من مرثية شوقي للخلافة
عادت أغاني العُرْسِ رجْعَ نُواحِ
.................ونُعيتِ بينَ معالمِ الأفراحِ
كُفِّنتِ في ليل الزّفاف بثوبه
..............ودُفنتِ عند تبلّج الإصباحِ
شُيِّعتِ من هلعٍ بعبرةِ ضاحكٍ
............في كلِّ ناحيةٍ وسكرةِ صاحِ
ضجّت عليكِ مآذنٌ ومنابرٌ
.............وبكت عليكِ ممالكٌ ونواحِ
الهندُ والهةٌ ومصرُ حزينةٌ
............تبكي عليكِ بمدمعٍ سَحّاحِ
والشّام تسأل والعراقُ وفارسٌ
..........أمحا من الأرضِ الخلافة ماحِ
وأتت لك الجُمَعُ الجلائلُ مأتماً
...........فقعدنَ فيه مقاعد الأنواحِ
يا لّلرّجالِ لِحرّةٍ موؤودةٍ
...........قُتِلَتْ بغير جريرةٍ وجُناحِ
إن الذين أست جراحكِ حربُهم
..........قتلتكِ سلمهمُ بدون جِراحِ
هتكوا بأيديهم مُلاءَةَ فخرهم
..............مَوْشِيّةً بمواهب الفتّاحِ
نزعوا عن الأعناق خير قلادةٍ
....ونضَوا عن الأعطاف خير وشاحِ
إلى أن يقول:
عهد الخلافة فِيّ أوّل ذائدٍ
............عن حوضها بيراعه نضّاحِ
حبٌّ لذات الله كان ولم يزلْ
.........وهوىً لذات الحقّ والإصلاحِ
ويختمها قائلا:
فلتسمعن بكل أرض داعيا
..........يدعو إلى الكذّاب أو لسجاحِ
ولتشهدنّ بكلّ أرضٍ فتنةً
............فيها يباع الدين بيع سماحِ
يُفتى على ذهب المعزّ وسيفه
......وهوى النفوسِ وحقدها الملحاحِ
|