يروى أن رجلاً مر ببستان وقد غلبه الجوع وأخذ منه كل مأخذ , فوجد تفاحةً قد وقعت على الأرض فتنالها بيده وأكل نصفها ثم قال في نفسه كيف آكل شيء ليس لي فنظر حوله فإذا برجل جالس في البستان . اقترب منه وقال : لقد أكلت هذه نصف هذه التفاحة دون أن أستأذن منك فخذ نصفها وسامحني فيما أكلت.. فرد عليه الرجل: ياأخي لست صاحب البستان!!! ولكن إن أردت صاحب البستان فهو على مسيرة يوم وليلة من هنا..
ولشدة ورع الرجل وتقواه عزم على الذهاب , وما إن وصل إلى بيت صاحب البستان حتى طلب منه أن يسامحه على ماأخذ من بستانه , فرد عليه صاحب البستان قائلاً : قد سامحناك , لكن بشرط أن تتزوج ابنتي , وهي عمياء بكماء صماء مقعدة.
قال الرجل : أقبل شرطك وأطلب الأجر من الله سبحانه في خدمتها ورعايتها.
وتم للرجل عقد النكاح ولما دخل على زوجته فكر : هل أسلم عليها !!! لكنها لاتسمع !!!سأسلم لترد عليَ الملائكة....
وماإن سلَم حتى ردت عليه السلام فتعجب من ذلك ,,, قالت له : لقد قال لك أبي أني عمياء عن النظر إلا لما أحل الله لي ,, صماء عن سماع كل محرم ,, بكماء لا أكذب ولا أقول إلا الحق , مقعدة لاتحملني قدماي إلى مايغضب الله تعالى.... ولما نظر إليها إذا هي كالبدر بهاءاً وحسناً ... وكانت خير زوج له وأنجبت أبا حنيفة النعمان....