مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-08-2007, 02:50 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

" حديث فتيات "

من خلف باب الفصل ..أتى صوت الجرس معلناً عن بداية الفسحة وانتهاء الحصة الدراسية .تتراكض الطالبات بتسارع الى المقصف علهن يلحقن على وجبات الافطار عدا ذلك الجسم الهزيل..كومه العظام تلك بقيت متقوقعه على نفسها ولم تتحرك بينما تهافتت الجموع للخارج وكأنهن فراشات حلوات وجدن متنفسا للخروج بعد ان مكثت محبوسة في علبة فترة من الزمن.. كل الفراشات غادرن إلا هي...
ربتت يد على كتفها فنظرت تلك المتقوقعه على نفسها فإذا بها تقول:فجر.. مابك يا صديقتي؟
اغتصبت كومة العظام الابتسامه فقالت:لاشيء يا نجوى لا شيء.
- كيف لا شيء و أنت تحبسين نفسك بالصف ولا تتحدثين مع أحد؟
- قلت لك لا شيء..
قالت قولها وكانت تزيح خصلة سقطت من شعرها على عينها بيدها حتى رأتها نجوى فصاحت وهي تمسك بيدها: فجر..ماهذا؟!
تمتمت بأسى: هذا.. لا شيء؟
أردفت بنفس الصياح: كيف تقولين لا شيء.. انظري لهذه الكدمات!انظري للمزرقات هذه..كل اولئك وتقولين لا شيء؟
- اه يا نجوى..ماذا تريديني ان اقول؟ ماذا أصابني؟ تعرفين ماذا اصابني
- اهو ....؟
صمتت ووضعت يدها مصدومه غير مصدقه حينما أومأت فجر لها برأسها لتعلمها بأن ما ببالها حق وواقع حاصل..إنه هو..
- أجل..هو.. خليفه.
- وماذا حصل؟أخبريني حبيبتي؟
- ماذا احكي لأحكي..
واخذت تسرد ماحصل لصديقتها الصدوق التي كانت تمسح دمعة حزن على صديقتها واخرى دمعة اسى وغضب لما حصل معها..فقالت نجوى بعد ان اتمت فجر حديثها: فجر..لابد أن تخرجي من المنزل بأقرب وقت..
- وأين أذهب يا فجر؟أأذهب لأمي وزوجها اللذان لا يعرفان بالمنزل ومايدور به بل يكرهون وجودي..حتى امي التي حملت بي وولدتني وارضعتني من لبنها وماءها عندما تراني فكأنها ترى ابليس.. وكأن كل ما أريد منها هو المال..تخاف أن أسرق زوجها..ويحها! زوجها هو أبي..بل بمقام أبي فكيف اخطفه منها؟ أم تقترحين أن أذهب لأبي فأمكث معه في المستشفى فلا أغادره أبدا؟ أم عند جدتي التي تعشقني وتعشق اخوتي؟ هه ليتها كانت تحبني بل عالأقل تستلطفني لكنت عالأقل هربت من عذابي لأحضانها.. ولكني يافجر بلا أحضان.. وحيدة كئيبه لا حضن لي ولا دفء.أبحث عن ملجأ فلا ملجأ لي سوى أحضاني..أحضان باردة كفاها العالم من حولها برودة وعذاب..
ضمتها نجوى إليها وقالت:وأين ذهبنا نحن يا فجر؟ أليس أبي بمقام عمك؟ لم لا تطلبين مساعدته فينصح اخاك ليكف أذاه عنك .. أو مارأيك بأن تنتقلي للسكنى معنا؟
فتحت فجر عيناها ذهولا ورددت ماقالته نجوى:أسكن معكم؟
-أجل وما المانع؟
سرحت فجر بابتسامه شاحبة وهي تقلب الفكره برأسها وتتخيل حلو العيش الرغد مع نجوى ولكنها سرعان ما طردت الفكره من رأسها بأن هزت رأسها نافية بقوة فقالت: لا يا نجوى مستحيل..
- ولماذا مستحيل؟
- أشعر بالخوف ..
- تخافين؟ولم الخوف؟
- أخشى من خليفة يا نجوى.. أتدرين لو علم بأني فكرت بهذا سيقتلني..والله انه لفاعل .. فكيف تريدين أن أخبره بنفسي؟
- ولم تخبريه أنت؟دعي أبي يتولى الموضوع!
صاحت فجر بقوة:لا..عمي لا يمكن!
- ولماذا؟
- لأن خليفه سيعلم وقتها أنني أنا التي طلبت منه وأخبرته..وبالتأكيد سيسأل عمي عن سبب رغبتي بالإنتقال لديكم..فماذا سأقول؟وكيف سأبرر؟
قالت نجوى بحده: ولم التبرير ؟ قولي له الحقيقه.. وبالتأكيد لن يتركك لحظه واحده معه..
ضربت بكفها على صدرها وقالت: أقول ما حصل لعمي؟ أفشي سر أخي لعمي الذي يراه من أفضل الشباب؟ لا يمكن.. أموت في عذاب أخي ولا أتنعم في ظل عمي وأنا أرى صورة أخي باتت كالهشيم أمام عينيه..
خيّم الصمت لبرهه ثم استطردت فجر , نجوى أتعلمين..بقدر ما يحمل خليفه من سوء ,فهو أخي .نتشاطر الدم واللحم معاً. لا أحتمل تشويه لحمي وعرضه أمام الغير حتى ولو كان لعمي؟
كيف أنعم بالنوم وكنت السبب في غضب عمي أو جرح مشاعره؟ لا أستطيع..فأنا أفضل أن أعيش هكذا على أن آتي لأعيش معكم.. اسمحي لي يا نجوى..اقسم لك بأنني أتمنى أن أسكن معكم..ولكن أفضل أن أحفظ شرفي وسمعة أخي لعلي أستطيع أن أعالجه على مر الزمن.فمن يعرف..ربما يهتدي أخي بأن يستجيب الله تعالى لدعائي المستمر له بالهداية والصلاح..
ردت نجوى عليها ببلاهه: كم أنت غبيه بمثاليه..!!
دق الجرس معلنا انتهاء فرصة الطالبات من الهروب من الحصة والدرس والمعلمه معلنا بدء الصراع النفسي للطالبة بأن تثبت على مقعدها وتسمر عقلها وعينها وفكرها للوح أبيض وقلم متحرك ولسان يتكلم..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 07-08-2007, 02:52 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

برودة الثلج!

وحشة تطقطق عظام جسدي.. وبرودة تكاد أن تقتلع قدماي.. رجفة تسري بأوصالي.. وبالعين تنتحب الدموع وتحترق ..
أضم يدي إلى صدري خائفه وريح الذكرى تعصف بي ..تدمر حصوني الباقيه فأخر أمامها صريعه بلا حراك أبكي..أبكي سعادة الذكرى وحزن الذكرى..
أواه يا نواف قلبي.. كيف حالك.. وما هي أخبارك ؟
اشتقت إليك..أتوق الى الحديث معك.. أشتاق الى ملامح وجهك.. ضحكاتك وانت تحادثني..
احساس بان يديك تلامس يداي ,يكاد يفطر قلبي.. أقسم أن جسمي يقشر لمجرد أن أتذكرك..
أواه يا نواف قلبي أواه.. عطرك يستحوذ المكان.. أرى طيفك هاهنا حولي..يضمني ..ويداعب خصلات شعري.. وتلمع ابتسامتك في ظلام ايامي..
دقّات قلبي تتزايد يا نواف مع ذكراك .. أشعر بقربك.. لا أدري ولكني أحس أن الظروف ستجمعنا معا..
تزوجت..؟ أعلم أنك تزوجت.. وأعلم أنك تنام في أحضان الأخرى وتنعم هي بدفئك..هي تقبل يديها وأنا تسكن يدي بروده الثلج..هي تلفظ اسمها وانا تتوه الحروف على شفتي.. هي تنام بقربك..بين احضانك..وانا فراشي خاوي لا يحوي سوى كومة عظامي وذكراي ألتحف بها وأحمي بها نفسي من برودة ليالي وأحلامي..
نواف.. هل فعلا سنلتقي.. ؟ وكيف سنلتقي؟ هل ستذكرني حين نلتقي؟ على الأرجح لديك طفلا الآن..فهل أنساك طفلك روز؟
هل نسيتني يا نواف؟؟ اعلم انك ربما تذكرتني عندما زرتنا بذلك اليوم..ولكنك لم تعد مرة اخرى..فأكيد أنك ابتعدت أبعد ما يمكن عن أحد يعرفنا..اشتريت راحة بالك وكيف لا تفعل يا حبيبي وبيديك ان تفعل..فقط اعلمني كيف اشتري انا راحتي؟؟
- تفضل !
صحوت من شرودي على طرق متواصل للباب..
فتح الباب فرأيت ابتسامة سعود تطل علي من وراءه..
- روز هل أدخل ؟
سأل سعود فأجبته متداركة ارتباكي وتوتري..نعم نعم يا أخي..تفضل..
دخل سعود وأغلق الباب خلفه..تقدم حتى جلس بقربي على السرير ..طال صمته وطال صمتي فقطعت حالة الصمت الحاصله فقلت:سعود تفضل..هات ما عندك..
ضحك فقال: ماعندي هو كل الخير..
وسكت أخرى.. اشرت بيدي أن تكلم.. نظر إلي بعيني مباشرة فأرعبتني نظرتة ليس لأنها حادة بل لأني شعرت وبكل قوة أن ماسيقوله سيعذبني ..
قال:روز .. انت تعلمين اني أحبك..وأنك كل ما تبقى لنا انا وفهد من والدينا..أنت أختنا ونور حياتنا..
- أجل يا سعود أعرف ولكن لم تقول هذا الكلام؟ أنا أعرفه جيدا ولا أحتاج أن تقوله لي حتى!
- روز .. أختي.. أتعرفين نواف صاحبي؟
دق قلبي بعنف حين سألت:أي نواف ياسعود؟
- نواف عبدالرحمن صاحبي..أخو صاحبتك ..الذي حضرتي عرسه !
أحسست وكأن عصافير تتراقص في عقلي وأسود تتعارك في صدري.. قلت متلعثمه: لا أعرفه شخصيا ولكني عرفت من تقصد.. مابه نواف؟
هلعت..خفت أن يخبرني أن مكروه أصابه.. كيف يعرف عنه؟هل حقا لازال صاحبه من بعد آخر زيارة لنا؟ كيف؟ولم لم يحدثني عنه من قبل..
كان سعود يتحدث وأنا شارده فقال:روز..انا اتحدث..
-أجل أجل تفضل أناآسفه.
عدل جلسته وقال: روز.. نواف اتصل بي منذ قليل وطلب يدك مني..
قفزت من مكاني وقلت:نواف؟ نواف ذاته؟ ولكنه متزوج..سعود لا يمكن.
لا أدري أي شعور متضارب سكنني وقتها ولكن نفحة من السعادة ضربت قلبي ولاأدري لماذا..ربما لأنها خطوة انتظرت حدوثها من زمن بعيد..ولكن كانت فكرة أنه متزوج تنحر هذه السعادة وتمزق وجهها وأثوابها فتجعلها مشووهه كريهة بلا معالم..
ضحك واردف:روز!هداك الله..وهل سأوافق أنا أن تتزوجي من رجل متزوج؟بالطبع لا..نواف طلب يدك لأخيه زياد..وليس له أيتها الفهيمه..
وهنا..وبعد أن أتم سعود جملته..قتلت سعادتي..اقتلع قلبي من بين أضلعي وذل أمام ناظري..طعن بسكاكين حادة ومزقت أوصاله وريدا وريدا..
رفعت ببصري إليه وقد جمدت الدموع بعيني..بل قلبي الفتي هو الذي جمد لدرجة أن الجليد بحد ذاته بقربة ماء سائل..
قلت:ما رأيك ياسعود؟
قال:بصراحه زياد شاب ممتاز وأتمناه لك بصراحه.. ونواف وأهله أنت أعلم بهم مني.. فأنا أقول لنتوكل على الله..والقرار في الأول والأخير لك..هذه حياتك وأنتي قرري مصيرك بيديك..لن أضغط عليك أبدا..القرار قرارك..ولكن فكري بعقلك.. وربي يهديك للصواب..
ابتعلت ريقي وقلت:سعود دعني أفكر..
أومأ برأسه وأردف:بالطبع.. فكري براحتك ولكن لا تطيلي التفكير..انتظر ردك بعد اسبوع..عالأقل رأي مبدأي حتى لا نعلق الناس ونحن لا نريدهم..صحيح؟
اغتصبت ابتسامة ثم أخفضت رأسي سريعا حتى لا يلحظ أخي ما اعتراني.. وآه مما اعتراني..
- سأتركك الآن يا روز وانتظر ردك..
- حسنا يا سعود..
نهض سعود واستدار نحو الباب.. وبقيت أنا مسمرة في مكاني.. لا أعلم أين الحقيقة من الخيال في الموضوع! أحقا يا نواف؟ تطلب يدي؟ ولمن؟ لأخيك ؟
لم أفكر بالموضوع ولو لحظه..بل كل ما فعلته أني اكتفيت بأني رفعت غطاء الفراش..اندسست بداخله..والتحفت به بقوه..ونمت..


يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 07-08-2007, 02:54 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

مفاجأة ..


إسبوع كامل مضى وكانت تتحاشى نظراتي.. تتحاشى أن تنظر إلي بعيني..أن تتكلم معي.. لا أدري أتخاف أن أسألها عن الموضوع.. أم تخاف أن أضغط عليها؟ هي أكثر من يعلم أني لا يمكن أن أفعل ذلك..
لحظات كثيرة إلتقيتها في الممر أو في المطبخ أو بأي مكان ولكنها كانت تعتذر سريعا وتهرب.. أجل تهرب.. هل هي لا تريده وتخاف أن تقول لي؟ تخاف أن أجبرها؟ هي أكثر من يعلم أني لا يمكن أن أجبرها على شيء..ولا أي شيء.. فكيف على الزواج...
- ألو..ألسلام عليكم..
- وعليك السلام يا سعود..أهلا بك..
- كيف حالك يا صالح؟
- الحمدلله بأفضل حال..وأنت كيف حالك؟
- الحمدلله رب العالمين..
- واخوك كيف حاله؟منذ زمن لم نره هنا..
- أنت تعلم جيدا يا صالح ظروف عمله..مسكين الله يكون بعونه..
- آمين يارب.
- صالح..ماذا حصل بموضوعنا؟ هل سألت عن الموضوع؟
- بالطبع يا سعود..روز أختي وبالتأكيد سأسأل وأتحرى بكل دقة..سألت عنه بالحي.. قالوا أفضل ما قد يقال..سألت أصحابه بالعمل..رئيسه..مدحه لي وقال انه منتظم في عمله..حسن الخلق والسيره بالعمل..منضبط ومن أفضل العاملين لديه.بقي أمر واحد أن تسأل عنه يا سعود بمسجد الحي..ليطمئن قلبك من كل النواحي..
- فعلت ذلك..والحمدلله طمئنني الشيخ إمام الجامع وأثلج صدري..
- الحمدلله..إذن لم يتبقى سوى رد روز..وفقها الله يارب..
- أجل.. إن كان من نصيبها..
- وهل تعتقد أن روز لن توافق؟
- لا أدري يا صالح .. ولكن وجهها لا يوحي بالموافقه..
- دع كل شيء لرب العالمين ولكن لا تنسى أن تذكرها بأن من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. وأن ليس كل يوم يأتي الفتاة نصيبا جيدا مثل زياد
- صح..كلامك صحيح.. أستأذنك الآن يا صالح.. يجب أن أذهب..
- حسنا يا نواف.. دعنا نراك اليوم في المقهى.. أم تخاف من الهزيمه؟
ضحكت وقلت: منذ شهر ولم يفز أحد منكم علي بالطاوله.. أي هزيمة تتحدث عنها؟ لا بإذن الله سآتي اليوم لأني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها..
ضحك هو بدوره..ودعني وأغلق الخط..
أغلق هو الخط وسرحت أنا بفكري أفكر بتلك الصغيرة الغامضة التي لا أعرف كيف تفكر خلال هذا الأسبوع!
فأخذني فكري إلى أربعة أيام مضت.. طرقنا باب غرفة روز فلم تجب.. فتحنا الباب فوجدتها..
خالتي ونورة عند روز ... روز تبكي ونورة تهداها وأمي تخاصمها فتقول: عيب عليك ما تقولين.. أنت لم تري من الشاب أي شيء..فلم تردينه وبدون أي سبب..ألا تخافين من الله؟ شاب حسن الخلق والدين والمظهر أيضا لا يعيبه شيء.. حتى المال فليس بعائق أبدا وأنتي بنفسك تعرفين وضعهم الإجتماعي بحكم معرفة أخيك بهم.. فلم لا تريدينه؟
روز من بين دموعها: أمي.. حرام عليكم.. أنا لا أريد أن أتزوج..فلم تريدون أن تغصبوني؟ لا أريد لا أريد..
نورة أمسكت على يدها وحاولت مازحه أن تلطف الجو فقالت: روز..عزيزتي لا تبكي ولكن قولي الله أأجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها..
لمعت ابتسامة روز خلال وجهها السابح بالدموع فالتفتت خالتي إلى نورة ورمقتها بتلك النظرة الحارقة ومن ثم صبت جام غضبها عليها.. فتمتمت نورة معتذره وقالت:كنت أحاول أن أساعد ليس إلا..
أردفت روز: ولكن يا أمي ظروفهم مغايرة عنا..حياتهم كلها مختلفه..لا أستطيع أن أعيش بينهم... أقسم أني لا أستطيع.. ومن ثم فأنا لا أحبه.. لا أستطيع أن أتخيل حياتي معه..أمي أنا أكرهه.. أمقته يا أمي وليس فقط أكرهه.. لا أريد أن أرى وجهه فكيف أتزوجه.. أرجوكي يا أمي..
صرخت خالتي هدى عليها وقالت: روز..كفى عن تصرفات الاطفال هذه..كيف تكرهينه وأنتي لا تعرفينه حتى؟ لم تريه سوى مرة واحدة يوم الحادث ولم ترينه جيدا..فكيف تحكمين عليه؟ ويحك عيب عليك.. هل تضمنين أن يأتيك نصيبك مرة أخرى؟؟
صرخت روز وقالت: ولماذا لا يأتيني نصيبي؟مم أشكو وما عيبي؟ومالذي ينقصني يا أمي؟؟ لا تقولي كذلك بإن الله سيأتيني نصيبي وأفضل من زياد هذا!
ضحكت خالتي بخفة وقالت محاولة ابتلاع ضحكتها:لم أقصد ذلك ولكن فعلا يا ابنتي هل تضمنين أن يأتيك نصيبا جيدا مثل زياد؟ فكري بعقلك وليس بعواطفك وقلبك..
اخفضت روز رأسها وأكملت بكائها وفي عينها حدة رفض عجيبة شعرت بها خالتي هدى فأردفت غاضبة: اسمعيني جيدا ياروز .. إن كان سبب رفضك لزياد عملك أو المدرسه..فاعلمي أني لا أريدك أن تعملي سواء تزوجتي زياد أم لا.. أفهمتي؟؟
خرجت خالتي من الغرفة وصفعت الباب خلفها..بينما ألقت روز بنفسها في أحضان نورة وقالت بصوت باكي:نورة..يريد أن يسلبني كل شيء.. ألا يكفيه أنه عذبني هو وأخوه بما يكفي وسلبني كل مشاعري؟ فجعل قلبي خاويا بدون أي نبضة مشاعر؟ ألا يكفيه أنه مرغ كرامتي بالتراب حين خطبني أخوه له؟ ماذا يريد أكثر؟؟يريد أن يفسد حياتي؟ يدمر مستقبلي؟ نورة أرجوك ساعديني.. لا أستطيع أن أحتمل أكثر..أرجوك أرجوك..
ضمتها نورة بقوة وقالت باكية:سأحاول بقدر ما استطيع يا روز..أعدك.. ولكن فكري جيدا يا روز..فعلا نواف تركك وتزوج أخرى..ولكن زياد اشتراك.. ودفع ثمنا غاليا لأجلك..ففكري جيدا.. أيستحق أن تعطيه ظهرك كما فعل نواف لك؟
نظرت نورة بعينيها وقالت: روز..فكري جيدا.. وردي علينا قبل أن أتوسط عند أي أحد بعد اسبوع.. وأعدك أن احدا لن يفتح معك الموضوع أبدا أبدا.. حتى تردي علينا ولكي كامل حرية التفكير والرفض.. ولن يناقشك أحد وخذيه مني عهد..
ضمتها نورة وخرجت..وبقيت أنا وفكري أنظر إليها بحرقة وألم..أريد أن أضمها أمسح دموعها.. رغم اني أريد أن أصفعها علها تفكر بطريقة سليمة..إلا أنه صعب علي وعلى خالتي أو فهد أو أي مخلوق على وجة الكرة الأرضيه أن يفهم كيف تفكر روز بهذه اللحظة ولا ماتمر به.. فأصعب ماقد يمر به انسان هو طعنة موجهه للقلب مباشرة من حبيب القلب .
أحسست بطرقات على كتفي فالتفت فإذا بفكري يخبرني أنه حان الوقت لنعود لليوم..تنهدت بعمق وسرت معه مبتعدا حتى عدت لمكاني حيث أنا..
طبعا لم أذكر شيئا مما رأيته مع فكري سوا تلك الغصه التي بقلبي.. فلم أعلم سببها.. أو علاجها..فاكتفيت بأن القيت بجسدي على الكرسي ونمت..
فتحت عيناي فأبصرت بتشويش هيئة جالسة أمامي.. أغمضت عيني وفركتها بقوه ونظرت أخرى فرأيت روز..جالسة أمامي.. وجهها غريب..ليس بحزين ولاهو بسعيد..وجهها وبكل بساطة ..بلا مشاعر..
عدلت من جلستي فقالت باسمة:صباح الخير..
نظرت إلى ساعتي وقلت بتعجب:يالله تأخرت كثيرا.. لماذا لم تصحيني يا روز؟
- لا أدري ولكني رأيتك هادئا ولم أشأ أن أعكر صفو هدوئك ومسالمتك مع نفسك..
ضحكت روز فنظرت إليها بعمق لأني أحسست أنها تريد أن تقول شيئا.. نظرت إليها فأخفضت رأسها.. عرفت أنها سترد علي الآن.. بشأن موضوع زياد!
سألتها: روز..حبيبتي تكلمي.. وأي ما كان ردك فأنا موافق عليه.. ولن أناقشك فيه..
رفعت بصرها بسرعه تنظر إلي وكأنها تسألني كيف عرفت.. ولكنها عادت فأخفضت رأسها أخرى..
رفعت ذقنها بيدي وقلت:هيا يا روز..تكلمي حبيبتي..
نظرت إلي وقد اصطبغت وجنتاها بالحمره.. وانفرجت اساريرها وبالتالي اساريري أنا.. وكأني أرى بعينها ما يسرني.. ابتسمت إليها لأشجعها على الحديث..فقالت:"اللي تشوفه" ..
ضحكت وقلت: وماذا يعني ذلك؟
قالت بخجل:سعود..أرجوك..
- لن أتركك حتى تقوليها بلسانك.
همست بخجل وبصوت لا تسمعه اذناها:أنا موافقه..
ضحكت وقلت:لا أسمع..ارفعي صوتك من فضلك...
ابتلعت ريقها وقالت:أنا موافقه..
ضممتها إلي وقلت:ألف مبروك يا حبيبتي..
نظرت إلي وعادت اللامشاعر إلى وجهها.. ولكني ابتسمت وضممتها أخرى..فالآن تطمنت على أختي..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 07-08-2007, 02:55 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

أول الغيث......... قطرة !

دق هاتفه المحمول..نظر إليه..يالله..ارتعب خوفا..ولكنه تمالك نفسه فأجاب بابتسامة مصطنعه:السلام عليكم..يا مرحبا..
- وعليك السلام ورحمة الله يا نواف.. كيف حالك؟
- بخير ولله الحمد.. أنت كيف حالك؟
- الحمدلله رب العالمين بأفضل حال..
بدأ الطرفين يتجاذبون أطراف الحديث وفي كل مرة ينتقلون لموضوع مغاير يدق قلب نواف..لأنه في كل لحظة كان يخاف من تلك اللحظة حتى حانت حين قال نواف:
- سعود .. ماذا حصل بموضوعنا؟
- وهذا سبب اتصالي يا نواف..
دق قلب نواف بعنف فقال:بشر يا أخي.. طمني ماذا حصل؟
- ننتظر زيارتكم عندنا بالبيت يوم الخميس المقبل..
أحس نواف وكأن سماعة الهاتف ستسقط من بين يديه وأن الأرض حتى تهوي من تحته..ففي تلك اللحظة ذاب جسده.. وكأن خلاياه تحللت.. خلية خلية.. فبات كالتراب أو الهشيم.. مرت رياح عاصفة عليه وبعثرته في كل مكان..
نعم.. روز وافقت!
تدارك الموقف بسرعه وقال:ألف مبروك علينا وعليكم.. بإذن الله سنحضر..
- حياكم الله..البيت بيتكم..
- جزاك الله خير يا سعود..
- إلى اللقاء الآن يا نواف..وموعدنا يوم الخميس..
- بإذن الله تعالى..نراكم الخميس.. وسأذهب لأفرح العريس...
سعود ضاحكا:حسنا.. إلى اللقاء...
- إلى اللقاء..
نواف يتحدث..
وانتهت المكالمه..وكأني قلبي انتهت صلاحيته معها.. يا الله.. روز وافقت؟
وبالطبع لم يكن هناك وقت أو متسع لإظهار المشاعر أو إطلاق العنان لها فدينا كانت بالجوار..وما أن أنتهيت مكالمتي حتى وجدتها بقربي.. وكأن حتى لحظة صمت على قلبي الراحل محرمة علي!
جائتني بابتسسامة حلوة رسمتها على شفتيها وسألتني:خير يا نواف.. من المتصل؟
أجبتها بابتسامة عكس ابتسامتها الحقيقية وقلت:هذا يا دينا أهل الفتاة التي قمت بخطبتها لزياد..
أجابت فرحة:ها.. وماذا حصل؟
نظرت إليها بعمق وقلت:وافقت!
قفزت من مكانها إلي وضمتني فرحة..ومن يعرف الموضوع يقول أنها فرحة لأنها تخلصت من شريكتها بقلبي..ولكنها كانت فرحة لأخي زياد..وأنا.. دعوني أنا الآن..
- هيا يا نواف اتصل على أخيك بسرعة.. قالت دينا بحماس بالغ.
- حسنا سأفعل ولكن ليس الآن..
- نواف حرام عليك..اتصل عليه الآن وفرح الجميع..
بحنق:يالله..حسنا..
اخذت محمولي واتصلت على زياد..تتالت صيحات الهاتف ولم يجب..فتنفست الصعداء لأني لن أكون أنا من يزف له الخبر..ربما أكون ولكن المهم ليس الآن.. وما أن هممت أن أغلق الخط حتى جائني صوته بتثاقل:ألو..
أغمضت عيني بقوة وقلت:زياد! أنت نائم؟
غاضبا أجاب:وماذا تسمع أنت؟ وما رأيك مثلا؟أكيد نائم.. ماذا تريد؟ هيا تكلم بسرعة قبل أن يرحل النوم من عيني وقتها سأقتلك!
- زياد.. يوم الخميس سنذهب لبيت أهل روز لخطبتها رسميا..
صاح زياد:ماذا؟ ماذا تقول أنت ..هيي نواف!
- ماذا مابك؟لم تصيح؟
- نواف أي زواج وأي بيت وأي خطبه؟كيف تم كل هذا؟ ومن وراء ظهري؟ لا أكاد أصدق.. وأمي..كيف أقنعت أمي..لأني أعلم أبي لا يمكن أن يقتنع لو لم تقتنع أمي..كيف فعلت هذا؟
- لا دخل لك يا زياد كيف تم هذا..المهم..أن الفتاة وافقت..
صرخ زياد وقفز وهو يقول:"بذمتك يا نواف؟"
-أجل.. وهل هذا موضوع يستحمل المزاح؟
يالله.. روز لي؟ روز وافقت علي؟؟ ياه كم أنا محظوظ!
بنفسي قلت..أجل كم أنت محظوظ أيها الأحمق..
استطرد زياد قائلا:نواف.. هل تتكلم بجد؟والله أكاد لا أصدق..
- صدق يا زياد.. وهيا..استعد من اليوم ليوم اخلميس..أعلم ماذا ستفعل ذاك اليوم..ثوبي..شماغي.. ساعتي..جهز كل أغراضك..لا نريد أن تحرجنا مع الجماعه..
- بأمرك يا أحسن أخ بالدنيا.. بأمرك يابو عبدالرحمن..
- حسنا إلى اللقاء الآن..
- إلى اللقاء..
انتهت المكالمه على موعدنا يوم الخميس.. وآه منك يا يوم الخميس..
وفي الطرف الآخر من المدينه..كانت روز بحجرتها.. بعد أن أعطت نفسها تذكرة سفر إلى مكان آخر..لتجربة إحساس آخر..مع شخص آخر..فياترى..كيف سيكون الوضع؟
كانت روز تردد في نفسها بينما كانت تجمع كل ما يذكرها بنواف..من قصص وكتب ورسائل قد طبعتها وكثير منا لأمور وهي تقول:
يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني.. خلاص راح الذي يستاهل أحزانك..لمي جروحك..وكفي الدمع يا عيني.. ردي لزهرة حياتي.. باقي ألوانك..
يا سنين عمري.. آه يا سنين عمري..كفاية حزن يا سنيني..
ومن تلك اللحظه..أقسمت روز أن تتغير..أن تتمالك شتات نفسها فتتغير..وماذا يعني نواف؟هو مضى بحياته وتزوج..فلم لا أتزوج أنا من شاب قاتل لأجلي واختارني أنا من بين كل العالم..حتى ولو كان أخوه..فماذا يعني.. حان الوقت لآرى حياتي وأمضي قدما.. فإلام أبقى على ذكراه وقد مضى هو أشواطا على ذكراي؟
لم أعلق حياتي وأجعلها مرهونة تحت إشارة من اصبعته وهو..حياته وقلبه وروحه تحت رهن اشارتها هي..
سأمضي قدما بهذا الموضوع وبإذن الله..بإذن الله.. سيرزقنا الله بعد صبري خير جزاء..وبإذن الله لن يجيب رجائي..
- ألو .. السلام عليكم..
- وعليكم السلام ورحمة الله..كيف حالك يا أمي؟
- بأفضل وأروح حال يا ابنتي..ألف ألف مبروك.. من كل أعماق قلبي فرحت لك.. أجل الآن أنتي ابنتي روز العاقله.. بارك الله فيك يا صغيرتي ورزقك أفضل حياة تتخيلينها..
- آمين يا أمي..
- كيف هو شعورك يا ابنتي؟
- لا أردي أمي..أحس أني فرحة..وأيضا خائفة.. لا أدري من ماذا أنا خائفه ولكن شعور غريب بالخوف يسيطر علي..
ضحكت أمي وقالت:هذا أمر طبيعي..وإن لم تخافي فأنت لست طبيعيه.. صغيرتي من الطبيعي أن تخاف الفتاة عندما يصبح موضوع خطبتها جديا لأنها وخلال الفترة القادمه ستكتشف أمورا كثيرة وستخوض تجارب عديدة.. وكل شيء قد يكون جديد في الحياة الجديده..ولكن يا روز..ألفتاة العاقله تعرف كيف تدبر أمورها وتتكيف بالوضع الجديد الذي وجدت فيه..وتتأقلم مع حياتها بحلوها ومرها..
- إن شاء الله يا أمي..
- متى سيأتون يا صغيرتي؟
- الخميس على ما اعتقد...
- حسنا..الخميس من الصباح أنا ونورة سنكون عندكم.. لنساعد فيما قد تحتاجونه ونكون بجانبك يا حبيبتي..
- حسنا..كما ترين..
- اعتني بنفسك ياروز..وتالي اليوم عندنا لنحتفل بك قليلا..
ضحكت وقلت بخجل:أمي..
أردفت أمي: ألا تريديني أن أفرح بخطوبة ابنتي دلوعتي؟
- بلى..
- إذا..دعيني أفعل ما شئت..حسنا؟
ضاحكة قلت:بأمرك يا أمي.. اليوم أكون عندكم..
- إلى اللقاء ياروز..
- إلى اللقاء أمي..
ضممت هاتفي ورميت نفسي بكل نشوة على السرير.. أحسست بارتياح لذيذ.. وشعور جميل.. أحسست بشيء يسري في عروقي بدأ من قلبي حين شعرت بنبضه ثم احسست به في كل أطرافي.. فقفزت بسرعة أنظر لنفسي في المرآه.. يا الله..عاد لوني..عادت نظارتي.. سبحان الله.. فقط من اجل خبر واحد سعيد؟
ابتسمت لنفسي في المرآة وألقيت لها بقبلة ثم ركضت إلى سريري فارتميت أخرى ونظرت إلى السماء وقلت بصوت خافت وأنا أعني كل حرف أنطقه:الحمدلله يارب..


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م