مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-07-2007, 08:35 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

أظهِر هواكَ مُعلناً
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ
حَيِّ الدِيارَ إِذِ الزَمانُ زَمانُ
اِشرَب فُديتَ عَلانِيَه

قد صبغت بنتُ المدينيّه
قل لذي الدلّ تولَبِ
عَيني أَلومُكِ لا أَلوم
ما هَوىً إِلّا لَهُ سَبَبُ

وعاذلةٍ تلوم على اصطفائي
لا صَيدَ إِلّا بِالصُقورِ اللُمَّحِ
بروحِ القُدسِ والميلادِ
أَقولُ وَالغَيثُ دانٍ

وَأَخوَسَ دِلّاجٍ عَلَيَّ وَرائِحٍ
وَعودُ كَرمَةِ كَرخٍ
صَبَبتُ عَلى الأَميرِ ثِيابَ مَدحي
دَع لِباكيها الدِيارا

قَد أَغتَدي وَالصُبحُ مُحمَرُّ الطُرَر
إِذا ما كُنتَ عِندَ قِيانِ موسى
ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني
لقد حاجيت يا خنساءُ

مَضى أَيلولُ وَاِرتَفَعَ الحَرورُ
هارونُ يا خَيرَ الخَلائِفِ كُلِّهِم
يا سائِلَ اللَهِ فُزتَ بِالظَفَرِ
نُعَزّي أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً

ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ
قَد قُلتُ لَيلَةَ ساروا
طَرِبتُ إِلى الصَنجِ وَالمِزهَرِ
إِذا أَنشَدَ داوُودُ

لَم تَدرِ جارَتُنا وَلا تَدري
أَذاقَني الصَدَّ سوءُ تَدبيري
تَذَكَّر أَميرَ اللَهِ وَالعَهدُ يُذكَرُ
مَنَعَ الصَومُ العُقارا

قَد أَصبَحَ المُلكُ بِالمُنى ظَفِرا
أَدِرها عَلَينا مَزَّةً بابِليَّةً
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ
قُل لِزُهَيرٍ إِذا اِتَّكا وَشَدا

قُلتُ لَمّا وَضَحَ الصُبحُ
إِذا الشَياطينُ رَأَت زُنبورا
أَما وَصُدودِ مَخمورٍ
كَدَّرَ العَيشَ أَنَّني مَحبوسُ

قَد أَغتَدي قَبلَ مَذاذِ الخامِسِ
حماني وصلَ أبناءِ القسوس
يَدٌ لِوَجهِكَ عِندي لَو شَعَرتَ بِها
كَيفَ النُزوعُ عَنِ الصِبا وَالكاسِ

أَقولُ لِلقانِصِ حينَ غَلَّسا
ألا ما لاست زنبورٍ إذا ما
لا خَرَّبَ اللَهُ كَرخَ السوسِ وَالسوسا
فِداؤُكَ نَفسي قَد طَرِبتُ إِلى الكَأسِ

يا غُلاماً يريدُ كتما
يا عامُ لا تبرح من القفصِ
يا مَريضاً زادَ قَلبي مَرَضا
في حرِ أمّ الدهر أيضاً

أَعدَدتُ كَلباً لِطِرادِ سَلطا
أَصبَحتُ أَجوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُ
يَصُمُّ عَنِ العُذّالِ وَهوَ سَميعُ
لَو كانَ حَيٌّ وائِلاً مِنَ التَلَف

مُعَقرَبُ الصُدغِ مَلبوسٌ عَوارِضُهُ
وشادنٍ أهيفَ ذي غُنّةٍ
قَد كانَ لي حَمدانُ ذا زَورَةٍ
حميدُ ماذا دهاكا

إِنّي حُمِمتُ وَلَم أَشعُر بِحُمّاكا
فَدَيتُكَ قَد جُبِلتُ عَلى هَواكا
جالَ ماءُ الشَبابِ في خَدَّيكَ
وَمُعتَدٍ بِالَّذي تَحوي أَنامِلُهُ

يا رُبَّ ظَبيٍ بِمَكانٍ خالِ
يا قابِري بِدَلالِه
رَسمُ الكَرى بَينَ الجُفونِ مَحيلُ
وَدَهماءَ تُرسيها رَقاشٌ إِذا شَتَت

يا أَيُّهَذا المَلِكُ المُؤَمَّلُ
أَينَ الجَوابُ وَأَينَ رَدُّ رَسائِلي
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ
اِسقِنا إِنَّ يَومَنا يَومُ رامِ

كَفاكَ أَنّي قَد بِتُّ لَم أَنَمِ
يا خَليلَيَّ مِن بَني مَخزومِ
أَتَأذَنُ لي فَدَيتُكَ بِالسَلامِ
أَيُّها الرائِحانِ بِاللَومِ لوما

يا عَمروُ ما لِلناسِ قَد
كَتَمتُ الحُبَّ يا حَكَمُ
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ
أما والطورِ والنورِ

وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ
كأنّ ما بي في المجانين
مُستَيقِظُ اللَحظِ في أَجفانِ وَسنانِ
وَشادِنٍ في المُجونِ دَلّاني

هارونُ إِنَّكَ لِلساداتِ مِن مُضَرٍ
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي
سَمّاهُ أَحبابُهُ المِسكينَ قَد صَدَقوا
اِكتُبي إِن كَتَبتِ يا مُنيَةَ النَفسِ

اِترُكِ الأَطلالَ لا تَعبَأ بِها
لَمّا رَأَيتُ اللَيلَ مُنشَقَّ الحُجُب
أَصبَحتُ مُحتاجاً إِلى ضَربِ
لَستُ بِدارٍ عَفَت وَغَيَّرَها

أَعتَلُّ بِالماءِ فَأَدعو بِهِ
هَذا مَقالٌ سَمِجُ
هاتِ مِنَ الراحِ فَاِسقِني الراحا
وَقَهوَةٍ باكَرتُها سُحرَةً

دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ
أَلا يا جَبَلَ المُقتِ
بِسُجودِ القِسّيسِ يَومَ السُجودِ
وَقَسرِيَّةٍ أَبصَرتُها فَهَوَيتُها

أَيا مَن كُنتُ بِالبَصرَة
لَقَد كُنتُ وَما في الناسِ
لَمّا رَأَيتُ اللَيلَ قَد تَشَزَّرا
غَدَوتُ عَلى اللَذّاتِ مُنهَتِكُ السِترِ

لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ
لأحسنُ من صائلٍ أحمرِ
شَهِدَت جَلوَةَ العَروسِ جِنانٌ
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا

الشُربُ في ظُلَّةِ خَمّارِ
لَم يَبقَ لي في غَيرِها لَذَّةٌ
أَتُراهُ يَدِقُّ عَن كُلِّ لَمسٍ
أَمِنكَ لِلمَكتومِ إِظهارُ

قولا لِإِبراهيمَ قَولاً هِترا
قُل لِنَدامايَ وَجُلّاسي
أَنعَتُ كَلباً لَقِنَ النُحاسِ
لا أندبُ الربعُ قفراً غير مأنوس

تأهّب يومَ فطرِكَ للمعاصي
أُهدي الثَناءَ إِلى الأَمينِ مُحَمَّدٍ
إذا ولجَ البعيرُ فروغ صبري
ما رَعى الدَهرُ آلَ بَرمَكَ حَقّاً

سَقياً لِبَغدادَ وَأَيّامِها
حَلَّت سُعادُ وَأَهلُها سَرِفا
أَعاذِلَ لا أَموتُ بِكَفِّ ساقِ
ألا حيّ المنازلَ بالعقيق

كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ
رَكبٌ تَساقَوا عَلى الأَكوارِ بَينَهُمُ
لَمّا رَأَيتُ مَحَلَّ الشَمسِ في الأُفُقِ
عاطِني كأساً زُلالا

إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد
لَأَعذَلَنَّ فُؤادي أَبلَغَ العَذَلِ
خَليلَيَّ بِاللَهِ لا تَحفِرا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ

سَهَوتُ وَغَرَّني أَمَلي
أَمالِكُ باكِرِ الصَهباءَ مالِ
لَقَد نامَ عَمّا قَد عَناكَ أَبو الفَضلِ
قالوا السلامُ عليكِ يا أطلالُ

وَمُحَكَّمٍ في مُهجَتي
سَكَرتُ وَمَن هَذا الَّذي مِنهُ يَسلَمُ
وَغَريرِ الشَبابِ مُحتَبِكِ الحُسنِ
وميرائيّةٍ تمشي اختيالاً

خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ
عاقَبتَني بِأَشَدَّ مِن جُرمي
فُؤادي صَبورٌ وَاللِسانُ كَتومُ
وَمُظهِرَةٍ لِخَلقِ اللَهِ نُسكاً

أَلا لا أَرى مِثلي امتَرى اليَومَ في رَسمِ
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ
دَقَّ مَعنى الخَمرِ حَتّى
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها

وَصاحِبٍ أَخلَفَ ظَنّي بِهِ
عَلى مَركِبي مِنّي السَلامُ وَبِزَّتي
أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني
بِكُلِّ طَريقٍ لي مِنَ الحُبِّ راصِدٌ

لا تَفرُغُ النَفسُ مِن شُغلٍ بِدُنياها
بِنَفسِيَ مَن أَمسَيتُ طَوعَ يَدَيهِ
يا فَضلُ قَد أَودَعتَني عِظَةً
أَبصَرتُ في بَغدادَ رومِيَّه

إِنّي عَجِبتُ وَفي الأَيّامِ مُعتَبَرٌ
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ
قَد سَقَتني وَالصُبحُ قَد فَتَّقَ اللَيلَ

ما لي وَلِلعاذِلاتِ
رَبعُ البَلى أَخرَسُ عِمّيتُ
زعم الرسول بأنَّني جمّشتهُ
قَد عَذَّبَ الحُبُّ هَذا القَلبُ ما صَلُحا

سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ
باتَت بِطَرفٍ مُسَهَّد
إِنَّني أَبصَرتُ شَخصاً
أَرَبعَ البَلى إِنَّ الخُشوعَ لَبادِ

يا مَن بِمُقلَتِهِ العُقارُ
جَعَلتُ عُبَيداً دونَ ما أَنا خائِفٌ
اِسقِني إِن سَقَيتَني بِالكَبيرِ
يا مِنَّةَ إِمتَنَّها السُكرُ

اِصبِر لِمَرِّ حَوادِثِ الدَهرِ
سَيَحبِسُني أَظُنُّ عَنِ المَسيرِ
أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ
لَئِن رَحتُ مُبيَضَّ الذَوائِبِ مِن شَعري

إِذا ما افتَرَقنا فَادرِ أَن لَستَ مِن ذِكري
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد صَرَفتُ مَطِيُّهُم
أَجارَةَ بَيتَينا أَبوكِ غَيورُ
أَلا يا قَمَرَ الدارِ

كُلُّ مُحِبٍّ سِوايَ مَستورُ
غَدَوتُ وَما يُشجي فُؤادي خَوادِشٌ
أَعِدَن يا مُحَمَّدَ اِبنَ زُهَيرِ
إِنَّ الَّذي ضَنَّ بِقِرطاسِهِ

قُل لِبَني الأَشعَثِ لَن تُصلِحوا
يا مُعرِضاً نَفسي الفِداء
شِعرُ مَيتٍ أَتاكَ في لَفظِ حَيٍّ
عَلِقتُ مِن شَقوَتي وَمِن نَكَدي

شَجَرَ التُفّاحِ لا ذُقتَ القَحَل
أَضمَرتُ لِلنيلِ هِجراناً وَمَقلِيَةً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
أَيا سَعيدَ اِبنَ وَهبٍ

أوصي أُخَيُّ إلى النديم
أَيُّها الخادِمُ الَّذي لَو أُتيتُ
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما
أَيا مَن لا يُرامُ لَهُ كَلامُ

بحقِّ دينِ النصارى
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ
ذَكَرَ الكَرخَ نازِحُ الأَوطانِ
إِذا عَبّا أَبو الهَيجاءِ

وَبِكرِ سُلافَةٍ في قَعرِ دَنٍّ
مُتَيَّمُ القَلبِ مُعَنّاهُ
ما مِن يَدٍ في الناسِ واحِدَةٍ
مَولى جِنانَ وَإِن أَبدى تَجَلُّدَهُ

وَأَخي حِفاظٍ ماجِدٍ
قُل لِأَبي مالِكٍ فَتى مُضَرِ
فَتىً لِرَغيفِهِ قُرطٌ وَشَنفٌ
لا تَراني يَئِستُ مِنكَ

اِسقِني وَاِسقِ ذُفافَه
لَقَد سَرَّني أَنَّ الهِلالَ غُدَيَّةً
أَلَستَ أَمينَ اللَهِ سَيفُكَ نَقمَةٌ
لا تَصحَبَنَّ أَخا نُسكٍ وَإِن نَسَكا

لا تَذهَلَنَّ عَنِ اِبنَةِ الكَرمِ
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما
يا أَبا القاسِمِ قَلبي
يا كَثيرَ النَوحِ في الدِمَنِ

قل للعروضيّ
لَم أَزَل أَخلَعُ في الحُبِّ الرَسَن
أَلا قولا لِحَمدانِ
أَيا مَن بَينَ باطِيَةٍ وَزِقٍّ

المَوتُ مِنّا قَريبٌ
أَمَربَعَنا بِالشَطِّ لا لَعِبَ البِلى
عُنيتُ بِمَركَبِ البِرذَونِ حَتّى
لَم أَبكِ في مَجلِسِ مَنصورِ

خَلَيتُ عَيني وَلَذَّةَ النَظَرِ
أَعاذِلَ إِنَّ اللَومَ مِنكِ وَجيعُ
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ
تَقولُ لِيَ الرُكبانُ ما لَكَ راجِلاً

يا شَقيقَ النَفسِ مِن حَكَمٍ
سَقاني مِن يَدَيهِ وَمُقلَتَيهِ
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني
يا أَيُّها المُطنِبُ ذا الغُرورِ

قُل لِذا الوَجهِ الطَريرِ
نَبِّه نَديمَكَ قَد نَعِس
يا عاذِلي بِمَلامٍ مُرَّ بِالياسِ
نابَذتُ مَن بِاِصطِباري عَنكِ يَأمُرُني

راحَ الشَقِيُّ عَلى الرُبوعِ يَهيمُ
نَدامايَ طولَ الدَهرِ خُرسٌ عَنِ الخِنا
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 09-07-2007, 08:38 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

حياته
مولده:
في الأهواز جنوب غربي إيران لأمٍ فارسية الأصل و المرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية.

حياته:
توفي والده فانتقلت به أمه من الأهواز إلى البصرة في العراق ، و هو في السادسة من عمره ، و عندما أيفع وجهته إلى العمل في حانوت عطار. ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة ، و لم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك ، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي فرافقه إليها. و صحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس و حماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة و تلقى العلم على يد علمائها أدباً و شعراً.

و لم يقتصر طلبه العلم على الشعر و الأدب بل كان يدرس الفقه و الحديث و التفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام و الفتيا ، بصيراً بالاختلاف ، صاحب حفظٍ و نظرٍ و معرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن و متشابهه ، و ناسخه و منسوخه."

و في البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ و غناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. و قد قصد أبو نواسٍ بغداد و امتدح الرشيد و نال مكانةً مرموقةً لديه ، و لكنه ـ أي الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل و المجون. و قد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم و مدحهم. و لعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.

ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط ، عاصمتها يومذاك ، و اتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته و غمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة.

توفي هارون الرشيد و خلفه ابنه الأمين ، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به ، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه و يُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ و مجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. و في نطاق الصراع بين ابني الرشيد ، الأمين و المأمون ، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، و يخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. و كثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنه. و عندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.

وفاته:
لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي قبل أن يدخل المأمون بغداد و قد اختلف في مكان وفاته أهي في السجن أو في دار إسماعيل بن نوبخت. و قد اختلف في سبب وفاته و قيل إن إسماعيل هذا قد سمه تخلصاً من سلاطة لسانه.

وقد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له‏:‏ ما فعل الله بك ‏؟‏

فقال‏:‏ غفر لي بأبيات قلتها في النرجس‏:‏

تفكر في نبات الأرض وانظر * إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات * بأبصار هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات * بأن الله ليس له شريك

وفي رواية عنه أنه قال‏:‏

غفر لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي فجاؤوا فوجدوها برقعة في خطه‏:‏

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم


[تحرير] أسلوبه
أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر اللذين اتخذهما مثالاً له. و قد حذا بنوع خاص حذو معاصره حسين بن الضحاك الباهلي الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه و بين أبي نواس فوارق روحية.
أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.
أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة و حزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكفل في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.
أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية و التبذل
ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.


[تحرير] ديوانه
لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338هجري (946م) جمعه في عشرة فصول, و حمزة بن الحسن الأصفهاني ، ونسخة هذا الأخير أكثر سعة, وأقل تحقيقا ، وقد جمعها المهلهل بن يموت بن مزرد الذي كان على قيد الحياة حوالي عام 332هجري (943م) برسالة عنوانها "سرقات أبي نواس"


[تحرير] آراء بعض الرواة في شعر أبي نواس
كان أبو عبيدة يقول:
(( ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه حديثه ب امرئ القيس في الأوائل, و أبي نواس في المحدثين)).

قال عبيد الله بن محمد بن عائشة :
((من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب)).

وكان يقال: شعراء اليمن ثلاثة, امرؤ القيس و حسان بن ثابت وأبو نواس
كما قال أبو نواس عن نفسه:
((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).

وقال أيضا :
((أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها, و أشعاري في الغزل فوق أشعار الناس, وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي, ما قلته في الطرد (الصيد). ))


[تحرير] مختارات من شعر أبي نواس

[تحرير] الفخر
ومستــعبـدٍ إخوانـَه بثـرائــه لبـستُ له كبـراً لأبرَّ على الكبـرِ
إذا ضمَّـني يومـاً و إياه محفِــلٌ رأى جانبـي وعراً يزيـد على الوعر ِ
أخالـفـه في شكـلـه، و أجـِرُّه على المنـطق المنـزور و النظر الشزر ِ
و قد زادني تيهاً على الناس أنني أرانيَ أغنـاهم و إن كنتُ ذا فـقـر ِ
فوالله لا يـُبـدي لســانيَ حاجــةً إلى أحـدٍ حتـى أٌغَيـّبَ في قبـري
فلا تطمعــنْ في ذاك مـنيَ سُوقـةٌ ولا ملكُ الدنيـا المحجبُ في القصـر ِ
فلو لم أرث فخراً لكانت صيـانتي فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر ِ


[تحرير] المديح
قال يمدح الأمين:
تتيه الشمـس و القمـر المنيـر إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر
فإن يـــكُ أشبـها منه قـليلاً فـــقد أخطاهــــما شبهٌ كــثيرُ
لأن الـمسيــرُ {{{2}}}
و نور مـحمدٍ أبداً تمـامٌ على وَضَــح ِالطـريقـةِ لا يـحـورُ

وقال يمدحه أيضاً:
ملكتَ على طير السعادة واليمنِ و حزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ
لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ و زيـدتْ به الأيـامُ حسناً إلى حسن ِ
ولو لا الأمين بن الرشيد لما انقضت رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ
لقد فك أغـلال العنـاة محمـدٌ وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن ِ
إذا نحن أثنيـنا عليـك بصـالح ٍ فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني
وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ لغيـرك إنسـاناً، فأنت الذي نعـني


[تحرير] الزهد والتوبة
يا رب إن عظمـت ذنوبي كـثرةً فلقـد علمتُ بأن عـفوك أعظمُ
إن كان لا يرجـوك إلا محســــنٌ فبمن يـلوذ و يستجيـر المجرمُ
أدعـوك رب كما أمرتَ تـضرعـاً فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـــا وجـــميل عفوك ثم إني مسلمُ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م