الديمقراطية نظام كفر
يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها
اقرأ في هذا الكتاب
فالمصدر الذي جاءت منه الديمقراطية هو الإنسان، والحاكم فيها الذي يرجع إليه في إصدار الحكم على الأفعال والأشياء بالحسن والقبح هو العقل. والأصل في وضعها هم فلاسفة أوروبا ومفكروها، الذين برزوا أثناء الصراع الرهيب بين أباطرة أوروبا وملوكها وبين شعوبها. فكانت من وضع البشر، وكان الحاكم فيها هو عقل الإنسان
أما الإسلام فإنه على النقيض من ذلك فهو من الله أوحى به إلى رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} وقال: {إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}ـ
والحاكم فيه الذي يرجع إليه في إصدار الأحكام إنما هو الله سبحانه أي الشرع، وليس العقل. وعمل العقل قاصر على فهم نصوص ما أنزل الله. قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ}وقال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فيِ شيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ} وقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شيء فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ}
أما العقيدة التي انبثقت عنها الديمقراطية فهي عقيدة فصل الدين عن الحياة، وفصل الدين عن الدولة. وهي العقيدة، المبنية على الحل الوسط بين رجال الدين النصارى ـ الذين كان يُسخِّرهم الملوك والقياصرة، ويتخذونهم مطية لاستغلال الشعوب وظلمها، ومصّ دمائها باسم الدين والذين يريدون أن يكون كل شيء خاضعاً لهم باسم الدين ـ وبين الفلاسفة والمفكرين، الذين ينكرون الدين، وسلطة رجال الدين
وهذه العقيدة لم تنكر الدين، لكنها ألغت دوره في الحياة، وفي الدولة، وبالتالي جعلت الإنسان هو الذي يضع نظامه
وكانت هذه العقيدة هي القاعدة الفكرية التي بنى عليها الغرب أفكاره، وعنها انبثق نظامه، وعلى أساسها عيَّن اتجاهه الفكري، ووجهة نظره في الحياة، وعنها انبثقت الديمقراطية
أما الإسلام فإنه على النقيض كلياً من ذلك، فهو مبني على العقيدة الإسلامية، التي توجب تسيير جميع شؤون الحياة، وجميع شؤون الدولة بأوامر الله ونواهيه، أي بالأحكام الشرعية المنبثقة عن هذه العقيدة وأن الإنسان لا يملك أن يضع نظامه، وإنما عليه أن يسير وفق النظام الذي وضعه الله له
وعلى أساس هذه العقيدة قامت حضارة الإسلام وعُيِّنت وجهة نظره في الحياة
to read the whole book,(continued) , then download by right clicking on
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic...ks/demkrty.pdf