مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2007, 03:48 PM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي

ثمَّ قال ابن كثير رحمه الله في ص347 : " ذِكْرُ ضربه رحمه الله بين يدي المعتصم ؛ قال : لمَّا أحضره المعتصم من السجن زاد في قيوده ؛ قال أحمد : فلم أتستطع أن أمشي بها ، فربطتها في التَّكَّة ، وحملتها بيدي ، ثمَّ جاءوني بدابة ، فحملت عليها ، فكدت أن أسقط على وجهي من ثقل القيود ، وليس معي أحدٌ يمسكني ، فسلَّم الله حتى جئنا دار المعتصم ، فأدخلت في بيتٍ ، وأغلق علي ، وليس عندي سراجٌ ، فأردت الوضوء ، فمددت يدي ، فإذا إناءٌ فيه ماء ، فتوضأت ، ثمَّ قمت ، ولا أعرف القبلة ، فلمَّا أصبحت ، فإذا أنا على القبلة ، ولله الحمـد ، ثمَّ دعيت فأدخلت على المعتصم ، فلمَّا نظر إليَّ ، وعنده ابن أبي دؤاد ؛ قال : أليس قد زعمتم أنَّه حدث السن ؟ وهذا شيخٌ مكْهِلٌ ، فلمَّا دنوت منه ، وسلمَّت ؛ قال لي : ادنه ، فلم يزل يدنيني حتى قربت منه ، ثمَّ قال : اجلس ، فجلست ، وقد أثقلني الحديد ، فمكثت ساعةً ، ثمًَّ قلت : يا أمير المؤمنين : إلى ما دعا ابن عمِّك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله ؛ قلت : فإني أشهد أن لا إله إلاَّ الله ؛ قال : ثمَّ ذكرت حديث ابن عباس في وفد عبد القيس ثمَّ قلت : فهذا الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ثمَّ تكلم ابن أبي دؤاد بكلامٍ لم أفهمه ، وذلك أنِّي لم أتفقه كلامه ، ثمَّ قال المعتصم : لولا أنَّك كنت في يد من كان قبلي لم أتعرض إليك ، ثمَّ قال يا أبا عبد الرحمن : ألم آمرك أن ترفع المحنة ؟ فقلت : الله أكبر ؛ هذا فرجٌ للمسلمين ، ثمَّ قال : ناظره يا عبد الرحمن ؛ كلِّمه . فقال لي عبد الرحمن : ما تقول في القرآن : فلم أجبه ، فقال المعتصم : أجبه ، فقلت : ما تقول في العلم ، فسكت ، فقلت : القرآن من علم الله ، فمن زعم أنَّ علم الله مخلوقٌ فقد كفر بالله ، فسكت ، فقالوا فيما بينهم : يا أمير المؤمنين كفَّرك ، وكفرنا ، فلم يلتفت إلى ذلك ، فقال عبد الرحمن : كان الله ، ولاقرآن ، فقلت : كان الله ولاعلم ، فسكت ، فجعلوا يتكلمون من هاهنا ، وهاهنا ، فقلت : يا أمير المؤمنين : اعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به ، فقال ابن أبي دؤاد : وأنت لاتقول إلاَّ بهذا وهذا ؟ فقلت : وهل يقوم الإسلام إلاَّ بهما ؟!! وجرت مناظراتٌ طويلة ، واحتجوا عليه بقوله : ) ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدثٍ ( وبقوله : ) الله خالق كل شيءٍ ( وأجاب بما حاصله : أنَّه عامٌّ مخصوص ، وبقوله : ) تدمِّر كلَّ شيءٍ بأمر ربها ( فقال ابن أبي دؤاد : هو والله يا أمير المؤمنين ضال ؛ مضل ؛ مبتدع ، وهنا قضاتك ، والفقهاء ، فسلهم ، فقال لهم : ما تقولون ؟ فأجابوا : بمثل ما قال ابن أبي دؤاد ، ثمَّ أحضروه في اليوم الثاني ، وناظروه أيضاً في اليوم الثالث وفي ذلك يعلوا صوته عليهم ، وتغلب حجته حججهم ، فإذا سكتوا فتح الكلام عليهـم ابن أبي دؤاد وكان من أجهلهم بالعلم ، والكلام ، وقد تنوعت بهم المسائل في المجادلة ، ولا علم لهم بالنقل وجعلوا ينكرون الآثار ، ويردون الاحتجاج بها ، وسمعت منهم مقالاتٍ لم أكن أظنُّ أنَّ أحداً يقولها ، وقد تكلم معي ابن غوث بكلامٍ طويلٍ ذكر فيه الجسم ، وغيره بما لافائدة فيه فقلت : لا أدري ما تقول ؟ إلاَّ أني أعلم أنَّ الله أحدٌ ؛ صمدٌ ؛ ليس كمثله شيءٌ ، فسكت عني وقد أوردت لهم حديث الرؤية في الدار الآخرة ، فحاولوا أن يضعفوا إسناده ، ويلفقوا عن بعض المحدثين كلاماً يتسلقون به إلى الطعن فيه ، وهيهات ، وأنَّى لهم التناوش من مكانٍ بعيد ، وفي غضون ذلك كله يتلطف به الخليفة ، ويقول : يا أحمد : أجبني حتى أجعلك من خاصتي ، وممن يطأ بساطي ، وأقول : يا أمير المؤمنين يأتوني بآيةٍ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أجيبهم إليها ؟ واحتج أحمد عليهم حين أنكروا الآثار بقوله تعالى : ) يا أبت لم تعبد ما لايسمع ولايبصر ولايغني عنك شيئا ( وبقوله : ) وكلم اللهُ موسى تكليما ( وبقوله : ) إنَّني أنا الله لا إله إلاَّ أنا فاعبدني ( وبقوله : ) إنَّما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ( ونحو ذلك من الآيات ، فلمَّا لم يقم لهم معه حجةً عدلوا إلى استعمال جاه الخليفة ، فقالـوا : يا أمير المؤمنين ؛ هذا كافرٌ ؛ ضالٌّ ؛ مضل ؛ وقال إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد : يا أمير المؤمنين ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ، ويغلب خليفتين ، وعند ذلك حمي ، واشتد غضبه ، وكان ألينهم عريكةً ، وهو يظنُّ أنَّهم على شيء . قال أحمد : فعند ذلك قال لي : لعنك الله طمعت فيك أن تجيبني فلم تجبني ، ثمَّ قال : خذوه ، واخلعوه ، واسحبوه ؛ قال أحمد : فأخذت ، وسحبت وخلعت ، وجيء بالعقابين والسياط ، وأنا أنظر ، فجردوني ، وصرت بين العقابين ، فقلت : يا أمير المؤمنين : الله ؛ الله ؛ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لايحل دم امرئٍ مسلم يشهـد أن لا إله إلاًَّ الله إلاَّ بإحدى ثلاث )) وتلوت الحديث ، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاَّ الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهـم ، فبـم تستحل دمـي ولم آت شيئاً من هذا يا أمير المؤمنين ؟ اذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك ، وكأنَّه أمسك ، ثمَّ لم يزالوا يقولون له يا أمير المؤمنين : إنَّه ضالٌّ ؛ مضل كافرٌ ، فأمرني فقمت بين العقابين ، وجيء بكرسيٍّ ، فأقمت عليه ، وأمرني بعضهم أن آخذ بيدي بأي الخشبتين ، فلم أفهم فتخلعت يداي ، وجيء بالضرابين ، ومعهم السياط ، فجعل أحدهم يضربني سوطيـن ويقول له : يعني المعتصم شُدَّ قطع الله يديك ، وجاء الآخر ، فضربني سوطين ثمَّ الآخر كذلك فضربوني أسواطاً ، فأغمي عليَّ ، وذهب عقلي مراراً ، فإذا سكن الضـرب يعود عليَّ عقلي فقام المعتصم إليَّ يدعوني إلى قولهم ، فلم أجبه ، وجعلوا يقولون ، ويحك الخليفة على رأسك فلم أقبل ، وأعادوا الضرب ، ثمَّ عاد إليَّ فلم أجبه ، فأعادوا الضرب ، ثمَّ جاء إليَّ الثالثة ، فـدعاني فلـم أعقـل ما قال من شدة الضرب ، ثمَّ أعادوا الضرب ، فذهـب عقلي ولم أحس بالضرب ، وأرعبه ذلك من أمري ، وأمر بي فأطلقت ، ولم أشعر إلاَّ وأنا في حجرة من بيتٍ ، وقد أطلقت القيـود من رجلي ، وكان ذلك في الخامس والعشرين من رمضان سنة 221 هـ ثمَّ أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله ، وكان جملة ما ضرب نيفاً ، وثلاثين سوطاً ، وقيل ثمانين سوطـاً لكن ضرباً مبرحاً ؛ شديداً جداً ، وقد كان الإمام أحمد رجلاً طوَّالاً أسمر اللون كثير التواضع رحمه الله " اهـ .
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م