الأخت زمرد وفقها الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما حدث مع صديقتك "منى" ليس نتيجة طبيعية ولكن متوقعة، فقد قالوا: الضغط يولد الانفجار، والممنوع مرغوب، والزائد أخ للناقص، وما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فإذا لم يبرر الأهل لأبنائهم أسباب بعض الممنوعات، وإذا لم يجيبوا عن بعض أسئلتهم، سيدفعونهم في كثير من الأحيان إلى الظن بأن المنع مجرد تحكم من الكبير في الصغير، أو أن الكبير يفهم أكثر والصغير لا يفهم، وهذا يؤدي إلى التحدي والتمسك بالرأي بالنسبة للأولاد وخاصة إذا ترافق مع مرحلة المراهقة (إن صحت هذه الكلمة)، وهي مرحلة ما قبل البلوغ وبعده، والإحساس بالاستقلالية، والنضوج، والحركة، والتمرد. إذا لم يتصرف الأهل بحكمة في هذه المرحلة سيخسرون الكثير، إذا لم يشدوا الحبل حيناً ويرخونه حيناً، سيدفع الأبناء الثمن.
وسبب آخر هو قلة المعرفة الدينية عند الأولاد نتيجة إهمال الأهل لهذا الجانب فهم يكتفون بقول هذا حرام وهذا ممنوع من غير تعريف الأولاد لماذا هذا حرام وذاك ممنوع.
وأخيراً ينبغي على الأهل أن يزرعوا الثقة بأبنائهم، والسبل والوسائل كثيرة، فمنها السماح لهم باتخاذ بعض القرارات وتحمل مسؤولية نتائجها، طبعاً تحت مراقبة الأهل، فالفشل إذا رافقه التشجيع يؤدي إلى النجاح، والنجاح يمنحهم الثقة، والثقة شىء مهم يفتقده المراهق.
والله من وراء القصد.
|