المستقبل لهذا الدين.
كتاب "المستقبل لهذا الدين" يقدم حركية الفكر الإسلامي عند سيد قطب رضوان الله عليه،لذلك افتتحه بالحديث عن الإسلام منهجا للحياة،ويعني بذلك منهج حياة بشرية واقعية بكل ما تقوم عليه من مقومات تحتوي التصور الاعتقادي الذي يتولى تفسير طبيعة الوجود،ويعين المكان الذي يحتله الإنسان في رحابه،كما يعين الغاية التي من أجلها أبدعه الله تعالى.
ويشمل هذا المنهج النظام الأخلاقي والنظام السياسي والنظام الاجتماعي و النظام الاقتصادي والنظام الدولي؛ لهذا السبب كان المستقبل للإسلام.
لأجل هذا تآمرت الصليبية العالمية والصهيونية الدولية و الإمبريالية المقيتة،والشيوعية الإقطاعية على الإسلام لحصره في دائرة الاعتقاد الوجداني والشعائر التعبدية حتى لا تمتد نفوذه إلى الحياة الواقعية،وكل حوانب النشاط البشري، وكان من هذه المؤامرات ما قام به القائد التركي مصطفى "أتاتورك" من إلغاء الخلافة الإسلامية،وفصل الدين عن الدولة،وإعلان الدولة التركية اللادينية.
وهكذا فصل الدين عن الدولة في كل بقاع الأرض،ومن هذه البقاع بقاع الإسلام. وهكذا أصبحت الحضارة الغربية تعلن عن نهاية سلطتها،وعن قرب انهيارها حين تخلت عن القيم الروحية،وراحت تضرب في التيه على غير هدى،وبسبب ذلك راحت صيحات الخطر تعلن عن سوء مصير البشرية،وقد استشهد المؤلف بآراء رجلين من علماء هذا القرن هما : الدكتور أليكسيس كاريل والسياسي الخطير مستر دالاس وزير الخارجية الأمريكية.
ويخلص المؤلف إلى أن المستقبل لهذا الدين وأن ما تتعرض له الطلائع المؤمنة من مضايقات وتعذيب وتنكيل لن يشككنا في هذه الحقيقة،حقيقة انتصار الإسلام،لأن الإسلام واجه ضربات أعنف مما يواجه الآن،فانتصر وقاد البشرية إلى ما كانت تحلم،ولكن هذا لن يتحقق إلا بعد جهاد مر.
هكذا يبن الشهيد،عليه الرضوان،منهج هذا الدين وهدفه المحدد ليعرف كل مسلم طريقه إلى الحق دون التباس،فلا يلتفت إلى مناهج البشر التي خلقتها الأهواء.
سيد قطب ومنهجه في التفسير ج1 – محمد المنتصر الريسوني
|