مررت بكل شوارع النور ابتغي طهرا من أدران نفسي المتهالكة
وكنت في أعين المارين كائنا أسطوريا ينبعث من ماض سحيق
كنت أحمل على كتفي ضحكات الطفولة وابتسام الورود في الصباحات الطرية
واليوم اراني أذبل وتشيخ وريقاتي ليحطمها المارون بقهقهاتهم من هنا وهناك
وتنفلت من بين أهدابي ملاحم حزن تحيل الكائنات إلى أشباح تراقص الهباء
ثم أسير حينا من القهر
أستظل بلهيب اللحظات الهاربة، فتصير شمسي شموسا تأتي على ما اخضر من حشاشتي
وتعتلي الغربان وطيور الحوم صوامعي المنفوشة من عهن الليالي البائسة
يبتسم مارس في وجهي لأول مرة في تاريخي وتنحني فينوس استجداء
وتعلن جراءتي أن عهد الأسطورة قد انقضى بعد أن خدشت عذرية أفكاري الحالمة
حبيبي،
أيها الطيف المطل من خلف أسوار المزن الحائرة