لا فض فوك أخي سمير،
مطلع جميل، واسترسال محكم، وصور جميلة، وتسلسل مدروس، وهدف واضح.
أعجبني من الأبيات:
إذا ما اســتَجَدَّتْ في ذُرَى الشَّوقِ لَهْفَةٌ
*************** تكــــادُ السَّـــواقِي تلتــــقي والمنابِــــعُ
قولك: تكــــادُ السَّـــواقِي تلتــــقي والمنابِــــعُ، كناية عن غزارة الدموع، أي أن مجرى الدموع غير منقطع، وهي كناية جميلة.
تــــدَاعَوا جميـعاً نحــوَ أرضٍ وَأُمَّــــةٍ
*************** كمـــا قَــدْ تَـدَاعَتْ للطعـــامِ الأصابِــعُ
إشارة لطيفة إلى الحديث الشريف.
تَسَــــاقَوا كُؤوسَــــاً للطلى مِلـــؤهَا دَمٌ
*************** لطفــــلٍ بَـــرِيءٍ مَزَّقَتـــــهُ المَدَافِـــــعُ
صورة منفـّرة، تتناسب مع حال الموصوف، وقد أحسنت هنا التشبيه.
وقامـــوا إلى الإرهـــابِ عُــذراً لِغَايَـة
*************** وليسوا سِوَى الإرهاب والحقُّ سَــاطِعُ
الشطر الأول رائع، تقول أنهم قاموا إلى الإرهاب، وليس الأرهاب إلا عذر لغايتهم التي رسموها مسبقا، وإن دققت النظر فليس الذين قاموا للإرهاب إلا الأرهاب نفسه، وفي الحقيقة كنت أتمنى أن تكون آخر كلمتين في البيت "كالصبح ساطع"، أي أن الذين قاموا للإرهاب هم أنفسهم الإرهابيون وذلك الحق كالصبح ساطع، ولكن الشاعر اختار أن يقول والحق ساطع دون أن يستخدم أداة تشبيه، وأحترم اختيار الشاعر، فقد يكون ذهب إلى غير ما ذهبت إليه.
تَدَانَـــوا فهانـــوا بعـــدَ عِــزٍّ ورِفْعَــــةٍ
*************** كَــذَا قَـدْ تُطِيـــحُ بالرجـــالِ المَطَامِـــعُ
بيت آخر من الأبيات التي تستحق الوقوف عليها، يبدأ بجناس عارض " تدانوا فهانوا"، ثم بطباق "هانوا بعد عز"، ثم ينهي الشاعر باستعارة مكنية، يعلل فيها سبب ذلة القادة بعد رفعتهم.
تَعَامَت بِنَــا الأبصارُ والموتُ شاخِصٌ
*************** وَصَمَّتْ بِنَـــا مِنْ مُحتــواها المَسَــاِمعُ
أحب أن ألفت النظر إلى حسن الطباق في استخدام الشاعر للفظتي "تعامت" و"شاخص".
فقوموا إلى ســـيفٍ وعِلْـــمٍ ومِعْـــــوَلٍ
*************** فليسَــتْ تَقِي عِنْــدَ الخُطُوبِ الذَّرَائِـــعُ
أحسن الشاعر في ذكر أسباب النصر، ثم أشار إلى أن الخطوب إذا حلـّت، فإن الأعذار لا تقبل ممن قصّر في الاستعداد.
بورك فيك أخي سمير.
|