http://www.palestine-info.net/arabic...ese28-8-01.htm
===========================================
صــرخـــة
بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
الناطق الرسمي باسم حماس
ماذا ينتظر قادة العرب ؟ … سؤال يتردد في كل مكان وفي كل حين، نقرأه في العيون الحائرة، والقلوب الملهوفة، في العبرات، في الآهات، في الدماء والجراح، فيما يعتمل من غل في الصدور، وفيما نراه منقوشا على صفحات القبور .. ولكنه يبقى سؤالا بلا جواب !!.
فإذا لم تحركهم لنجدتنا دماء أطفالنا، دماء محمد الدرة وإيمان حجو والمئات من أقرانهم، وإذا لم تحركهم أشلاء رجالنا ونسائنا، ودموع وآهات الثكالى والأرامل واليتامى المعذبين من أبناء شعبنا المجاهد، فمتى يتحركون ؟؟
وإذا لم يثر فيهم نخوة المعتصم أنين المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشكو ذل الاحتلال، وتدنيس اليهود لباحاته ومآذنه وقبابه، ويبكي حرقهم لمحرابه، ويستغيث من زلزلتهم لقواعده، ويحذر من سعيهم لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، فإن لم يثوروا لكل ذلك .. فمتى إلهي يثورون ؟؟
وإذا لم تخرجهم عن صمتهم طائرات الأباتشي وال إف 16 الأمريكية التي تمزق سكون ليل مدننا وفرانا ومخيماتنا في فلسطين، وتدك البيوت والمؤسسات بصواريخ أمريكية حاقدة، فتروع الأطفال في هدأة الليل .. أطفال المسلمين !!، وتلاحق القيادات السياسية منها والعسكرية، فهي التي اغتالت الأحبة جمال سليم وجمال منصور وأباعلي مصطفى، فإن لم يقبر قادتنا الآن صمتهم .. فمتى إذن سينطقون ؟؟
يا قادة العرب لن أناشدكم ما لا طاقة لكم به، فأنا أذكى من أن أفعل ذلك، ولكن سفارات العدو في عواصمكم تتحدى مشاعرنا، بل تفعل فينا ما هو أنكى من الصواريخ، إذن أما آن الأوان لهذه السفارات أن تغلق، وكذلك القناصل والمكاتب التجارية ؟؟
يا قادة العرب إن الرصاصات التي تخترق صدور أطفالنا، والصواريخ التي تمزق أجسادنا، والطائرات التي تؤرق ليلنا، والدبابات التي تقتحم كرامتنا، والزوارق التي تحاصرنا، جميعها أمريكية، أهديت لعدونا، وثمنها أنتم تدفعونه من جيوبنا،
فبترولنا العربي المنهوب، وأرصدتنا في البنوك الأمريكية، وأسواقنا المفتوحة أمام البضائع الأمريكية، جميعها تتحول إلى آلة الدمار التي تشاهدونها على شاشات الفضائيات، والتي من ثم تسفك دماءنا، فلماذا لا نطبق قول الله عز وجل ( أذلة
على المؤمنين أعزة على الكافرين )، لماذا تؤمن مصالحهم في أوطاننا وهم الذين بكل صراحة بل بكل وقاحة يشجعون العدو الصهيوني على إذلالنا ؟؟
يا قادة العرب ألم تعلموا أن التبادل التجاري مع العدو الصهيوني يتحول إلى خناجر تطعن ظهورنا، مما يهدد وجودنا على أرضنا التي هي أرضكم، بل ويهدد وجود مسرى رسولنا الذي هو رسولكم، كنا ولا زلنا نعتبر أنفسنا بعضا منكم، فنحن من هذه الأمة التي بها نعتز ونفخر، فلماذا لا تبعثون المقاطعة لهذا العدو من رقادها لضرب اقتصاده، وشل قدرته على تحويل أموالكم إلى خناجر مسمومة تمزق أكباد أطفالنا ؟؟ فهل تعجزون عن مقاطعة من يذبحنا بكل خسة في فلسطين ؟؟
يا قادة العرب ألم تدركوا أننا أصحاب حس مرهف، وأن لقاءاتكم المتكررة مع من يصبغ خبزنا بالدم يؤذي مشاعرنا، بل ويشجع عدونا علي تسديد المزيد من الضربات لشعبنا الأعزل، فكلما لطخ يداه بدمائنا غسلتم يداه باستقبالكم إياه في عواصمكم، أو بزيارتكم إياه في مدننا المغتصبة، ولا يفوتكم أن تبرروا لنا بأنكم إنما تقومون بذلك من أجل مصلحتنا، ولأجل سواد عيوننا، فمتى كانت بربكم مصلحتنا في عناقكم لقاتلنا ؟؟
يا قادة العرب شعوبكم تتحرق شوقا لنجدتنا ونصرتنا، تتلظى على جمر العار لحرمانها من نصرة المسرى، تتوق إلى الجهاد في سبيل الله، دفاعا عن كرامة أمتنا التي مرغها الصهاينة في التراب، فلماذا تسلطوا عليهم الكلاب الأمريكية ؟ ولماذا تجلدوا ظهورهم بالهراوات البريطانية ؟ فإن كنتم قد تخاذلتم عن نصرتنا، ألا يسعكم أن تغضوا الطرف عمن يريد نصرتنا ؟؟
ليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا يخلي الطريق ولا يؤذي من اقتنعا يا قادة العرب لماذا هذا الولاء الأعمى لمن نهانا رب العزة عن اتخاذهم أولياء (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء)، فربما تقولون كما قال الذين من قبلكم (نخشى أن تصيبنا دائرة) فاقرءوا إذن قول الله عز وجل ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين )، وربما ابتغاء العزة عندهم، فأذكركم باستنكار الله ذلك قائلا سبحانه ( أتبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )، ولذا أما آن لكم أن تتدبروا قول الله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)، فإلى متى تبتعدون عن هذه الحقائق القرآنية الدامغة ؟؟ ألا ترون أن ابتعادكم عنها سبب هزائمنا ؟؟
يا قادة العرب ألا ترون أنه لولا جهاد شعبنا في فلسطين لاقتحم العدو عليكم عواصمكم، فهو الذي لم يتخل بعد ولن يتخلى عن مشروعه وحلمه في ما يسمى بإسرائيل العظمى، فلماذا لا تدعمون صمودنا كي نحمي عواصمكم ؟؟
يا قادة العرب إن حال الخوف من أمريكا بينكم وبين العبور إلينا لنجدتنا ونصرتنا، فلا أقل من إغاثة العمال المحرومين من لقمة العيش الكريمة، ومساعدة طلبة الجامعات الذين حال الفقر بينهم وبين مقاعد التعليم فلا يجدون الرسوم الجامعية المطلوبة كي يواصلوا مسيرتهم، ومسح رؤوس اليتامى ـ أبناء من استشهدوا دفاعا عن كرامتكم ـ ببعض دريهمات من خزائنكم، وتوفير ما يحتاجه مجاهد بعثر جسده ونثر دمه في سبيل الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا )، فإن قعدتم عن الجهاد بأرواحكم، فلماذا لا تجاهدون بأموالكم، بل قل بأموالنا ؟؟!!
يا قادة العرب الإعلام له باع طويل في المعركة مع العدو، فلماذا لا تسخرونه كاملا لخوض المعركة معنا ؟؟ ولماذا لا تحررونه مما يخدش الحياء، ويقتل الأحياء، ويميت الحمية في نفوس الشباب الذين هم عدة الوطن، فمتى يعبر إعلامنا الرسمي إلى ساحة المعركة ؟؟
يا قادة العرب ألم تقرءوا قول الله عز وجل ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )، فإلى متى تتقاعسون عن نصرة الله بإقصائكم كتابه، ومخالفتكم شرعه ؟؟
يا قادة العرب أسأل الله لكم الهداية.
--------------------