مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-04-2007, 12:48 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

• طيب نرجع إلى الجدول، ماذا تفعلون فترة الضحى؟
- العجمي: فترة الضحى يأخذوننا بالقوة إلى المغاسل، حتى يستحم السجين، وهذا بطبيعة الحال ليس حبا في السجين أو حفاظا على صحته، ولكنه خوف على أنفسهم حتى لا يصابوا منا بمايكروبات أو بكتيريا! فجنودهم لا يعلمون أين قبض على الأسير، فربما يكون أحدنا مصابا بمرض فيعديه، وكانوا يعتقدون أننا جميعا قبض علينا في أرض المعركة.
بعد «الترويشه» نرجع نصلي الظهر ونتغدى، وكان بعض الأخوة يحاول أن يغفو للقيلولة، ناهيك عن أخذهم لنا للتحقيق على مدار الساعة وخصوصا في فترة راحتنا، وبعد صلاة العصر نحاول عمل بعض التمارين الرياضية «بالخفاء» داخل الزنزانة حتى نحافظ على أجسادنا.
• ألا توجد فترة رياضة أصلا في المعتقل؟
- العجمي: لا توجد، بل هم لا يسمحون لنا أصلا بالتمارين الرياضية، ولكننا نعملها في الخفاء، وهذه مهمة لنا للمحافظة على أجسادنا لأن المكان بارد في الشتاء، فلا بد أن ندفي أنفسنا بالرياضة، وحتى نحافظ على صحتنا، فالحمد لله رب العالمين نجد أن تلاوة القرآن ثم الرياضة هي التي حافظت على صحتنا.
• وفي المغرب؟
- العجمي: نصلي المغرب ثم نتناول الطعام ثم نخلد إلى النوم لأن هذا الوقت يكون تبديل الشفت لديهم وقد نتمكن من استغلال دقائق تبديلهم لنرتاح بها، ثم نصلي العشاء.
ومع ذلك كان الإيذاء منهم على أشده، فكانوا يأتون بمادة «التنر» المعروفة فترة الليل ويسكبونه في «السيب» فنستنشق رائحته، وأصيب أكثر الأخوة الآن بمرض « التنك» وهو ضيق التنفس، وأصيب بعضهم بالقرحة، بسبب هذه المواد، والمواد الكيماوية التي يضعونها في الطعام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
• لماذا يضعون المواد الكيماوية في الطعام؟
- العجمي: يقال أنها مواد تسبب العقم، واعترف بعضهم.
- الزامل: لديهم طرق بحيث يضعون مواد في الطعام تجعل الأسير بعد أن يفرغ من أكله بخمس دقائق يشعر بالجوع مرة أخرى ولا كأنه قد أكل أصلا! جعلونا حقل تجارب لهم ولموادهم الكيماوية.
• هل تم تزويدكم بكتب معينة بخلاف المصحف الشريف؟
- العجمي: جاءونا بكتب خلاعية وغزل وصور ومجلات، وأخرى تتحدث عن الحب والغرام، فلم نكن نقبلها، يريدون فتنة الشباب، ونزع الغيرة من قلوبهم، وحتى تصبح مثل هذه الأمور عادية بالنسبة للأسير.
• عبدالله تم عقابك لمدة شهرين على ما أظن، فما حكاية العقوبة وأسبابها؟
- العجمي: أهانوا مصحفا أمام عيني، وسبوا الله والرسول صـلى الله عليه وسلم.
• كيف؟
- العجمي: في عيد الرب عندهم – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – دخل الجنود في المعسكر وكانوا يقولوا «جيسز» يعني عيسى، وبدا واضحا أنهم دخلوا بحمية دينية، فتنادى الأسرى أن اتقوا شرهم ولا تتحدثوا معهم، فضايق أحدهم أحد الأسرى فقال له لقد تركناكم في عيدكم ولم نضايقكم بأي شيء فلم تؤذونني، فسب الأميركي الله والرسول صـلى الله عليه وسلم ومسك المصحف أمامنا ورماه على الأرض، ثم أمسكه مرة أخرى وجلس يلعب به كما يلعب بورقة منديل الكلينكس باستهزاء، فصاح الأخوة وكبرنا، وكنت أحد المكبرين وقلت اننا لا بد أن نعمل أي شي، ولو نكلم المسؤولين عما يجري من استهزاء بالدين، فاتهموني بالتحريض، فأتوا لي بقوة الشغب، وأخذوني إلى السجن الانفرادي المظلم «دلتا بلاك» ونزعوا مني الملابس، وهذا المكان يسمونه الطب النفسي، ووضعوني فيه ستة أشهر، فأمضيت أول شهرين بلا ملابس، وكانوا يأتونني بحبوب أجهلها فيقولون لي أنت مجنون ومريض نفسيا لابد أن تأخذ هذه الحبوب، وإذا رفضتها يدخلون قوة الشغب لدي ويعطوني إياها بالقوة، وجلست هناك شهرين كاملين والله لا أعلم شيئا عن نفسي، أشعر أنني في غيبوبة وفي عالم ثان، لا أستطيع الحركة، وكل جسمي مخدر من الإبر، وكل يوم يضربون علي زنزانتي الانفرادية لآخذ العلاج، بحسب زعمهم، وهذه العلاجات عبارة عن مخدرات جديدة يجربونها فينا، جعلونا حقل تجارب، وكانوا يستخدمون السحر والتعامل مع الجن. وكل الذين يزعمون أنهم أطباء نفسانيين هم سحرة.
• سحر وجن في غوانتانامو! كيف ذلك؟
- العجمي: أغلب الأخوة الموجودين معي في «دلتا بلاك» كانوا قراء ومن حفظة القرآن الكريم، أصبح الكثير منهم مسحورا ولم يعد يعرف نفسه، حتى أنه أول ما يتكلم يتكلم عن عيسى، فتعرف أن فيه مارد من الجن نصراني. ويستخدمون السحر الأسود، ومعلوم أن السحر عند النصارى مثل شرب الماء، ولن يصدق البعض أنهم يستخدمون الجن حتى في التحقيق.
- الزامل: الجن كان يأتي من الفاتيكان، ولم يكن يتحدث الشباب لأيام.
• هل أفهم يا عبدالله أنك تأثرت أو أدمنت على هذه الحبوب؟
- كنت أرفضها بقوة، ولكنهم يدخلون قوة الشغب علي فيرغموني عليها بالقوة مع أنني كنت أقاومهم ولكن لا حول لي ولا قوة، وعندما آخذ هذه الحبوب أو الإبر أشعر بأن جسمي ثقيل ولا أستطيع الحراك، ومخدر، فقط أقوم لآكل ثم أنام، حتى الصلاة – نسأل الله أن يغفر لنا – بالكاد كنت أتمكن من أدائها، ولديهم إبر يعطون الأسير بالقوة فيجلس لمدة شهر كامل بلا حراك طبيعي كأنه رجل آلي، بالكاد تتحرك، واستخدموا هذه الإبر مع كثير من الأخوة.
أحد الأخوة كان سليما ليس به بأس قبل أن يدخل معي في العنبر، أصبح مجنونا لا يعرف نفسه، يتغوط ويتبول على نفسه، ولكنني كنت أتعامل معهم بالسياسة، مع أنني كنت مخدرا، ولكن لم أحدث معهم المشاكل حتى أتقي شرهم، وكل العقوبات التي تمت لي كانت بسبب القرآن والصلاة ومن أجل إخواني الأسرى، فمكثت تقريبا ستة أشهر في هذا العنبر ثم خرجت بفضل الله تعالى من دلتا إلى الكويت.
وكان الأميركان يكرهون الأخ عندما يرون فيه حمية وغيرة على الدين وتمسك بالصلاة والسنن، ورفض إهانة أي شعيرة من شعائره.
• هل يلتقي الكويتيون المسجونون هناك مع بعضهم البعض؟
- الزامل: ليس على كل حال، فمثلا لم أر عبدالله العجمي خلال الأربع سنوات إلا مرة واحدة، عمر أمين رأيته مرة واحدة، وبعضهم لم أره نهائيا مثل فوزي العودة، وعبدالعزيز الشمري رأيته أكثر من مرة، فبعضهم نلتقي فيه أحيانا بحسب التنقل من عنبر إلى آخر، من كامب إلى كامب، من معسكر إلى معسكر، ولكن ليس على كل حال.
• وكيف كنتم تؤدون صلاة الجمعة؟
- لا تقام صلاة الجمعة في غوانتانامو.
• يقال أن القوات الأميركية كلفت مسلما أميركيا يؤم المسجونين ويصلي بهم الجمعة!
- الزامل: هذا ليس صحيحا، لم أر أو أسمع بذلك أبدا، ربما رآه غيري، فكما تعرف أن المعسكرات كثيرة، تقدر المسافة من أولها إلى آخرها بكيلومترين تقريبا، ولم أصل الجمعة أبدا خلال الأربع سنوات.
• وسائل التعذيب الأميركية اقتصرت على الضرب أم تعدت ذلك؟
- الزامل: لاقينا أنواع التعذيب المختلفة في غوانتانامو منها النفسي والمعنوي والجسدي، وحدث بذلك ولا حرج، والمرء منا يتحرج من الحديث عن ذلك وسياسيا يخاف يفصح، مع أنهم يزعمون أن هناك حرية رأي وحقوق إنسان، ولو كانت هناك فعلا حرية رأي لتحدثنا، ونعلم أننا ربما نُسأل بعد نشر هذا الكلام، وما حديثنا هنا إلا دفاعا عن إخواننا الذين مازالوا مسجونين هناك نسأل الله أن يفرج عنهم، ولعل كشف الحقائق هنا يكون سببا في الضغط على الحكومة الأميركية من أجل إطلاق سراح إخواننا.
أما التعذيب النفسي والجسدي فكله موجود، من أنواع التعذيب الجسدي وأذكرها هنا على سبيل المثال لا الحصر: ضربت بالقيود الحديدية «الكلبشات» على رأسي ومازالت ثمة فتحة في رأسي إلى اليوم، ونزف مني الدم لمدة شهر كامل أطلب العلاج من دون أن يحركوا ساكنا من أجلي، حتى شعرت أن قمة رأسي ستطير من الألم، وكان بجانبي الأخ الأسير فؤاد الربيعة الذي كان يتحدث الانكليزية بطلاقة، فقلت له يا أبوعبدالله أخبرهم عن رأسي فلم أعد أطيق الألم ولا أتمكن من النوم، ولما أضع يدي على الجرح أشتم رائحة العفن، وأنا أعرف أنهم يحاولون تعذيبنا نفسيا، وإلا فبإمكانهم علاجي من ثاني يوم، وبعد شهر يسر الله لي ممرضا عالجني وأعطاني مرهما أدهن به رأسي حتى شفيت تقريبا بحمد الله.
وكانوا إذا أخذونا للتحقيق يضربون رؤوسنا بالجدار وبالحديد عند الذهاب وعند الإياب، ويكون رأسنا مغطى ومقيد مع اليد والبطن والرجل، فنسير كأننا ركوع، بخلاف الضرب بالأقدام والعصي، وإذا تحدثت بكلمة ظنوا أنها خاطئة ذهبوا بك إلى أشخاص طولهم مترين يرفعونك بالهواء، وانا أتحدث عن نفسي فقد حصل معي ذلك، وهناك بعض الأسرى مثل أخينا حمزة المغربي ضربوه بثلاجة ارتفاعها مترا موجودة في غرفة التحقيق، ضربوه على رأسه ووضعوه بما يسمى بغرفة الإنعاش بغوانتانامو، وهذا مشهور يشهد به الأسرى وحتى الضباط ولا أحد يستطيع إنكاره.
وحادثة أخرى لأخ اسمه عبدالحكيم من أهل الرياض، ضربوه مرة وشجوا رأسه ما اضطره إلى إجراء عملية وسبع غرز سدوا بها الشج، وكثير من الشباب هناك تم تعذيبهم، والتعذيب يتفاوت من شخص إلى آخر.
كان الأميركان يعذبوننا بربط أيدينا لمدة من 15 يوما إلى شهر، معلق نصف وقفة، فلا هو بالجالس ولا هو بالواقف، في مكان مظلم مع موسيقى عالية يسمونها موسيقى الشياطين، لا يتركون الأسير إلا عند التحقيق أو عند الذهاب إلى الحمام.
بخلاف الكلاب البوليسية التي يحرضونها على الأسير فتنهش منه، ولكنهم لا يدعونها تقتله، فهم لا يريدون لنا الموت بل المزيد من العذاب، وأحيانا نكون مغمى الأعين ولكن نشعر بلعاب الكلب البوليسي على أجسادنا وهو قريب منا، فنتوقع هجومه الآن أو بعد قليل، ونحن لا نراه، برعب نفسي يكاد يقتلنا.
وعندما كنا نسير في مجموعات كانوا يربطون يدي الأسير مع بعضهما، ثم يربطونها بيد الأسير الآخر الذي أمامه، ومن يد ليد، بحيث لو تأخر أي واحد منهم فإن الرباط سيشتد على الجميع، وحتى نصل إلى المكان الذي يريدون أخذنا له نشعر أن أيدينا ستنقطع من أجسادنا، ولا أحد يجيب صراخنا وتأوهات الألم، بل من يتأوه من الألم فإنهم يضربونه على رأسه.
أما التعذيب النفسي كثير جدا، مثل التهديدات المتكررة، فمرة أتاني شخصيا محقق أردني اسمه نبيل، ويتحدث باللهجة البدوية الأردنية وقال لي: عادل خلك جاهز بكره سآخذك معي الأردن، وهناك ستعرف كيف تتحدث وتدلي بالمعلومات، وبعد الأردن سنأخذك إلى مصر. والأميركان مشهورون بين الشباب دائما يبثون مثل هذا الأمر، ليلقوا في قلوب الشباب الرعب، أن من لا يتحدث هنا ينقل إلى المغرب أو مصر أو الأردن، وهذا يزرع الخوف في نفوسنا لأن تعذيب الدول العربية الكل يعرف ماهيته! وإذا قارنا بين تعذيب غوانتانامو وتعذيب الدول العربية بإيعاز الأميركان فإن الأخير سيكون عذابا غير طبيعي أبدا.
من وسائل تعذيب الأميركان أنهم يضعون المعتقل في غرفة ويسلطون عليه الكشافات القوية التي يشعر من خلالها بحرارتها بالإضافة إلى أن غوانتانامو أصلا حارة جدا، وتبقى الكشافات ليلا نهارا، وجميع المعتقلين في خلال الأربع سنوات لم تمر ليلة نمنا فيها من غير كشافات، حتى أنني أول ما رجعت الكويت ودخلت المستشفى العسكري وأغلقنا الضوء أحسست كأننا في حلم لأنني أنام من دون ضوء لأربع سنوات، حتى أن عيوننا تعبت، وعندما يغطي بعض الشباب أعينهم يأتيهم الأميركان من فورهم ليأمروه أن يزيلها من على عينيه أو يأتوه بفرقة الشغب، ولم نكن نستطيع الخلود إلى النوم من قوة الإضاءة وحرارتها.
  #2  
قديم 11-04-2007, 12:48 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

وبعدما رأوا أن الشباب في العنابر يسلمون على بعضهم البعض عبر الشجون، وضعوا بينهم مولدات الكهرباء التي يأخذونها الناس معهم إلى البر «الجانوريترات»، بين كل عنبر وآخر خمسة من المولدات، ما ينتج عنه صوت عالٍ ومزعج جدا بحجة ألا يتحدث أحدنا مع الآخر، وهذه حجة هاوية، فلا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار، بالإضافة إلى تسليط الكشافات، وعندما تطفئ الكهرباء فجأة لثوان معدودة والله نشعر كأننا في جنة، وهناك كشافات داخلية وأخرى خارجية من على الأبراج مسلطة على العنابر.
يضعوننا تحت إطار الطائرة، ونسمعها تقترب حتى نظن أنهم سيدعونها تدهسنا، أو نظن أن المروحة الخارجية للطائرة ستضرب رؤوسنا واحدا تلو الآخر، لأننا كنا مغطين الرؤوس، فكنا نعيش في رعب دائم.
من التعذيب النفسي انقطاعنا عن أهلنا بالكلية، فلا رسائل ولا مكالمات ولا أخبار، وفي الآونة الآخيرة وصلتنا رسائل من أهلنا مكتوب فيها: السلام عليكم ورحمة الله أخوك وليد يسلم عليك، ومسحوا باقي الرسالة وفي آخرها مكتوب، لا تهتم ولا تخف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!! فأين باقي الرسالة؟ وبعض أهالي الأسرى ونشروها في وسائل الإعلام، كلها مشطبة، يحطمون بذلك نفسياتنا ويعذبوننا بعدم معرفة أخبار أهلنا وأولادنا وأزواجنا! بل بلدنا بكاملها لا نعرف أخبارها، منقطعين تماما، حتى نتساءل أحيانا هل قامت حرب عالمية ثالثة؟ أو أننا فقط الذين نعيش في العالم أم حصل كذا أو كذا؟ لا نعرف الأخبار نهائيا لا الأحداث التي جرت في الكويت ولا سقوط العراق ولا أي شيء.
وعندما يقدمون لنا الطعام نجد فيه العفن والديدان، وعندما نخبرهم لا نجد استجابة وأحيانا يقولون اننا لا نعلم بذلك!
- العجمي: من وسائل تعذيبهم أنهم كانوا يساومون بعض الأخوة بالأدوية، فبعض الإخوة أصيب بالقرحة، وأصيب بعضه بالروماتيزم بالمفاصل، لأن الأميركان كانوا يعرون الشباب، ويضعونهم على الحديد، وكانت الأرض صاجة، وروماتيزم المفاصل أخطر مرض، وأنا مصاب به الآن، أشعر بمثل السكاكين على جسمي إذا جاءت نفحة هواء باردة، فكانوا يساومون الأخوة.
أذكر أخا اسمه علي من آل حسين من قبيلة وائلة باليمن، كان يعاني من اللوزتين، فجلسوا يساومونه يقولون له: إن كنت تريد علاجا فزودنا بمعلومة عن فلان وفلان، وماذا تعرف عن علان الموجود بالزنزانة التي بجانبك، ولم يكن يجيبهم فأهملوه حتى أصيب بمرض غريب وهو روماتيزم بالقلب، وأسأل الله أن يشفيه، وكثير من الإخوة أصيب بالقرحة ولم يتم علاجهم، بسبب المساومة على العلاج والأدوية.
وهذا أحد الأخوة أسأل الله أن يفرج عنه وعن الباقين جميعا، كان مصابا في أصابعه، فتكلم مع الطبيب ووعدوه بعملية جراحية، فعندما ذهب إلى المستشفى وأعطوه البنج كانوا يتعلمون عليه، فبعد أن أمسى في غرفة العمليات وأصبح وجد أصابعه مبتورة، وكان يشتكي من أصبع واحد فقط!! فالأميركان كانوا يشتغلون جزارين هناك.. وأخونا عمران المكي، كان مصابا بإصابة وكل فترة يقطعون من جسده حتى بتروا رجله. فالحالة الصحية هناك تعيسة جدا.
واتخذوا الأسرى حقل تجارب، والآلام التي نعاني منها كلها من أثر الإبر التي كانوا يعطوننا إياها الأميركان. كانوا يقولون لنا بأنفسهم أن الإبر التي كانوا يعطوننا إياها كلها جراثيم، وكذلك أدوية مرض الكبد وغيرها، ولكن الله حفظنا بفضله ثم بالرقية الشرعية.
والمسلمون في صمتهم تجاه ما يحدث لإخوانهم في غوانتانامو يسألون عن كل صغيرة وكبيرة أمام الله تعالى وفي كل مكان كالأسرى في أبو غريب والأردن وباكستان وأفغانستان.
• هل لمستم شيئا من تعاطف الجنود معكم؟
- الزامل: بعض الجنود كانوا متعاطفين معنا، وأذكر مرة جاءني جندي وقال لي: أنا مستغرب كيف استطعتم الصبر طوال هذه المدة! فالجنود كل ستة أشهر يستبدلون في المعسكر بالكامل، وهذا نوع من الذكاء العسكري، فالإنسان عبارة عن أحاسيس ومشاعر، وفي كل بلد تجد أناسا متعاطفين أو مؤمنين بحقوق الإنسان، وعندما يأتون بالجنود الجدد يقذفون الرعب في قلوبهم ويقولون هؤلاء إرهابيون محترفون وكلهم يلعبون ألعابا قتالية وفي مستوى عال من الذكاء والمكر لا تتعاطفون معهم.
كنت تجد الجنود في بداية وجودهم يبدوا عليهم الخوف الشديد منا حتى إذا أرادوا إعطاءنا شيئا ما يتعامل بحذر شديد جدا، وبعد فترة من الزمن يصبح كأنه واحد منا وهذا ينطبق على الكثير من الجنود، فيقول لنا أحدهم: سمعت أنكم إرهابيون ومجرمون، ولكن الذي رأيته خلاف ذلك، وعندما أرجع بلدي سأخبر أهلي ووالدي بما رأيت منكم.. فتجد كثيرا من الجنود غير راضين بالوضع القائم في غوانتانامو، حتى قال لي أحدهم والله لو كنت مكانكم لأصبحت مجنونا بعد ثلاثة شهور فقط مما تلاقونه..فكنت استغله بالدعوة وأخبره أن هذا تثبيت الله سبحانه وتعالى، وكل شيء بيد الله تعالى.
كان الجنود في بعض الأحيان يستغربون صبرنا ومكوثنا في غوانتانامو فهو مكان حار جدا ومليء بالأوبئة والحشرات والعقارب والثعابين، والعديد منا لدغ من حية أو عقرب ولم يكن مسموح لنا أن نقتل الثعابين أو العقارب، وهناك أيام في السنة تخرج علينا القباقب «سرطعون البحر» صغيرة ولونها برتقالي، فتخرج علينا بالملايين، والله اني نائم وفوق جسدي أكثر من ألف واحدة منهم، ولو دسنا أحدهم بأرجلنا فستنقلب رائحة المكان «زفرة»، ولا ينظفون المكان ولا يزيلون هذه القباقب فيستمر التعذيب النفسي لنا.
• عادل هل ارتكبت ضدك عقوبة معينة نتيجة لارتكابك فعلا معينا؟
- الزامل: منذ أول خمسة أيام قدمت فيها غوانتانامو وضعوني في سجن انفرادي في مكان حار، صندوق من حديد قياسه متران في متر، مغلق من جميع النواحي، وله فتحة واحدة والجو فيه حار جدا..
• والسبب؟
- الزامل: لا يوجد سبب نهائيا، فوضعوني في هذا المكان، ولم توجه لي أي تهمة أصلا عن أحداث 11 سبتمبر، فكل القضية والقتال الجاري إلى اليوم كلها بأسباب 11 سبتمبر، ونحن لا دخل لنا بتلك الأحداث، فلسنا ممن فجروا الطائرات ولسنا نتبع تنظيم القاعدة، ولا دخل لنا بأي شيء بتاتا.
والأسئلة التي طرحت علينا في أول الأيام فقط، تعرف أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو فلان أو فلان، فقلنا لا، وانتهت الاسئلة.. ثم كان التحقيق المستمر بعد ذلك لا دخل له بالقاعدة أو بغيرها، بل كان عن تعدد الزوجات وعن القبائل عنزة ومطير وشمر وغيرهم، ومدى قرابتهم لبعض، وهل كندري يقرب للكندري الآخر، وعن الديوانيات الكويتية وأصحاب الديوانية والأحاديث التي عادة ما تقال في الديوانيات، وكلام كثير من هذا القبيل.. ولم توجه لنا أي تهمة بخصوص أحداث 11 سبتمبر، وكان مكوثنا طوال تلك المدة من دون تهمة.
• وكيف كانت حياتك داخل الصندوق؟
- الزامل: تركوني لمدة شهر داخل هذا الصندوق، والطعام دائما يكون قليلا جدا، ويوجد مرحاض في نفس المكان لقضاء الحاجة، والملابس بوليستر مئة بالمئة وهذا نوع من التعذيب النفسي الجسدي، والخبر ليس كالمعاينة والذي يحترق ليس كالذي يتفرج، وأحيانا يضيق صدري حتى أدعو الله أن يأخذ حياتي.
الهم الذي كنا نعانيه يدك الجبال، تخيل.. حرا شديدا، ولا يوجد علاج، وممنوع عليك الكلام، والله اني لما أستيقظ من نومي أجد الوسادة مملوءة بالماء من شدة العرق الذي نعرقه والحر الذي نعانيه.
وهناك فتحة صغيرة في الباب قياسها تقريبا 30 سم في 10 سم ليدخلوا منها الطعام، ووالله الذي لا إله إلا هو انني أقترب منه حتى آخذ النفس لضيق النفس الذي نعانيه، حتى أشعر أني أكاد أموت.
وبعد هذه العقوبة بشهر تقريبا أدخلوني في نفس الصندوق ولكنه بارد جدا، فيه فتحة سنترال، ودرجة الحرارة فيه تحت الصفر، ونزعوا عني ملابسي باستثناء شورت فقط، من غير فانيلا أو سروال وأنام على الحديد، حتى أشعر أني سأتجمد من البرد، وألعب رياضة وأقفز بالليل حتى لا أتجمد، ولا أستطيع النوم.
والغريب في الأمر أنهم حينما يستدعوني للتحقيق يسألوني أين أنت، من باب التعذيب النفسي، فأخبرهم أني في الانفرادي الفلاني فيقولون: من ذهب بك إلى هناك كأنهم لا يعلمون، وما يريدون إلا اللعب في نفسياتنا، ثم يسألوني عن فلان أو فلان، ويظنون أننا في غوانتانامو كلنا نعرف بعضنا البعض، وأنا شخصيا لا أعرف أحدا من الكويتيين الموجودين في غوانتانامو مسبقا إلا سعد العازمي كنت أعرفه قبل خروجي من الكويت. فكيف أعرف غيرهم!! وأكدت لهم أنني لا علاقة لي بأحد.
وهذا التعذيب لظنهم أننا نكذب، فيمارسون معنا ممارسات شرسة جدا.
• ألم تكن تعارضهم في شيء أو تستهجن فعلا معينا أو تقاومهم؟
- الزامل: أنا بطبعي هاديء جدا لا أحب المشاكل، فأحيانا يجلسوني في غرفة ويشغلون المسجل صوت الموسيقى بصوت عال جدا، ويتركوني لمدة ساعتين أو ثلاث، فيدخلون علي ويقولون منذ متى وأنت هنا، أجيبهم منذ فترة، فيقولون هل تريد الموسيقى أو تريدنا نطفيها فأجيبهم افعلوا ما تشاءون وما يحلو لكم. واليوم الذي بعده مباشرة يجلسوني ويشغلون الشيخ عبدالباسط بصوت عال جدا، ويتركوني ثلاث ساعات ثم يدخلون علي بنفس الطريقة فأقول لهم عندما يسألوني إن كنت أريد إغلاق المسجل أو تخفيض الصوت: افعلوا ما يحلو لكم «كيفكم»، فأنا مأسور وليس لدي كلمة، وأعرف أن ليس لدي حق، وأنا مربوط وأحيانا يجلسوني بطريقة تكسر الظهر وأنا أنتظر دخولهم علي.
وعند التحقيق يدخلوني غرفة باردة جدا، ويتركوني بالساعات، ثم يدخلون علي يحققون معي لمدة ساعة إلى ساعتين ثم يخرجون ويتركوني ساعتين أخريين، وهكذا لمدة ست إلى سبع ساعات. وعندما أصل العنبر أظل لفترة ويدي كأنهم متجمدتان، من شدة البرودة.
ومن أساليب التحقيق النفسي التي قتلتني قتلا وأثرت فيني كثيرا ولم يسبق أن قلتها لأحد لا وسائل إعلام ولا حتى لإخواني، ولا أنسى هذا الأمر أبدا، كان يأتيني شخص أميركي كبير بالعمر بالـ55 إلى 60 سنة تقريبا، نحيف، طوله مناسب ويعتبر طويلا، كان يأتيني بين فترة وأخرى وأول ما يدخل علي يقول لي: احفظ وجهي جيدا فلعلي أراك مرة أخرى، فيسألني إن كنت أعرف انكليزية فأقول له: أعرف القليل، فيقول أنت تتحدث جيدا، فأقول له: لا أعرف إلا القليل، فيبدأ بأساليب تعذيب أود الاحتفاظ بها في نفسي ولا أود ذكرها لأحد، فيبدأ بالتعذيب، وكلما يأتيني يقول لي نفس الكلام، وكان يضع ملصقا على اسمه، ولكن مرة من المرات سقط الملصق عن اسمه ورد ركبه، فكان اسمه يتكون من أربعة أحرف أو خمسة، لم أتمكن إلا من قراءة الحرف الأول والأخير، كان الأول حرف H والأخير حرف D، واسمه قصير، وكان يكرر علي عبارة: تذكر وجهي لعلي أراك مرة أخرى ثم يبدأ بالتعذيب.
وكذلك المحققة التي استمرت معي لمدة سنتين واسمها «ميغن»، وكانت تقول لنا: إذا لم تكونوا خائفين فلماذا تضعون كنى مثل أبو معاذ وأبو كذا؟ لماذا لا تذكرون أسماءكم الحقيقية؟ فقلت لها: أنتم كذلك لديكم كنى، فهي تزعم أن اسمها «ميغن» بينما اسمها الحقيقي «ماغي»، واكتشفت اسمها عندما نسيت هويتها مكشوفة، وعندما قدمت نحوي رأيت الهوية، وإلا ففي العادة فإنها تنزع الهوية أو تخبئها، ولم أقل لها أنني أعرف اسمها الحقيقي، ولم أقل لأحد إلا بعد وصولنا الكويت. فحتى المحققين أحيانا يخطؤون بالتحقيق بدلا من أن يقل «ميغن» قالت لك كذا، فإنه يقول «ماغي» قالت لك كذا، فيخطؤون في التحقيق.
وهذه المحققة كانت تأتي مع شخص يجلسان سويا، من أساليب التعذيب، فيقول لها أمامي: أنا معك نستطيع فعل المستحيل الذي لا تستطيع الاستخبارات الأميركية فعله، ونستخرج معلومات لا يستطيعون استخراجها، فتجيبه: أنا أعرف، بل أنا متأكدة من ذلك، ثم يبدأون بتعذيبي بطريقة أحتفظ فيها لنفسي.
وكانت دائما تدندن حول هذا الكلام، وكانت تقول للشخص الذي معها: أنا أثق بك ثقة جيدة وأنت صاحب مهارات، وتستطيع أن تحقق الذي لم تستطع الـ FBI والاستخبارات تحقيقه، فيقول لها نعم، وسترين الآن ما سنفعله، ثم يبدأون بالتحقيق معي، وهذا اسلوب رعب، فكانت هذه الطريقة تؤثر بنفسي جدا.


غداً...
جنود اميركان اسلموا على أيدي المعتقلين
وتفاصيل الإغراءات الجنسية
  #3  
قديم 12-04-2007, 10:48 PM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (5)


تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


جنود أميركيون أسلموا على أيدي شباب وهم تحت العذاب... لله الحمد
يستكمل اسرى غوانتانامو المحررين قص المعاناة التي عاشوها في المعتقل.
هل مارستم في معتقل غوانتانامو دعوة الجنود الأميركان إلى الإسلام؟ أو تعلمتم اللغة الإنكليزية منهم؟- العازمي: كثير من الاخوة الأسرى في غوانتانامو كانوا يجيدون اللغة الانكليزية، وكانوا يدعون الجنود الأميركان، وأسلم بعضهم ولله الحمد، وعندما علمت إدارة المعتقل بقيادة الجنرال ميلر أن بعض العسكر أشهروا إسلامهم فاستبدل الجنود بآخرين وحذرهم من فتح مجال الأسئلة الدينية مع المعتقلين أبدا، وأن هذا من اختصاص المحققين فقط، فلما جاء الحرس الجدد كانوا يرفضون مجرد الحديث عن الإسلام عندما كان بعض الاخوة يحاولون عرضه عليهم، ويقولون لنا: لو نفتح معكم هذا الموضوع سينقطع راتبي وأحاكم محاكمة عسكرية وقد أسجن من إثر ذلك، فأرجوك لا تفتح معي هذا الموضوع بتاتا.
أما تعلم اللغة الانكليزية، فكنا مهتمين بها منذ بداية اعتقالنا ونريد تعلمها وإجادتها، وأغلب الأسرى في غوانتانامو تعلموها، ثم تركنا الرغبة في التعلم بسبب أن الأميركان كان كلامهم دائما قبيحا جدا، فعندما تتحدث معه تجد كلامهم وخصوصا كلام الاستغراب عندهم كله فحش وكلمات «فك وتركيب»! وأظنك فهمت قصدي.. وأسميناها بذلك لنتجنب الألفاظ السيئة.. وهذا جعلنا نترك ونكره اللغة الانكليزية.. ونتعفف عن تعلمها، ومن الصعب علينا أن نتعلم من أناس بهذه السوقية والوقاحة في الألفاظ، وتوقفنا عن مخالطتهم والحديث معهم عن اللغة، ولكن لطبيعة الحال تعلمنا من اللغة الانكليزية ما نستطيع أن نطلب به أمرا ما، ونخاطبهم بالأمور السطحية البسيطة.
• سعد هل ارتكبت ضدك بعض العقوبات نتيجة لارتكابك فعلا ما؟
- العازمي: سألني مرة أحد المحققين سؤالا، فقلت له: منذ ثلاث سنوات وأنتم تسألونني نفس السؤال وأجيبه أما الآن فلن أجيب، فأتى بالمصحف، وكان طبعة مجمع الملك فهد، وفتحه من نصفه وبصق عليه أمامي، ثم أعطاه للمحققة «ميغن» وقال لها تصرفي به، فأمسكته وضربته بالحائط، ثم أشعلت سيجارتها وأطفأتها بالمصحف..
كيف كان شعورك وأنت ترى إهانة المصحف؟
- شعور محزن، وأحيانا أبكي من القهر، ولكننا أسرى لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
وماذا حصل بعد ذلك؟
- عندما أبديت اعتراضي ورفضي لإهانة المصحف، تم عقابي بالسجن عاريا لشهر وأحيانا أسبوعين، وأضطر بعدها للإجابة حتى لا يزيدوا في إهانتهم للقرآن الكريم.
ولو أسرد لك أنواع التعذيب نوعا نوعا لما انتهينا ولو بعد سنة، فالأميركان مارسوا جميع أنواع التعذيب معنا، سواء كان التعذيب النفسي أو الجسدي أو أي نوع آخر من أنواع التعذيب.
يقال ان الإغراءات الجنسية من أنواع التعذيب في غوانتانامو، فما صحة ذلك؟
- العازمي: نعم كانوا يمارسون معنا الإغراءات الجنسية كنوع من أنواع التعذيب، يأتون ببعض الساقطات في أميركا، أو اللواتي يعشن في أميركا من بعض الجنسيات العربية، مع الأميركيات ويضعنهن في المعسكر، فمتى احتاج المحقق إلى إغراء أحد المعتقلين أو الضغط عليه بالجانب النفسي فإنه يطلب إحداهن فتأتي وتعمل بعض الإغراءات للأسير، وهم يعلمون أن الشباب المسلم الملتزم يغض بصره عن النساء ويجتنبون فتن النساء، فكانوا يستغلون ذلك في التحقيق. يأتون بالساقطة في التحقيق وتتعرى أمام الأسير أو ترقص أو تلبس لبسا عاريا، أو تمسح الأسير، أو تأتي بكريم (..).
على سبيل المثال فإن المحققة «ميغن» التي كشف اسمها عادل الزامل، كانت تحقق معي فترة طويلة وتجلب معها الساقطات منهن عربيات ومنهن أميركيات، وهي نفسها تفتح صدرها وتقول انظر إلى صدري ما رأيك به؟ هل هو جميل؟ على سبيل المثال.. وأحيانا تلبس «شورت» وتضع رجلا على رجل، وتقول انظر إلي وخذ الأمر طبيعي، فأنتم تفهمون الدنيا والحياة بصورة خاطئة، وتحاول أن تشد الأسير بالقوة إذا غض بصره، فتأمره بالنظر إليها أو إدخال قوات مكافحة الشغب لضربه.
وفعلا في أحد الأيام، وكان يوما مؤسفا، جاءت «ميغن» ومعها أميركيتين كن شبه عاريتين، فقالت عليك أن تختار إحدى هاتين المرأتين الفاتنتين، وهما متمرستان بالجنس، لهما باع في كذا وكذا، ويقلن لي انظر إلينا، بينما كنت أغض بصري وأنا مقيد اليدين والبطن مع الرجلين المربوطتين بالأرض ما يعيق حركتي أصلا، فتأتي إحداهما لترفع رأسي بعد أن كنت مطأطأ الرأس، وتقول انظر إلي، ومعها مترجمة من إحدى الدول العربية، فتقول لي انظر إليها ولا تخف، اعتبرها مثل اختك وانظر إليها، وبدأت إحداهن تنزع عنها لباسها، ويريدونني أن أنظر إليها وهي تنزع ملابسها، فضحكن مع بعضهن البعض، فقالت «ميغن»: لا.. هو يحبني أنا أكثر، فقامت «ميغن» الساقطة، وهي ضابطة في البحرية الأميركية، تتعرى وتكشف صدرها وتقول لي: سنعمل معك هكذا حتى تحلق لحيتك وتنام مع النساء هؤلاء وتصبح حياتك عادية جدا، ولكن ولله الحمد الذي ربط على قلوبنا في غوانتانامو، ولم نسمع أن أحدا من الأسرى مارس معهن الجنس، وذلك من فضل الله تعالى.
والغريب أنهم كانوا يجلبون معهن بعض الجنسيات العربية، ويتعرين بنفس الطريقة، ويمارسن نفس ما تمارسه الساقطات الأميركيات، حتى بإهانة المصحف الشريف، ومنعنا من الصلاة.
- العجمي: في أول يوم من أول رمضان أمضيناه في غوانتانامو، كان بجانبي أحد الأخوة، أسأل الله أن يفرج عنه، وهو سعود الجهني من جدة، أخذوه للتحقيق في أول يوم من رمضان، ودخلت عليه ضابطة أميركية سوداء، أسأل الله أن ينتقم منها، ومعها عسكري، وبدأوا يغرون أخينا، وهي تأخذ الدهان وتمسح على جسده، بحجة أنها تريد تدليكه، وبدأت بإغرائه، وكان الأخ يقاومها ولكنها تصر، فاحتار ماذا يفعل إلى أن فكر أن يبصق في فمها، فلما قربت فمها عند فمه تريد منه تقبيلها، بصق في فمها، فمن قهرها منه أمسكت رأسه وضربته بالحديد الموجود بالأرض، ثم دخلوا عليه قوة الشغب وأوسعوه ضربا، حتى كسرت بعض أسنانه، وفي المرة الثانية دخلت عليه الضابطة السوداء مرة أخرى، ولا حيلة له، فاستعان بالله وبدأ يقرأ آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة والمعوذتين ثم ينفث عليهم، وهو يحدثني شخصيا يقول: والله الذي لا إله إلا هو أنهم لم يستطيعوا تحمل ذلك ويأمرونه بالتوقف عن ذلك ويضعون أصابعهم في آذانهم، حتى هربوا من عنده بفضل الله تعالى.
وهناك أخ سوري اسمه يعقوب، حافظ القرآن، دخلت عليه محققة أميركية تريد إغراءه لأنه كان لا يتكلم أثناء التحقيق معهم بأي كلمة، لأنه كان يخاف أن تصدر عنه كلمة قد تكون سببا في هدم الإسلام أو إلحاق الضرر بالمسلمين، فبدأت تغريه، فجلس يبكي ويدعو الله عز وجل، حتى انفك القيد من يده، فهربت كالفأرة، وخرجت من غرفة التحقيق واستدعت قوة الشغب، فضربوه وأسقطوه على الأرض ثم ثبتوه على الكرسي، وأتت الخبيثة فتعرت عن ملابسها، ووضعت يدها في فرجها ثم وضعت الحيض على وجه أخينا، أكرمكم الله، وهو لايزال موجودا هناك، نسأل الله أن يفرج عنه.
• طيب ماذا كان الهدف من هذه الإغراءات الجنسية لمعتقل يعدونه عدوا؟
- العازمي: الأصل فيها رغبتهم أن نترك ديننا وننفتن عنه، كما قال تعالى « ودّ الذين كفروا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء»، فيريدون منا الردة عن الدين وملة محمد صـلى الله عليه وسلم، ويريدوننا أن نتخلى عن مبادئنا الأخلاقية..
يعني ليس لجلب معلومات منكم؟- العازمي: الأصل أنهم يريدون المعلومة، ولكنهم في نفس الوقت يريدون الأسير مثلهم كما قيل (ودت الزانية لو أن كل النساء زنين)، فالأميركان شعب ساقط منحط بلا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم، والله أعلم.
هل قابلكم الوفد الكويتي الذي ذهب إلى غوانتانامو؟ وماذا حصل معهم؟
- العازمي: قابلنا مرتين، الأولى كانت في بداية الأسر، والمقابلة الثانية بعد تقريبا ثلاث سنوات من الأسر، حققوا معنا هناك بعض التحقيقات، ووجه لنا التهم التي وجهها لنا الأميركان، وأخذ منا بعض المعلومات ومضى.
- الزامل: كانت مقابلة الوفد الكويتي معنا شبه سطحية، جلب لنا رسائل من أهلنا، وأخذ منا رسائل لهم، ويبدو أنهم كانوا يتفاوضون مع الأميركان حول كيفية استلامنا، وجلب لنا سلامات أهلنا، وأخذ أخبارنا لهم، وأتونا هم مرتين، في السنة الثانية والثالثة على ما أظن.. قالوا لنا بقرب الإفراج عنا، وأهل الكويت ينتظرونكم، ونحن مشتاقون لكم، وسيكون الفرج قريبا، ولا تخافون، ومن مثل هذا الكلام، وقالوا لنا أنهم سيخرجون منا ليذهبوا إلى واشنطن العاصمة للمطالبة بالإفراج وكتابة عقود الاستلام لنا، وكيفية الاستلام. وأخبرونا أن الحكومة الكويتية مازالت تسعى مع الخارجية الأميركية من أجل فك الأسر.
  #4  
قديم 14-04-2007, 12:45 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

• ألم تطالبوهم بشيء ما؟
- العازمي: لا، لأننا لا نعلم أنهم لا يملكون أي شي.
-الزامل: كانت الجلسة قصيرة ومحدودة، ولم نتمكن من شرح ما نتعرض له هناك، وسألونا إن كنا نريد شيئا أو وصية لأهلنا بشيء.
• هل كنتم تعلمون أخبار ما يجري في الخارج؟ ضربة العراق وغيرها من الأحداث؟
- العجمي: لم نكن نعلم ما يدور حولنا، إلا أن الله سخر لنا بعض الجنود هناك فكانوا يخبروننا ببعض ما يحصل في الخارج، ونلتقط بعض الأخبار أثناء حديث الأميركان مع بعضهم البعض. وكان بعض الجنود يأخذ منا رسائل سراً ويرسلها إلى أهلنا من دون علم إدارة السجن، وبعضهم أسلم على أيدينا بفضل الله تعالى. وبعضهم أسلم على يد أخينا فؤاد الربيعة فك الله أسره.
- العازمي: الأميركان كان مكتمين علينا الأخبار فلا نسمع منها شيئا أبدا، ولما خرجنا من غوانتانامو استغربنا الأحداث التي حصلت وتحصل في العالم، ولا نعرف أي شيء حتى أخبار أهلنا التفصيلية لم نكن نعرفها.


غداً...
لماذا مارس المحتجزون الاضراب في غوانتانامو؟ وما صحة حالات الانتحار بينهم؟


الطريق إلى غوانتانامو / (6)



إضرابنا كان احتجاجاً على إهانة الأميركان للمصحف واستهزائهم بالصلاة وتعذيبهم لإخواننا المحتجزين
• كيف علمتم بقرب الفرج عنكم؟ ولماذا أنتم دون البقية من الكويتيين؟
- الزامل: لم أعلم عن خبر الإفراج عني إلا قبل خروجي بساعة واحدة، ويتعمد الأميركان تعذيبنا نفسيا إلى آخر لحظة إن استطاعوا. قبل خروجنا بساعات نقلونا من عنبرنا إلى عنبر آخر، فجلسنا ننظر إلى بعضنا البعض ونحن نجهل مصيرنا، ثم أخبرونا أننا سنسافر ولم نصدقهم في الحقيقة، وحتى لما صعدنا الطائرة، لم نصدق إلا عندما طارت الطائرة. فلم يخبرونا إلا في الساعات الأخيرة فقط.
ولا نعلم سبب الإفراج عنا دون غيرنا وهو في علم الغيب، فالسياسة الأميركية غير واضحة المعالم وأفعالها غير مبررة الأسباب، وأستغرب من الاستراتيجية الخاطئة التي تنتهجها الإدارة الأميركية في غوانتانامو حيث أفرجوا عني مع أنني مؤسس ومدير منظمة «وفاء» للأعمال الإغاثية في كابول، بينما باقي أعضاء ومدراء المنظمة وهم: عبدالله المطرفي، وجمال محمد مرعي، ودكتور أيمن با طرفي، مازالوا رهن الاعتقال، فأنا المؤسس خرجت بينما هم مازالوا هناك، مما يثير الاستغراب من هذا التخبط في الحقيقة!
- العجمي: علمت بخروجي من غوانتانامو عندما طارت الطائرة، ولم أكن أثق بالأميركان، لأنهم كرروا بعض هذه المواقف والمقالب مع بعض الأخوة، فكانوا يأخذونهم ويضعونه في الطائرة ويوهمونه أنه سيفرج عنه، ثم يقولون له انزل كنا نمزح معك. فكنت في عنبر دلتا وهو عنبر السحرة، بتأثير الإبر والحبوب، وعندما خرجت إلى الطائرة كنت تعبان نفسيا ولا أستطيع التركيز، وعندما كان يكلمني بعض الأخوة كنت شارد الذهن خائر القوى.
- العازمي: أنا حالي كحال الأخوة، ولم نكن نصدق الأميركان لكثرة كذبهم ومقالبهم وسخريتهم من الأسرى.
هل تعلم لماذا تم خروجكم على دفعات ولم يكن خروجكم سوية دفعة واحدة؟
- لا والله لا نعلم، فهذا أمر يرجع لهم ولا نعرف الآلية المتبعة في ذلك.
هل كنتم في طريق العودة إلى الكويت بطائرة عسكرية أميركية؟
- الزامل: لا.. طرنا من مطار غوانتانامو طائرة كويتية خاصة بوزارة الخارجية الكويتية، يقال انها خاصة بسمو الشيخ صباح الأحمد، وهي صغيرة بالكاد تكفي لعشرين شخصا أو أقل. وأسجل شكري لسمو الأمير على هذه البادرة بإرسال طائرة تنقلنا إلى أرض الوطن.
كيف كان تعامل واستقبال طاقم الطائرة الكويتية لكم؟ وكيف كان شعوركم أول ما ركبتم الطائرة الكويتية؟- الزامل: لم نصدق أنفسنا ونحن نركب الطائرة الكويتية، كأنه حلم، فقد كنا نظن لن نخرج من غوانتانامو إلى الأبد، وكان يتملكنا شعور لا أستطيع وصفه.
وكان استقبال الوفد الكويتي لنا في الطائرة أكثر من ممتاز، وكادوا يطعموننا بأيديهم من شدة حفاوتهم بنا.
- العجمي: الله تعالى هو الذي أخرجنا من ذلك المكان وله الفضل والمنة، فإنما أمره إن أراد لشيء أن يقول له كن فيكون، وهذا يومنا المكتوب لنا، لم نكن نثق بالأميركان، وعندما صعدت الطائرة لم أكن واثقا من خروجي، وكنت متعبا نفسيا غير قادر على التركيز، ولكن كنت أشعر أنني في طائرة، وقالوا اننا ذاهبون إلى الكويت، ولم أفق إلا وأنا في المستشفى العسكري.
- العازمي: بعدما رأينا الطائرة الكويتية بشعارها، وصعدنا إليها ورأينا الوفد الأمني، لم نتأكد بأنها حقيقة إلا بعد طيرانها، وهذا فضل الله تعالى، وكان استقبالهم طيب لا بأس به، ووصلنا إلى الكويت بحمد الله تعالى.
لوحظ في بداية وصولكم إلى الكويت وبعد الإفراج عنكم عدم تصريحكم لوسائل الإعلام المختلفة، فهل كان ذلك بتوجيه من الأميركان أم من السلطات الكويتية أم من عند أنفسكم؟- الزامل: عدم تصريحنا في وسائل الإعلام كان من عند أنفسنا، ولكن في الآونة الأخيرة وبعد طلب من أخينا الكبير خالد العودة رئيس لجنة أهالي معتقلي غوانتانامو أن نتحدث عن الأسر في ذلك المعتقل وانتهاكات حقوق الإنسان فيه، نصرة للكويتيين الأربعة الباقين هناك، حتى يخرجوا منها، ولا بد أن يعرف العالم أجمع عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في هذا المعتقل، ولا بد أن نبين للناس حتى يكون هناك ضغوطات وخصوصا مع موسم ذكرى غوانتانامو السنوي، حيث تتحدث كل وسائل الإعلام عن ذلك، ولعل لقاءنا هذا يشكل ضغطا على الحكومة الأميركية حتى تفرج عن باقي إخواننا المأسورين، فك الله أسرهم.
قبيل خروجكم مارس بعض المعتقلين في غوانتانامو ومنكم من مارس معهم الإضراب عن الطعام، ورفضوا رفضا قاطعا تناول الطعام، فما سبب هذا الإضراب؟ وما قصته؟- الزامل: أغلب الإضرابات التي حصلت في غوانتانامو بسبب إهانة القرآن العظيم المستمرة بين فترة وأخرى، وما وجدنا وسيلة ولا سبيل لإيقاف تلك الإهانة إلا بالإضراب الذي لا نملك سواها بعد الله سبحانه وتعالى، فاجتمع الاخوة على رأي الإضراب عن الطعام لعله يكون رادعا لاهانتهم المصحف وحتى يكفوا عن تلك الإهانة، وأغلبها لإهانة المصحف، وبعضها كان بسبب تعذيب الأخوة حيث يؤخذ بعضهم إلى السجن الانفرادي لمدة ثمانية أشهر، وبعضهم يعذب لا نعلم أين نقل وأين أخذوه، فنضرب كنوع من المطالبة بإرجاع الأخ لنا مرة أخرى. وبالنسبة لي لم أضرب عن الطعام نهائيا، أما الأخ عبدالعزيز الشمري فهو أكثر واحد من الكويتيين إضرابا عن الطعام حيث استمر لأكثر من 90 يوما، وأضرب فترة أخرى 90 يوما أخرى، وأعرف أخا فلسطينيا أضرب ما يقارب أربع سنوات، منذ إلقاء القبض عليه إلى آخر لحظة خرجت بها من هناك، والأخ سعد العازمي كذلك شارك في الإضراب.
- العجمي: شاركنا بالإضراب بسبب إهانة المصحف الكريم والاستهزاء بالصلاة وتعذيب الاخوة، حتى أنهم يستمرون في غرفة التحقيق لأكثر من يومين من دون طعام أو راحة، وكانت الإضرابات نوعا من الانتصار عليهم بفضل الله تعالى، أثرت عليهم، فلبوا مطالبنا وأعادوا اخواننا.
- العازمي: الإضراب كان أغلبه بسبب إهانة القرآن الكريم، وكان فترة معينة لأيام، وشاركت في أحد الإضرابات، حتى يتركوا إهانة القرآن، ووعدنا الأميركان إن فكينا الإضراب بعدم إهانة القرآن مرة أخرى، ففعلنا، ولكنهم عادوا وأهانوا القرآن الكريم.
• ما خشيتوا على أنفسكم الهلاك؟
- العجمي: الموت بيد الله، ولم نكن نخشى إلا الله، فنحن نحتسب الأجر أن ننصر إخواننا، ونرفع الظلم.
- الزامل: من المعلوم أن الإنسان لو أضرب عن الطعام 40 يوما وأكثر من ذلك فلا يصيبه شيء، أما الماء فسيهلك إذا استمر أكثر من 7 أيام، وأظن بعض الأخوة كان يشرب القليل من الماء، أما الطعام فلا، حتى يصبح بعضهم كأنه هيكل عظمي.
أظن أن السلطات الأميركية لا تدع المضرب يموت، فتزوده بالمغذي، أليس كذلك؟
- الزامل: بعد إضراب الأخ لمدة معينة، وبمجرد أن يسقط مغشيا عليه يكاد يموت، فإنهم يضعونه على سرير مربوط اليدين والقدمين، ويضعون في أنفه «هوز» بلاستيك أو «بايب»، ويستخدمون حتى في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها الأسير يسعون لإيذائه قدر الإمكان فيضعون أنبوبا كبير الحجم في أنفه، ليؤلمه عند الدخول وعند الخروج، حتى لا يضرب مرة أخرى.
• وما صحة حالات الانتحار التي نشرت بعض وسائل الإعلام عنها؟
- الزامل: الانتحار لم أره بنفسي، ولكن وانا في الكويت سمعت عن الحالات الأخيرة التي قالوا إنهم انتحروا ولكن الأميركان هم الذين قتلوهم، بحسب ما نقل لنا من الاخوة الذين جاؤوا لاحقا.
وقد كنت هناك عندما زعموا أن الأخ مشعل مدني حاول الانتحار بشنق نفسه، ولكن هذا غير صحيح إطلاقا، لأنه كان في سجن انفرادي اسمه «انديا» ولا يمكن داخل السجن يتعلق بشيء ليشنق نفسه به، فهو عبارة عن صاجة من حديد مغلقة، وحقيقة الأمر هو أنهم أهانوا المصحف الشريف ما أدى إلى استهجان واستنكار أخينا مشعل فأدخلوا عليه قوة مكافحة الشغب، وكنا نسمع ضربهم له، وحدثنا الأخ الذي كان في الزنزانة المقابلة لزنزانة مشعل أنه لما أعطوه الطعام فتحوا له الفتحة الخاصة بالطعام فرأى زنزانة مشعل مليئة بالدماء حتى شمعها الأميركان بالشمع الأحمر بعد خروجه منها، ونقلوه إلى المستشفى حيث مكث لمدة سنتين فاقد الذاكرة، وعندما خرج كان لا يستطيع الحركة إلا على كرسي، وكان نطقه ثقيلا حيث رأيته بأم عيني، وزعموا أنه حاول الانتحار، ثم أفرجوا عنه وهو الآن في المدينة المنورة على كرسي وينسى كثيرا من ذاكرته
  #5  
قديم 16-04-2007, 04:39 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

• ما أسماء الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو الذين خرجوا والذين مازالوا هناك؟
- الزامل: الاخوة الذين مازالوا هناك هم: فؤاد الربيعة، فائز الكندري، فوزي العودة، خالد المطيري، نسأل الله أن يفرج عنهم، أما الذين تم الإفرج عنهم فهم: عادل الزامل، سعد العازمي، عبدالله العجمي، محمد الديحاني، عبدالعزيز الشمري، ناصر المطيري، عبدالله كامل، وعمر رجب.
• هل كنتم ترون بعضكم أو تلتقون هناك؟- لا يوجد لقاء هناك، بل بعض الكويتيين لم أرهم على الإطلاق، خلال أربع سنوات، ورأيت بعضهم أثناء الانتقال من كامب إلى كامب، أو سجن إلى سجن، فالمعسكر يتكون من 10 عنابر، والعنبر فيه 48 زنزانة انفرادية، بينها أشباك يمكننا رؤية بعضنا بعضا منها. أو على الأقل نسمع بعضنا بعضا.
وكنا نسمع عن بعضنا من خلال الأسرى الآخرين، أما الأسماء والعدد بالتحديد فعرفناه من خلال التحقيق معنا، حيث يعرضون أسماء الكويتيين لينظروا إن كنا نعرف بعضنا أم لا!
• بعد الوصول إلى الكويت، ودخولكم المستشفى العسكري، كيف كانت أجواء المستشفى؟
- الزامل: بصراحة كانت الأجواء أكثر من ممتازة، حيث الهدوء، يكفي أننا نستطيع إطفاء الأنوار بأيدينا الأمر الذي حرمنا منه أربع سنوات، والسلطات الكويتية قامت مشكورة بالموافقة على زيارة أهلنا لنا في أول دقيقة وصلنا بها إلى المستشفى العسكري، ورأينا أهلنا، في شعور لا يوصف، وعندما دخلوا علي بعض الصغار من أقاربي لم أعرفهم بعد بلوغهم، وكذلك بعض أقربائي لمضي فترة طويلة جدا عنهم.
وسمحوا بالزيارة لجميع أهلنا في الأيام الأولى، ثم منعوهم باستثناء أهالينا من الدرجة الأولى، واتخذوا لنا الفحوصات كاملة عن أمراض الايدز وغيره والعلاجات، لأننا في غوانتانامو تعرضنا لضرب حقن لا يعلم بها إلا الله، لانعلم عددها ولا أضرارها ولا حتى طهارتها من الجراثيم والمايكروبات، وعملوا لنا فحصا عاما شاملا للجسم كله، ثم نقلونا إلى السجن المركزي حتى تتم المحاكمة.
هل كنت مصابا بشيء قبل دخولك المسشفى؟- الزامل: دخول المستشفى لم يقتصر علينا، وإنما حتى الدفعة التي قبلنا والدفعة التي بعدنا دخلوها، وذلك لمجرد الاطمئنان على صحتنا وسلامتنا من الأمراض.
عبدالله.. كيف كان وضعك في المستشفى وشعورك عند أول لقاء مع أهلك؟
- العجمي: كنت أشعر أنني في حلم، وعملوا لنا فحوصات روتينية، ولم يقصروا معنا فمعاملتهم كانت جيدة، وعالجونا من بعض الأمراض التي كانت بنا. وجلسنا أسبوعين ثم ذهبوا بنا إلى السجن المركزي.
وعندما التقيت بأهلي لأول مرة بعد أربع سنوات إلا شهرين في يوم العيد كنت فرحا جدا، ولم أتمالك نفسي من البكاء، فبعد الغربة والعذاب، كنا نذكر أننا لدينا أهل ولكن لا نراهم ولا نحدثهم ولا نعرف أخبارهم، نسينا بعض أشكالهم، ونسيت أسماء أبناء عمي وبعض أقربائي، فالصغير كبر، وشعور عظيم عندما ترى أهلك، الوالد والوالدة.
• سعد ؟- العازمي: شعوري عند لقاء أهلي لأول مرة شعور شخص فارق أهله أربع سنوات، وكانت فرحة كبيرة لا توصف، ولله الحمد، أما تعامل المستشفى العسكري فكان طيبا جدا، وأجروا لنا الفحوصات وجميع التحاليل حتى ينظرون إن كان ثمة تأثير من أثر الإبر التي كان يجبرنا الأميركان على أخذها، واحتمالية نقل الأميركان لنا بعض الفايروسات، وتبين بحمد الله أننا سليمين.

غداً في الحلقة الأخيرة...
ماذا سيفعل المحررون لو رأوا أميريكياً في الشارع؟
وما شعورهم تجاه الكويت؟

الطريق إلى غوانتانامو / (7)


انتماؤنا للكويت لا نقبل المزايدة عليه ومساعي الحكومة واضحة لا ينكرها إلّا مجادل
بعد المستشفى ذهبتم إلى السجن المركزي! ألم يحقق معكم جهاز أمن الدولة؟ وكيف كان؟
- العجمي: التحقيق كان إجراءات روتينية لا أكثر، وكان في المســــتشفى، فسجلوا أسماءنا وسألونا أين ذهبتم وماذا حصل معكم.
ألم يمارسوا معكم التعذيب أو الضرب• مثلا؟- العجمي: لم يمارسوا معنا شيئا، بل كان التعامل راقيا.
وماذا عن عادل وسعد؟- الزامل: تحقيق أمن الدولة طبيعي جدا، مجرد سؤال وجواب، بأسلوب راق، ولهم حق في إجراء هذا التحقيق، وكانت الأسئلة عما إذا كنت ذهبت إلى أفغانستان، وعما جرى، ولم يكن ثمة إيذاءا نفسيا ولا معنويا ولا جسدي، بل المعاملة كانت ممتازة بالحقيقة.
- العازمي: سبق ان تعاملت مع أمن الدولة قبل ذهابي إلى غوانتانامو، ولكن تعاملهم الأخير بعد عودتنا من هناك تغير تماما للأحسن، واستقبلونا استقبالا طيبا.
عادل الزامل.. بصراحة بعد كل ما حصل لك، كيف ترى دولة الكويت وانتمائك وحبك لها، وهل ترى أنها قصرت معك أيام أسرك في غوانتانامو ؟- الزامل: الكويت قامت مشكورة ولها مساعي واضحة جدا، ولا أقول ذلك مجاملة أمام الصحافة، ولكن النبي صـلى الله عليه وسلم يقول «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
ولو قدم عدوي لي خدمة فلا بد أن أشكره، فكيف بالكويت، والكويت أحبها فهي وطني مهما حصل، كنت في سنة من السنوات أسافر إلى أوروبا مع المنتخب في عز الصيف ونحن في ألمانيا وسط الجو الجميل، نشتاق لـ «قيظ» الصيف هنا بالكويت، أشتاق لغبارها ورطوبتها، ولا شك أنني أحب بلدي، أما معاملة الحكومة ومساعيها كانت واضحة، لا ينكرها إلا مجادل، وأقول لها شكرا.
ما رأيك بمن يرى بكفر الحكومة ويقوم بعمليات إرهابية داخل الكويت بحجة قتال الأميركان؟
- الزامل: لا أؤيد هذا العمل إطلاقا، ولا أعرف الآن معنى التكفير، فالتكفير أصبح يطلق اليوم على كل إنسان يخالفك منهجيا، فحتى الأميركان أصبحوا يتحدثون عن التكفير وهم أصلا كفار!! فما معنى التكفير وما ضوابطه، ولكن العمليات داخل البلاد كالتي حصلت في الكويت أنا لا أؤيدها نهائيا. ولا حتى تكفير الحكومة، ولو قصرت ولو ادعي علي أنني أكفر الحكومة فهذا كلام باطل ولا ينسب إلي، ومن ينسبه لي فليأت بالدليل والبرهان.
وماذا عنك يا عبدالله؟- العجمي: أنا ما زلت مظلوما إلى الآن، فأنا من جماعة الدعوة والتبليغ في صبحان، وظلمت ظلما عظيما لا يعلم به إلا الله، وعندما رجعت إلى هنا، حكم علي بحكمين وباقي الحكم الثالث، فالكويت بلدي التي ولدت بها وأنا منها، ولكن لا بد أن ينصفونني وينصفون كل أخ مظلوم، فأنا ظلمت من الأميركان وسجنت أربع سنوات من دون ذنب، فأنا أطلب منهم أن ينظروا في الحكم الثالث الذي سيصدر قريبا.
ما نوعية الظلم الذي وقع عليك؟- العجمي: اتهامهم لي أنني مقاتل ولم أقاتل أصلا، وأنا خارج بكفالة الآن، فأريد منهم الإنصاف، ثم نتفاهم بعد ذلك بإذن الله.
وكيف ترى انتماءك للكويت بعد الأحداث؟- العجمي: الكويت بلدي، فكيف لا أحبها أو لا أنتمي لها؟ وأحب شعب الكويت بشكل عام.
ما رأيك بالعمليات المسلحة كأحداث أم الهيمان ومبارك الكبير؟ والعمليات ضد الحكومة وضد الأميركان الموجودين هنا؟- العجمي: كما سبق أن قلت أنني من جماعة الدعوة والتبليغ، ونحن لا نتحدث في أمور السياسة والمذاهب وغيرها، فلا أحب أن أجيب عن مثل هذا السؤال.
• وماذا عنك يا سعد؟- العازمي: أنا كويتي وانتمائي ولا يشكك أحد في انتمائي وحبي للكويت، أما وقفة الحكومة معنا، فعندما عدنا من هناك ووصف لنا أخونا الكبير ووالدنا أبو فوزي خالد العودة، جزاه الله خيرا على وقفته، فأخبرنا عن تعاون الحكومة إلى أبعد الحدود معه، ووقفته ووقفة الحكومة معه، وكيف كانت الحكومة الكويتية تهتم بالمواضيع التي يطرحها أبو فوزي، فلا شك أن هذا موقف طيب منها تستحق الشكر عليه.
أما بالنسبة للأحداث التي ذكرتها، فنحن جئنا بحمد الله بعد الأحداث، فلم ندرك شيئا منها، ولا بحثنا عما جرى ولا عن الأسباب، ولا نعرف عنها شيئا إلى هذه الساعة.
  #6  
قديم 16-04-2007, 04:43 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الآن وبعد كل ما جرى لكم في غوانتانامو، كيف ستكون ردة فعلك عندما ترى أميركيا مارا في الشارع؟- العازمي: أظن أنني أقرب شخص يسكن بجانب الأميركان، فأنا أقطن بالدوحة، بجانب المعسكر الأميركي، وكنت أراهم قبل الأسر وبعد العودة، ومازالوا موجودين عندنا في المنطقة، وأنا أسكن في بيت في وسط المنطقة، وفي أطراف المنطقة البيوت التي على الشارع يسكن فيها الأميركان، ونراهم «رايحين رادين» ويأتون إلى المطعم القريب من بيتنا، ونراهم كل يوم وما عملنا شيئا، وهذا إن دل فإنما يدل على أن اعتقالنا طوال الأربع سنوات هذه كان ظلما بينا، والتهم التي كانوا يوجهنها لنا الأميركان بأننا قتلنا أميركان أو قاتلناهم أو نبحث عنهم لقتلهم، كلها تهم ظالمة وباطلة، فهاهم بجانب منازلنا لم نقتلهم ولم نتعرض لهم.
- الزامل: في كل يوم أرى أميركيا، وليس لي أي شأن به، وأعلم أن الأميركان هنا لا دخل لهم في الأميركان في غوانتانامو، وليسوا هم المحققين في غوانتانامو حتى أعتدي عليهم، ولو أنني أحمل حقدا على الأميركان، وعلى أقل الأحوال أحمل حقدا على المحققين الذين فعلوا ذلك، أما الأميركان الذين يسرحون ويمرحون هنا فلا دخل لي بهم، ولو كنت أريد عمل شيئا لاستغليت الفرصة منذ عودتي إلى اليوم، فالأميركان يوميا يسيرون في شوارعنا، ولكن أقولها من دون خوف من أحد أنا لا أحمل فكر الاعتداء على الأميركان وغيرهم، وليس كل أميركي له دخل بالآخر، مثل أحوالنا ككويتيين منا الملتزمون ومنا عوام الناس ومنا الليبراليون، واليساريون.
وهناك أميركان ينتهكون حقوق الإنسان، وهناك أميركان مع حقوق الإنسان، وهناك أميركان يرفضون أصلا دخول العراق.
وأهم أمر يشغلني الآن هو أن أعيد حياتي، فبعد غوانتانامو ضاع شملنا والدنيا تشتت من حولنا وقد لا أتمكن من الشرح لك، ولكن الواحد منا يحاول أن يستعيد حياته مرة أخرى، وينسى الذكريات الأليمة التي كانت في غوانتانامو، فما جرى خلال الأربع سنوات ليس بالأمر الهين، وخصوصا أنني متزوج جديد، ومقبل بإذن الله على ذرية جديدة، فأريد تغيير حياتي ونسيان الماضي كله.
- العجمي: إذا رأيت أميركيا يمشي في الشارع فإنني أتذكر قول الله تعالى « ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه».. فإذا كان هؤلاء سفهاء فلم أنظر إليهم، وقد أعزني الله بالإسلام، لا أنظر إلى من هو تحتي، وإنما أنظر إلى من في مستواي أو أعلى مني. لن أنظر إليهم أصلا بل سأعرض عن الجاهلين، فهم جهال بجعلهم لله ندا وولدا، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ونحن المسلمين مسالمين لا نتعرض لأحد، إلا إذا اعتدى علي بعرض أو شيء لا قدر الله فإنني سأعتدي عليه بمثل ما اعتدى علي « فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، ولكن مجرد مروره بالطريق لا يعني لي شيئا.
هل تودون إضافة شيء في ختام اللقاء؟- العجمي: حبيت أذكر أخونا الكبير وعمنا أبو فوزي جزاه الله خيرا، فالعمل الذي قام به جبار، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنه ويثيبه على هذا العمل العظيم الذي سعى له، حتى أن الأخوة جميعا في غوانتانامو يدعون له ويذكرونه باسمه بالخير، فهو قد ضحى بوقته وماله وجهده في سبيل هذه القضية، ونسأل الله أن يـتأسى أهل الكويت والناس جميعا بهذا الرجل، والعمل على فك أسرى غوانتانامو، فبيض الله وجهه وجزاه الله خيرا، وأسأله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
وأوصي الناس الذين اغتروا بالأميركان عبر وسائل الإعلام ألا يرون إخوانهم تنتهك أعراضهم ويقتلون في الأسر، ومع ذلك يقومون مع الأميركان على إخوانهم المسلمين، فأوصي إخواني بحديث «فكوا العاني» وحديث «من فك العاني فأنا ذلك العاني» فسيسأل جميع المسلمين عما يجري لإخوانهم في الأسر، نسأل الله أن يفرج عنا وعن جميع إخواننا، والله المستعان.
- الزامل: أشكر كل من كانت له مساعي واضحة لخروجنا من معتقل غوانتانامو وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والشكر موصل للحكومة الكويتية، وأخينا الكبير خالد العودة، وأهيب بالحكومة الكويتية وكل من يستطيع أن يعمل ولو القليل من أجل إخراج إخواننا الكويتيين الباقين من معتقل غوانتانامو، وألا ننسى باقي إخواننا هناك فيموت هذا الحدث، فأنا أناشد الحكومة الكويتية أن تكثر وتستمر – وهي مستمرة بالفعل – على إخراج إخواننا الأسرى في غوانتانامو بأسرع وقت.
  #7  
قديم 25-04-2007, 12:17 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

قال صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م