مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-08-2000, 12:45 AM
تسنيم تسنيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 73
Post اخترت لكم..

مأساة ملتزمة..

تلك الطفلة.. ربت ونشأت.. لكن في غابة الهموم والأحزان.. وبعد حين من الزمان.. أتى الفرج بإذن الله بأن قيض لها من سيخرجها من هذه الغابة بلا إله إلا الله.. فخرجت إلى بستان الإلتزام.. خرجت.. طفلة.. بريئة.. قد برمجت البراءة في عينيها.. ونسجت فوق محياها..

خرجت.. تبحث عن الثناء الذي يرفع معنويات خبت مع مرور الزمان.. فقد أخذت سباع اليأس تنهش منها ما تنهش.. وثعابين الأسى.. تجرعها من السم غصصاً.. وأسدل ليل الغموض عليها ستاره.. فأنيسها غصن شوك.. يفتق جروح الماضي البئيس.. الكئيب المرير.. لونت حياتها.. بدماء الحيرة.. من جرحها النزيف.. فما زالت تتساءل.. وتتساءل.. وكل سؤال يقطع جزء منها.. ليدفنه في أرض الصمت.. خرجت على هيئة البريئة.. المشوهة..

بدت وأحزان العمر تغمرها.. ظهرت.. وقد ذاقت من البؤس ألواناً.. وتجرعت من العلقم كيزاناً.. بعد رغد العيش.. طفلة.. في السابعة عشرة من عمرها..

أخذت تبحث عن جمالها.. تبحث عن الرعايةوالإهتمام.. تنشد حناناً في مستنقع اللا موجود.. ترنو إلى الأنشودة العذبة المعطرة بعطر الرحمة.. تبحث عن الصدر الرحيم.. عن الحضن الدفئ بعد برد قارس.. جمد الحنان والعطف.. متى التصق بعظامها.. فبدت بيضاء.. فتت العظام.. وبنى من العظام سحن التأبيد المؤقت.. هدم جبال راسيات شامخات من الشخصية الفطرية..

وبعد أن أتى نار الإلتزام بدفئه.. أذاب الثلوج التي كستها.. وأبدلها بلباس التقوى.. لكنها طفلة في السابعة عشرة من عمرها..

بعد أن انحلت من قيودها.. وتحررت من وحشية السباع الثعابين.. بين أشجار الوحدة في تلك الظلمة.. إلى لا إله إلا الله..

تلك الطفلة الكبيرة.. البريئة.. تريد أن تجدد الماضي في الحاضر السعيد..في روضة الإلتزام.. تريد البوح.. بأشجان ما زالت تبحث عمن يزيل الغبار عنها.. فقد غشاها طول الزمان.. بعواصف الأحزان.. ومن يذيب دموع الثلج من قسوة الحرمان!؟

دموع من ثلج.. وآهات إعصارية.. آه.. على تلك الطفلة..

تريد أن تريكم جروحها.. ليقبلها بحنان من يشعر بها.. ويقول.. لا بأس.. لا بأس حبيبتي.. وهو لا يعلم أنه بهذه الكليمات.. أنقذ غريقاً.. في بحر اليأس.. من دموعه.. وجدت أن سن السابعة عشر.. لم يكن صالحاً لتتجدد فيه الكفولة.. المفقودة.. فبكل حنان القسوة.. تأد تلك الطفلة بداخلها..

فهي لا تقوى أن تقتلها.. فكيف بربك.. أن تقتل نفسها التي بين جنبيها..؟!

أصبحت تعيش صراع حاد مع نفسها.. تأدها أو لا تأدها.. ولكن الزمان والمجتمع.. يفرضان عليها ذلك.. ألآن.. نفتش عمن يحتضنها بدفء.. ويمسح دمعة حارقة حفرت خدوداً على وجنتيها الحمراء.. البريئة..

ويمسح رأسها ويقول: جميل.. ويراها بلبسها الجديد.. فيبادر.. أنيقة.. وحينما تعمل عملاً صالحاً.. يطرب لها ويقول: بارك الله فيك..

تبحث.. ولكن قد فات وقت البحث.. وهي في وقت بدل ضائع..

فيا طفلتي البريئة.. يا جميلتي.. يا عمري الماضي السليب.. الجريح.. الصامت.. الذي يتلفظ بحروف لا يفهمها إلا من يجد صداها في قلبه..

. أحزان وأشجان أفراح وأتراح..

بسمات باكية.. وشفاه صامتة.. وحروف الحزن الناطقة.. قد تآكلت من سوس الصمت الحزين..

فأوكلت الإفصاح إلى وجهها الذي رسمت عليه معالم حياتها.. وتاريخ نشأة الهموم.. فقسمات وجهها بينت ما لم يستطيع إيضاحه اللسان..

تتجلى فيه كل معاني الأمل السليب.. البريء..

من الجبين فالوجنتين إلى أخمص القدمين..

كل ينطق "بريء" حزين.. فرح.. يأس.. أمل.. في هذه الدنيا..

صراع ونضال.. عيون بريئة.. لا تعلم لم كل هذا.. نعم.. براءة.. وسؤال يتردد بين الفينة والفينة..

لم كل هذا..؟!

آه عليك يا طفلتي.. قد حان أجلك..

فاستعدي..

سمية بنت محمد
أم عمار
______________
تم نقل الموضوع من موقعاً آخر.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م