مسئوليتنا 00 وعجز القادر 00 ؟؟!!!

[اليمامة]

( أفغانستان … الشيخ … المرأة … الطفل )

إذا كان ابتعادنا عن الله جل شأنه يعنى نهايتنا … فإن ابتعادنا عن خلقه يعنى انطوائيتنا … وعزلتنا .
الحياة تفتقد جوهرها وقيمتها إذا كانت معزولة خلف جدار … لا أحد منا يستطيع الإدعاء في قدرته على أن يكون عالماً مستقلاً بذاته دون أن يشاركه أحد في ذلك العالم … حتى و أن كانت قدراته كبيرة وكثيرة .
أفغانستان … أثبتت أن قدراتها كبيرة وكثيرة … ولكن لم تختار أن تنعزل … هم من أختارلها هذا الانعزال .
لن أتحدث عن أفغانستان الجهاد … لن أتحدث عن المجاهدون … ومواجهة الحرب القادمة المدمرة … المدمرة .
سأتحدث عن أفغانستان الشيخ المسن … المرأة … الطفل … أتحدث عنهم … وهم يرتطمون الآن بصخرة المعاناة الفردية … حيث أصبحوا مقيدون ومكبلون بأغلال العزلة والتشرد .
صحيح أن لكل شئ ثمناً .

الويل لنا … فنحن لا نبصر إلا أنفسنا … ومن أجلها فإن كل شئ سواه لا يهم … لا يهم أن احترقوا … أو غرقوا .
الويل لنا … ونحن نرى هذه الدموع … التائهة … في جناب المأساة.
الويل لأي انسان منا يتخلى عن انسانيته 000 عن عدالته 00 عن رحمته 00 عن مشاركته لهم قولا 00 وعملا 0
الويل لنا ونحن نرى في أعماقهم مأساة … مأساة أكبر من كل شكوى … وأمر من كل بلوى .
الويل لنا … ونحن نراهم في زنزانات تحكم على من فيها بالسجن وحتى لو كانوا طلقاء .
الويل لنا … ونحن نتعامل معهم من منطق عجز القادر … فنحن نرى في أنفسنا بعض القدرات ولا نسعى إلى تحقيقها دون سبب … أو لسبب لا ندريه …
فالمشكلة فينا في إننا نملك القدرة ( حتى وأن كانت صعبة ) على دعمهم … إلا إننا نرى أو يصور لنا فكرنا إننا غير قادرون …
هذا منتهى الضعف … في أن يكون الواحد منا قادراً … وعاجزاً في آن واحد … حتى في تحقيق أرقى صور التعامل الإنساني .


ماذا ننتظر :-
سنتبرع لهم ونبحث عن من يوصل هذا التبرع … هذا لا يكفي قدراتنا أكبر من ذلك .. أجعلهم قضيتك … أغتصب ريالاً … أو درهماً مِن مَن تعرف .
( أغتصب ) رداءً … وكساءً لطفل … أغتصب رداءً لمسن أجعلهم قضيتك … في كل أيامك القادمة .
فهم مقهورون .. مقهورون … لا يقدرون على الكلام فكن لساناً لهم قلماً ولفظاً . لا يقدرون على البكاء فلنبك عنهم لنشعر بمأساتهم ويشعر الغير بمأساتهم .. لنكن جميعاً أبناء أفغانستان … ماذا ننتظر .

أتنتظر مؤسسات الإغاثة غير الإسلامية بأهدافها المبطنة …
لنكن جميعاً أبناء أفغانستان .
فلنتخاطب بلسانهم تخاطباً فعالاً مؤثراً ومنتزعاً من احتياجاته … ودوافعه … ووقائعه … فلنتكلم عنهم وقد نصبت لهم أعواد المشانق … فلنتكلم عنهم وقد ألهبت ظهورهم سياط الظلم فلنتكلم عنهم وقد شرع في وجههم أبواب الظلم وليس أمامهم إلا أن يقبلوا أقدام جلاد يهم والمتعاونين معهم … والمتعاطفين معهم .
من حقنا أن نرفض الظلم المفروض عليهم
فهم شعب الآن … بلا وطن .
هم شعب بدوننا ستضيع قضيتهم .
شعب سلم مصيره إلى ضياع قاتل
وعلى الذين يشجبون … ويستنكرون الإرهاب بكل وسائله أن يعيدوا حساباتهم مع أنفسهم ويسألونها ؟؟
ترى ماذا أنتم فاعلون لو أن لصاً سطا على بيوتكم وشرع سلاحه في وجوهكم .
ترى ماذا أنتم فاعلون لمن أباح دماءكم وعرضكم ؟؟
هل مقاومة اللص … إرهاب .
وهل غزو اللص ومقاومته يحتاج لهذا الشجب والاستنكار ؟؟
إذا كان هذا هو المنطق في تقرير الوقائع على مسرح السياسة والتعامل العسكري!! إذ انتظروا مالا تتوقعون !!
إذا كان هذا المنطق يباح في حق البعض … وحين يتجاوزه أو يتعداه يتحول إلى شكل من أشكال التعامل


وحين يكون التعامل على هذا النحو … فإنها مؤشر على عقدة المغالطة في تركيبة السياسة التي تنطلق من أكثر قناة … ولأكثر من مفهوم ولا سوأ من قصد !!
لذلك حاسبونا عن أي إرهاب … فالمقاومة تقف عند حدودعودة الحق .


nullالويل لنا اذا تخاذلنا عن مسئوليتنا 00 ونحن نشاهد انتصار قوة الخطأ على ضعف الحق 0
الويل لنا 00 ونحن نملك القدره ونتخلى عن انسانيتنا 00 وعدالتنا 00 ورحمتنا 00والتخاذل عن مشاركتهم
null

[ 01-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: اليمامه ]