سكر زبيدة ليلة،فكسا صديقا له قميصا،فلما صار القميص على النديم خاف البدوات. وعلم أن ذلك من هفوات السكر. فمضى من ساعته إلى منزله،فجعله برنكانا لامرأته؛فلما أصبح سأل عن القميص وتفقده. فقيل له : "إنك قد كسوته فلانا".
فبعث إليه،ثم أقبل عليه فقال : "ما علمت أن هبة السكران،وشراءه،وبيعه،وصدقته،وطلاقه لا يجوز ؟ وبعد فإني أكره ألا يكون لي حمد،وأن يوجه الناس هذا مني على السكر،فرده علي حتى أهبه لك صاحيا عن طيب نفس،فإني أكره أن يذهب شيء من مالي باطلا".
فلما رآه صمم أقبل عليه فقال :
"يا هناه ! إن الناس يمزحون،ويلعبون،ولا يؤاخذون بشيء من ذلك،فرد القميص عافاك الله".
قال له الرجل : "إني والله خفت هذا بعينه،فلم أضع جنبي إلى الأرض حتى جيبته لامرأتي. وقد زدت في الكمين وحذفت المقاديم. فإن أردت بعد هذا كله أن تـأخذه فخذه".
فقال : "نعم آخذه،لأنه يصلح لامرأتي كما يصلح لامرأتك".
قال : "فإنه عند الصباغ".
قال : "فهاته".
قال : "ليس أنا أسلمته إليه".
فلما علم أنه قد وقع،قال : "بأبي وأمي،رسول الله صلىعليه وسلم حيث يقول : جمع الشر كله في بيت،وأغلق عليه،فكان مفتاحه السكر".
البخلاء - الجاحظ
شكرا أخي عبد الله.
شكرا الأخت الكريمة ميموزا وجزيت خيرا على تنبيهك ولم أكن أعرف أن اختصار الصلاة على خير البرية أمر مكروه. أرجو الله أن ينفعك بثواب كل صلاة غير مختصرة أصليها عليه من الآن فصاعدا.