مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-08-2006, 03:46 PM
rasha rasha غير متصل
مصـــ التي فى خاطري ــــر
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 193
إفتراضي أيام الجَد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائى أتمنى أن تكونوا بخير كما تركتكم, لا أعرف من بقى ممن أعرف هنا ولكن للجميع خالص الود
-------------



كنت صغيرة عندما رحل جَدى . لكنى مازلت أذكر ملامحه وبعض ذكرياتى الطفولية معه. البيت الكبير ذو الحجرات الكثيرة الواسعة والاسقف المرتفعة, كل شىء كبير فى عينىّ طفلة صغيرة, شجيرات الصبار المختلفة الأنواع عند مدخل الشقة وبالشرفة الواسعة حيث ضجيج الشارع ونداء بائع الروبابيكيا فى الصباح الباكر الذى مازلت اذكره جيداً " بيكيـــــــــــا" . أشجار الحديقة الوارفة التى كادت تصل لشرفتنا بالدور الثانى , نبات اللوف المتسلق يحتضن الجدران حتى نهاية المبنى, وأشجار الياسمين تطل بهية فى زهراتها البيضاء الجميلة الرائحة.
ما أجمل أن يكون للإنسان جَد, فهو للطفل لعب وحكايات لا تنتهى .
كانت زياراتنا له فى أجازة نصف العام أو فى أجازة الصيف بعد إنتهاء الامتحانات أجازة حقيقية مليئة بمغامرات الطفولة , فالجَد لا يمل من كثرة الحكايات واللعب. كان يكافأنى أنا وأخى بين وقت وأخر بقطع نقود معدنية جديدة لامعة يحفظها فى علب صغيرة متراصة لنتسابق لبائع الحلوى القريب نشترى منه ما نحب.
كانت حجرته عند أقصى اليسار من مدخل الشقة, كل شىء بها منظم , السرير الخشبى أسفل الشباك ,الدولاب الكبير بجوار السراحة تفصلهما شرفة صغيرة مزروعة بالصبار , المكتب الخشبى الأبيض ذو الأرجل الطويلة الرفيعة وعليه الأوراق وأقلام الكتابة وآيات قرأنية فرغ جدى من كتابتها , وقطع خشبية نشرها بمنشار الاركت ليصنع اباجورة رائعة أو علبة للمنبه أو قطعة فنية تزين حوائط الصالة.
أذكر أنه أول من علمنى قراءة الساعة بأن صنع لىّ ولأخى ساعة خشبية بسيطة من قرص خشبى مثبت عليه عقارب متحركة..
وعند إنتهاء الأجازة و عودتنا لبيتنا لم تكن الخطابات تنقطع بينى وبين جَدى, فهو من حببنى فى الكتابة وإمساك القلم مبكراً, فكنت أكتب له بلُغتى الطفولية وعلى طريقتى كل ما دار من أحداث الاسبوع وأنقل له سلام والدىّ وأخى, ولم يكن يفوته بالطبع أن يرسل لىّ كروت المعايدة فى المناسبات والنجاح.
وكان يوم يزورنا جدى حاملاً معه علبة البسكويت بالشيكولاته عيداً حقيقياً لا ينغص علىّ فيه سوى وقت توديعه لنا ليركب القطار.
فى هذا الوقت كنت صغيرة على إدراك قيمة وجود جَدى فى حياتى, تلك القيمة التى أدركتها الأن وافتقدها بشدة وأندم على أنى لم أختزن مزيداً من ذكرياتى معه.
والأن وقد رحل الجَد وبيع البيت لكن تظل أفضل أيامى هى تلك حيث كان الجد.. والبيت الكبير.
__________________
وطنى لوشغلت بالخلد عنه**** نازعتنى اليه في الخلد نفسى
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م