مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-04-2007, 12:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (3)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


عذبونا بكل شيء من فرشاة الأسنان وحتى الطعام... كان (بايت) ومعفن وفيه ديدان والبدلة من البوليستر القاسي الذي كان يتسبب في تشقق الجلد
• هل تم ترحيل جميع الذين تم القبض عليهم في باكستان وأفغانستان إلى غوانتانامو أم احتفظوا بالبعض؟
- الزامل: الذي أعرفه أن جميع المعتقلين تم ترحيلهم إلى غوانتانامو، إلا بعضهم يتأخر فترة لأسباب التحقيق أو أسباب أخرى، والذين قبضوا عليهم معي كلهم أتوا إلى غوانتانامو، وبين فترة وأخرى يأتينا المزيد، حتى وصل العدد أيام وجودنا هناك أتوقع ألف شخص.
- العجمي: أرجو ألا يظن أحد أن السجن فقط في غوانتانامو، فهناك سجون تتبع أميركا في أكثر من بلد في أنحاء العالم، فبعض الأخوة تم ترحيلهم إلى سجن الأردن الذي يعد أشد من غوانتانامو وهو أكبر سجن مخابرات، بالإضافة إلى سجون ألمانيا ومصر وغيرها، أحد الأخوة اليمنيين جاء إلى غوانتانامو من الأردن فقال ان التعذيب هناك أشد والمعاملة أشد سوءا، وكان الأميركان يهددون من لا يتعاون معهم بنقله إلى سجن الأردن، فإذا عذبوا الأخ تعذيبا شديدا قالوا سنذهب بك إلى الأردن حتى ترى التعذيب على حقيقته!!
- الزامل: أخونا جمال محمد مرعي يمني، من منطقة ذمار في اليمن، أُخِذ من باكستان وكان يعمل معي في منظمة وفاء للأعمال الإنسانية، تم أخذه من مدينة كلكتل في كراتشي، بعد أحداث 11 سبتمبر بيوم واحد ألقي القبض عليه، ثم حولوه إلى الأردن مباشرة، حيث مكث في سجون الأردن 4 أشهر كانت تحقق معه هناك السلطات الأردنية، فما وجدوا عليه أو على المنظمة أي تهمة، حتى أنه ما أوذي أبدا ولم يضرب بالأردن، ثم أرجعوه مرة أخرى إلى باكستان، ومن باكستان تم تحويله إلى غوانتانامو.
• أثناء وجودكم في معتقلات باكستان أو أفغانستان أو غوانتانامو، هل لاحظتم وجود جواسيس بينكم أو مدسوسين ينقلون لهم الأخبار وهم مسجونون معكم؟ أو أجهزة تنصت بالسجون؟
- الزامل: لدينا في غوانتانامو انتشرت مسألة الجواسيس، فكانت بين أوساط الشباب أناس وضعتهم السلطات الأميركية مختصين بالتجسس على المعتقلين ومحاولة لقط الأخبار منهم، ناهيك عن أجهزة التنصت الكثيرة جدا في المعتقل، بل حتى الكراسي التي نجلس عليها كان تحتها أجهزة تنصت، وفي الأماكن الأخرى تجد السماعة وهي في حقيقتها جهاز تنصت لاقط، وبثوا بين أوساط الشباب عدة جواسيس أغلبهم يحملون الجنسيات العربية، حتى أن الأسير أصابه الرعب وأصبح يشك في الجميع، ويخاف أن يتحدث مع أخيه الذي من نفس بلده، وهذا من التعذيب النفسي الذي كنا نعاني منه هناك.
• كيف تعرفتم عليهم؟
- الزامل: الجواسيس الذين كانوا معنا في غوانتانامو كانوا معروفين لأنهم أصلا في السابق كانوا جواسيس في أفغانستان، وألقي القبض عليهم من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، وسجنوا في أفغانستان، بعضهم خمس سنوات وبعضهم أربع سنوات وبعضهم سنتين، بحسب ما سمعت والله أعلم، وعند دخول القوات الأميركية لأفغانستان، أخذوهم معنا إلى غوانتانامو، وهم أناس معروفون.
• ما جنسيات هؤلاء الجواسيس؟
- الزامل: أعرف خمسة عراقيين، وواحدا سوريا، وواحدا إيرانيا.. وهم بأنفسهم يعترفون أنهم كانوا جواسيس للأميركان في السابق داخل أفغانستان، لكشف تنظيم القاعدة وإدارته.
• يقال ان ثمة مشاجرات حصلت بين الأسرى وبين الجواسيس أدت إلى قتل أحدهم؟
- الزامل: لم يحصل قتل في غوانتانامو أبدا، أما المشاجرة بين معتقل مع جاسوس ربما يكون ذلك وقد سمعت شيئا من ذلك، ولكن لا أعلم في أي معتقل بالضبط، فالمعتقلات في غوانتانامو كبيرة جدا أكثر من 2 كيلو.
• قبل ترحيلكم إلى غوانتانامو كنتم معتقلين في أفغانستان، فكيف علمتم بترحيلكم إلى كوبا؟ وما الذي جرى تحديدا؟
- الزامل: كنا نعرف أننا سننتقل من سجن إلى سجن ولكن أين بالضبط لم نكن نعلم، فكانوا يغطون أعيننا بنظارات سوداء ويغطون آذاننا ويلبسوننا قطعة على الرأس، و«يكلبشون» اليد مع البطن والرجل، ويقولون لك: move ولا نعلم إلى أين نتحرك، وعندما صعدنا الطائرة أعطونا بعض الحقن وبعض الحبوب المنومة التي لم أشعر شخصيا بشيء إلا وأنا في غوانتانامو، حتى لما وصلنا هناك لم نكن نعرف أين نحن تحديدا، فكل واحد منا كان يتوقع أننا في بلد ما، ولم نعرف إلا بعد فترة من الزمن عندما أخبرونا المحققين علمنا أننا في غوانتانامو.
- العجمي: في قندهار كانوا يأخذوننا على دفعات كل دفعة عددها 25 أخا، فأخذونا وأدخلونا في غرفة وكان الأسرى عراة، فكانوا يحلقون اللحى، وتأتي عاهرة تفعل بعض الإغراءات الجنسية لبعض الأخوة دون الزنى من أجل إغاظتهم أسأل الله أن يرفع عنهم ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، والأخ مقيد ومغطى على عينه ولكنه عار ليس عليه شيء، لأنهم يعلمون أن هذه الأمور تغيظ المسلم، وكانت الكلاب البوليسية على استعداد للانقضاض متى ما تحرك الأخ، بل بعضهم كان يترك الكلب يهجم على رأس الأخ، ويمسكونه متى ما أحسوا أنه سيقضي على رأسه، فكان بعض الأسرى يصيحون ويغمى عليهم، فقيدونا ووضعونا إلى الأرض، ثم أدخلونا إلى طائرة صغيرة نفاثة سريعة مثل الطائرات الخاصة، أذكرها جيدا، لأنني كنت أرى بعين واحدة لم تكن مغطاة جيدا لوجود ثقب في الغطاء، وقبل إدخالنا الطائرة كانوا يفتشوننا تفتيشا خبيثا بعد أن ألبسونا وأخذوا بصماتنا. ثم حملونا إلى الطائرة النفاثة وكنا على الأرض، فطاروا بنا إلى مكان قريب لمدة ساعتين أو ثلاثة ساعات، وكانت المعاملة سيئة إذا تحرك الأخ أي حركة يضربونه قوات المارينز.
ثم مشوا بنا إلى مكان معين لمسافة تقريبا 50 مترا ثم أخذونا إلى طائرة كبيرة لها أربع مراوح، وأظنها قاعدة معينة، والكلاب كانت تحيط بنا وهي على استعداد للانقضاض، وكنا 25 واحدا أنا كنت آخر واحد فيهم.
- العازمي: قبل دخولنا الطائرة، كنا كما وصفوا لك الاخوة، وكانوا يحلقون شعورنا ولحانا، وتأتي امرأة تحاول إغراء بعضنا جنسيا وتلمس أجزاء من جسده لتفسد عليه دينه، وسط ضحكات الأميركان الذين يعدون هذه الأمور عادية لأنهم ساقطون وكالبهائم أجلكم الله، ويستهزئون بنا فيسألوننا هل تعلمون إلى أين ستذهبون؟ سنأخذكم إلى جهنم، لا لا سنأخذكم إلى الجنة، لا سنأخذكم إلى القطب الشمالي، ثم نقلونا في الطائرة من قندهار إلى غوانتانامو في رحلة تعيسة جدا وسط الأصفاد والقيود بلا طعام ولا شراب.
• كيف كانت طريقة وضعكم داخل الطائرة؟
- الزامل: كنا مكلبشيا اليد مع البطن مع الرجل التي كانت مثبتة إلى الأرض، ومغطيا الأعين والآذان والرأس تماما، ويعطوننا حبوبا بين فترة وأخرى أظن أنها كانت منومة، ويطعموننا بايديهم تفاحة، لأن الرحلة كانت طويلة جدا، وعن نفسي لم آكل شيئا، لأنني لم أكن أشعر بنفسي أصلا حتى وصلت.
- العجمي: لما صعدنا الطائرة الكبيرة العسكرية طارت بنا، وكان بعض الأخوة يصيح من الألم، وكانوا يعطوننا أبراً وحبوبا، وأنا أعطوني حبوبا بالقوة لأنني كنت أصيح عليهم أن يدي تؤلمني لأنها كادت تنخلع من مكانها بسبب قوة الرباط، فكلما نتحرك كلما اشتد القيد علينا، فطاروا بنا وكنت أرى فوقنا جنديا معه عصا سوداء مثل العصا الكهربائية، لأن الخوف والرعب يملؤهم مع أننا مقيدون، وطاروا بنا أكثر من 24 ساعة تقريبا.
- العازمي: كان يستهزئون بنا طوال الطريق مع التعذيب، فمن يريد ماء يسكبونه على رأسه وهم يضحكون. ومن يتأوى من الألم يضربونه، ومن يرونه صاحيا يطعمونه حبوبا مخدرة رغما عنه، حتى وصلنا إلى غوانتانامو.
• هل استطعتم النوم في الطائرة؟
- العجمي: غفونا غفوة التعب، ومن أثر الحبوب، ولم يكن نوم الراحة، فكنا نصحو وننام، وبعض الأخوة أعطوهم إبراً عن يميني وعن شمالي وكنت أراهم، فكان عن يميني بالطائرة الأخ جمعة الدوسري البحريني، وعن شمالي عبدالهادي الشارخ من السعودية، وأسمع صوتهم وهم يتألمون وكانوا معي في نفس العنبر في قندهار وفي الطائرة كذلك.
• أفهم أن طريقة التعذيب فيها أخف من طريقة نقلكم من باكستان إلى أفغانستان؟
- الزامل: نعم أخف، لأنهم لو وضعونا في هذه الطائرة كما وضعونا في الطائرة التي أقلتنا من باكستان لمتنا ولا أظن أحدا منا سيعيش، فبذاك النقل لا يتحمل الإنسان أكثر من ساعتين.
- العازمي: الوضع كان أخف ولكنه ليس خفيفا ففيها آلام وشدة، وكانت الدماء تسيل من أيدينا وأرجلنا بسبب القيود التي كانت محكمة علينا.
• هل كانوا يعطونكم طعاما؟
- العجمي: نعم، ولكن مع الاستهزاء بالأخ فيعاملوننا كالحيوانات، وكنتم أراهم بعيني، فإذا احتاج الأخ إلى طعام يقدمونه له، وإذا بدأ في الأكل يسحبونه منه وهم يضحكون، وسط معاملة سيئة جدا، وكانوا ما يعطوننا من الماء إلا القليل.
• وكيف تمكنتم من الصبر بلا طعام لأكثر من 24 ساعة؟
- العازمي: الإنسان يمكنه التحمل لأكثر من يوم بلا شراب ولا طعام، فالأميركان كانوا يجوعوننا على أيام، وفي هذه الطائرة كان يتعمد الأميركان عدم تقديم الطعام أو الشراب لنا.
• وكيف يقضي المعتقل حاجته؟
- العجمي: إذا أراد أحدنا قضاء حاجته، فكان بجانبه أكياس خاصة، وبعض الأخوة إذا ألح بطلب دورة المياة فإنه يحملونه باستهزاء ويضعونه في الحمام وعليه أربعة من العسكر وهم الذين يخلعون ملابسه عنه، ورأيت ذلك بعيني، فيعدون إلى الثلاثة ثم يسحبونه مرة أخرى.
• ما صحة أن بعض الأسرى تم تكديسهم في حاويات وقت النقل؟
- الزامل: نعم هذا صحيح، فبعضنا تم وضعه في الحاويات كما تحدث بذلك بعض الأخوة.
• واضح من خلال حديثكم أن بعضكم كان يسمع كلام الأميركان في الطائرة، فما فائدة تغطية آذانكم؟
- العازمي: الأميركان إذا أرادوا مضايقة شخص أو إعطاءه طعاما فإنهم يرفعون إحدى السماعات، ثم يعيدونها إلى مكانها.
• كيف كان استقبالكم في أول وصولكم إلى سجن غوانتانامو؟
- الزامل: كان استقبالنا سيئا للغاية فكانوا ينزلوننا من الطائرة وهم يرفسوننا، ونحن مقيدو اليدين والقدمين والبطن، ومغطون الأعين والآذان، وأمسكوني جنديان وأنا مقيد ركضوا بي بقوة ثم رموني حتى أن رجليّ نزفت الدم، ثم رمونا في شاحنة بالحذف، ثم ركبت هذه الشاحنة في سفينة سارت لمدة 30 إلى 45 دقيقة في البحر حتى وصلنا إلى غوانتانامو، ورمونا من الشاحنة إلى الأرض لما وصلنا بمعاملة لا تليق أصلا بالحيوان، فبعضنا سقط على رأسه وبعضنا على يده وهكذا، وبمجرد سقوطنا يأخذوننا إلى العيادة مباشرة، فيضعوننا في مكان يمكننا من الاستحمام ثم يعالجون أيدينا وأرجلنا وأعيننا من آثار القيود والأغطية، حتى أن جميع الأسرى كان فيهم أثر الدم بسبب الفترة الطويلة التي استمرت لأكثر من 24 ساعة، فبدأوا العلاج.
  #2  
قديم 03-04-2007, 12:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

- العجمي: استقبلونا بصورة سيئة جدا، فعندما أنزلونا من الطائرة كنت أرى - كما أخبرتك سابقا - فاستقبلنا جيش المارينز (وأسميهم المايونيز) الأميركي وكانوا يلبسون لباس الشغب، فاستقبلونا بالضرب، وكنت عنيفا معهم قليلا لأنني أحب أن أمشي أو أجلس بالطريقة التي أرتاح لها فكانوا يضربونني لأي حركة أعملها، وأدخلوني في باص الأتوبيس الأصفر، من دون كراسي، وحشروا 25 أخا في زاوية واحدة، وأي واحد يتحرك يضربونه، إلى أن وصلنا المعسكر، ومعهم مترجم كلما صاح الجندي الأميركي ترجم له حديثه، ونزلنا إلى المعسكر فوضعونا على الأرض لساعات عديدة، حتى أن بعض الأخوة كان يصيح من شدة الألم والتعب، وكان بعض الأخوة يسقط فيجلسونه الأميركان، وكانوا يضغطون على رأس الأخ وظهره حتى يكاد ينكسر، وكنت أرى هذا الأمر، تخيل أنك مقيد أكثر من 24 ساعة، وطبيعة هذا القيد أنك كلما تحركت كان أحكم في الإغلاق.
تركونا على الأرض لثلاث ساعات ثم أخذوني بعد أن كان شبه مغمى علي، لم أكن أعلم إن كنت في علم أو في حلم، ووضعوني داخل ممر في مخيم عاريا، وأعطونا أوراقا لنبصم عليها بالقوة فيها إقرار باسمي وأنني أسمح لهم في حال تحركي أو محاولة فراري أن يقتلوني، وعندما رفضنا التوقيع عليها وأن هذا مخالف للقانون قال لنا المــــــــترجم أن القانون في البحر ولا قانون هنا!! فالقوي يأكل الضعيف، فأدخلوني الزنزانة ووضعوني هناك لمدة أسبوعين كاملين، منعنا فيها من الحديث مع أي أحد كان، فقط يأتوننا بالطعام ونأكل، وأي واحد يتحدث أو يتحرك يدخلون عليه قوات الشغب ويضربونه ضربا مبرحا يسيلون الدم منه ثم يضعون عليه الضماد ويتركونه.
- العازمي: وصلنا غوانتانامو تقريبا في وقت المغرب، وبدأ التحقيق مباشرة فور وصولي، وأنا أتحدث عن نفسي لا أعلم عن الباقين، يصاحبه الضرب، وتم تجريدي من الملابس بتقطيعها، وضربوني وغيروا القيود، زادوا القيود، فبعد أن كنت مقيدا بالحديد والبلاستيك، أزالوها عني ووضعوا بدلا عنها قيدا أكبر منه، عبارة عن سلسلة تربط اليدين وتمسك البطن حتى تثبت اليدين على البطن ويصعب تحريكها، وممدودة سلسلة ثالثة إلى الأرجل لتربطهما فأصبحت كلها قطعة واحدة، وبعد تقييدنا مشوا بنا على أرجلنا مسافات طويلة، من أول يوم، إلى مقر التحقيق ثم يرجعك تمشي وهكذا مع الضرب، حتى دخلت واستقررت بالزنزانة الساعة 2 فجرا، ونحن على جوع وعطش شديدين، وكنا من دون أي غطاء حتى الساعة الرابعة فجرا أتوني ببطانية واحدة، واستمرت التحقيقات من التاسعة من صباح اليوم التالي، ولم نتمكن من النوم طوال الليل.
• وهل سلموكم عهدة، مثل اللبس أو لحاف أو غيره؟
- الزامل: أعطونا اللبس البرتقالي، وهو لباس من الجنز حار جدا، وغوانتانامو بطبيعتها حارة أغلب العام، ومكتوب عليه أنه مصنوع من مادة البوليستر مئة في المئة، وإذا أردت تحريك نفسك كأن تلعب رياضة أو أي شي فلا بد أن يتشقق جلدك، بسبب الحر الشديد والبوليستر، وأعطونا الفانيلا والسروال الطويل والشورت، وفرشاة الأسنان الصغيرة التي توضع بالأصبع، وهذه لوحدها عذاب نفسي لصغرها وكثرة سقوطها، ولم يعطونا أي شي آخر. وعذابهم معنا في كل شيء حتى الطعام الذي يعطوننا إياه بايت ومعفن وبه ديدان، وحتى لو أخبرتهم بذلك لغض الطرف عنه.
• طبيعة السجن انفرادي أم الجميع مع بعضهم البعض؟
- العجمي: أول سجن هو سجن «اكس ري»، استمررنا به لمدة أسبوعين، وهو عبارة عن شباك متقاربة، انفرادي ولكن يمكن للأسير رؤية إخوانه الأسرى المجاورين له، كالأقفاص، وهو مكشوف لا يمنع المطر، بل مليء بالعناكب السامة التي قرصت أكثر من أخ ما اضطر الأميركان أن يقطعوا من لحمه، لأنها سامة جدا وكبيرة، إذا قرصت الإنسان تأكل من جسمه كله، وأي واحد يتكلم أو يرفع صوته يضربونه، وكان الأسرى يتبولون ويتغوطون في السطول فلا توجد حمامات، ويمنع أن تغطي رأسك بالبطانية، هذا إضافة إلى أننا مقيدون أصلا.
وأذكر مرة أحد الإخوة السعوديين تكلم مع الضباط بخصوص قفصه الذي كان تحت الشمس مباشرة طوال الوقت، فرد عليه الضابط: اسكت وإلا أتيتك بقوة الشغب، أنا من الجيش الأميركي، ويشير إلى شارته، يريد التباهي بانتمائه. وأتوا فعلا بالشغب وضربوا السعودي ضربا حتى سال الدم منه، ولم نتمالك أنفسنا فبكينا عندما رأينا هذا الموقف، ولكن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وكان الحال هكذا لمدة أسبوعين حتى فرج الله عنا وسمحوا لنا بالكلام.
• في الأسبوعين الأولين كانت أيديكم مغلولة وأعينكم مغطاة؟
- العجمي: الأيدي كانت مغلولة ولكن الأعين منزوعة الغطاء، والتحقيق كان مستمرا 24 ساعة، وممنوعين من الحديث مع الإخوة، لظن الأميركان أن الأسرى سيتحدثون مع بعضهم البعض ويتفقون على أمر معين، فكانوا يخافون من ذلك، وشعارهم دائما « فرّق تسُد»، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من التفريق بين الأخوة.
• كيف كان الطعام والشراب؟
- العازمي: كان طعاما سيئا للغاية، ولك وقت محدد للأكل والشرب، فمثلا يعطوننا الطعام ثم يقولون لنا ابدأوا الآن، ويعدون لنا ثم يسحبونه منا، كأننا في مسابقة، ولم نكن نعلم الوقت أو التاريخ، والطعام أصلا كان قليلا تأكله في ثوان معدودة. ولكنهم يفعلون ذلك لمجرد اللعب في نفسية المساجين. ولو كان السجين مريضا يريد الانتظار على الطعام قليلا فإنه يعاقب ويسحب منه الطعام، ويدخلون عليه فرقة الشغب فيضربوه، ويرشون عليه مادة معيّنة، والمواد الموجودة في غوانتانامو وكان يستخدمها الأميركان معنا مواد كثيرة، منها مادة مسيلة للدموع، وأخرى تخنق السجين، والثالثة الأخطر منها وقد جربتها أكثر من مرة، وجربها أخونا عبدالله العجمي كذلك رأيتهم يرشونها عليه أمامي، وهي مادة تحرق الجسم من دون ظهور آثار الحرق على الجلد، ولكنه نفس ألم الحرق تماما يستمر يلهب في جسدنا لمدة يومين تقريبا كأنه نار يحترق بها، وهذه المادة يرشونها إذا لم أسلم لهم الطعام في المدة المحددة.
• هذه العقوبات تستمر معكم وأنتم في سجون انفرادية، وأياديكم وأرجلكم مغلولة؟
- العازمي: استمرت معنا الأغلال لفترة معينة ثم نزعوها عنا وجعلوا ثمة عقوبات لكل من لا ينصاع للأوامر بالمعسكر، فبمجرد أن يسأل عن الرقم ولا يجيبه المسجون، أو يغطي المسجون وجهه بالبطانية يحمي نفسه من البرد وهو نائم، فيأتونه فوراً بالكلاب البوليسية، ويرشونه بالمواد التي ذكرتها لك مع العصي والقوات الخاصة، كأنه جيش يريد الهجوم على دولة ما!! ويتحدثون معك بالمايكرفون ويصورون بالكاميرا ويصيحون: سلم بطانيتك وانزع ملابسك أنت الآن أمام القوات الأميركية وإلا سنداهمك، كأنه فيلم، وهذا يدل على شدة تأثرهم بالأفلام. ثم يداهمون السجن ويعرون السجين تماما، لمدة شهر يبقى عريانا «رب كما خلقتني»!! وطريقة زنازين التعذيب عبارة عن كونتينر مقسم على ثماني زنازين وكل واحد في زنزانة، وقد يبقى أحدنا مدة أربع سنوات في هذا الكونتينر بحسب العنبر.
وعندما يرمون السجين عاريا يقاسي في وقت البرد من البرودة القارصة وفي وقت الحر من الحرارة اللاهبة، بعض الشباب نفذ عقوبة شهرين متواصلين عريانا وهو عبدالله العجمي بسبب موضوع ديني عندما رفض استهزاءهم بالقرآن الكريم، فدخلوا عليه العسكر وضربوه أمام عيني وجردوه من جميع ملابسه، وجلس شهرين!! فأين حقوق الإنسان عن زاعمي حقوق الإنسان.
• كيف تم توزيع المسجونين على العنابر والسجون المختلفة؟ على أساس الدولة؟ أو الخطورة ؟ أو العمر؟ أو ماذا؟
- الزامــــــــــل: لم يكــــــــــن التوزيع علــــــــى حسب البلـــــــــــــدان، فكان بيننا أفغـــــــــان، وسعــــــــوديون ومن جميع الدول، فـــــــــقد كنا من 48 دولة، وبين فترة وأخرى ينقلون السجين من مكـان إلى آخــــــــر، فكـــــــــانت هناك عنابر كثيرة، مثل المعســـــــــكر الأول والثاني والثالث والرابع، كمثال، وكل معسكر كانوا يرتبون المساجين فيه بحسب الأحرف الأبجدية، والمكان الواحد فيه تقريبا 48 زنزانة انفرادية، 24 على اليمين و24 على العكس منهم، وبداية كان مكتبا على الباب حرف A يعني ألفا، وبجانبه F يعني فوكتور، وH يعني هوتيل، G يعني غولف، فكانوا يسمونهم بالأسماء الأبجدية بتوزيع خاص بهم لا نعلم ماهيته، ولا يشترط أن يكون هنا أناس خطرون وهناك أقل خطورة. وكانت السجون بمستوى واحد لا سجن أفضل من سجن، وبعد عامين من فترة السجن بغوانتـــــــانامو بنوا سجنا رابعا، يزعمون أنه أفضــــــــل من السجون الأول والثاني والثالث، وربما يكون هكذا عالميا كشكل، ولكن من الداخل بالتأثير على نفسية السجين والله إنه أقبح من الثلاثة الأخرى، فهذا مغلق يضعون فيه كل عشر مساجين على حدة في غرفة واحدة، والجميع يعرف لهيب غوانتانامو بلا تكييف أو تهوية، بينما غرف التحقيق كلها مكيفة بوحدات التكييف وبعضها نظام السنترال، بينما السجون الأخرى مفتوحة يأتيها الهواء من كل مكان.
بعض المساجين عندما يأتون غرفة التحقيق يتمنون عدم الخروج لفرحتهم بالهواء البارد، فكانت حربا نفسية، تجعل السجين بنفسه يتمنى المكوث أكثر في غرفة التحقيق.


غداً...
أسماء مشايخ كويتيين سألوا عنهم الاميركان في غوانتانامو!
وتفاصيل أخرى
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م