مما علق بالذاكرة من القصص الشعبي أن ملكا أمر شاعرا هجاءا بمدحه، فأبى الشاعر وتحت الضغط اتفقا على حل وسط، بأن يمدح في الصدر ويذم في العجز. فقال فيما قال
يا ملك يا ابن الملكْ
.................أبوك من قبلك تنكْ
ذباح للكبش السمين
...............ما يطعم السائلْ جنكْ
وهنا محاولة للنسج على هذا المنوال بشكل بحيث يقول الملك بلسانه ثلاثة أشطر فيربعها الشاعر بشطر من عنده، إذ لا تعقل المساواة بينهما.
الملك:......أنظر إلى ملكي السعيدْ
............أنظر لألــوان البنودْ
........... أنظر ملايين الجنــود
الشاعرْ:.................................أهمُ لنا أم لليهودْ؟
الملك: ........لا عاشَ فينا من بـخَلْ
..............إنـي كريـمٌ لـم أزلْ
.....................أنا لا أفرق بالبَذَلْ
الشاعرْ:...............................ما بين ليكو والعمَلْ
الملكْ :.......إنـي لـمقتصدٌ فقيرْ
.............للشعب أعمل كالأجيرْ
.............ما لـي من الدنيا يسيرْ
الشاعر:...........................تسعونَ قصراً ليس غِـيرْ
الملكْ:........إنّي على ديني أمينْ
..............من خيرِ أهلٍ متّقينْ
...........أوَلستُ إبنَ الأكرمينْ؟
الشاعرْ:..............................قطعاً فأنتَ أخو ربينْ
الملك:........الكلُّ مني مستفيدْ
.............وأنا بإيماني فريدْ
........عن شرع ربي ما أحيد
الشاعر:.............................والشيخُ يفتي ما تريدْ
الملك:.......أحكي ولا أتَـلَعْـثَمُ
............فـي كلِّ عِلْمٍ مَعْـلَمُ
...........أنا فـي الفصاحة مُلْهَمُ
الشاعر:............................ولِجَرِّ فِـعْلٍ تَسْلَمُ
الملك:............في كُلِّ أمرٍ لِيَ خِطّهْ
..................ما همَّني ديكٌ وبطّهْ
..................ومع الخيارِ أودُّ شطّهْ
الشاعر : ..................................لِمَ لا فأنتَ لديكَ سُلْطَهْ
الملكْ : ........أنا والملوك ذوو الأَثَرْ
................لسنا بيومٍ نسـتقرْ
................إذ كلّما دهم الخطرْ
الشاعرْ: ......................................للأمرِ يُعْقَدُ مؤْتَمَرْ
الملوكْ: .......نحنُ الملوكُ ذوو الخصالْ
.................وبحكمةٍ نبقى رجالْ
.................لكن بصبرٍ واعتدالْ
الشاعرْ:...................................إغضابُ أمريكا مُحالْ
الملوك:..............أتظـنّنا شيئاً قليلْ
................إنْ لم نصلْ للمستحيلْ
...............هلْ وحدةٌ في كلِّ جيلْ
الشاعر:..................................أيجوزُ إغضاب اسْرئيلْ؟
|