فلسفة تأخر الشرق" . وشارك الشيخ ابرهيم اليازجي والدكتور بشارة زلزل في إصدار مجلة "الطبيب" . في الأرجنتين أصدر مجلة "المجلة" التي أعاد إصدارها في البرازيل عندما انتقل إليها . وفي البرازيل أصدر جريدة "الجريدة" ورأس تحرير جريدة "الرابطة" التي كانت تصدرها "الرابطة الوطنية السورية" .

مواقفه الوطنية جعلته يغادر بيروت إلى القاهرة ومنها إلى الأرجنتين . وهو ولد عام 1857 ، وتوفي عام 1934 في البرازيل .

(2) عرف عنه أنه كان أعد زناراً عريضاً من قماش يحتوي على كمية من الحصى يلفه على خصره ويشده على بطنه الخاوي فيخمده بهذه الطريقة

(3) كان خالهم سليمان نصير يقيم في مدينة "سبرنغر" في ولاية "نيو مكسيكو" وقد دخل سعاده واخوته المدرسة فيما كان اخوته الكبار يعملون نهاراً ويتابعون دراساتهم الجامعية ليلاً . إنما ، بعد مدة ، وجد سعاده نفسه مضطراً إلى التوقف عن الدراسة كي يشتغل ويساعد في تكاليف معيشته ومعيشة اخوته الصغار ودراستهم ، فترك المدرسة وعمل مراقباً في شركة خطوط حديدية .

(4) الستة هم ، كما يورد أسماءهم الأمين نواف حردان في الجزء الأول من "سعاده في المهجر" :

الصحافي هنري ضو ، الدكتور عبدو جزره ، الأديب رشيد معلوف ، الشاعر فيليب لطف الله ، الأديب راجي أبو جمره والسادس من عائلة المر (غاب اسمه الأول غياباً كلياً عن ذاكرتي السيدين فيليب لطف الله وراجي أبو جمره اللذين أعطيا المعلومات للمؤلف) .

(5) كان الدكتور خليل قد انخرط في الماسونية أيام كان في فلسطين ، وفي عام 1885 ترأس المؤتمر الماسوني العلمي .

في سان باولو تولى الدكتور سعاده رئاسة محفل "نجمة سورية" ، وكان يحمل رتبة عالية في الماسونية .

(6) مبادئ الحزب كما أعلنها سعاده لزملائه الستة :

‌أ. سيادة الأمة السورية على نفسها .

ب. توحيد البلاد السورية ضمن حدودها الجغرافية المعروفة .

ج. فصل الدين عن السياسة في الدولة السورية .

د. مكافحة الطائفية .

ه. اعتماد القوة لنيل الأمة السورية حقوقها وبلوغها أهدافها .


(7) تشكل المجلس الإداري على الوجه التالي :


رئيس الحزب وزعيمه أنطون سعاده

نائب الرئيس الدكتور عبده جزره

الناموس العام هنري ضو

أمين الصندوق فيليب لطف الله

مدير الدعاية رشيد معلوف

مدير الثقافة راجي أبو جمره

مدير العلاقات العامة --- المر (مراجعة البند 4)

(8) في 10 أيار 1949 ، واستناداً لإدراكه العميق لسر حقيقة الماسونية وجه سعاده بلاغاً إلى القوميين الاجتماعيين حذرهم فيه من الماسونية ودعا من كان منهم قد انضم إليها قبل انتمائه إلى الحزب ، أن ينسحب إذ لا يجوز الجمع بين ولاءين ، ولأن "انترناسيونية الماسونية لا تتفق مع القومية" ، ولأن "الماسونية جمعية سرية انترناسيونية لها أهداف مستترة غامضة تحت ستار حرية ، أخاء ، مساواة".

(9) كان لسليم ميول موسيقية كبيرة جداً ، ويجيد عزف أي مقطوعة لعباقرة الموسيقى العالميين دون الاستعانة بالنوتات أو أوراق السلالم التي يضعها العازفون عادة أمامهم عندما يعزفون ، وهو كان انضم إلى "حزب الأحرار السوريين" .

(10) لعل خير وصف لسليم هو ما كتبه سعاده نفسه عن بطل روايته "فاجعة حب" فيما بعد ، الذي أعطاه نفس الاسم : سليم ، إذ يقول في الصفحة الأولى منها : "كان صديقي سليم مولعاً في دراسة الموسيقى. وكنت أنتظر أن يخرج ناظماً موسيقياً مجيداً لما كنت أعهده فيه من شدة العواطف وسلامة الذوق وقوة الشعور وما كان عليه من سمو الإدراك وتعمق في الفهم . كانت نفسه كبيرة حتى كأنها تسع الكون ، وكان يحب أن يرى شعبه آخذاً قسطه من الموسيقى العالية . أي أنه كان يريد أن يرى في شعبه موسيقى سامية تستطيع أن تعبر حقاً عما في القلب من شعور وما في العقل من تأملات أدبية وفلسفية" .

لذا فمن المرجّح أن سعاده بدأ كتابة قصته "فاجعة حب" في البرازيل بعد وفاة شقيقه سليم ، ولربما أنجزها . وقصة "فاجعة حب" نشرت في صيف العام 1931 مع القصة الثانية : "عيد سيدة صيدنايا" .

(11) اشترتها الكتلة الوطنية من الصحافي نصوح باسيل الذي كان يصدرها باسم "الأيام" . تولى الأستاذ عارف النكدي رئاسة تحرير "اليوم" . وهو يروي أن سعاده عمل في قسم الترجمة في الجريدة ، وكان أول عمل أسند إليه هو ترجمة رواية "لايدي ستانهوب" .

(12) عندما انتقل سعاده للعمل في جريدة "اليوم"، تولى معروف صعب (الأمين لاحقاً – من الشويفات) مكانه في التدريس .

(13) نقلاً عن الأمين جبران جريج ، إنما لم يذكر اسم صاحبة الدار ، ولا موقعه .

(14) تعرف البروفسور بولس خولي على سعاده بواسطة ابنه رجا الذي كان يصطحب أستاذه في اللغة الألمانية إلى منزله . ورجا هو من بين الرفقاء الخمسة عشر الأوائل .

(15) لم يكن سعاده أستاذاً متقاعداً مع الجامعة الأميركية ، ولم يكن الصف الذي يعلمه مدرجاً في برنامج الدراسة . كان ذلك تدبيراً خاصاً (الدكتور أنيس فريحة) ويقول الدكتور جبرائيل جبور أن سعاده "لم يكن من الأساتذة أو المدرسين المعينين في الجامعة ، فقد كلف أن يعطي دروساً خاصة في اللغة الألمانية للطلبة الذين يرغبون في تعلمها" ، ويضيف أن البروفسور بولس خولي زاره مرة ، وبعد أن شرح له ما يعرف عن المؤهلات العلمية لسعاده طلب إليه أن يشترك معهم سعاده في تدريس العربية لأربعة من الطلبة البريطانيين الذين كانوا يرغبون أن يتعلموا اللغة العربية على يد أساتذة من الجامعة ، "فرحبنا به زميلاً معنا وأخذ يشاركنا في إعطاء الدروس الخصوصية لهؤلاء الطلاب ويعطي من وقته ساعة يومياً" .

(16) من الذين كاشفهم سعاده بأفكاره فلم يجد لديهم الاستعداد لذلك نذكر: عيسى سابا (أستاذ في الجامعة الأميركية ، وفي معهد اللابيك) جبران بخعازي (أمين مكتبة الجامعة الأميركية) الدكتور رئيف أبي اللمع (الوزير لاحقاً) نجيب باز (مدرسة الفرندز (الأصدقاء) – برمانا) فريد زين الدين (الجامعة الأميركية) الياس متى (صاحب مقهى ومسبح Côte d'Azur) الدكتورين أنيس فريحة وجبرائيل جبور .

(17) يقول سعاده في المحاضرة العاشرة ، 4 نيسان 1948 : "كنا في ذلك العهد في عهد القرار 115 L.R. الذي عرف بقرار منع الجرائم أو منع التجمعات أو منع الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية في هذه البلاد . كان معنى ذلك القرار أن كل فئة تتجاوز الخمسة أشخاص تجتمع في مكان ما بغير إذن رسمي وتشاء الإدارة الحكومية أن تظن أنه يوجد مقاصد وراء الاجتماع فلم يكن ما يمنع دخول رجال التحري ، رجال الأمن العام ، واستياق المجتمعين إلى دوائر التوقيف ، والتحقيق معهم في المقصود من الاجتماع" .



http://www.ssnp.net/main/modules.php...article&sid=13
  #3  
قديم 15-02-2007, 07:13 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

14 شباط 2007: يوم رفيق الحريري والمحكمة الدولية «معبراً إلى الحل»



على المنصة من اليمين: هرموش، السبع، الامين، جنبلاط، معوض، لحود، الحريري، خوري، بهية الحريري، غانم، جعجع، سركيس، حرب، حمادة، اده، الصفدي، عطا الله، اوغاسبيان، وفرعون (علي لمع)



واصف عواضة
كانت المحكمة الدولية عنوان المهرجان الخطابي في ساحة الشهداء، في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. تقاطع جميع الخطباء عند المحكمة، وإن اختلفت وتيرة الكلام، سواء من حيث النبرة، أم من حيث الرسائل والاستهدافات.. لكن رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، لخص المهرجان في سطرين ختم بهما خطابه في المناسبة، عندما قال: «إننا جاهزون لكل قرار شجاع من أجل لبنان، ومن أجل الحل في لبنان. لكن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد لأي حل، فليتفضلوا الى القرار الشجاع، لتصبح الأفعال ترجمة للأقوال».
وقبل الخطب النارية أو الهادفة وبعدها، انقضت المناسبة على خير، على الرغم من الأجواء المشحونة والمتشنجة غير الخافية على أحد، وقد زادها اضطراباً، التفجيران اللذان شهدتهما منطقة عين علق في المتن الشمالي عشية الذكرى. وبدا واضحاً أنه إذا كانت الغاية من هذين التفجيرين منع الناس من المشاركة في الذكرى، فإن هذا العمل الإجرامي لم يبلغ أهدافه، ولم يحل دون مشاركة الناس من مختلف المناطق.
لم يسجل حادث واحد يستحق الذكر خلال هذا النهار. معظم المناطق اللبنانية أقفلت احتراماً لهذه المناسبة. وكان واضحاً أن التفاهم الضمني بين الموالاة والمعارضة تمّ احترامه بدقة. لم يغب الإشراف الحزبي، فضلاً عن الاشراف الرسمي الأمني المفترض، عن الشوارع والاحياء والمناطق، ولا عن الساحات التي فصلت بينها الاشرطة الشائكة والمكهربة. الا ان هذا الفصل لم يكن السبب الوحيد في منع الاحتكاك، بل يبدو بديهياً أن القرار السياسي هو الرادع الاساسي لمنع تكرار ما حصل يومي «ثلاثاء الإضراب» و«الخميس الأسود» في بيروت والمناطق. ربما هيبة المناسبة فرضت نفسها على الجميع، وأكدت أن شهادة رفيق الحريري أوسع من الساحات والشوارع والأحياء المتقابلة.
إلا أن هذه البديهية لا تعفي من القول إن القوى الأمنية، وخصوصاً الجيش، كانت حاضرة في كل الامكنة. من مداخل بيروت، الى شوارعها وأحيائها الداخلية، وكان العسكريون متنبّهين بسلاحهم وآلياتهم. لكنهم هذه المرة لم يضطروا لاستخدام هذا السلاح ولا جهودهم الجسدية، ولا سقط منهم جرحى كما حصل في مرات سابقة.
بدأ المهرجان الخطابي باكراً، لكثرة الخطباء. واحتشد المشاركون منذ الصباح في الساحة والشوارع المحيطة. بقي العدد، كما كل المهرجانات الموالية والمعارضة، مجرد «وجهة نظر». أسهل إحصاء لدى اللبنانيين، يتم التعبير عنه بأنه «حشد مليوني»، او «تظاهرة مليونية». اما الوكالات الأجنبية فتتحدث عادة عن «مئات الآلاف»، فيما الخبر اليقين، قد يكون لدى القوى الأمنية التي تحسب بالامتار، لكنها كثيراً ما تتردد في اعطاء ارقام حقيقية.
كثر الخطباء في مهرجان الذكرى الثانية، لكن العيون والآذان كانت مسلّطة، على ثلاث كلمات: سعد الحريري، وليد جنبلاط وسمير جعجع. الاول يعني كلامه الكثير في تلمس آفاق المرحلة المقبلة، وقد قال بصراحة ما يعبر عن ذلك. اما الآخران ففي كلامهما الكثير من الاشارات التي تصل الى أهدافها.
«جاهزون لكل قرار شجاع من اجل الحل».. قال سعد الحريري. واضاف: «إن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد الى هذا الحل». وبالتأكيد وصلت الرسالة الى من تعنيهم الأمر. وقد أوحى الحريري باستعداده لقرار شجاع، يعني بالتأكيد موضوع المشاركة في الحكومة. لكن جعجع كان حاسماً في هذه المسألة: «لن نعطي الثلث الضامن». وكلام جعجع له تفسير واحد: «ليس هناك من حل».
كان التناغم واضحاً بين جنبلاط وجعجع في التوجه إلى حزب الله وأمينه العام: «لا سلاح إلا سلاح الدولة اللبنانية». وهذا يعني أن لا سلاح للمقاومة او في يدها.
في الوقت نفسه لم يفت جنبلاط الغمز واللمز القارص للسيد نصر الله: «اعطِ الصواريخ للجيش، والتبن والشعير لحلفائك». اما التصويب على الرئيس بشار الأسد، فلم يكن أكثر قسوة من ذي قبل، وإن اختلفت التعابير.
14 شباط عام 2007 مرّ بسلام. فماذا عن 15 شباط وما بعده، وما بعد بعده؟
على مسافة مئة كيلومتر من ساحة الشهداء، كانت حركة «أمل» تحتفل في مدينة صور بالذكرى الثانية للرئيس الحريري، ويتحدث في الاحتفال ممثلون لحزب الله وحركة «أمل» وفاعليات الجنوب. هي لفتة واضحة الإشارات من راعي الاحتفال الرئيس نبيه بري.
الا انه ليس مضموناً أن مثل هذه اللفتة، ستلبي الغاية المرجوة الى حلول منتظرة. لقد كان سعد الحريري واضحاً في ساحة الشهداء قبل ذلك بساعات: «اعطونا المحكمة الدولية، وخذوا قراراً شجاعاً يدهش العالم».
نجح لبنان في امتحان الذكرى الثانية لرفيق الحريري. لكن رفيق الحريري يطلب أكثر من ذلك. هو يريد النجاح في خلاص لبنان.

http://www.assafir.com/Article.aspx?...nnelI d=12158
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م