ملاحظات عروضية

[خشان خشان]

أخوي مجدي وعمر
أنظر إلى هذه الزاوية كزاوية للحوار العروضي وربما أتعلم منكما أكثر مما تتعلمان مني، ولنغتنم الفرصة ونكرس استعمال التعبير الرقمي عن الأوزان لسهولة تناول ذلك بمجرد الاعتياد عليه، وذلك تمهيدا لما أنوي عرضه عليكما مما لا يصلح إلا بالأرقام. مع تكرير رجائي بالإفادة عن طريقة نقل الصور إلى متن الشرح هنا إن عرفها أحدكما.
لدي مشكل في ربط كلمة الاعتماد بمفهوم واحد، فلها تعريفان متباينان:
أولا-في المتقارب يطلق على سلامة النون في المواقع التالية
1- قبل الضرب الأبتر في المتقارب (العيون الغامزة على قضايا الرامزة- ص 131) (فعو=3، لن=2، لُ=1، فعولن=23، فعولُ=13، عولن=22)، والشاهد من العقد الفريد
لا تبكِ ليلى ولا ميّه -- ولا تندبنْ راكبانيَّه = 22-23-23-22***23-23-[23]-2
وابك الصبا إذ طوى ثوبه -فلا أحدُ ناشراً طيّهْ=22-23-23-3***13-23-[23]-2
2- ومن العقد، العروض المجزوء المحذوف المعتمد، وشاهده:
أأحرم منك الرضا -- وتذكر ما قد مضى = 13-[23]-3 *** 13-[23]-3
وتعرض عن هائمٍ -- أبى عنك ان يُعرضا = 13- [23] -3*** 23-[23]-3
ثانيا - في الطويل المحذوف الضرب يطلق ذلك على قبض فعولن=23لتصبح فعولُ=13
: مفاعيلن=223=43، مفاعِلُنْ=321=33، مفاعي (لن)=فعولن =23(2)
وشاهده من العفد
وما كلُّ ذي لبٍّ بمؤتيك نصحهُ -- وما كلُّ مؤتٍ نصحه بلبيبِ
23--43--23--33 ****** 23--43--[13]--23
وهناك شواهد على مخالفة هذا ولكنه الأعم والأسلس.
وكما تريان فلست في موقف النقد لشعر مجدي ولكني على ضوء ما تقدم أستفسر عن:
1-سؤال لغوي:كيف يطلق لفظ واحد على الشيء ونقيضه، فالاعتماد سلامة نون فعولن في المتقارب، وإسقاطها في الطويل.
2-عروضي يخص ما ورد في العقد الفريد في الأبيات السابقة (التالية) حول معنى الضرب المحذوف المعتمد
أيا ويح نفسي وويل امّها --- لما لقيت من جوى همّها **آخر تفعيلتين[23] -3
فديت التي قتلت مهجتي --- ولم تتّقِ الله في دمهــا ** =========[13] -3
أغض الجفون إذا ما بدتْ --- واكني إذا قيلَ لي سَمّها **========[23]-3
أداري العيونَ وأخشى الرقيبَ -- وأرصدُ غفلةَ قيِّمِها ** ========[13]-3
سبتني بـجيدٍ وخدٍّ ونـحرٍ -- غداةَ رمتني بأسهمها **==========[13]-3

ففي التفعيلة التي تسبق الضرب رأينا نون ما قبل الضرب تثبت مرة وتُسقط أخرى، وهذا كما تريان استفسار لا تعليق، وقد سقت أبيات مجدي مع أبيات العقد.
فما هو مفهوم الاعتماد هنا، وإن جاز الوجهان فيما قبل الضرب (23)، (13) فلماذا وردت كلمة الاعتماد؟، وإذا كان يعني بذلك الضرب لا ما قبله -وهذا مخالف لتعريف الاعتماد- فلا ضرورة لوصفه بغير الحذف.
لم أجد مرجعا حول هذا، أفيداني أفادكما الله.