محاولة للتخريج
الأخت يمامة، الإخوة المعتمد، وسلاف، وجمال..
تحية عربية وبعد،،
رأيتكم غصتم في رحاب رائعة اليمامة، وأشبعتموها نقدا وتحليلا وتفصيلا، حتى سَهُل تناولُها، وفُكَّت رموزُها.. وإنني لسعيد بقراءة تحليلات كهذه، ليس للمرء أن يمر عليها مرورا عابرا، دونما إعمال عقله، حتى يتبين له ما كان منها مستورا..
وراقنى النقاش حول أمور في اللغة أشكلت عليكم، وأراني حاملا دلوا صغيرا فيه -ربما- ما يروي الظمأ ويسد الرمق.
رأيتكم وقفتم عند البيت الذي تقول فيه اليمامة:
أريد الطهر والإكـــرا
م لا أرضاهُ لي ســـــف
واحترتم وحار دليلكم حول تخريج سليم لخطأ نحوي، يؤدي إبقاؤه إلى إقواء في القصيدة، ترفعتم جميعا، وأنا معكم، عن إلحاق قصيدة اليمامة بوصف القصيدة به.
فـ"سف"، كان الأجدر أن تكون مفعولا به ثانيا، ولكن، إذا أرادت شاعرتنا أن تكون مرفوعة، فلها ذلك، وللقارئ البحث عن مخرج يزيل عن القصيدة عيبا كاد يلحق بها، ولي في هذا رأي متواضع، قد يكون فيه الحل، فاقبلوه أساتذتي إن قبلته العربية قبلاً.
أقول، والله المستعان، إن "أرضاه" فعل اكتفى بمفعول به واحد، ولم يكن طماعا، و"سف" خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة على الآخر، لمبتدأ محذوف تقديره "هو"، والقراءة توحي لنا بذلك، فبعد قراءتنا "لا أرضاه لي"، نتوقف هنيهة، فنخرج من اندماجنا في الجملة الأولى، لنلج بحر جملة ثانية، حذفنا مبتدأها، لتزيين لفظنا، ولأن القافية أكرهتنا على ذلك.
أرجو ألا أكون حدت عن جادة الصواب فيما قلت، وإن كنت، فلي العذر أني إنسان، أخطئ وأصيب، خطئي من نفسي، وصوابي من الله.
وخير الختام أرق سلام.
|