ودّعتُ المطـر .. مبقية دموعهُ على خدّي تذكار عطاء ..ومشيتُ في طريقي .. أتدحرج من قمّة إلى هاوية إلى حفرة موغلة في العمق ..لا ألوي على أمل ..!
صادفتهم في حفرتي ذات حزن ، كانوا غرباء الملامح والوجوه ..
قالوا لي : لم أتيتِ ؟ قلتُ لقد تهتُ طريقي فما اهتديت !
قالوا لي : تعالي فقد آن أوانكِ ..
هيا فلتتجرّدي من شحوبِ الشّتاء ، ولتزيحي الملامح الباردة التي تشي بكِ ، بأنكِ لم تري شمساً قط ..!
وقبل أن أنبس ببنت شفة موافقةً أو رفضاً .. اختطفوني من مكاني .. أو بالأحرى ... اقتلعوني .......
حاولت الصّراخ ........ فمنعوني ! كانوا يبتسمون بطريقة غريبة ، وكأنهم يعرفونني ..
قال أحدهم لي : لقد وقع عليكِ الاختيار ، وسيجرى عليكِ اختبــــارٌ خاص ، لكنّه جداً عسيرٌ فاصبري ، ستتألمين حتماً .. ولكن .. لا تنطقي ، ستصارعين الموت ألواناً .. ولكن .. لا تستسلمي !
أدخلوني كهفاً مظلماً ، وبأيديهم معاول وسكاكين أرعبتني ..
أسقط في يدي فما استطعت صراخاً .. وهرولت غيمتي السّوداء فوقي تظللني ، وعلمت لحظتها بأني أصارع مأساتي .. فقلت لها ارحلي الآن يا غيمة .. أو أرسلي لي عبركِ قبساً من شعاع الشمس يهديني ..
ولم أكمل حروفي .. حتّى غرقت في دوّامة من الألم المبرح .. وابتدأ الطّرقُ على رأسي وقدميّ وسائر جسدي ..
كان الألم رهيباً ، تصحبه الوحشة ،أوجاعٌ شتّى غزتني حتى ما عدت أشعر بالألم ، تمنيت أن أصرخ ، لكنني آثرت الصّمت برضى .. حاولت البكاء لكنّ دموعي تلاشت منذ أن بدأت السّكين تعمل في أطرافي قطعاً .. وتلاشت مني اللغات و حتى دموع المطر ، وعرفتُ أنّي في لحظة قريبة من الموت .. أو ربما من الحياة ..
فأحيانا يكون الموت طريقاً إلى حياة ، وأحيانا لا يكون للحياة طعم سوى الموت !
وتحاملت على نفسي وعزّيتها بوشوشة هادئة نطق بها قلبي من فرط الألم
- اصبري ، وتحاملي على جراحك ، وتماسكي .. تجلّدي وتثبتي أيتها الحرّة ! فستغدين يوماً شيئاً عظيماً ..
لم أدرك حقاً لم أنا هنا ؟ ولم عليّ أن أتقبّل كلّ هذا بصمت ! لكنني فعلت ..
فأحيانا نستجيب لذلك النداء الخافت في ذواتنا دون أن نعترض ، وباستسلام وتسليم ..
وأحيانا نثورُ لأتفه سبب ، ونصاب بلوثة ألم ، نفكّر بالتمرّد على أنفسنا ، أمكنتنا ، أرواحنا ..
كما تمرّدت على بؤسي ومضيت .....
أخيراً ....
حلّت فجأة لحظة صمت ..
عرفت فيها أن الآلام قد ودعتني ..
وأن الصّمت قد بدأ يفرد أجنحته حولي ..
في هدوء مغلف بالحذر ، تأملت الملامح المحيطة بي .. فشعرتُ بأنّي قد تغيّرت في عيونهم !
لم أفهم سرّ التّغيّر .. ولم أسأل ! فقد اعتادني الصمت ..
أتاني أحدهم واصطحبني إلى النّور ..
حملني كما يحملُ شيئاً ثميناً ، وأحاطني بقطيفة فاخرة ، ثمَّ أخفاني بعيداً عن عيون النّاس ..
غادرت الظلمة فجأة ، وبهرني ضوء ساطع ، أغمضت عينيّ ثم فتحتهما ببطء ..
وجدتني في مكان فخم ، أتربع في صدارته ، ورأيت النّاس يتأملونني بانبهار شديد ، وكأنني لوحة نادرة ..
قلّبت نظري أبحث عن مرآة .. فقد غزاني فضول شديد لأتعرّف على نفسي ..
وأخيراً صادفتُ مرآة خلفيّة قريبة ، التفتُّ إليها بلهفة .. ولم أصدّق ما رأيت !
أكان حقيقة أم حلماً .. رأيت ماسة رائعة أمامي .. وعرفت أنّها أنا .. وتوثقت بأنّ هذا لم يكن حلماً .
استرخيت على مقعدي الوثير في معرض الجواهر .. وأخذت أقصّ لرفيقاتي حكايتي .. منذ أن كنتُ قطعة فحم حجريّ بائسٍ .. وحتى تحوّلي إلى ماسة نادرة ..
إني لأرغب أن أعيش سعادة *** وأحب أن تحيا بلادي في سلامْ
وأريد أن يبقى الجميع أحبــة *** يغشاهمُ فيض التـآلف والوئامْ
وشعارهم لاظلمَ لااستعباد لا *** بطرَ القويِّ كأنه المـوت الزؤامْ
لكن نريد سلامَـنا عن قــــوة *** لاذلـةٍ وجباهـُنا تحت الرَّغـامْ
لاسلم إن هضم الأعادي حقنا *** ثم ارتضينا ما يخططه اللئـامْ
وهل الأمــانُ بدون أن نسترجع الـ ... حق السليب وينطوي عهد الظلامْ ؟
ونعيدَ أرض الأنبيـاء نقـيـّة ً *** من رجسهم ونزيلَ آثار القتــامْ
عجباً!همُ يبنون صرح وجودهم *** بعـزيمــة وبُنـاةُ أمتنــا نيـامْ
ويثبـِّتون وجودهــم بركائز *** صبروا لها وجهادُنا لغـوُ الكلامْ
ويخطّطــون لقهرنا ولسحقـنا *** وغبـاؤنا مستحكمٌ فينـا ، ركامْ
قالوا : لحفظ الحق في هــذي البسيـ ..... طة قد صنعـنا للدنى أوفـى نظامْ
وعلى الحقوق إذا اعتدى متجبر *** كنا له النارَ التي تبري العظـامْ
وترى الكثير يصدقون بلاهــة *** تلك الدعاوى دون مَحْص ٍوافتهامْ
أوليس أعداءُ الشعوب بـُناتـَه ؟ *** وهل العدوُّ يريــد خيراً للأنـامْ ؟
إن كان بالأمس انتخى لكويتنـا *** من أختها بالهدم والنـار الضرامْ
ثم اسـتباح عـراقـَنـا فـأذلّـه ! *** وسطا على الأحرار في دار السلامْ
أفلا يثـور لقدسنا من طغمــة *** ذاق الفلسطيني منها ما يضـامْ
مرَّت شهور عدةٌ ثم انبــرى *** باسم النظام العالمي والاحترامْ
يرمي شواظ جهنم فــوق الورى *** لم ينس تدمير الكبيـرة واللمامْ
سنواتِ ضيمٍ دون لأيٍ ، إنمـا *** نسي اليهود بأرضنا خمسين عامْ
ولأن من خُدِعوا به قــد طالبو...... ه بحقهم في القدس والأرض الحرامْ
نادى بأن نظامه لا يرتضـي *** إلا الســلام مهيمنــاً وعلى الدوامْ
لكن يهوذا ! شعبـُه متحضـرٌ *** لا ينبغـي أن نبتديـه بالخصـــامْ!
هو مرهفٌ ! إحساسُـه متوثبٌ ! *** ومهـذبٌ ، فليحظ منــكم بابتسـامْ
أبدوا له حسن النوايا ، واسمعوا *** لا تزعجوا محبوبَ قلب العمِّ ســامْ
وإذا أبــى ! فهبــوه من أوطانكم *** أعطـوه من أموالكـم سيل الغمامْ!
وإذا سمعـتم من ينـادي بالجهـا .... د فكمموا الأفـواه أو شدُّوا اللجام
* * *
ياقومُ : إنَّـــا بالجهاد وبالقتــا .... ل نزلزل الأعداءَ ، نودي بالطَّغام
إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟ *** أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب *** كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا *** ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه *** تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول *** ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها *** إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات *** لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ *** لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع *** بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد *** وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا *** عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه *** فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه *** ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه *** لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة *** فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق *** وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة *** لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد *** شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء *** يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة *** تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي *** فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم *** وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال *** فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق *** نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة *** بفلك عنيد ونورٍ همِ
أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي *** أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله *** كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا *** بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى *** فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم *** واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي *** منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم *** محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا *** إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً *** موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً *** وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على *** سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا *** والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة *** من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ *** مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي *** فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا *** ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا *** والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم *** أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم *** عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا *** ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا *** نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا *** فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ *** أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي
آثرت صمتي فاستهلّ رثائي *** وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني *** ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى *** ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً *** وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي *** وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي *** ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى *** ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها *** ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه *** ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي *** وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها *** وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ *** شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم *** وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها *** لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة *** وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم *** أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته *** وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها *** لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي *** ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني *** هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ *** يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي *** أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه *** طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ
جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن *** غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي *** حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد *** كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى *** لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه *** غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا *** ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً *** آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟! *** فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً *** جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه *** لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في *** مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني *** قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً *** من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود *** أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان *** أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى *** للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً *** لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا *** وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ *** ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ *** بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا *** الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا *** فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟
بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم *** تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ: *** يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه *** رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه *** - واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة *** يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم *** بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ *** منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم *** في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت *** بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ *** دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم *** ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا *** بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ *** أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة *** لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ *** بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت *** نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ *** قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ *** أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت *** أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري *** للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية *** لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ *** بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا *** طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ
موضوع انتقاء من مجلة مساء العدد 33 / ذو القعدة 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
إيليا أبو ماضي لا يعلم من أين جاء ، فهو جاهل ولكننا معشر المسلمين نعلم البداية والنهاية ، أليس كذلك ؟ وعلى هذا أقول :
جئت ، قد أعلم من أين ، وإني قد أتيت
ولدار الخلد أرجو ..........إن سعيتُ
ليس للشيطان حظٌّ ........قد أبَيْتُ
وسأبقى للهدى .. روحي لربي قد شرَيْتُ
هل دريْتُ الحقَّ؟...... طبعاً
أنا أدري
******
قد رأيت الكون يدعو.. صاحب الفكر السديدْ
أنْ تدبرْ ..كلُّ مافيّ يدلُّ
أنّ ربّاً قدْ بَراني نهجُه النهجُ الرشيدْ
هل ترى فيه اعوجاجاً أو فروجاً ؟
قلتُ سبحان إلهي..مسلماً كنتُ بصيراً
مدركاً هذا بحمد الله ... إني
أنا أدري...........
******
أنت في الله أخيّ ..أنت في الله صديقي
حبنا في الله يسمو ...أنت نور في طريقي
ديننا لمّ شتاتاً في سناء الخير يحيا
جمْعُها ينمو قويّا.. شامخ الرأس أبيّا
في ضلوع النفس يسري
هل بهذا الأمر تدري ؟......
أنا أدري...
******
قد رأيت الحق يعلو
شامخاً يسمو ويجلو
كل مافي النفس من سوء الطويّه
معلناً عدلاً وأمناً في الرعيّه
إن يكُ المغرورُ ينسى
أنّ يوم الحشر ميعاد البريّه
أو تناسى ، قال لا أدري
فإني جدّ أدري
*******
رحمة الله تعالى.. يا أخيّا
جنّة المَحْيا ونور في المُحـَيّا
فالتمسها في الدجى عند السَّحَرْ
في سجْدةِ الشكر وأوراد الذِّكَرْ
واغتنمها تلقَها زاداً وكنزاً
في الدنا .. في يوم تلقاه جليّا
سوف تدري أنك الرابح حقاً
سوف تدري
=======================
قوانين الصوارم
سعد بن ثقل العجمي
كُتِبَتْ هذه القصيدة اليوم:السبت 11/3/2006م عصراً
وُألْقِيتْ عشاءً في الحفـــــل الذي أقامته
(الحركة السلفية) في الكويت على شرف براءة خمسة
من الأخوة الذين سجنوا في (غوانتناموا) بحضور
شيخينا الجليلين: د.عبدالله النفيسي ود.حامد العلــي
صبرُ الرجال وهمةُ الأبطالِ *** صنعا دروبَ العز للأجيالِ
قم يا قصيدي للكرام مقدّماً *** تيجانَ مدحٍ رصِّعت بلآلي
واكتبْ على صُحُفِ الإباء قصيدةً *** خُطّت بحبر المدمع السيّالِ
يا أيها السادات في زمن العب *** ــوديات للأنذال للأوغالِ
أبقاكم الرحمن رمز حميةٍ *** دينيةٍ أهلَ المقام العالي
لم ينقموا منكم سوى إيمانكم *** أن المهندَ صانع الآمالِ
هو للعقيدة حارسٌ مستبسلٌ *** إن كان في يد أروعٍ قتّالِ
هو للكرامة عالمٌ متبحرٌ *** قد سطّر الأقوالَ بالأفعالِ
خِدْنُ الأباة على الطغاة زئيره *** قد فاق صولة ضيغمٍ رئبالِ
لولا قوانين الصوارم في الورى *** لم يبتني الأحرار صرح معالي
لولا قوانين الصوارم في الورى *** ما خاض أحمد لجة الأهوالِ
لولا قوانين الصوارم في الورى *** غدت المساجد ملعب الخيّالِ
لولا قوانين الصوارم في الورى *** نبعت بزمزم خمرةُ الجريالِ
لولا قوانين الصوارم في الورى *** لتذلل العلماء للجُهّالِ
لولا قوانين الصوارم في الورى *** لتساوت الظبياء بالرئبالِ
لولا قوانين الصوارم هَدّمَ *** البيتَ العتيقَ صويحبُ الأفيالِ
لولا قوانين الصوارم لم تَقُمْ *** في أرض يثرب دولة الأبطالِ
لولا قوانين الصوارم لم تكن *** بدرٌ منارَ هداية الأجيالِ
لولا قوانين الصوارم ما تكلّمَ *** ذو الجلال بسورة الأنفالِ
لولا قوانين الصوارم ما عل *** شوسُ الصحابة أسرج الصهّالِ
لولا قوانين الصوارم ما علت *** (اللهُ أكبرُ) كلَّ صرحٍ عالي
لولا قوانين الصوارم لاشتهى ال *** ــبانُ الرقيقُ قساوةَ العَسّالِ
لولا قوانين الصوارم لانبرت *** خرساءُ تخطب في جموع رجالِ
لولا قوانين الصوارم لاشترت *** ذممَ الكرام كنوزُ أهل المالِ
لولا قوانين الصوارم أصبحت *** سُرُجُ الصوافن حليةً لبغالِ
لولا قوانين الصوارم ما تَسَمّى *** المصطفى بالضاحك القتّالِ
بقلم : سعد بن ثقل العجمي
عضو الحركة السلفية
في الكويت
-================================
والله أسأل أن ينفع الجميع بهذه القصائدة المعبرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته