مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-03-2007, 11:25 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الفتح الإسلامي :

بعد أن فتح (عمرو بن العاص) مصر عام 639م وأنشأ فيها مدينة (الفسطاط) التي انطلق منها غربا، ففتح (برقة) ثم (طرابلس).. وترجع السهولة التي أنجز بها العرب فتحهم هناك، هو الاستعداد الكامن في نفوس الشعب الشقيق الذي كان لديه تقارب دفين على الصعيدين العرقي و المعرفي. وقد انطلق من برقة وطرابلس (عبد الله بن أبي السرح) عامل الخليفة (عثمان بن عفان) على مصر عام 648م لفتح (إفريقيا) أي (تونس) التي كانت تحت الحكم البيزنطي، منذ انتهاء حكم الفينيقيين عام 144 ق م. فأنجز مهمته بعد انتصاراته في معركة (العبادلة السبعة).. التي سبقت الفتح الحقيقي.

ومن (برقة) خرج أيضا (زهير بن قيس البلوي) عاملها في عهد الخليفة (عبد الملك بن مروان) قاصدا (القيروان) لإخضاع (البربر) بقيادة قائدهم الشهير (كسيلة) والثائرين ضد الحكام القادمين من الشرق الذين أساؤوا معاملتهم، وليس ضد المسلمين. وعندما رجع (زهير) الى برقة فصادف قوات بيزنطية هناك فقاتلهم حتى استشهد في سواحل مدينة برقة.

وعندما ثارت (الكاهنة ) في (تونس)، جعل القائد (حسان بن النعمان) مدينة طرابلس مقرا عسكريا له انطلق منه لاقتفاء أثر الكاهنة حتى هزمها شر هزيمة في 703م . وفي الوقت نفسه رسم سياسة حكيمة عادلة تساوي بين الوافدين والسكان الأصليين، الأمر الذي جعل الأمن يستتب في ربوع شمال إفريقيا وأصبحت إدارة البلاد منوطة بولاة يُعَينهم الخليفة في المشرق يقيمون في دار الإمارة بالقيروان وهم يعينون بدورهم العمال بما فيهم عمال طرابلس ونواحيها، حتى برقة. ويلاحظ أن طرابلس الغرب كانت منذ بداية الفتح الإسلامي أهم وأنشط مركز عمراني في ليبيا، لدرجة أن البلاد أصبحت تسمى بإسمها، وواضح من اسم طرابلس أن ملوك (صيدا وصور وجبيل) الثلاثة (تري) هم من شيدوا تلك المدينة كما شيدوا قبلها مدينة (طرابلس) اللبنانية .. قبل انتقالهم الى شمال إفريقيا في نهايات الألف الثاني قبل الميلاد.

حاولت طرابلس عام 805م الخروج على إبراهيم ابن الأغلب الوالي الذي وضعه (هارون الرشيد) على تونس و أعطاه صلاحيات واسعة وترك له الحكم ولذريته من بعده لقاء خدماته في مشاغلة الأدارسة في المغرب وإعاقة الأمويين في الأندلس.. وكانت سلطات (ابراهيم ابن الأغلب) تمتد من سواحل طرابلس الى غرب (قسنطينة) ، فبعث لطرابلس جيشا قمع الفتنة ونشر الأمن. وأتت جيوش الأغالبة الى ليبيا مرة أخرى لمقاتلة (عباس بن طولون) الذي خرج على والده في مصر، وقصد المغرب لاحتلاله .. إلا أن جيوش ابراهيم الثاني الأمير الأغلبي قد هزمته عام 881م وعاد مدحورا الى مصر.

وأراد ابراهيم الثاني غزو مصر الطولونية عام 896م، فاعترضته قبائل (نفوسة) في طرابلس، ورغم أنه هزمها، إلا أنه أقلع عن الفكرة وعاد الى تونس وظل تاريخ ليبيا متأرجحا تارة يربط مع تونس وتارة مع مصر في مختلف العهود الإسلامية. وقد تأثر ذلك القطر بزحف قبائل الصعيد المصري من (بني هلال) و(بني سليم) و (بني زغبة) التي أرسلها الخليفة الفاطمي في القاهرة حوالي 1050م للاستقرار في ولاية إفريقيا وذلك تأديبا لحاكمها (المعز ابن باديس الصنهاجي) الذي خرج عن المذهب الشيعي الإسماعيلي وتبنى مذهب الإمام مالك بن أنس وبايع العباسيين.

وفي القرن الثاني عشر الميلادي أصبحت ليبيا مثل بقية أنحاء شمال إفريقيا جزءا من دولة الموحدين التي كانت في 1160م أثناء حكم عبد المؤمن بن علي تمتد من المحيط الأطلسي الى برقة بعد أن تغلبت على (النرمان Normands).

ولما تولى (الحفصيون ) الحكم نيابة عن الموحدين في إفريقيا عام 1207م كانت (طرابلس) تحت حكمهم. إلا أن طرابلس ثارت ضد الحفصيين عدة مرات منها ثورة قادها (يحيى الميروفي) من بقايا المرابطين من (بني غانية) عام 1208م. وثورة قادها (أبو عمارة احمد بن مرزوق) عام 1279م، وقد انتصر في تلك الثورة .. الى أن الدولة الحفصية عاود السيطرة على ليبيا بعد أن فلتت من الحكم التونسي زهاء 74 عاما، فعاد السلطان (أبو فارس عزوز) وسيطر من جديد في عام 1394م .. وبقيت سلطات الحفصيين على ليبيا حتى عام 1510م عندما أقدم لأميرال الإسباني (Don Pedro) في عهد الملك الإسباني فردينان الثاني الملقب ب (المسيحي) باحتلال طرابلس، وأعمل الذبح في سكانها وفق خطة للقضاء على المسلمين أينما يوجدوا .. وفي عام 1530 سقطت دولة الحفصيين نهائيا بيد فريق من الصليبيين المتطرفين الملقبين ب (فرسان القديس يوحنا حامي مدينة القدس) و (فرسان مالطة) .. وبقيت حتى حررها العثمانيون.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-03-2007, 05:15 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ليبيا :

الحكم العثماني 1554ـ 1911

نزل القائد العثماني البحري (درغوث باشا) على شواطئ طرابلس وحررها من فرسان مالطة، ثم قام بتوحيد أقاليم ليبيا الثلاثة، (برقة وفزان و طرابلس) بعد أن بقيت منفصلة لسنين طويلة، وتوفي (درغوث باشا) عام 1565 ودفن بليبيا. وعاد الأتراك الذين تقبلهم الليبيون بالبداية لرابطة الدين، إلا أنهم مالوا الى العنف فحكموا البلاد بالحديد والنار وحاولوا كما هي سياستهم في المشرق، بتتريك الشعب وجعله ينسى لغته الأصلية ..

ثار الشعب الليبي عدة ثورات، أهمها انتفاضة (غريان) غرب البلاد قرب الحدود التونسية، وكان ذلك في بدايات القرن السابع عشر، إلا أن تلك الانتفاضة كما غيرها قمعت ببطش شديد .. وفي عام 1710 عين الباب العالي واليا اسمه (أحمد باشا القرمانلي)، سرعان ما انفصل هذا الوالي عن الباب العالي فأصبح الحكم محصورا بعائلة القرمانلي .. التي كانت تدفع جزءا من الأموال التي تجبيها من الشعب الليبي لقاء سكوت الباب العالي عنها، وكأنها تضمنت بستانا أو مزرعة .. وبقيت ليبيا تحت حكم عائلة القرمانلي لسنة 1835.. وإن كانت تركيا قد عينت واليا اسمه (علي برغل) عام 1793، إلا أنه لم يصمد أمام عائلة القرمانلي .. التي اشتهرت ببطشها وذبحها أبناء ليبيا الذين قدموا قوافل من الشهداء برصاص الأتراك ..

وقد تجاوزت تلك العائلة نهب الشعب الليبي وخيراته، بل كانت تحمله أعباء ديونها التي كانت تقترضها من فرنسا لتصرف بها على شؤونها اللاهية، وهي نفس الفترة التي كان سلاطين الدولة العثمانية يقترضون بها القروض الخارجية لبذخهم ولهوهم، والتي أدت الى ضعف الدولة العثمانية .. كما تحمل الشعب الليبي تبعات التصدي للعدوان الأمريكي في سنوات 1801و 1805 و1815 التي كان يحدث بعد أن يسطو قراصنة مأجورين لعائلة القرمانلي على السفن الأمريكية ..

انتبهت الدولة العثمانية في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الى موضوع الفساد وانحلال الأداء في إدارة الولايات، خصوصا بعد أن تم احتلال الجزائر، فأرسلت وزير دفاعها على رأس حملة الى ليبيا، فاعتقل الحاكم (علي القرمانلي)

كانت الانتفاضات تتم في مختلف مناطق ليبيا، عدا منطقة سرت (برقة) التي كانت تحت قيادة الشيخ (محمد بن علي السنوسي) مؤسس الطريقة الدينية السنوسية، وكان هذا الشيخ الذي ولد في (مستغانم) بالجزائر عام 1787، قد تلقى تعليمه في مسقط رأسه، ثم ذهب الى جامعة القرويين في فاس بالمغرب، كما أنه قضى عدة سنوات في مكة بعد أداء فريضة الحج، ثم التحق بجامع الأزهر، وذهب الى (برقة) ليؤسس عام 1843 أول نواة للطريقة السنوسية. وذهب الى واحة (جغبوب) ليؤسس نواة أخرى، ولتصبح تلك النواة (جغبوب) مقرا له ومركزا للطريقة السنوسية .. وبعد وفاته عام 1859 خلفه ابنه الشيخ محمد المهدي الذي نقل المقر الى (الجوف) في واحة (الكفرة) .. وحولها الى طريقة دينية عسكرية، التف حوله رجال القبائل.. وبعد موت الشيخ محمد المهدي عام 1901 خلفه ابن عمه محمد الشريف السنوسي ..

الاحتلال الإيطالي 1911ـ 1943

كان التنافس بين فرنسا وبريطانيا، يدفع البريطانيين الى التعاون مع الطليان، كما حدث هذا الشيء معهم في إثيوبيا و الصومال ودول القرن الإفريقي.. وكانت إيطاليا تعد العدة منذ عام 1887 عندما تفاهمت مع بريطانيا والنمسا على صيانة مصالحهم المشتركة في البحر المتوسط .. وقد تفاهمت مع ألمانيا فيما بعد، لتجلس مع فرنسا وترسم معها حدود نفوذها .. ولذلك احتلت إيطاليا ليبيا عام 1911، لتحتل فرنسا المغرب عام 1912..

ورغم انتصار إيطاليا على الوحدات العسكرية التركية، فإنها لم تحسب حساب لردة فعل الشعب الليبي الذي هب للذود عن حياضه، وقد ارتكبت إيطاليا في بداية احتلالها لقمع الثورات ضدها، جرائم هائلة إذ قتلت 20ألف مواطن وذبحت عائلات بأكملها وشنقت 1000 مجاهد، وكان ذلك بمدة وجيزة، ولكن الشعب الليبي لم ينثن فقد استمر بمقاومته، وكان من أهم المعارك التي خاضها الشعب الليبي وانتصر بها معركة خُردَبية (قصر بو هادي) بقيادة الأبطال محمد الشريف وأخوه صفي الدين و رمضان السويحلي في 29/4/1915.. ولم تمض سنة حتى استعاد الثوار أغلب المناطق باستثناء طرابلس و الخمس وزوارة .. وإزاء الخسائر المتتالية للطليان هبت بريطانيا وفرنسا لمساعدتهم في محاربة الوطنيين ولجأت الى تقسيمهم وتفتيتهم من خلال الاعتراف بقسم وطلب مساعدته في محاربة الآخرين من الوطنيين، لقاء الاعتراف به كحاكم إقليمي، كالذي فعلته مع محمد إدريس السنوسي، إذ اعترفت به حاكما على (بُرقة) .. مقابل محاربته الثوار مثل رمضان السويحلي و احمد المريد و عبد النبي بالخير وغيرهم..

وفي عام 1922 تراجعت إيطاليا عن دعم إدريس السنوسي الذي غادر الى القاهرة، فواصلت الجماهير الليبية جهادها ومقاومتها للاستعمار الإيطالي بقيادة الزعيم الوطني والبطل الخالد (عمر المختار) .. الذي أذاق الإيطاليين الأمرين خلال تسعة سنوات مع رفاقه الميامين أمثال يوسف أبو رحيل و عثمان الشاوي وغيرهم، حتى جرح في أحد المعارك وتم أسره وإعدامه في 16/9/1931.

وبعدها شدد المحتلون أساليب همجيتهم في قتل الليبيين حتى وصل ما تم استشهاده قبل عام 1934 حوالي 150ألف شهيد .. وضاعفوا من هجرات الطليان الى الضفة الأخرى من البحر المتوسط فاستولى المهاجرون على 800ألف هكتار من الأراضي الزراعية الليبية .. وبقيت الأحوال هكذا لعام 1943 عندما انكسرت إيطاليا بالحرب العالمية الثانية ..

ليبيا تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي

تصرفت بريطانيا وفرنسا كدول منتصرة في الحرب العالمية الثانية، فتقاسمت ليبيا كغنائم حرب خسرتها إيطاليا، فأخذت بريطانيا (طرابلس وبرقة) في حين أخذت فرنسا إقليم (فزان) .. وطبقت كل دولة قوانينها على ما أخذت، وادعت أنها تدير مستعمرات إيطاليا، في حين كانت تقيم القواعد والمطارات وغيرها..

النضال من أجل الاستقلال

وضعت ليبيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحت إشراف الأمم المتحدة. في حين عرف الليبيون بحسهم الوطني وتجاربهم الطويلة، أن الاستعمار خرج من الباب ودخل من الشباك .. فقاوم ونظم نفسه وشكل هيئاته الوطنية من جمعيات وأحزاب وجبهات وكتل، مثل جمعية عمر المختار وجبهة الوحدة الوطنية، وحزب الاستقلال و غيرها .. وأصدرت صحف مثل الفجر والاستقلال وطرابلس الغرب، وغيرها .. وكانت تتابع عن كثب ما يرسمه الغرب وترفضه رفضا قاطعا، وفي عام 1947 تأسس (المجلس الوطني لتحرير ليبيا) في القاهرة ..

وفي أيار/مايو 1949 قررت الأمم المتحدة فرض الحماية البريطانية على إقليم برقة والحماية الإيطالية على طرابلس والحماية الفرنسية على فزان.. فخرجت المظاهرات الصاخبة المدوية منذ الساعات الأولى في كل ليبيا .. فقررت الأمم المتحدة منح ليبيا الموحدة الاستقلال في 21/11/1949 .. فعادت بريطانيا للمناورة والالتفاف على القرار.. ولكن الجماهيرية الليبية أجربت المحتلين على منح ليبيا استقلالها في 24/12/1951..

انتهى
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-05-2007, 04:09 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مصر (جمهورية مصر العربية)

تقع جمهورية مصر العربية في الزاوية الشرقية الشمالية لقارة إفريقيا ـ إضافة الى جزء من آسيا وهو سيناء ـ وتبلغ مساحة مصر مليون كيلومتر مربع .. وتنقسم مناخيا الى خمسة أقاليم: 1ـ إقليم منطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتشمل الإسكندرية وبور سعيد، وتتميز بشتاء دافئ ممطر نوعا ما وصيف معتدل. 2ـ منطقة دلتا النيل ومصر الوسطى حتى المنيا، وتشمل القاهرة والجيزة وسقارة، وتتميز بشتاء دافئ مشمس شحيح الأمطار، وصيف حار نوعا ما وجاف. 3ـ منطقة الصعيد الأعلى، وتشمل أسيوط والأقصر وأسوان، وتتميز بشتاء ممتاز ودون أمطار ودافئ، وسماء صافية، وصيف حار شديد الجفاف. 4ـ منطقة البحر الأحمر، وتشمل الغردقة، وتتميز بشتاء دافئ مشمس شحيح الأمطار وصيف معتدل. 5ـ شبه جزيرة سيناء، وهي شديدة الحرارة صيفا، كثيرة الزوابع والتيارات الهوائية الباردة شتاء.

نبذة تاريخية:

يتميز تاريخ مصر بأربعة صفات رئيسية هي: القدم، والاستمرارية، والوحدة، والسلطة المركزية.. وقد كان للنيل الدور الأكبر في تلك الصفات.. ويرجع تاريخ توحد مصر الى عام 4240 ق م وكانت عاصمتها (هليوبوليس) أي (عين شمس) الآن .. لكن تلك الوحدة لم تستمر طويلا حيث انقسمت الى قسمين: الوجه البحري وكان له عاصمتان هما: (بوتو) قرب (دسوق حاليا) و(بي) .. والوجه القبلي وكان له عاصمتان متقابلتان على النيل هما: (نخب) و (نخن) .. وقد أعاد وحدة مصر (نارمر) حوالي عام 3200ق م .. وجعل (منف) وهي مكان قرية ( ميت رهينة) الحالية، عاصمة لدولته..

مصر القديمة :

سنحاول تقسيم تاريخ مصر الى ثلاثة عصور هي : العصر الفرعوني، والعصر البطلمي، والعصر الروماني ..

أولا: العصر الفرعوني:

ينقسم العصر الفرعوني الى اثني عشر عهدا، نستعرضها بإيجاز هي:

1ـ عهد الأسرات الأولى:

ويشمل الأسرتين الأولى والثانية، من سنة 3200ق م الى 2780 ق م . وفيه تكونت أسس الحضارة المصرية الأولى وتوطت الوحدة المصرية.

2ـ عهد الدولة القديمة:

ويشمل الأسر الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة، (2780ـ 2280 ق م) ومن أشهر ملوكها (زوسر) من الأسرة الثالثة ووزيره (أمحوتب) وهو مهندس وطبيب حيث جعل منه المصريين القدماء إلها للطب.. ومن الملوك المشهورين من الأسرة الرابعة (خوفو و خفرع و منقرع) بناة الأهرام المعروفين.

3ـ عهد الاضمحلال الأول:


ويشمل الأسر السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة (2280ـ 2052 ق م). وفيه انقسمت مصر الى إمارات صغيرة. وقد حاول أمراء (أهناسيا) ( غرب مدينة بني سويف الحالية) إسقاط ملوك الأسرة الثامنة وتولي شؤون الحكم. وانتهى الصراع بحكم القسم الجنوبي من مصر، وظهر من بينهم ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة. إلا أن ظهور أسرة قوية في (طيبة) (الأقصر حاليا) كان سببا في إسقاط عرش (أهناسيا). وقد تمكن أميرهم (متحوتب الثاني) من إعادة توحيد البلاد بالقوة، بعد أن كانت قد انقسمت الى ثلاثة أقسام: الدلتا، ويحكمها أجانب من آسيا، ومصر الوسطى حتى أسيوط ويحكمها ملوك الأسرة العاشرة، ثم الجنوب من أسيوط الى أسوان ويحكمها حكام طيبة.

4ـ عهد الدولة الوسطى :

ويشمل الأسر الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشر (2134ـ1625 ق م) .. فالأسرة الحادية عشر التي أسسها (منتوحتب) انتهت عندما لم تلق وريثا، فأسس آخر وزير فيها الأسرة الثانية عشر حيث تولى العرش ونقل العاصمة من طيبة الى (إيث تاوي) جنوبي منف، لتوسط موقعها، واستطاعت مصر في عهد ملوك هذه الأسرة التي استمر حكمها أكثر من قرنين النهوض والتمتع بالرخاء والاستقرار والأمن.

5ـ عهد الاضمحلال الثاني (الهكسوس)

ويشمل الأسرة الرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة و السابعة عشرة (1678ـ 1570 ق م) .. كان حكام الأسرة الرابعة عشرة ضعافا، حيث تفككت بعهدهم مصر وغزا مصر أقوام أتت من جهة فلسطين يقال لهم (الهكسوس) وهم بدو، يعتقد بعض المؤرخين أنهم من جنوب أوروبا وجزرها، كما يعتقد البعض أنهم من عرب فلسطين. وأسسوا دولتهم شرق الدلتا، ثم بسطوا نفوذهم على مصر الوسطى حتى أسيوط، واتخذوا من (أورايس) أو (صان الحجر) عاصمة لهم وهي شرق الدلتا.

6ـ عهد الدولة الحديثة :

ويشمل الأسر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين (1570ـ1080 ق م) وقد تمكن أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة في طيبة وهو (أحموزة) أو (أحمس) من طرد الهكسوس وتأسيس الأسرة الثامنة عشرة. وعادت مصر موحدة مرة أخرى، يمتد سلطانها على بلاد النوبة حتى الشلال الثالث، وعلى فلسطين. ومن أهم ملوك هذا العهد : حتشبسوت، وتحتمس الثالث، صاحب انتصار مجدو على أمير (قادش) في شمالي فلسطين، ثم أخناتون (أمنحوتب الرابع) صاحب الثورة الدينية الكبرى، وموحد الآلهة المصرية القديمة، ثم رمسيس الثاني صاحب الانتصار على الحثيين في (قادش).

7ـ عهد حكم كهنة (أمون) :

ويشمل الأسرة الحادية والعشرون (1080ـ850 ق م) . وكان نفوذ الكهنة قد ازداد في أواخر عهد الأسرة العشرين بعد موت (رمسيس الثالث)، واستطاع رئيسهم (حرحور) أن يستولي على الحكم ويؤسس الأسرة الحادية والعشرين. وفي عهدهم ضعفت البلاد وازدادت سيطرة الجند المرتزقة على شؤون الجيش.

8ـ عهد حكم الليبيين :

ويشمل الأسر الثانية والعشرين الى آخر الرابعة والعشرين (950ـ 715 ق م). وكان الحكم قد انتقل في أواخر عهد الكهنة الى يد الليبيين الذين تغلغلوا في الوظائف وملكوا الأراضي. وقد تمكن (شيشنق)، وهو من أصل ليبي، من تأسيس الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر ما يقرب من قرنين، وكان مقرها (بوبسطة). وفي أواخر عهد هذه الأسرة والأسرتين التاليتين أخذت السلطة المركزية في الانحلال، وانقسمت مصر الى عدة أقسام.

9ـ عهد الحكم النوبي والآشوري :

ويشمل الأسرة الخامسة والعشرين (715ـ 663 ق م) . وقد استطاع أحد الحكام واسمه (كاشتا) تكوين دولة في جنوبي بلاد النوبة تسمى (نباتا) ثم أرسل ابنه (بعنخي) الى مصر على رأس قوة كبيرة تمكنت من فتحها. ولكن الآشوريين عادوا فيما بعد فهزموا (تهرقة بن بعنخي)، وأصبحت مصر إمارة آشورية.

10ـ العهد الصاوي :

ويشمل الأسرة السادسة والعشرين (663ـ 525 ق م) . وقد أسس هذه الأسرة (بسماتيك الأول) أمير مدينة (سايس) (صان الحجر) حاليا، بعد أن تمكن من طرد الأشوريين من مصر وأعاد الى مصر وحدتها، وحكمت أسرته ما يقرب من قرن ونصف، وفي عهد هذه الأسرة، فتحت أبواب مصر أمام الإغريق، واستعانت بهم وشجعتهم على الاستيطان فيها.

11ـ عهد حكم الفرس:

ويشمل الأسرة السابعة والعشرين (525ـ 404 ق م). وقد غزا الفرس بقيادة (قميز) مصر عام 525 ق م. بعد أن مهد لغزوه خيانات اليهود والإغريق وبدو سيناء. وأصبحت مصر بذلك تابعة للحكم الفارسي.

12ـ عهد الاستقلال :

ويشمل الأسر الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين والثلاثين (404ـ 341 ق م ) .. وكانت قد نشبت في مصر عدة ثورات : الأولى سنة 486 ق م. والثانية سنة 460 ق م. والثالثة سنة 404 ق م . وتمكنت الثورة الأخيرة من طرد الفرس، وتأسست الأسر الثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون والثلاثون، التي حكمت مصر أكثر من ستين عاما. ثم عاد الفرس مرة أخرى في سنة 341 ق م . ولكن في سنة 332 ق م دخل الاسكندر الكبير مصر، فقضى على الاحتلال الفارسي، وانتقلت مصر بعد ذلك الى عصر جديد.

يتبع

هوامش
ــــ
موسوعة السياسة/المؤسسة العربية للدراسات والنشر/أسسها عبد الوهاب الكيالي/ الجزء السادس/الطبعة الأولى/ ص 201
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م