مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-10-2005, 08:28 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي وقفات إيمانية .. حوار مع صديقى !

وقفات إيمانية ... حوار مع صديقى


قال لى صديقى : أريد أن أقص عليك بعض المواقف التى مرت بى ، ولكنى أخشى من شيئين ، الأول يخصنى والثانى يخصك أنت .
قلت : وما هما ؟
قال : بالنسبة لى الرياء ، وبالنسبة لك ألا تصدقنى .
قلت : أستطيع أن أجيبك عما يخصنى ، فأنا لم أعهد عليك كذبا ، كما أن الكذب يفضح صاحبه ... أما بخصوص الرياء فهذا سؤال تسأل به نفسك ، وتزن قولك ، هل ما ستذكره يقربك إلى الله أم يبعدك عنه ؟ إذا كان يقربك إليه سبحانه وتعالى ، فاطرح وساوس الشيطان بعيدا عنك ، فدائما ما يقف الشيطان بدهائه عائقا أمام كل خير ! فهل تجد فيما ستقول خيرا لى ؟ إذا لا تتردد .

قال صاحبى : طبعا فيه خير بإذن الله ، ويدخل تحت الآية الكريمة ... "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11}" سورة الضحى ... وما سأذكره آية بينة من آياته سبحانه وتعالى تريك عظمته وصدق ما أوحى الله به لنبيه عليه الصلاة والسلام .

قلت : إذا هات ما عندك .
قال : سأقص عليك قصتى الأولى ... فقد كنت فى سفر بعيد عن موطنى ، ومكثت وقتا طويلا بمفردى ، والمغريات تحيط بى من كل مكان ، وكان من الصعوبة بمكان أن تلحق بى زوجتى ، فقد كان النظام ببلدى قاسى جدا ، ولا يسمح بمصاحبة الزوج إلا بمعجزة أو واسطة كما هو متبع فى النظم الإستبدادية ، ولكنى توجهت إلى العلى القدير بأن يعفنى ، وفى نفس اليوم الذى طلبت منه ذلك ، وصلتنى برقية تفيد بأن زوجتى ستحضر فى اليوم التالى ، صعقت من هول المفاجأة ، سبحان الله كيف يكون ذلك ، وأنا أعرف تماما أن هذا من المستحيلات فلا واسطة عندى ، وقد فشلت كل المحاولات التى قمنا بها ، ولكن تنبهت مع من كنت أتخاطب ؟ أليس مع الذى يقول للشئ كن فيكون ؟ فهل يعجزه أن يجيب سؤال من يريد رضاه ؟
فلت له مستدركا : لقد أخطأت فى كلامك ، وهذا الخطأ يحتاج لاستغفار ، وذلك حينما قلت أنه لا واسطة عندك ، وقد فشلت كل المحاولات التى قمتم بها ، فالتوكل على الله يحتاج إلى يقين ، ولا قنوط من رحمته أبدا للمؤمنين .

قال لى : صدقت أخى الحبيب ، ولكن رحمة الله قريب ، ولم يتركنا هملا لوساوس الشيطان الرجيم ، بل قال فى محكم كتابه "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {200} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {201}" ... إن الرحمن الرحيم يعلم ضعفنا ، فوضع لنا الأسس التى تنهضنا من كبوتنا ، وسبحانه يفرح بعودتنا له أشد الفرح ... ألا يكفى هذا لنكون له عابدين مسبحين شاكرين لاهجين بالثناء فى معظم أوقاتنا بل ... نتمنى ... أن يكون ذلك فى كل أوقاتنا .
وهاهى قصتى الثانية ، التى حدثت لى فى نفس هذه السفرية ... فعندما حانت العودة للوطن ، تحسست ميزانيتى تحسبا للسفر بالبحر ، فوجدت عجزا لابد من تدبيره بأى طريق ، فلجأت إلى الأصدقاء لأقترض منهم مبلغا معينا ، فقابلونى كل بعذره ، والله أعلم إن كان صادقا أم أنه يتهرب منى ... فقلت لزوجتى فلنعد إلى الفندق ، ووالله لن أسأل أحدا إلا الله ... وحينما وصلت للفندق أبلغتنى القيمة عليه بأن أحد الأصدقاء اتصل بى ، وما هى إلا فترة قصيرة وعاد للإتصال ثانية وأنا بالفندق ، قائلا سأحضر لك الآن فى أمر هام ... قلت وهذه محنة إضافية ، قطعا سيحملنى أشياء إلى موطنى ، وأنا لا أملك ما يمكن دفعه نتيجة زيادة فى الوزن ، وفى نفس الوقت يصعب على رفض طلبه ... وما هى إلا سويعات وحضر الصديق ، لتكون المفاجأة ، وليعطينى نفس المبلغ الذى طلبته من الله سبحانه وتعالى ، لا أكثر ولا أقل ، لأوصله لأهله هناك ، وهكذا صرت اليد العليا ، حينما طلبت من الله ، وقد كنت سأصبح اليد السفلى حين اقتراضى من أصدقائى ، فتذكرت هذه الآية الكريمة ، لأعاين بنفسى صدق ما أوحى الله به لرسوله عليه الصلاة والسلام "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62}" سورة النمل



قلت لصاحبى : والله إن فى ذلك لعبرة لمن يعتبر ، ومثل هذه الأمور تحدث للكثير ، فمنهم من يتعظ منها ويقبل على الله شاكرا حامدا ، ومنهم ما لا يعير مثل هذه الأمور التفاتا ، فتنطبق عليه الآية الكريمة "وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ {105}" سورة يوسف ... ياترى هل عندك من مزيد ، فوالله إن الأوقات التى يقضيها الإنسان فى ذكر ربه وآياته ، لهى أحب إلى النفس من قضائها فى شئ آخر لا يكون فى ذكر الله .

يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 09-10-2005 الساعة 08:42 PM.
  #2  
قديم 10-10-2005, 03:29 PM
أبو خطاب الدلمي أبو خطاب الدلمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 180
إفتراضي

بوركت أخي على ما كتبت يمينك...



ننتظر المزيد...
__________________


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله..
  #3  
قديم 10-10-2005, 03:52 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

[align=center]( 2 )[/align]

قال صاحبى : وهل آيات الله تنتهى ؟ ... نعم أخى الحبيب ، أسرد لك قصة أثرت فى مجرى حياتى ، وهى فى ذهنى أذكرها لأولادى ولكل من أعرف ، متقربا بذكرها لله العلى القدير ... رزقت بولد معوق ، وقد أهمنى هما كبيرا ، وفى إحدى الليالى أصبت بأرق ، وأخذت أفكر فيه ، كيف سأربيه وأعلمه ، وكيف سينشأ صالحا للمجتمع ولنفسه ؟ وأخذت بى الأفكار كل مأخذ ، فبكيت وارتفع نشيج بكائى ، فخفت أن أوقظ زوجتى من نومها ، فأسرعت إلى المطبخ لأكون بعيدا عن غرفة النوم . وغسلت وجهى ، وفجأة تذكرت الله القادر الخالق الرحيم ، فمسحت عينيى ، وناجيت الله معتذرا عن ضعفى ، قائلا ... ياربى أنت الذى خلقته ، وأنت الذى ستتولاه ، وأنت الذى سترعاه ، ولن تجدنى باكيا مرة ثانية من هذا الموضوع ، أعاهدك يارب ألا أفعلها مرة ثانية ... والحمد لله فقد وفيت بوعدى ... هل تعلم ماذا حدث بعد فترة وجيزة من هذه المناجاة ؟

جاءنى لبيتى ، أحد الرجال المرموقين يرشحنى لبيت من البيوت الإستشارية ، فى أحد المشاريع الهامة جدا فى بلد عربى ، شئ لم أطلبه أو أتقدم له أو خطر فى بالى ، سبحان الله !!! فطلبت منه أن يمهلنى للتفكير حيث كانت لى بعض الأعمال التى ستتوقف تماما فى حالة الموافقة ، ولكنه لم يمهلنى ، فاضطررت للموافقة ... وكانت هذه النقلة خيرا لابنى فى المقام الأول ، فقد كان بهذه البلدة الطيبة ، معهدا يحتضنه ويعلمه ويدربه ، وقد كان ، وأصبح هذا المعوق نافعا لمجتمعه ، ولنفسه ، ولأولاده .

الأحداث التى جرت حول هذا التطور ، كانت مذهلة بحق ، فقد كنت كما سبق أن ذكرت فى عهد مستبد ، والإنتقال إلى بلد آخر معضلة وراءها جدران وجدران وعوائق وعوائق ، إذا اجتزت إحداها ، فقد لا تنجح فى التالية وهكذا ... هل تعلم ماذا حدث بدون مبالغة منى ؟

لقد سارت كل الخطوات للسفر بعكس النظام المتبع !!! أعتمد اختيارى من القمة ، ونزل كالصاعقة لرؤسائى للتنفيذ ، وحجزت الأماكن .. أولا .. فى الطائرة بالتليفون ، ثم تمت إجراءات استخراج جواز السفر بعكس النظام المتبع ، فمنحت تأشيرة الخروج على الإستمارة المعدة لذلك ، ثم استخرج الجواز فطبعت عليه التأشيرة وهكذا ... وإلى اليوم أتعجب مما حدث فهو شئ غير طبيعى بالمرة ، ولكن هى القدرة الإلهية التى تقول للشئ كن فيكون ... أحب أن أؤكد لك ، ليس هناك محسوبية ولا وساطة من أحد بالنسبة لإختيارى ، ولكنها المقادير . وأليس هذا تحقيقا للآية الكريمة "........ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" {3}



قلت لصاحبى : مواقفك هذه تذكرنى بطلب الحواريين من سيدنا عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، فقال لهم سبحانه وتعالى :::

"قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ" سورة المائدة

بمعنى أن من يرى آيات الله بينات عيانا ، ثم يكفر بعدها فعذابه شديد ، وهذا يلقى عليك عبئا ، أن تديم شكر المنعم ، ولا تغفل عنه ليلا أو نهارا ، وأن تكون عبادتك له كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فاستشعر دائما أنه يراك .


فكان رده على : نعم الأخ أنت ، لذلك اخترتك لأسرد عليك هذه الحقائق التى عشتها ، لتكون لى عونا ومرشدا للخير ، لا حرمنا الله منك ومن نصائحك ... هل تريد المزيد ؟

أسرعت فى القول : نعم ، ولن أمل حتى تمل أنت !

استمر فى السرد : كنت أقرأ هذه الآية الكريمة من سورة الرعد "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {28}" ، وأتحسس قلبى ، فأجدها لا تنطبق تماما عليه ، وفى أحد الأيام كنت أستقل الطائرة فى طريق العودة لبلدى ، وقد اعتدت حينما أجلس أبدأ بتلاوة القرآن الكريم من المصحف ، وبعد فترة وجيزة حدث اهتزاز قوى فى الطائرة ، وعلت الأصوات ، ولكنى والحمد لله كنت فى غاية الهدوء ، فأى حسن خاتمة يكون بهذا الجمال ، تموت وكتاب الله بيديك تقرأه متقربا إليه سبحانه وتعالى ... هنا تذكرت الآية الكريمة ، وفهمت أحد معانيها ... والعجيب أن بعض الأصدقاء كانوا معى على نفس الطائرة ، وقد سرى فى قلوبهم الطمأنينة أيضا حينما رأونى أمسك بكتاب الله ، وقد ذكروا لى ذلك حين عودة الطائرة مرة ثانية للمطار لإصلاح العطب الذى كان بها .

هنا تذكرت قصة كان قد قصصها على فطلبت منه إعادتها لأكتبها فى حوار الخيمة عسى أن يكون فى ذكرها فائدة للقراء ... ذكرته بأحلى ماء زمزم الذى شربه .

قال لى : نعم ، هذا كان من سنين طويلة ، قبل توزيع ماء زمزم الآن فى كل أنحاء الحرمين ، جزى الله عن من قاموا بذلك خير الجزاء ... قدمت إلى الحرم متأخرا ، وأردت الشرب من ماء زمزم فذهبت إلى المكان المخصص لذلك ، فوجدت زحاما شديدا ، فخشيت أن أوذى أحدا من الحجيج ، فانزويت فى أحد الأركان مناجيا الله سبحانه وتعالى ، قائلا يارب كنت أود الشرب من ماء زمزم ولكنى فضلت عدم إيذاء أحد ولا أعلم إذا كان لى فرصة أخرى حين الرجوع من المناسك ... وأنا فى وسط هذه المناجاة إذا بماء ينسكب على رأسى ، لأرفعها فأجد إحدى الحاجات الأتراك تصب الماء ، وتقول لى زمزم ياحاج زمزم ياحاج ، ففرحت أيما فرح وتذوقت أحلى شربة من ماء زمزم ... فهذه شربة أسقانيها المنعم حينما طلبتها منه .

ألا تنبئ هذه الآية على المستوى الشخصى ، بصدق قوله سبحانه وتعالى :::


فيه آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97} سورة آل عمران

يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 10-10-2005 الساعة 04:01 PM.
  #4  
قديم 11-10-2005, 07:15 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

[size=7]
( 3 )
[/size]




قلت له : أفهم من كلامك أن هذه تعتبر آية خاصة ، ولا شك تدخل فى آيات الله سبحانه وتعالى التى يظهرها لعباده .

".استطرد صاحبى : الأرزاق التى يمنحها الله لعباده متنوعة ، ومن ضمن هذه الأرزاق الثواب ، وإليك حادثة أتذكرها كثيرا ، وأحمده سبحانه وتعالى على فيوضاته .
كنت فى خير الأيام بعرفة فى أحد مواسم الحج ، وبعد صلاة الظهر والعصر ، تجولت بعيدا عن خيمتى ، مسبحا وذاكرا لله سبحانه ، فإذا بى أقابل صديقا من أيام الدراسة لم أره منذ تخرجنا لعدة سنوات ، فقد سافر كل منا لبلد غير الآخر . ففرحت بلقائه فى هذا المكان الطاهر وفى موسم الحج ، ولكنى وجدته مهموما ، فقد فقد الحزام الذى به كل نقوده ، وحين رأنى فرح وطلب منى مبلغا يساعده فى استكمال المناسك إلى أن يرجع لمكان عمله ، فأقرضته ما يريد ، وذهب كل منا لحال سبيله . لا أعرف أين يقيم فى عرفة ، ولا يعرف أين أقيم كذلك . وقبل الغروب بوقت قليل إذا بى أجده مرة ثانية أمامى متهلل الوجه ، ويرد لى المبلغ الذى أقرضته إياه ، فعجبت ، فقال لى لقد عدت إلى جبل الرحمة فإذا بى أجد الحزام كما هو لم يمس ، ووجدت كل نقودى ، بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء . قلت سبحان المنعم ، أراد لى أن أثاب دون مجهود ، وأن أتلقى الدعوات الطاهرة من فم طاهر ، مغفور له فى الموقف ، بإذن الله .
أليس هذا دليل على أن الله

"..... يرزق من يشاء بغير حساب" .

غبطته على هذا الموقف الربانى ، الذى تجلى الله فيه بجوده وكرمه .

قال لى : ماذا تقول إذا تمنيت أمنية بينك وبين نفسك ، لم يطلع عليها إلا الله القدير ، وتتحقق هذه الأمنية بحذافيرها ؟ ... كنت على سفر بعد ثلاث أيام ، وقد كنت مع نجلى فى إدارة التجنيد ، محاولا حل مشكلة له ، فأحالونى على الكلية التى ينتسب إليها النجل العزيز ، فلابد من موافقتهم على تحويل التأجيل للتجنيد من كليتهم إلى إدارة البعثات ، حيث يريد نجلى الإلتحاق بكلية خارج البلاد ، وأثناء عودتى معه لأقطع له تذاكر سفر لمقر الكلية حيث أنها كانت فى بلد آخر ، يبعد عن إقامتى بحوالى 250 كيلومتر ، أصابنى إغماء ، وكان ذلك فى رمضان ، وكان هذا هو اليوم الوحيد الذى أفطرت فيه . المهم عدت للمنزل بصعوبة ، ولازمت الفراش ، على أن يسافر نجلى بمفرده لينهى الإجراءات . وعادنى أحد الأطباء الأصدقاء ... رحمه الله رحمة واسعة ... ووصف لى الدواء ، وعلم بالموضوع الآخر . ذهب ابنى صباح يوم الأربعاء للكلية ، وكان سفرى مقرر له يوم الجمعة ، ثم عاد فى وقت الإفطار ، بخفى حنين ، فقد رفض المسجل أن يعطيه الموافقة لتحويل تأجيل التجنيد ، وهدده بأنه سيرفع عليه قضية لإلتحاقه بجامعة غير الجامعة التى ينتسب إليها ... ووقعت فى حيص بيص ، ماذا أفعل ؟؟؟
أخذت أفكر دون مناقشة الموضوع مع أحد بالمرة ، فقلت فى نفسى ، لا حل إلا ذهبت أنا رغم مرضى ، وصحبنى الطبيب الصديق ، هو وأخوه ، فقد كان أخوه يعمل فى التسجيل بكلية أخرى ، ومن الأكيد أنه سيعرف كيف يتصرف ، بغذن الله ... لم أنبس ببنت شفهة لأحد . وجاء الطبيب الصديق ليطمئن على وعلى نجلى ماذا فعل ، فقصصت عليه ما تم ، فإذا به يقترح ، نفس ما كنت أفكر فيه بالضبط ، على أن نتحرك بعد صلاة الفجر لنصل هناك فى وقت مناسب ، وقد كان !!! والحمد لله حلت المشكلة ، وحصلنا على التوقيع بالموافقة الذى وقعه المسئول فى منزله ، حيث ذهبنا إليه .
هنا تذكرت الآية الكريمة "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58}" سورة يونس

هناك أمران ، الأول هو تحقيق المطلوب ، ولا شك له فرحة ... والثانى وهو الأهم ، استجابة الله لعباده ، فهذا الفضل والرحمة هما خير مما جمعنا من تحقيق ما نريد .




يتبع
  #5  
قديم 12-10-2005, 12:08 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي


( 4 )


قال لى صاحبى : سأختتم هذه القصص بقصة لم تروى لى ، وذلك لأنى عاينتها بنفسى ... فالمريض كنت أعرفه ، وكنت معه أثناء إجراء العملية له . فقد أدخل مستشفى الصدر لآلام تعاوده فى صدره من حين لحين . وقرر الأطباء أن يجروا فحوصا له لمعرفة السبب فى ذلك . حجز بالمستشفى فى حجرة بها سريرين فقط ، وفى اليوم السابق للعملية حضر مريض آخر ليحتل السرير الثانى . وصاحب هذا المريض شاب يعمل فى إحدى شركات الأجهزة الطبية ... دارت بينهما مناقشة بصوت واضح ، فهمنا منها أن هذا الشاب يحمل معه ثلاثة دعميات بمقاسات مختلفة ، طلبها منه هذا المريض الثانى ، لتكون احتياطيا فى حالة الحاجة لها أثناء إجراء العملية ، فقد يحتاج واحدة أو أكثر حسب حالة شرايينه . هذه الدعميات لتوسيع الشرايين الضيقة والتى تسبب الآلام .

كانت هذه أول مرة يعرف فيها المريض الأول هذه الحقيقة ، وقال الشاب للمريض الثانى ، بأن الدعميات التى لن تستخدم فى العملية ، لن تعاد إلى الشركة إذا فتحت ، بل يجب أن تظل بغلافها مغلقا حتى لا تتلوث .

وفى المساء جاء المضمد ليحدد مواعيد إجراء العمليات للكل ، فكان ترتيب المريض الأول رقم ( 7 ) وترتيب المريض الثانى رقم ( 11 ) .

وفى صباح إجراء العمليات تغير الوضع بشكل مفاجئ ، بحيث أصبح ترتيب المريض الثانى رقم ( 2 ) بدلا من ( 11 ) ، وظل الأول كما هو رقم ( 7 ) .

عاد المريض الثانى بعد إجراء العملية ، فهنأه المريض الأول ، وسأله ياحاج كم دعمية استخدمت ، فقال له ، الحمد لله واحدة فقط .

لم ينقطع دعاء المريض الأول ولا دعاء من حوله ... وجاء دوره ... فتوضأ وصلى ركعتين لله ، وكان فى دعائه يقول "اللهم إن أمسكت نفسى فاغفرلها وارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ بها عبادك الصالحين" ... وبدأت العملية وعمل له بنج موضعى ... ثم أخبره الطبيب بأن لديه شريان مسدود 80% ، ويحتاج لعمل دعمية ... ثم أفاده بأن مثل هذه الدعميات موجود بالشركة الفلانية ، هل أتصل بها لتحضرها ؟ فقال له نعم . وبعد فترة عاد الطبيب قائلا للأسف ليس لديهم المطلوب ، ولكنه بالجمارك وسيكون موجودا بعد عدة أيام .

معنى هذا ، أن يسد الجرح الذى تم لاستكمال العملية ، ويعاد فتحه مرة ثانية ، وأن ينتظر المريض عدة شهور أخرى حتى يجد له مكان فى المستشفى المزدحمة بالمرضى ، وأن تعاوده الآلام قترة الإنتظار ، مع خطورة الوضع .

هنا تذكر المريض جاره الثانى ، فقال للطبيب ، جارى فى الغرفة معه دعميتين ... فرد عليه الطبيب ، بأن كل شريان له مقاس خاص للدعمية ، وعلى كل حال سأرسل من يعاينها لعلها تكون هى المطلوبة ... وبنعمة من الله وفضل كان معه المقاس المطلوب ، وتمت العملية بنجاح والحمد لله .

كلما فكرت أنا وصديقى على الترتيب الربانى للأمور ، أقول "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم" .
1- وجود سريرين ، لا سرير واحد .

2 - مناقشة بصوت مسموع بين المريض الثانى ومندوب الشركة ، وكان من الممكن أن يحضر المريض الدعميات معه دون الجلبة التى حدثت .

3 - تغيير فى ترتيب إجراء العمليات .

4 - الإبقاء على الدعمية المطلوبة بالمقاس المطلوب ، وعدم استخدام الثلاث دعميات .

5 - استخدام البنج الموضعى حتى يكون المريض فى وعيه .


6 - والأهم أن كل هذه الأمور كانت استجابة للدعاء للمريض .

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 12-10-2005 الساعة 12:17 PM.
  #6  
قديم 16-10-2005, 01:12 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

هل يتكرم الأعضاء بذكر مواقف مماثلة بحيث تكون تفسيرا لآية قرآنية كريمة ، مع ذكر هذه الآية ، لنرى أن كتاب الله سبحانه وتعالى وآياته يتفاعل مع حياتنا ، ونرى جماله وصدقه ؟؟؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م