مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-12-2003, 05:48 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Arrow بغداد ... يا أخت هارون

بغداد ... يا أخت هارون



يا أختَ "هارون" ... ما أنـْصفتِ هارونا
فأنَّ كأسَكِ فاضُ اليوم غِسْـلينا !

يا أخْـتَ "هارونَ" هلا عُـدْتِ ناسكة
عذراءَ تـَلبـَسُ من ديباجِ ماضينا ؟

يا أخت "هارون" ما أبقاك بئر دُجىً
وكان أمْـسُـكِ شمسـًا في مآقينا ؟

يا أخْتِ "هارون" قدْ جـَفـَّتَ حناجرُنا
من الصُراخ وَقدْ ذلتْ صوارينا

دالتْ علينا يَدُ الآثامِ وانـْقـَلبتْ
صروحُنا .. فأذا راياتـُنا الدُونى

فأين منكِ زمانُ كان يَحْسَبُنا
فيهِ الطغاة على ظلمِ بَراكِـينا ؟

وأيْنَ عَهْدُكِ بالمجدِ الذي نـَبَضَتْ
طيوبُهُ في فم الدنيا تلاحينا ؟

كأننا لم نكنْ حقلا لذي سَغـَبٍ
وللعـَدالةِ- في ماضٍ- موازينا !

يا أخْتَ هارون يومي باتَ يُخْجـِلـُني
وباتَ يُخْجـِـلُ "منصورًا" و"مأمونـًا"

فليْتَ "جَعفـَرَ" لم يَجْعَـلكِ دائرة
فـَدْرْتِ فوقَ بنى قومي طـَواحينا !

يا أخْتَ هارونَ هـَلْ نـَرْثي مفاخِرَنا
أم المفاخِـرُ والأيامُ تـَرْثينا ؟

أكلَّ عصرٍ يدُ المأساةِ تعصرُنا
ويستبيحُ الأسى أبهى مغانينا ؟

نحن الذين غـَرَسْنا في أضالِعِنا
سيوفـَنـَا .. وعبثـْـنا في روابينا !

مُسيًّرونَ جموعـًا لا خـَيارَ لها
ونـَحْسَبُ القاتلَ المأجورَ حامينا !

رِماحُنا لم تـَنـَلْ إلا أحِـبـَّـتـَنا
ونارُنا لم تـَنـَـلْ إلا أهالينا !

يا أخْتَ هارونَ أسْلمْنا ركائِـبَنا
عيونـَنا وَمَحضْـناها مَسارينا !

نمشي بها خـَبَبـًا والحزنُ يَزْحَمُـنا
وَقدْ نـُطيلُ وقوفـًا خـَوْفَ آتينا !

يا أخْتَ هارونَ يُغْرينا بكمْ وَسَنُ
وبالرحيل ِ يَقينُ الصحو يُغرينا !

فما لوجهـِكِ لم تضحك به شفة ُ
وكان بالخـَدْرِ الورديِّ يَسْـقينا ؟!

سمومًُنا قد شربْـناها بأيْدينا
حين اتــَّخذنا سوى دين الهدى دِينا !

وأننا- فرْط َ ما نـَسْعى لِتـْفرقـَةٍ
ببعضِنا نـَحْنُ أطمعنا أعادينا !

صناعة الموتِ بَعْضُ من قـَوادِمِنا
وَطـَعْـنـَة الخِلِّ بعضُ مِنْ خـَوافينا !

يا أخْتَ هارونَ والمأساة ُ أفدَحُها
أنَّ الزَّرازيرَ تـَصْطادُ الشواهينا !

وأننا قد رَأينا دون داجيةٍ
مشانقـًا فـَحَسبْناها بساتينا !

يا أخْتَ هارون ألقـَينا هوادِجَنا
إلى المقاديرِ .. نـَدْعوها وتـَدْعونا !

فغادَرَتـْـنا إلى قاع مراكبُنا
وأصْحَرَتْ منذ أجيالٍ مراسينا !

"عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدْتَ" لا وطني
بمقلتيَّ ، ولا غـَنـّى مُحـِبّونا !

دَعَوْتُ يومـًا بوَأد "البَعْث" في وطني
فـَجـَـلجَـلَ الكونُ- كلّ الكونِ- آمينا !

يا أخْتَ هارونَ أقسى ما نكابـِدُهُ
أنَّ الهوى صارَ بعضـًا مِنْ معاصينا !

وَحَسْبـُنا قدْ حَمَـلنا حُبَّـنا نـَسَغـًا
فما نعيشُ إذا ماتَ الهوى فينا !

أضحى التـنائي بديلا عن تدانينـًا
وعن مكارِمِنا نابَتْ مَخازِينا !

تـَبَغـْدَدَ القهر يا ولادتي فأذا
سكينـَة ُ النفس قدْ أضْحَتُ سكاكينا

يا أخْتَ هارون قدْ شـُدَّتْ ركائِـبـُنا
إلى سواكِ ، وما شدَّتْ أمانينا !

نـَنأى عن الدار .. عن دفء وعافيةٍ
وقد غـَدَوْنا- من البلوى- مجانينا !

فيا "سماوة ُ" إن العشق صيّرنا
ولادة "تسْـتبي" في الحبِ "زيدونا"

وما انـتفاعي بمرآتي وقدْ فـَقـَأتْ
يدُ الصبابةِ في المنفى مآقينا ؟

"ولادتي" لـَيْـتـَـنا لم نـَتــَّخذ قـَسَمـًا
على الوفاءِ ، وليت الصدقَ يَجْفونا !

"ولادتي" أشراعٌ دون صاريةٍ
يُغري الرياح فنأتيكم محيينا ؟

"بـِنـْـتـُم وَبـِنـّا" فلا الأعيادُ تـَطـْرِقـُنا
يومـًا ، ولا منكم الأعراس تـَأتينا ؟

مساكنٌ قدْ تركناها على مَضَض ٍ
وَقدْ دَخلنا إلى أخرى مَساكينا !

نـَسْـتـَعْطفُ الدَهْرَ أنْ يُزْري بظالمـِنا
وأنْ يـَمُنَّ على الأضياف بارينا !

ويا "سَمَاوَة ُ" ليت الكوخ يجمعُنا
مع الأحِـبَّـة في بستان ِ شاطينا

كلّ به من عذابِ الشوق ِ مذبحة ٌ
فهـَـلْ يَـنوبُ لقاءٌ عن تجافينا ؟

حرائقٌ قدْ دَخـَلناها طواعيةٍ
بأرْضِنا ، وعلى قـَسْر ٍ مناضينا ؟

ويا "سماوة" قنديلي به عَطش
لسحر ليلك لو عادت ليالينا !

بيني وبينك أسرارُ سأفـْضَحُها
حينـًا أقومُ ، وأجثـْو باكيـًا حِينا !

إنَّ الذي كان سلوانـًا لذي تـَعَبٍ
بقربكم ، صار بعد النفي يُبْـكِـينـًا !

أذلـَّـني منك صمتٌ واسْتبى أملا
وأضْرم الذلَّ حتى في قوافينا !

على جبينك من آثامهم وَسَخُ
وكان يَطفـَحْ رَيْحانـًا ونسرينا !

فزلزلي الأرض إمّا شِئتِ صدْقَ هوىً
ودمري "الكـُفـْرَ" إن شئتِ الهدى دِينا

يا أخْتَ هارونَ إنَّ الموتَ يَـقـْرَبْـني
فـَهَـلْ مَنـَحْتِ الفتى غـُسْلا وتكفينا ؟

أنا ابنُ حَـقـْلِك .. مُدِّي لي بأرغِفـَةٍ
لقد شكرتُ ، طحينـًا كان أوْ طِينا !

مَرابعُ نـَتـَسلـّى في تـَذكـُرِها
"يُميتـُنا ذكرُها حينـًا ، ويُحْْيينا"

يا أخْتَ هارونَ قـُومِي كيْ يقوم غدٌ
عَذبٌ يعيد لنا أحلى تصابينا

لا تـُحْسِني الظنَّ فيمنْ جلُّ مطمَحهم
"قصرُ الخِلافة" .. أو كانوا مُرابينا

مناضلونَ ... ولكنْ في مخادِعِهمْ
وناسكونَ- وما كانوا مُصَـلـِّينا

سبعونَ حزبـًا .. وكلُّ يدعي حِصصـًا
فجاء يحملُ ساطورًا وماعونـًا !

سبعون حزبـًا .. فما أقسى فجيعتـَهُ
جـِسْمُ العراق إذا ما صارَ سَبْعينا



يحي السماوي

شاعر وكاتب عراقي مقيم في أستراليا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م