مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-08-2007, 11:45 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

الشاعر يحيى السماوي في ملبورن
أمسية رائعة للجالية العراقية .. ومشاركة لافتة في مهرجان عالمي

٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦


برعاية المنتدى الأسترالي العراقي أقام أصدقاء الشاعر العراقي يحيى السماوي في ملبورن أمسية شعرية ناجحة وحافلة للشاعر ألقى خلالها مجموعة من القصائد الوطنية التي جسدت بعمق وحساسية عالية معاناة وتطلعات العراقيين والعذابات التي مروا ويمرون بها وهم يتطلعون إلى عراق ديمقراطي موحد يضمن للوطن الكرامة والاستقلال والازدهار، وللشعب العراقي بكافة مكوناته الإخاء والحرية والرفاه والأمان.

وقد نجحت الأمسية في تقديم صورة رائعة لوحدة العراقيين، إذ حضرها جمهور كبير يمثل مختلف شرائح الجالية العراقية وانتماءاتها الدينية والعرقية والسياسية. وفي بداية الأمسية تحدث الشاعر خالد الحلي فشكر الحاضرين جميعاً على حضورهم من مناطق مختلفة ومتباعدة إلى مكان انعقاد الأمسية في مكتبة توماستاون العامة، وعبر عن الامتنان الكبير لمبادرة المنتدى الأسترالي العراقي للمرة الثانية على التوالي إلى رعاية أصدقاء الشاعر السماوي في ملبورن لإقامة أمسية شعرية له.

وقد تحدث الشاعر الحلي عن المسيرة الشعرية للشاعر وقال في هذا الإطار أن الشاعر السماوي كان قد أصدر المجموعة الأولى من مجاميعه الشعرية الخمس عشرة الصادرة حتى الآن، قبل ست وثلاثين سنة، أي في عام 1970، وقد قوبلت عند صدورها يومذاك بترحيب بالغ من قبل النقاد والقراء على حدٍ سواء، وكان من بين الذين كتبوا عنها بشكل متفائل ومتحمس عميد النقد الأدبي الحديث في العراق الناقد الراحل الدكتور علي جواد الطاهر.

وعن مسيرته الوطنية والنضالية قال : إن شعر الشاعر السماوي وصدره يتحليان بأحلى أوسمة الكفاح والنضال ضد النظام الدكتاتوري الصدامي المقبور، ولكنه إذ يتمسك بالحق والحق وحده فقد فضح كل أخطاء الاحتلال وما يجري في العراق الآن من مفارقات بحس وطني عالٍ، وبنزاهة موضوعية تستمد ضوءها من الحقيقة وضوء الشمس.

وتحدث بعد ذلك الدكتور كاميران عبدوكا عضو الهيئة الإدارية للمنتدى الأسترالي العراقي فعبر عن سرور المنتدى الكبير برعاية هذه الأمسية، وألقى في حديثه بعض الأضواء على القيم الإبداعية والوطنية والإنسانية في شعر السماوي، وجسد اعتزاز أبناء الجالية العربية في ملبورن بالشاعر الكبير، ناقلاً إليه رغبتهم في الانتقال إلى ملبورن للعيش بينهم، وإن تعذر الأمر فزيارة ملبورن مرة كل عام على الأقل. وأشار في حديثه إلى أهداف ومنجزات المنتدى الأسترالي العراقي.

ثم جاء دور الشاعر السماوي فكانت الكلمات النثرية التي شكر فيها منظمي الأمسية وحضورها تترقرق شعراً، وفي جو يسوده التوهج الشعري والتفاعل الخلاق بين الشاعر والحاضرين، كان السماوي يتنقل بين حدائق شعره ليقرأ الجميل والمعبر في مناجاة العراق أرضاً ووطناً وشعبنا، والتعبير عن هموم وتطلعات العراقيين، ثم قرأ بعض القصائد الوجدانية التي توجها بقصيدة رائعة تحت عنوان "وجدان" أهداها إلى زوجته الفاضلة وتدفقت بمشاعر عميقة صافية جسدتها بتألق لغته الشعرية الجميلة وصوره التعبيرية الأخاذة.

وبعد فترة استراحة لمدة ربع ساعة تناول فيها الحاضرون الشاي والمرطبات وتعرفوا خلالها عن قرب على الشاعر، بدأت الفترة الثانية من الأمسية التي استهلها الشاعر خالد الحلي بالحديث عن تجربة ترجمة قصائد الشاعر إلى الإنكليزية مؤكداً على أهميتها في إيصال الصوت العراقي إلى القاريء الأسترالي باللغة الإنكليزية، وتجسيد تفاعلنا مع مجتمعنا الأسترالي. وتوقف قليلاً عند صدور مختارات شعرية له باللغة الإنكليزية مؤخراً تحت عنوان “Two banks with no bridge” –ضفتان ولا جسر- قامت بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية الروائية والشاعرة والأستاذة الجامعية الدكتورة إيفا ساليس، دون أن تبتعد كثيراً عن روحية ووهج النصوص العربية.

بعد هذا عاد الشاعر السماوي لينقل الحاضرين عبر إلقائه الجميل المعبر، وقصلئده التي تعانق ذرى الإبداع، ليلقي المزيد من شعره حاملاً معه الحاضرين إلى سماواته الشعرية الباذخة، ممتزجاً مع مشاعرهم وأحاسيسهم، وانتهت الأمسية وهم يتمنون أن تستمر أكثر.

وفي ختام الأمسية قدم الدكتور رياض المهيدي رئيس المنتدى الأسترالي العراقي هدية تذكارية إلى الشاعر يحيى السماوي، وهدية تذكارية أخرى إلى الشاعر خالد الحلي.

هذا وكان الشاعر مدعواً قبل إقامة هذه الأمسية بيوم واحد إلى المشاركة في المهرجان الثقافي الدولي الثاني الذي أقامته مؤسسة مكتبة ألثم الثقافية في ولاية فكتوريا بحضور نخبة من المبدعين والمفكرين من أستراليا وخارجها، وكان المشارك العراقي والعربي الوحيد فيه . وقد قام الشاعر خلال المهرجان بقراءة مختارات من قصائده باللغة العربية قامت بقراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية بعده الأديبة جهاد شهاب الأطرش التي تقيم وتعمل في ملبورن منذ سنوات عديدة.

وقد شدت قصائد السماوي انتباه الحاضرين "وكلهم من غير العرب باستثناء ثلاثة أفرد بينهم الشاعر نفسه"، وقد وصلت مساحة هذا الانتباه إلى مديات لا محدودة عند قراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. وهكذا كان نصيب الشاعر السماوي الحصة الأكبر بين المشاركين الآخرين من الأسئلة التي وجهها الجمهور، والتي أجاب عليها بالعربية وقامت الأديبة جهاد شهاب الأطرش بنقلها إلى اللغة الإنكليزية. ومن اللافت أن ختام القراءات تحول إلى حفل توقيع كتاب للسماوي لا لغيره من المبدعين الذين كانت كتبهم متوفرة في القاعة، إذ نفذت تماماً نسخ مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإنكليزية وكان مقتنو هذه النسخ ينتظرون بالدور التوقيع عليها من قبل الشاعر.

ومن القصائد التي أثارت إعجاب الحاضرين كثيراً قصيدة للشاعر بعنوان "أذلني حبي" ويرد فيها قوله:

وفجأةً
رأيتُ نخلةً على قارعةِ الدربِ
هَزَزْتُها
فانهمر الدمع على هُدْبي
وعندما هَزَزْتُ جِذْعَ الأرضِ يا ربي
تساقط العراقُ في قلبي
هذا وكان الشاعر السماوي هو الشاعر العراقي والعربي الوحيد الذي شارك خلال الشهر المنصرم في مهرجان ثقافي آخر أقيم في ولاية جنوب أستراليا بإشراف منظمة قلم الثقافية العالمية لنصرة سجناء الرأي والتعبير من المبدعين والمثقفين.
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 11-08-2007, 12:10 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

حيرة المتسائل
١٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٧ ، بقلم يحيى السماوي


مَنْ ليْ بمصباح ٍ

يُضيءُ دجى الجواب ِالمستريب ِِ ..

يُزيلُ عن جَـسَد ِ السؤال ِِ

ملاءةَ الدم ِ والحُـطام ِ ؟

الناطقُ الرسميُّ

يُطنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..

ونشرةُ الأخبار ِتـُنبئُ عن خريف ٍ

قد يدومُ بحقل ِ دجلة َ ألفَ عام ِ

ورسائلُ الأصحاب ِ

تسألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرة ٍ …

وعن سُفـُن ٍ مُهيَّأة ٍ

لِشـَحْن ِ الهاربين من الجحيم ِ

إلى جنائن خيمة ٍ في ملجأ ٍ صَعْب ِ المرام ِ

مَنْ ذا أُصَدِّق ُ ؟

ما يقولُ الناطقُ الرسميُّ باسم ِ القصر ِ ؟

أو

ما قاله الكوخُ المُهدَّدُ بالضرام ِ ؟

وأنا ورائي جثة ٌ تمشي..

ومقبرة ٌ أمامي !
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 11-08-2007, 12:11 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

سادن الوجع الجليل



يحيى السَّماوي



عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي . .
وكتبتُ لو قرأ البعيدُ كتابي !

وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم

وِدّي أضاؤوا حيرتي بجوابِ !

وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى

أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ

وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى

بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهابِ

وَتَرَنَّمتْ لو لم تكن مشلولةً

شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي

كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبوحةٌ

أزهارُها ... ويبيسةٌ أعنابي

شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولهِ

قيظٌ .. وظمآنُ الغيومِ سحابي

طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ

ألقى به عصفاً وعودَ ثقابِ

حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ

ألفيتُني ميتاً بنبضِ ثيابِ

يتقاتل الضِدّان بين أضالعي :

عَزْمُ اليقينِ وحيرةُ المرتابِ

صُبْحي بلا شمسِ .. وأما أنجمي

فَبَريقُ بارودٍ وومضُ حرابِ

روحي تمصُّ لظى الهجيرِ وَتَسْتَقي

شفتاي من دمعٍ ووهجِ سرابِ

أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشاشةً

خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصالُ غيابِ

الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُها

إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحباب؟

عابوا على قلبي قناعةَ نَبْضِهِ

أنَّ الردى في العشقِ ليس بِعابِ

أنا سادنُ الوَجَعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ

طفلاً .. وها قارَبْتُ يومَ ذهابي

* * *

صوفيَّةَ النيرانِ لا تترفَّقي

بيْ لو أتيتُكِ حاملاً أحطابي

قد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي

ما أَبْقَتِ الأيامُ من أعشابي

أنا طِفْلُكِ الشيخُ ... ابتدأتُ كهولتي

من قبلِ بدءِ طفولتي وشبابي

لَعِبَتْ بي الأيامُ حتى أَدْمَنَتْ

وَجَعي .. وَخَرَّزَتِ العثارُ شِعابي

يحدو بقافلتي الضَياعُ كأنني

للحزنِ راحٌ والهمومِ خوابي1

إنْ تفتحي بابَ العتابِ فإنني

أَغْلَقْتُ في وجهِ الملامةِ بابي

أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعتُ بداهتي

وأَضاعني في ليلهِ تِغْرابي

كلُّ الذي أدريهِ أني بَذْرَةٌ

أَمّا هواكِ فجدولي وتُرابي

نَزَقي عفيفٌ كالطفولةِ فاهدئي

أنا طفلكِ المفطومُ .. لا ترتابي

الشيبُ ؟ ذا زَبَدُ السنين رمى به

موجُ الحياةِ على فتىً متصابي

"ستٌ وخمسون" انتهين وليس من

فرحٍ أُخيطُ به فتوقَ عذابي !

الدغل والزُقّومُ فوق موائدي

والقيحُ والغِسلينُ في أكوابي2

أحبيبة الوجع الجليل مصيبتي

أن العراق اليومَ غاب ذئابِ

لو كان يفتح للمشردِ بابه

لأتيتُهُ زحفاً على أهدابي

وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنها

عَرَفَتْ أماناً في العراق روابي

أوقفتُ ناعوري على بستانِهِ

وعلى دجاهُ المستريب شهابي

* * *

عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِها

روحي..وعطَّرني شميمُ خضابِ

كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرها

شفتي فرارَ ظميئةٍ لشرابِ

سكرتْ يدي لمّا مَرَرْتُ براحتي

ما بينَ موجِ جدائلٍ وقِبابِ

وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردها

وسهولِ ريحانٍ وَطَلِّ حُبابِ3

لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنا

من عين مُلتصٍّ ومن مرتابِ

فشربتُ أعذبَ ما تمنّى ظامئٌ :

شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّابِ4

يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من

تُفاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي

جَرَّحْتَ فستاني فكيف بزنبقي ؟

فَأَعِدْ عليَّ عباءتي وحِجابي

حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى

فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيطُ شِهابِ

وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنا

عريانَ مُلْتَفّاً بثوبِ ضَبابِ

صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَها

وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّابِ

* * *

خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهوى-

مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسابِ

إنْ كنتِ جاحدةً هوايَ فهاتِني

قلبي وتِبْرَ عواطفي وصوابي

نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معانقاً

خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضابِ

عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالندى

جمراً وكهفَ فجيعةٍ برحابِ

* * *

اصحابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ

إنْ غَرَّبَتْ قدماي يا أصحابي

جَفَّتْ ينابيعُ الوئامِ وأّصْحَرَتْ

بدءَ الربيعِ حدائق اللبلابِ

أحبابَنا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها

مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابي

أحبابَنا عَزَّ اللقاءُ وآذَنَتْ

شمسي قُبيلَ شروقِها بغيابِ

أحبابَنا في الدجلتين تَعَطَّلَتْ

أعيادُنا من بعدكم أحبابي

ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنا

منذ احترفنا الحقدَ غيرُ مُجابِ

نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنا

واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربابِ

عشنا بديجورٍ فلما أَشْمَسَتْ

كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي

ومُسَبِّحينَ تكاد حين دخولهم

تشكو الإلهَ حجارةُ المحرابِ

ومُخَنَّثين يرون دكَّ مآذنٍ

مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقابِ

وطنَ اللصوصِ المارقين ألا كفى

صبراً على الدُخلاءِ والأذنابِ



1 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك

2 الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.

3 الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.

4 الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 11-08-2007, 12:13 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

ضفتان ولا جسر



يحيى السَّماوي



في آخر تكبيرةِ فجرٍ من شعبانْ

من عامِ الفيلِ القوميِّ

طويتُ بساطي ....

قلتُ لأمي : بضعة أيامٍ

وتعود حمامةُ قلبي لروابيكِ

تعودُ الخضرةُ للأفنانْ

رشَّتْ حولي ماءً عَفِناً

(كنا نشربُ من ترعةِ بستانْ)

وأنا كنتُ رَشَشْتُ يديها بالقبلاتِ

وحين هَمَمْتُ بلثم صغيري

صرخت زوجي :

دخل الجندُ الحيَّ !

فلملمتُ بقايايَ

وكالنسناس

قفزتُ إلى سطح الجيرانْ

لم يمهلني الرعبُ طويلاً

فتعكَّزْتُ ضلوعي قبل طلوعِ الشمسِ

طريداً

أبحث عن واحات أمانْ

مرَّ الليل الأول في قرية "سيِّد جبار"

الثاني؟

في الصحراء ...
الثالثُ؟

في "سفوانْ"

ثم توارى النخلُ ... المدنُ الثكلى

والخِلانْ

|||

أقف الانْ

في منعطف العمرِ غريباً

بين صديقٍ لا أعرفُهُ

وعدوّ يعرفني ...
حينا تحرقني الأمطارُ

وحيناً تُثْلجني النيرانْ ..

أقف الانْ

بين صديق لا يعرفني

وعدوٍّ أعرفُهُ

بين عبيرِ زهورِ الروحِ

وأشواكِ الجسد الشيطانْ

مَنْ ينقذني مني؟

فَيُوَحِّدُ ما بين يقينِ جذوري

وظنونِ الأغصانْ؟

فأنا الانْ

ضفتانِ ولا جسرٌ

نصفي وحشٌ ....

والآخرُ إنسانْ

|||

في آخر تكبيرة فجرٍ من شعبانْ

من عام الفيلِ القوميِّ

ابتدأ الرحلةَ رجلٌ في مقتبلِ العشقِ

وزوجٌ . . . وصغيرانْ

الإختيار



جيلان ِ مرّا مذ غفا أبتي وغادر بيتَنا...

كيف استفاق ْ ؟

فأطَلَّ من ْ خَلف ِ الرّواق ْ

عيناه ممطرتان ِ...

بدْلته’ العتيقة نفسها...

والخوف نفس’ الخوف ِ...

مَنْ ؟ أبتي ؟

استرحْ ...

فبكى

رمى الكأس التي قدّمْتها...

خبزي المعفر َ بالرمال ِ

عقاله الكوفي ّ ...

أخْرَجَ مصحفا ً وكتابَ أدعية ٍ

وكوزا ً فيه من دمه المراق ْ

نفض التراب َ وقال :

يا ولدي الذي خَبَرَ الخنادق َ والحدائق َ

والزنازينَ ... الفنادق َ

والفضيلة َ والنفاق ْ

أقْسمْ بأنّك لنْ تخونَ الله

أو لَبَنَ الأمومة ِ ...

لنْ تساوم َ إذ تجوعُ

ولنْ تبيعَ وشاحَ أمسك

في مزادات السياسة ِ أو حوانيت الرفاق ْ

فاخْتَرْ :

فأمّا أنْ تكون َ معَ العراق ْ

أو

أنْ تكون َ مع العراقْ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 11-08-2007, 12:15 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

حلمت يوما



يحيى السَّماوي



حلمت يوما أنني جناحْ

وحينما استيقظتُ

كانت السماء صهوةً

وسرجها الرياحْ

وكان ما بيني وبين الوطن المباحْ

مشنقة تمتدّ من ستارة الليل

الى نافذة الصباحْْ

***

حلمت يوما أنني صرت "ابا نؤاسْ"

وحينما هاجر من أحداقيَ النعاسْ

رأيت جفني زق أحزانِ

وجرحي كاسْ

وكان ما بيني وبين الوطن الجريح

قيحٌ

ودمٌ يسيل من مئذنة الصباح في مدينتي

وروضةٌ مذبوحةُ الأغراسْ

***

حلمت يوما أنني العراقْْ

وحينما فركت أحداقي

تخثّرتْ على أجفانها الأهدابْ

وكان بين الله والمحرابْ

"أبرهة" الجديد في "الكرخ"

وفي الرصافة الذئابْ

1 -الشاعر

تجرحهُ الوردةُ أحيانا ً...

وحينا ًيجرحُ السكّين َ والحجر ْ

يظمأ بين النبع ِ والنهر ِ

وتحت خيمة ِ المطر ْ

وربمّا يحلب ُ ضرع َ جفنه ِ

فترتوي جذورهُ ويُعْشِبُ الوَتَرْ...

تُغْرِقُهُ قطرة ُ حِبر ٍ

أو رذاذ الدمع ِ في الأحداقْ

ضاقت ْ به ِ الأرضُ

وضاقتْ من مرايا حُلمِه ِ الآفاق ْ

لكنه

يتوهُ بين أسطر ِ الأوراقْ

2-ظمأ

ظامئة ٌ كلُّ سواقي القلب ِ ياحبيبتي

وظامئٌ على الضّفاف ِ الطينُ والنخيلْ

لا القمحُ في البيدر ِ

لا الخُضْرةُ في العُشْب ِ

ولا الضياءُ في القنديلْ

تخَثّرالصّمتُ على حنجرتي

فهل أنا القاتلُ ؟

أم كنت أنا القتيلْ؟

3- قسمة ضَيزى

أيّ شئ ٍ نطلب ُ الآنَ وراياتُ " سلاطين " العراقْ

تملأ الآفاقَ

تمتدُّ من السوق ِ إلى باب ِ الزُقاقْ ؟

فارفعوا لافتةََ َ الشكر ِ

كُلوا خبزَ التراتيل ِ

اشربوا الدمعَ المراقْ

لكم الدّغْلُ

وللقادة ِ ما يكنزُ بستان ُ العراقْ

4-اجترار

تعوّدْتُ حين أعودُالى حجرتي في المساءْ

أُعيدُ تفاصيل َ يومي

وأخْلَعُ عني قميص التجلد ِ والكبرياءْ

أنادِمُ وجهي

وأنسجُ ليْ بُردة ً من دخان المراثي

أهيّئُ للحلم ِ جفناً

وأطلِقُ نحو الضفافِ القصِيّة ِ

أشرعةَََ الإشتهاءْ

تعوّدْتُ حين يُطِلّ النهارْ

أعيدُ تفاصيلَ ليلي

وأركض خلفَ الطيوفِ التي غادرَتْني

ألملمُ ما يتساقطُ منها

لأصنعَ لي ْ صورةً

للإطار الذي صارَ وشْمَ الجدارْ

أعلّقها تحت نافذةِ الفرح ِ المستعارْ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 11-08-2007, 12:16 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

--------------------------------------------------------------------------------

نزق



يحيى السَّماوي



وتسألني التي اصطبحتْ

بخمرة وجهها الحَدَقُ

ولي من صبرها الصوفيّ مغتبقُ :

لماذا لا يفوح العود إلآ حين يحترقُ ؟

وليس يشعّ إلآ من سواد مداده الورقُ ؟

أما لظلام ليل ِ مشرّد غسقُ ؟

أم ِالنزق اصطفاك

فأنت مختلفٌ مع البلوى

ومتّفقُ ؟

**

اجل...

لمّا يزلْ بي ذلك النزقُ...

أرى بحراً

فيغويني به الغرقُ ...

ومضماراً فأنطلقُ

ويغريني الطريقُ الصّعبُ

مفتوناًً بما قد خبّأت طُرُقُ

وأجنح للهيب

برغم علمي أنني ورقُ

يُحرّضني على خدر النعاس السّهدُ

والرَهَقُ

ويُقلقني إذا ما مرّ بي في غربتي

صبحٌ ولا قلقُ

وأنّ الليلَ لا همًّ

ولا أرَقُ

فطول إقامةٍ في غير دار أحبّتي

حَمَقُ

تعِب الربيع من الحقول المجدبة

" الى اخي الشاعر خالد الحلي "

تشكو من التعب ِ القصيدة ْ

للجرح نافذتان ِ…

واحدة ٌ على صدري

وأخرى خلفَ دالية ٍ بعيدة ْ

ما بين جذري والغصون ِ حرائق ٌ تعدو

وبينك َ والفرات ِ الطفل ِ مسغبة ُ

وسنبلة ٌشهيدة ْ

فاكتب ْ وصيّتَك َ

المراثي خلفنا

وأمامنا ميلاد ُ فاجعة ٍ جديدة ْ

هذا هو العصرُ القميئ ْ

نخفي أغانينا …ونهرب ُ من ملامحنا

ومن قمر ٍ يضيئ ْ

فنغادر الضفة َ الوحيدة ْ

الان أخرج ُ من متاهاتي

لقد كذب َ الفرات ُ على النخيل ْ

قبري معي يمشي

وطفلٌ راعَهُ الساطور ُ

يا وطني العليل ْ

أيقوم ُ من تابوتِهِ الجسدُ القتيل ْ ؟

فاكتب ْ وصيّتكَ…

المدائنُ شيّعت ْ أقمارَها

لا شئ َ ينبئ ُ أنّ بابل سوف تنهض ُ مرةً أخرى

فتفْتح بعد هذا السبي بابَ المستحيل ْ

ما خنتُ طيني حينما استبدلتُ عكّازا ً بسيفي

والتّغربَ بالإياب ْ

وبقرط ِ أمي خبزَ أطفال ٍ

وكأسا ً بالكتاب ْ…

ما خنت ُ حلم َ أبي

ولكنّ القوافلَ مُتْعَبَة ْ

والصبحَ نافذة ٌ تُطِلّ على رماد ِ المسْغَبة ْ

تَعِبَ الربيع ُ من الحقول ِ المُجْدِبَة ْ

فشكوت ُ حزني للقصيدة ْ

والخوف ُ نافذتان ِ

واحدة ٌ وراءَ دمي

وأخرى خلف دالية ٍ بعيدة ْ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 11-08-2007, 12:18 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

من رماد الذاكرة



يحيى السَّماوي



على ما يذكرالآباءُ

إنّ الأرض كانت غيرَ ضيّقة ٍ

وكان الماءُ أعذبَ

والرغيفُ ألذ َّ

والأعشاب ْ

أكثرَ خضرة ً

* * *

و" الخيش " و " الجنفاص "

أنعم َ من حرير ِ اليوم ِ

حتى فاتنات الأمس كن ّ أرقَّ

والخيل القديمة ُ لم تكن ْ ترخي اللجامَ لغير فارسها

ولا كان الجبانُ يصولُ في الميدان ِ...

والأغراب ْ

لا يتحكّمون بقوت ذي سغب ٍ

ونبضِ رقاب ْ...

ويقنع ُ بالقليل ِ من القطيع ِ الذئب ُ

لا كذئاب ِ هذا العصر ِ...

أذكر ُ أن ّ أمي حدّثتني عن بيوت ٍ

دونما أبواب ْ

وتُقسم ُ أن ّ جارا ً

قد أضاع شويهة ً يوما ً

فعادت بعد عام ٍ خلفها حَمَل ٌ

يقودهما فتى سأل المدينة َ كلّها

عمّن أضاع شويهة ً يوماً بذات مساءْ ...

على ما يذكر ُ الآباءْ

كان الناسُ

لا يتلفتون إذا مشوا في السوق ِ

أو

خرجوا من المحرابْ

* * *

على ما سوف يذكر بعدنا الأبنا ْ

إنّ الأرضَ

أضيق من سرير ِ القبر في بغدادَ

والماء َ الفرات َ له ُ مذاق ُالصّابْ

وإنّ الجارَ يخشى جارهُ

وتخاف من أجفانها الأهدابْ



"* " الخيش والجنفاص : أقمشة خشنة مصنوعة من الكتان كان الناس يرتدونها في العراق قديما
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م