كلمة رئيس الجمهورية خلال مأدبة الغذاء التي أقامها على شرفه
السيد توني بلير، الوزير الأول
للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية
لندن، 11 يوليو 2006
دولة الوزير الأول وصديقي العزيز،
إنني لأشعر بسعادة خاصة كلما التقيت بكم. لكم مني على ما أحطتمونا به من عناية وما حبوتمونا به من تكريم جزيل الشكر ووافر الامتنان.
لقد دارت بيننا قبل قليل محادثات كانت غاية في الكثافة. إننا نتمنى تعميق المبادلات بيننا والوصول إلى تعزيز علاقاتنا في سائر الميادين العلاقات التي تتمتع بعد بمزيد من الاهتمام والعناية من قبلنا بما يبرهن على أننا قادرون على الارتقاء بها إلى أعلى المراتب إن نحن تحلينا بالمزيد من الابتكار والإقدام.
إن تدشين نهائي جزيرة غران Grain في مصب نهر التايمز المنجز في إطار الشراكة بين سوناطراك وبريتيش بيتروليوم شكل حدث الساعة في بلدينا. ولقد بدأ في استقبال الغاز الطبيعي المميع الجزائري لتزويد السوق البريطانية. وحديث الساعة يدور حول التوجهات الراهنة للسوق النفطية. إننا نفضل سياسة أسعار تكون منصفة إزاء البلدان المستهلكة والبلدان المنتجة على حد سواء. ونريد في علاقاتنا التجارية التعاقدية أن نأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدان الشارية ضمن سوق مستقرة تضمن الإمدادات على المدى البعيد حتى في حالة زيادة الطلب.
يمكن أن تتوسع هذه الشراكة بحيث تشمل كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى.
لقد أتاحت زيارة اللورد عمدة لندن إلى الجزائر في مطلع السنة الجارية تقييم قدرات سوقنا المالية وتثمين الإصلاحات التي بادرنا بها. وبإمكان التجربة والخبرة اللتين اكتسبتهما البنوك وشركات التأمين في ساحة لندن المالية أن تشكلا مصدر مساعدة نفيسة بالنسبة لنا.
وأغتنمها مناسبة لأتقدم بخالص الشكر والثناء على ما أسداه بلدكم من مساندة لسياستنا المتوخية التسديد المسبق لما على ذمة الجزائر من ديون مستحقة لدائنيها المنضوين ضمن كل من نادي باريس ونادي لندن.
إن عودة السلم إلى ربوع وطننا بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي بادرنا بها قد أوجدت الظروف المواتية لإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكنتنا من التفرغ كلية لإقامة دولة الحق والقانون القائمة على الممارسة الديمقراطية وعلى احترام حقوق الإنسان.
ومن ثمة فبإمكان تعهداتنا المتبادلة في الميدان الاقتصادي والتجاري أن تتجسد في كنف الانسجام والتفاهم التام والتوازن والمنفعة المتبادلة.
وكما وقفنا على ذلك هذه الصبيحة هناك اتفاقات قد تمت صياغتها وأخرى تجري صياغتها. وهي ستيسر و لا ريب حوارنا السياسي والاقتصادي وتتجسد على وجه أخص من خلال إبرام اتفاق حول ترقية الاستثمارات وحمايتها المتبادلة.
يجب إرفاق هذه المبادلات الاقتصادية والتجارية بتعزيز العلاقات البشرية بين شعبينا وخاصة بين مسؤولينا في مختلف ميادين النشاط الوطني لكل منا. وفي هذا السبيل يتعين تكييف شروط تنقل الأشخاص وتعزيز مبادلاتنا الثقافية.
إن آفاقا واسعة باتت مفتوحة أمام اللغة الانجليزية في الجزائر. ويمكن تعزيزها بإعادة فتح المركز الثقافي البريطاني British Council بالجزائر العاصمة وبفتح شعب متخصصة للجامعات البريطانية من مثل مدارس الأعمال Business SCHOOLS في بلادنا، فضلا عن البحث العلمي والتكنولوجي وخاصة ما يتصل بالأبحاث الزراعية.
إن المبادلات هذه، موجودة بعد إلى حد ما يقيم البرهان عليها وجود عدد كبير من الأساتذة من أصل جزائري في أعرق جامعاتكم والعدد العديد من الطلبة الجزائريين الذين يزاولون دراستهم الجامعية في بلدكم في طوري التدرج وما بعد التدرج.
هذا ليس إلا بضعة من القطاعات التي يمكننا الارتكاز عليها لتطوير تعاون أوسع ذلك أنه يبدو لنا أن الواقع الجزائري والإمكانيات والفرص التي توفرها بلادنا لأشد المستثمرين جرأة وإقداما غير معروفة بما فيه الكفاية لدى الرأي العام البريطاني الذي نرغب في أن يولي اهتماما أكبر لمشاكلنا ولتطلعاتنا.
إن شعبينا مجندان في خندق واحد في مواجهة الإرهاب الدولي. وهما قريبان اليوم من بعضهما البعض كما لم يسبق ذلك من ذي قبل ويتعين عليهما العمل سويا لوضع معالم تراها العين نستدل بها في سعينا إلى التقارب.
أعلم أنكم مثلي يحدوكم الحرص على إنجاز برامج طموحة للغاية في سبيل مواصلة توثيق أواصر التعاون بيننا وإنني على يقين من أننا سنوفق من جانبنا ومن جانبكم في أن نفتح أمام هذه الأواصر ما يليق بها من الآفاق الرحبة.
لذا أدعوكم حضرات السيدات والسادة إلى رفع نخبكم بالصحة والسعادة لدولة الوزير الأول توني بلير مجددا لكم دعوتي إلى زيارة الجزائر في الموعد الذي يناسبكم وتوافقون عليه.
أشكركم على كرم الإصغاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر
رئاسة الجمهورية
تفضل بالدخول
من دون تاشيرة