بل للأسف أنت لم تفهم معنى كلامه ومراد السلف وهذه بقية كلامه: والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث, هذا قول المتكلمين. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته.انتهى
فما معنى لا تعلم حقيقته يعني لا تكييف؟ فأين في هذا إثبات الجهة؟ ولماذا تتجاهل كلام ابن حجر وسأعيده لك لاحقا وقد قال القرطبي: وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة, كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة. وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة رضي الله عنهم. انتهى كلام القرطبي
فلا تشبيه ولا تكييف ومن قال بأن الله فوق فإنما أراد أنه تعالى عالي القدر جدا وهو سبحانه وتعالى متنزه عن الحلول في مخلوقاته ومن قال بخلاف هذا فهو حلولي. وما معنى كلام القرطبي: كما نطق به الكتاب؟ يعني أنهم يثبتون له تعالى ما أثبته لنفسه بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. فكلامه واضح وأنت تحمله ما لا يحتمل
قال ابن حجر: فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء. انتهى
هل هذا ما تحاول إثبات عكسه؟
|