مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-04-2007, 08:01 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أخبار عاد في الجاهلية

يجد المتتبع للأشعار الجاهلية قبل الإسلام، ذكرا لقوم عاد في أشعار طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والهذليين .. وشعر طفيل بن عوف .. ولا يزال العرب يقولون عن الشيء المتعارف عليه في القدم (عادي) أي أن ذلك معروف منذ عهد عاد ..

ويقول المؤرخون الأجانب أن أقوام عاد عاشت بعد السيد المسيح، وهذا ما يجعل العرب يتذكرونهم ويبنون على أخبارهم شكلا أسطوريا، وحجتهم في ذلك أن التوراة لم تذكر أقواما بهذا الاسم .. في حين أن أهل الأخبار من العرب المسلمين يدحضون هذا الاستنكار من الغربيين، ويقولون أن التوراة قد ذكر قوم عاد .. ففي التوراة لفظ لقوم يسموا (هدورام) وهو لفظ يقارب لفظ (عاد و إرم) استنادا لقوله تعالى ( ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد") ..كما أن اليهود يعترفون بأنهم هم من كتب أسفار توراتهم، والتي لا تهتم إلا بأخبارهم، دون غيرهم .. وبالمقابل فإن التوراة تشير الى أن (هدورام) هو من نسل (يقطان) وهو (قحطان) عند العرب، وتشير التوراة الى مكانه قرب اليمن، والأمر هنا يستقيم في مسألة المكان، لكنه لا يستقيم مع تسلسل النسب عند العرب.

واعتاد الإخباريون العرب على تصنيف عاد الأولى ( وأنه أهلك عاداً الأولى) على أنهم نسل عاد بن عاديا بن سام بن نوح، أما عاد الثانية أو الأخرى، فهم بنو (تميم) و كانوا ينزلون برمال (عالج) ..

وقد ضرب العرب في الجاهلية المثل بالشؤم فيقولون (أشأم من أحمر عاد) .. وكان العرب يعتقدون أن عادا هم القوم الذين على مقربة زمنية من قوم نوح.. وقد روى الجاهليون أن رجلا موحدا من قوم (عاد) كان قد نجا من هلاكهم اسمه (حمار بن مويلع ) وكان غنيا كثير المال والبساتين، فسافر أبناؤه في تجارة، فضربتهم صاعقة في الطريق فماتوا، فكفر، فمحق الله أمواله كلها .. وأصبح الوادي الذي كان يعيش فيه ملعبا للجن، لا يجرؤ أحد أن يمر به وقد ضرب بالمكان المثل بالوحشة فقالت العرب (أخلى من جوف حمار) أي بطن الوادي الذي هلك به ذلك الرجل الغني ..

وعرف العرب في الجاهلية (هود) ونسبه النسابون الى : عبد الله بن رباح ابن جاوب بن عاد بن عوص بن إرم ومنهم من قال أنه هو عابر بن شالخ ابن أرفخشذ بن سام بن نوح الى غير ذلك ..

وعرف الجاهليون اسم لقمان، ووصفوه بأنه ثاني أكبر المعمرين في الأرض وكانوا إذا ذكروه ألصقوا به الحكمة فسمي بلقمان الحكيم، الذي كان يداوي العقول والأبدان، وقد ذكروا أنه عاش بعمر سبعة نسور، ولما كان النسر في رأي العرب يعيش 80 سنة فإن لقمان عاش 560 سنة .. وقد اضطربت القصص عنه فمنهم من يقول أنه عاش ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، ومنهم من يقول أنه أحد أبناء سام بن نوح، ومنهم من يقول أنه ابن أخت أيوب .. وامتد الخلاف حتى وصل المؤرخين، فالمسعودي يقول أنه (نوبي) من النوبة .. والواقدي يجعله قاضيا و يقول أنه كان على أيام النبي (داوود) .. ولكن أشعار العرب في الجاهلية تذكر لقمان في حكمته و طول عمره .. فهذا النابغة الذبياني يذكره:

كأن مشعشعاً من خمر بصرى.......... نمته البخت مشدود الـخـيام
حملن قلاله مـن بـين رأس .............. إلى لقمان في سوق مـقـام

ولكن الجاحظ ينبه من أن هناك شخصيتان باسم لقمان، لقمان بن عاد ولقمان الذي تعرفه العرب وهو قريب العهد منها .. وقد ذكر الجاحظ أنه كانت للقمان أخت محمقة أي تلد أولادا حمقى، فذهبت إلى زوجة لقمان، وطلبت منها أن تنام في فراشها حتى يتصل بها لقمان، فتلد منه ولداً كيساً على شاكلته، فوقع عليها فأحبلها ب "لقيم" الذي سيكون ابن لقمان من أخته. وقد أورد الجاحظ في ذلك شعراً جاء به على لسان الشاعر: "النمر بن تولب"، زعم أنه نظمه في هذه القصة. وزعم الجاحظ أيضاً أن لقمان قتل ابنته "صُحرا" أخت "لقيم"، وذلك أنه كان قد تزوج عدة نساء كلهّن خنّه في أنفسهن، فلما قتل أخراهن ونزل من الجبل، كان أول من تلقاه "صُحرا" ابنته فوثب عليها فقتلها، وقال: "وأنت أيضاً امرأة". وكان قد ابتلي بأخته على نحو ما ذكرت، فاستاء من النساء.

وقد زعم العرب في الجاهلية أن "زرقاء اليمامة"، التي اشتهرت بحدة بصرها وقوة رؤيتها حتى أنها كانت ترى من مسرة ثلاثة أيام، كانت امرأة من بنات لقمان بن عاد، وكانت ملكة اليمامة واليمامة أسمها، فسيمت الأرض باسمها.

ويظهر أن كثيراً من أخبار "عاد" وضعت في أيام "معاوية" الذي كان له ولع خاص بأخبار الماضين، فجمع في قصره جماعة اشتهرت بروايتها هذا النوع من القصص، وفي مقدمة هؤلاء "عُبَيْد بن شَريْة الجُرْهُمي" و "كعب الأحبار".

ويذكر بعض أهل الأخبار أن رجلاً قصّ في أيام معاوية، أن إبلا له ظلت في تيه أيمن، وهو غائط بين حضرموت وأبن، فالتقطها من هناك، ووجد فيه موضع "إرم ذات العماد"، ووصف أبنيته العجيبة، وهذا الرجل هو في جملة من موّن العاشقين للأساطير بأخبار عاد. وقد ذكر الطبري أن "وهب بن منبه"، قصّ أنه سمع من رجل اسمه "عبد الله بن قلابة" أن إبلاّ له كانت قد شردت، فأخذ يتعقبها، فبينما هو في صحارى "عدن"، وقف على موضع "إرم ذات العماد"، وقد وصف ذلك الموضع على النحو المالوف عن "وهب"، من إغراقه في الأساطير وفي القصص الخيالي البعيد عن العقل.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 19-06-2007, 07:38 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تتبع الأنساب عند العرب :

لقد تتبع المؤرخون العرب في القرون الأولى من الدولة الإسلامية، أخبار العرب قبل الإسلام، واعتمدوا روايات حديثة العهد بهم (في حينها)، وأسهبوا في التقسيمات، ونقلوا أو استعانوا بالكتابات اليهودية، واليمنية، والفارسية، والشامية، وكانت معظم تلك الكتابات التي كتبها الطبري والمسعودي وابن الأثير، تعتمد نفس المصادر، وتميل للإسهاب، والإطالة، والكلاسيكية، والنقل بالمشافهة أحيانا من رواة، كانوا يستعرضون مهاراتهم ليبني على تلك الروايات، من يتلقفها، سردا يشبه السرد التاريخي، ولكنه ليس ذا قيمة حقيقية، ولم يكن هناك من يتصدى لفحص وتنقيح تلك القصص، التي حاولت الربط مع ما ذكر في القرآن الكريم، لعدم تعارض تلك القصص مع روح (الشرع) ولعدم أهميتها العملياتية في إدارة الدولة.. فاستقرت تلك المصنفات التاريخية في تراث الأمة لتمثل فيما بعد شكلا، كأنه حقيقي ومسلم به .. ولما استحدث العلامة والفيلسوف العربي (ابن خلدون) علم (فلسفة التاريخ) وبني عليه فيما مدارس عالمية اعتمدت طريقة ابن خلدون في القراءة، تَبَيَن للمتتبعين، قلة أهمية الكتابة والتصنيف التاريخي العربي والإسلامي..

وفي العصر الحديث، كان العلامة (جواد علي) أفضل من اهتم بهذا الشأن، ولم يتحمس لأي معلومة مر عليها، بل حاكمها بخبرة خبير، وقارن تلك المعلومة مع ما أسهم به خبراء الآثار المعاصرون، وما وضع من نظريات حديثة لتفسير التاريخ..

ونحن عندما نحاول تكثيف آلاف الصفحات التي وضعها هذا العلامة في مصنفه الذي لا يتجاهله أي مؤرخ أو مثقف عربي حديث، وهو (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) .. ولكننا نراعي عدم الإطالة، وتلخيص أهم ما كتبه هذا الكاتب مع الرجوع لكتب الطبري وابن الأثير والمسعودي وحتى ابن عبد ربه الأندلسي، للخروج بمادة قابلة للهضم عند المثقفين الذين يودون الاستزادة، دون إطالة أو قراءة تخصصية .. فاقتضى ذلك منا التنويه، وإن كنا نكرر ذلك بين فترة وأخرى، حتى لا يأخذ جهدنا هذا الطابع العلمي في البحوث، والتي تطالب بتقميش، وإعادة المعلومة للمصدر الذي أُخذت منه ..

العرب العاربة والعرب المستعربة :

إذا كانت الأخبار الواردة عن ثمود قد دعمتها مخطوطات وحفائر حفظت في المتاحف العالمية، تؤكد تواجد (ثمود) في عصر الآشوريين (الأول) وتؤكد وجودهم في مناطق مختلفة ومنها اليمن .. فإن أقواما أخرى ك (طسم وجديس) وأقوام ك (جرهم) و( العماليق) وغيرهم قد ذكرهم النسابون العرب، سنمر على بعضها باختصار و سنقارن ما قيل بشأن تلك الأقوام على لسان علماء الآثار العالميين ..

طسم وجديس :

لقد ساق النسابون عن طسم وجديس .. فقالوا: طسم بن لاوذ بن سام بن نوح، وقال بعضهم: طسم بن لاوذ بن إرم .. ولم يذكر القرآن الكريم عنهم شيئا، ويقال أن مكان تواجدهم كان بين الأحقاف والبحرين .. في موضع اسمه (الإمة) .. وهناك من يقول: أن موضع تواجدهما كان (اليمامة) .. والكل يعتبرهما من العرب (العاربة) .. ويقال أن ملكا كان اسمه (عملوق) أو (عمليق) كان ظالما استذل (جديس) فثارت عليه فقتلته ومن معه من حاشية. واستعانت (طسم) في حرب معينة، ب (حسان بن تبع) من ملوك (التبابعة) فقضت الحرب على (طسم) و(جديس) فانقرضتا.. وأصبحت اليمامة خالية لا سكان فيها.. ويرتبط باليمامة هذه، (زرقاء اليمامة) التي قيل أنها تبصر عن بعد مسير ثلاثة أيام.

أميم :

نسب النسابون العرب أميم، الى (لاوذ بن سام بن نوح) .. وقالوا أن مساكنهم كانت بين (شُحَر واليمامة) وقد هبت عليهم رمال فطمست مساكنهم وأهلكتهم، وقيل أن (أميم) مساكنهم في بلاد فارس وهو جد الفرس .. وقد ذكر (بطليموس) أن شعبا كان يسكن بين اليمن و رمال (بيرين ) ، وما بين نجران وحضرموت .. وقيل أنهم سكنوا منطقة (وبار) المعروفة، ويدعي (ياقوت الحموي) أن وبار هو ابن إرم ابن سام ابن نوح ..

وقد روى العرب عن أميم روايات غريبة، فقالوا هم أولاد ( نسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام .. وأن الله سخطهم فكانوا بعين واحدة ورجل واحدة ويد واحدة لهم رأس نسناس، يرعون كما ترعى البهائم *1

عُبيل :

وعُبيل مثل أميم، لا أخبار كثيرة عنهم، بل هم قوم يعود نسبهم ـ حسب النسابين العرب ـ الى عوص بن عاد ، وقد ورد ذكرهم بالتوراة باسم Obal ، وذكر بطليموس بخريطته ميناء يقع على خليج أسماه خليج Avalites Sinus وتقع عليه مدينة اسمها Avalites Emporium وسكانها يعرفون باسم Avalites وقد يكونوا هم (عبيل) المقصودين عند النسابين العرب ..

جرهم الأولى

وجرهم هؤلاء، هم غير (جرهم) القحطانية على رأي النسابين والأخباريين، ولذلك يقولون لجرهم هذه "جرهم الأولى"، ولجرهم القحطانية "جرهم الثانية"، ويقولون عن الأولى إنهم من طبقة العرب البائدة، وأنهم كانوا على عهد عاد وثمود والعمالقة. ويظهر من روايات الإخباريين أنهم كانوا يقيمون بمكة، ويرجعون أنسابهم إلى "عابر"، وأنهم أبيدوا: أبادهم القحطانيون. أما جرهم الثانية، أي جرهم القحطانيين فينسبهم بعض أهل الأخبار إلى "جرهم بن قحطان بن هود" وهم أصهار إسماعيل. وقد ورد اسم "جرهم" عند "اصطيفان البيزنطي" من الكتبة اليونان.


العمالقة

وحشر الأخباريون العمالقة "العماليق" في هذه الطبقة أيضا، فنسبهم وهم إلى "عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح"..

"وعمليق" جد العمالقة، هو شقيق طسم. ويذكرون أنهم كانوا أمماً كثيرة، تفرقت في البلاد، فكان منهم أهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر. ويعرف أهل عمان والبحرين ب "جاسم"، وجاسم هم من نسل عمليق على زعم أهل الأخبار. وكان من العمالقة أهل المدينة، ومنهم "بنو هف" و "سعد ابن هزان" و "بنو مطر" و "بنو الأزرق". وكذلك سكان نجد، ومنهم بديل وراجل وغفار، وكذلك أهل تيماء.
وكان ملكهم "الأرقم"، وهو من العمالقة. وهو من معاصري "موسى" على رواية الهمداني. وقد أرسل "موسى" عليه جنداً لمقاتلته ففتك بأتباعه أهل تيماء وببقية عمالقة الحجاز. ومن يمعن بالنصوص التي يستند إليها المؤرخون والنسابون العرب سيجد أن منشأها الكتب اليهودية ..

حضورا

وأورد أهل الأخبار قصصاً عن "حضورا"، فذكروا أن "حضورا" كانوا يقيمون بالرسّ، و كانوا يعبدون الأوثان، وبعث إليهم منهم نبي منهم اسمه "شعيب بن ذي مهرع"، فكذبوه، وهلكوا.
وهنالك عدة مواضع يقال لها "الرس" منها موضع باليمامة، وموضع كان فيه ديار نفر من ثمود.
وورد في القرآن الكريم "اصحاب الرس"، مع عاد وثمود، وذهب المفسرون إلى أنهم كانوا جماعة "حنظلة"، وهو نبي، فكفروا به ورسّوه في البئر إلى غير ذلك من الأقوال.
ويظهر من القران الكريم أن "أصحاب الرس" كانوا مثل جماعة عاد وثمود في الطبقة، أي في زمانهم، وأنهم هلكوا أيضاً. وقد ذكر بعض أهل الأخبار أن نبي "أصحاب الرس" هو "خالد بن سنان"، وقد ذكروا أن الرسول ذكره، فقال فيه: " ذاك نبي ضيّعة قومه".
وذكر "الهمداني" أن "حنظلة بن صفوان" كان نبياً في اليمن، وقد أرسل إلى سبأ، وكان من "الأقيون"، وهم بطن دخل في "حمير"، وذكر أنه وجدت عند قبره هذه الكتابة: "أنا حنظلة بن صفوان. أنا رسول الله. بعثني الله إلى حمير وهمدان والعريب من أهل اليمن، فكذبوني وقتلوني". وأنه أنذر قومه "سبأ" برسالته فكذبوه، فلما كذبوه، أرسل الله عليهم سيل العرم.

وذكر "الهمداني" أيضاً نقلاَ عن "ابن هشام" أن "حنظلة بن صفوان ابن الأقيون"، هو، نبي الرَّسِّ، والرس بناحية صيهد، وهي بلدة منحرفة ما بين بيحان ومأرب والجوف، فنجران فالعقيق فالدهناء، فراجعاً إلى حضرموت. وذكر أيضاً أن الرس، بمعنى البئر القليلة الماء، وأن أهل الرس قبائل من نسل أسلم ويامن أبو زرع ورعويل وقدمان، وهم من نسل قحطان. وقد كذبوا نبيهم "حنظلة" وقتلوه وطرحوه في بئر رس ماؤها.


نهاية العرب البائدة (العاربة) :

بسبب انحباس الأمطار والكوارث والحمم البركانية التي كانت تتدفق من (الحرار) ترك العرب العاربة أمكنتهم وتفشوا بين الأقوام التي نزحوا إليها، هذا ممن كتب له منهم النجاة

هامش :

قراءة غير متأنية من الفصل الثامن لكتاب الدكتور جواد علي، (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 11-08-2007, 04:09 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإسماعيليون :

نعني هنا نسل (إسماعيل) عليه السلام، وهو ابن ابراهيم عليه السلام من امرأة مصرية هي (هاجر) .. وقد تزوج امرأتين أحدهما من جرهم واسمها (رعلة بن مضاض ابن عمرو الجرهمي) ، وهي التي أتى والده عليها ولم يكن إسماعيل في البيت، ولم تكن تعرف والد زوجها، فأرسل من خلالها رسالة لإبنه بأن يغير عتبة بيته، ففهم ابنه مغزى الرسالة فطلقها وتزوج من مصرية، والمصرية هي التي أنجبت أولاد إسماعيل كلهم (حسب التوراة والنسابون العرب) .. وعددهم اثنا عشر ولدا .. وقد عاش إسماعيل (137) سنة واسمه حسب التوراة يعني (يسمعي إلهي) أو (يشمائيل) و يعترف اليهود بصلتهم بالإسماعيليين من حيث القربى، ويقولون أنهم عاشوا في جنوب شرق فلسطين وفي سيناء .. وهم أقوام كثيرة حيث وضع الله فيهم الكثرة وهي ما أغاضت اليهود وحقدهم عليهم .. ويرى النسابون العرب أن (إسماعيل) هو جد كل العرب، وهو قول يحتاج الكثير من التمحيص .. فقد عاش إسماعيل كما عاش إبراهيم عليهما السلام بين أقوام تزوجا منهما وتعايشا معها وهم في منطقة محصورة معينة، فأين ذهبت الأجيال التي نتجت عن تلك الأقوام! إنما هي سنة النسب، عندما يرتفع شأن شخص فإن الإدعاء بالارتباط به سيكون محركا لرغبات كل الناس ..



وقد جعلت التوراة ل "إسماعيل أولادا، عددهم اثنا عشر ولداً، هم: نبايوت بكر إسماعيل، و قيدار، و أدبئيل، ومبسام، ومشماع، ودومة، ومسا، وحدار، وتيما، ويطور، ونافيش، وقدمة. ذكرتهم على حسب مواليدهم. وقد حرف النسابون العرب تلك الأسماء حتى أصبحت أقرب للفظ العربي فبقي قيدار كما هو، أما نبايوت فأصبح (نابت) وهم أجداد العرب .. وقد وردت أسماء قبائلهما في نصوص التوراة، حيث يُنسب أن (شاؤول) والد النبي (داوود) قد قاتل قبائل (قيدار) .. وكانت التوراة تمتدح أبناء قبيلة (نابت) ..

أما ذكر تلك القبائل عند (الآشوريين) فقد ورد في أكثر من مكان يدون معارك الآشوريين وحروبهم .. فقد ورد اسم قبيلة (نابت) وقبيلة (قيدار) بأنهما قبيلتان كثيرتا الأعداد وكثيرة الحركة والعلاقات مع غيرها من القبائل.. وقد ذهب "كلاسر" إلى أن "نبايوت" "مشيخة" أو مملكة حكمت في "القصيم"، و قد كانت معاصرة لمملكة "عريبي"، وكانت لا تزال مستقلة في أيام الفرس.
وقد ظن بعض العلماء أنهم "النبط"، ذهبوا إلى ذلك من تشابه "نبايوت" "Nabaiot" و "نبط" "Nabat"، غير إن هذا رأي يعارضه كثير من علماء التوراة.



وقد ورد اسم "قيدار" في النصوص الآشورية، ورد على هذه الصورة: "قِدرو" "Kidru" و "قَدرو" "Kadru"، كما ورد في المؤلفات "الكلاسيكية"، فقال لهم "بلينيوس" "قدراي"Cedrei"، وذكر أنهم قبيلة عربية تقيم على مقربة من النبط. وقد حاربهم "آشور بنبال"، وكان ملك "قيدار" في ذلك العهد، ملك عرف باسم "أو أيطع" "U Aite'" ابن "خزاعيل" "Hazael"، وقد ذكرهم "آشور بنبال" مع "عريبي" "أريبي"، كما ذكرهم "حزقيال" مع العرب "العرب وكل رؤساء قيدار"، مما يدل على إن مواطن "قيدار" كانت تجاور العرب، ويراد بالعرب هنا، الأعراب. وهو ما يتفق مع ما جاء في نص "آشور بنبال" كل الاتفاق.

ويتابع الدكتور جواد علي بحثه في أبناء (إسماعيل) الإثنا عشر ويتتبع ما قيل عن كل واحد منهم في التوراة وما قاله عنهم الآشوريون في نقوشهم، وعلماء الآثار الاجتماعيين وما قاله النسابون والمؤرخون العرب، فيوزعهم حسب مواطنهم من غرب البحر الميت الى البحرين على الخليج العربي.

ويتحدث الإخباريون العرب عن زوجات (إبراهيم ) عليه السلام، فيذكرون امرأة اسمها (قطوراء أو قنطورة ) وهي أم مدين(الجد الخامس للنبي شُعيب الذي تزوج ابنته النبي موسى) و(قيشان) وهذا الأخير يزعم الإخباريون العرب أنه تزوج من امرأة اسمها ("رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر"، و أولدوا لها ولداً. دعوه "البربر"، قالوا عنه إنه جدّ البربر. وهو زواج لا تعرف عنه التوراة شيئاً، وأما الزوج "رعوة بنت زمر بن يقطن"، فليس لها ذكر فيها أيضاً، وأما نسبها، فهو نسب اخترعه من اخترعها، وليس له لذلك ذكر في التوراة. وأما "بربر" ابن "رعوة" فهو من صنع صانع أخبار أمه. وليس له ذكرٌ ما في التوراة.

وزعم أهل الأخبار إن إبراهيم تزوج من زوج أخرى، كانت من العرب أيضاً، أسموها "حجور بنت أرهير"، ولدت له خمسة بنين: "كيسان، وشورخ، وأميم، ولوطان، ونافس". وليس في التوراة ذكر هذه الزوج العربية، فليس لها نسل فيها بالطبع. فالأولاد هم من نسل مخيلة أصحاب الأخبار، جمعوها من أسماء توراتية ، وضبطوها بعدد، لتظهر بمظهر خبر صحيح مضبوط.

ويتابع الدكتور جواد علي بحثه في تفصيل مطول لكل ولد من أولاد تلك النساء والرجال الذين يمر ذكرهم، ويقارن أخبار التوراة مع ما تتناقله البحوث الغربية، من مدونات تم العثور عليها في الآثار العراقية .. وبين ما تناقلته أخبار الإخباريين العرب ..

وخلاصة القول أن تلك التفاصيل قد لا تحمل أهمية تذكر في ثناياها، ولكنها قد تعطي المهتمين (ثقافيا) في هذا اللون من المعرفة بعض ما يحتاجونه .. وإننا لو أسهبنا في هذا المجال، فإننا سنضيف عملا لن يختلف كثيرا عما هو موجود في صفحات الكتب التي مر عليها كل من (الطبري و المسعودي وابن الأثير وغيرهم) أو حتى ما قام به المؤرخون المعاصرون مثل الدكتور جواد علي (نفسه) الذي نعتمد على موسوعته تلك اعتمادا محوريا في مساهمتنا المتواضعة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م