الشاعرة سعاد الصباح ، فتشت عن الحب بطريقتها ، فاهي تقول في ديوانها الاخير (امنية ):
مولاي، إن جاءك هذا الخطاب
أوراقه من شوق روحي لباب
حروفُه من ذوب قلبي المذاب
مداده من أدمع وانتحاب
وعطره من كأس حبي رِضاب
مقبِّلاً عينيك بعد الغياب
مغرِّداً بالأمنيات العذاب
فلا تكن من لهفتي في ارتياب
ولاتظن القلب أغفى وتاب
***
مولاي، قلبي في انتظار الجواب
حتى تفي الأقدار لي بالمآب
أوَّاه لو تدرك هذا العذاب
وأن روحي في جوى واغتراب
وأن ملء الكاس مرٌّ وصاب
وحول دنياي يغيم الضباب
والقمر العابس رهن اضطراب
يرسي سواد النور فوق الهضاب
ويرسم الخوف على كل باب
وكل ما أخشاه بعد الإياب
والشوق عات والهوى في التهاب:
أن تفجع القلب بحلم الشباب
ولا أرى حبك إلا سراب
وأن آمالي الخوالي كذاب .
يعلق الاستاذ عبد الله الجعيثن على النص المتقد قائلا:
إن العشــق حـــالة حـــارة تجمـــع مشاعر مختلفة كقوس قزح في فضائه الجميل، تلوب المشـــاعر في قلوب العــاشقين بين رجاء ويأس، وأمل وخوف، وغيرة واعجاب، ورضا وغضب، تجتمع كلها في قلب العاشق بشكل عجيب..
وينتقل من حالٍ الى حال بسرعة خاطفة.. العشق عاطفة جامحة حادة تلتبس بالشعر ويلتبس بها بشكل ملتحم، كأنما خُلقا لبعض.. ومع ذلك لا يستطيع شاعر أو شاعرة أن يحدثنا عن كنه هذا الحب وسره الدفين، كلُّ ما هنالك صيحات إعجاب.. وآهات غرام:
أي نهر في رُبَى عينيك يجري أي كوثر؟
أي نور فيهما يبدو لعيني فأبهَر
أي سهم فيهما يجعل كِبري يتكسر
أي لون يتجلى فيه؟.. الله أكبر!!
***
أيُّ فكر فيهما غامَ على الفكر وحيَّر
كلما قاومتُه.. ألفيتُ خطوي يتعثر
وإذا أزمعت هجرانك أدنو منك أكثر!
***
آه من ليلي ومن ويلي ومن هذا المقدَّر
يطلع البدر على الأنجم في الليل يسهر
ويواليها بنور الشوق حتى تتبلور
أي سحر يجذب البدر إليها حين تخطر؟
أتراها كحَّلت بالليل جفنيها لتسحر؟
أنا من كحَّلني السُّهد وبدري ليس يشعر
ليتني في ليل بدري نجمة في الأفق تظهر
علها تلقى شعاعاً بسناه تتنوَّر
وترى الحلم يقينا.. وترى العالم أخضر
انه شعر سهل إلى حد التسطيح والسذاجة ولكن كثيراً من العاشقين كذلك.. ليسوا فلاسفة ولا متعمقين:
لو فكر العاشق في منتهى
حُسن الذي يسببه لم يسبه!
ــــــــــــــ
الى اللقاء في جولة تفتيشه اخرى