الحريه كما تعلمناها في عصور الإنحطاط للحكام العرب هي أن اللي فإيده السلطه يعني ملك دوله أو رئيس منظمه أو مدير شركه أو ناظر مدرسه أو مشرف عام في منتدى هو اللي صح على طول ومن حقه يشيل أي حاجه أو أي حد في أي وقت مش على مزاجه
كنت في طريقي الى العمل و خلال استماعي للنشرة الصباحية , قيل ان احدهم قد رفض اعطاء محاضرة في مدينتنا لانهم لم يعطوه حرية الكلمة و قيدوه بشروط معينة.
ثم جاء الخبر التالي ذاكرين ان احدهم قام بمساعدة خاله بالانتحار لانه كان يعاني من مرض ما و علينا ان نتقبل حرية الراي و الحق لاختيار الحياة او الموت لان هذا الامر مسالة شخصية و كل انسان حر بحياتة.
ثم جاء خبر عن انفجار سيارة في العراق و لمح المذيع الى ان الجيش الامريكي ذهب ليحرر العراق و نتيجة تلك الحرية المطلقة اصبح الشعب فوضويا !
تتبعا لتلك الاحداث باتت افكاري مشتتة ما هي هذه الكلمة التي يتداولها هؤلاء الاشخاص و هم يعيشون في مجتمع يعتبرونه بلا قيود ولا حدود..ام انه طمع الانسان كل ماوصل الى نقطة معينة طلب المزيد.
حقيقة لا افضل هذه الكلمة و اعتبرها اصلا غير موجودة لان الحرية "بالمفهوم الغربي على الاقل" تعني بلا قيود و ان لكل انسان الحق في التصرف و العمل كيف يشاء و الاستمتاع بما يشاء...ولكن في حقيقة الامر كلنا مقيدوون تحت ضوابط معينة علينا الالتزام بها..و مهما وصلنا الى اعلى درجات "الحرية" لكننا مقيدون و الا لختربت موازيين الحياة !
احببت المشاركة بما جاء في خاطري كبداية و لي عودة ان شاء الله
هناك الكثير من المصطلحات يعرفها من أراد وفق منظومة معقدة من مرتكزات يستند إليها في دعم ما يريد إثباته .. فالحق و الإرهاب و الحرية والديمقراطية والصلاح و الخلق و غيرها من الكثير من المصطلحات، يتوقف تعريفها وماهيتها على المتكلم .. و في حالات الخصام والجدال و الحروب، تجد كل طرف من ثنائيات هذه الحالات يقاتل ببسالة لأنه على حق!
على أي حال، في موضوع الحرية، نحن نتكلم عن كائن حي راقي يميل للتعايش مع الآخرين وفق مجموعة من القيم والأعراف والقوانين .. ولو اكتفينا بكون الإنسان (كائن حي) لسحبنا عليه ما على ( فراشة الحمضيات) أو (ابن آوى) .. ففي حالتهما تكون تلك الكائنات حرة بكل معنى الكلمة، كما هي حرة الكائنات الحية التي أقوى منها في سحقها أو التهامها، فلا أحد يضمن لفراشة الحمضيات أن تكون في مأمن من التهام الطيور لها، كما لا أحد يضمن سلامة ابن آوى من ضبع هائج ..
وكون الإنسان كائن حي اجتماعي كرمه رب العزة على سائر المخلوقات، فعليه مراعاة ما طلبه منه خالقه (الذي كرمه) ويلتزم بمجموعة النواهي والأوامر السماوية .. كما عليه أن يعرف كيفية التوفيق بين حريته وحرية الآخرين الذين يشاركونه بقعة (دائرة وظيفية، شارع، حي، مدينة، دولة) .. وعندها سيكون عليه الالتزام بما تقترحه الإرادة الجماعية لتلك الدوائر المختلفة في سعتها، ضمن لوائح أو تعليمات أو قوانين .. وعلى كل مواطن أن يلتزم بالقوانين التي تضعها إداراته من المكتب أو الجامعة الى الدولة، ويبقى ملتزما بتلك القوانين، ويسعى للعمل على تغيير ما لا يعجبه منها من خلال قنوات تضعها إدارات الدولة والمجتمع المدني .. وبعكسه فإن فوضى ستحل، لو كان سكان دولة عدد سكانها عشرة ملايين لا تعجبهم القوانين التي تقترحها الدولة وفق منظومتها، فإن هؤلاء السكان سيكونوا أمام عشرة ملايين منظومة قانونية ..
فكلما طالبنا بحريات أكثر علينا أن نطالب بضوابط لتلك الحريات أكثر .. فليس حرية أن نترك للأطفال حرية الذهاب للمدارس، أو التلقيح ضد الشلل أو الحصبة مثلا، وليس حرية أن نترك للسواق أن يتجازوا الإشارات الضوئية الحمراء.