مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-11-2001, 11:55 AM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
إفتراضي العملية الأخيرة

العملية الأخيرة
إنها أجمل مدينة رأيتها في حياتي هذا ما كان يدور بذهنه وهو ينتقل من رصيف لآخر، تذكر بأنك لست في مهمة سياحية بل أنت ستقوم بأكبرمهمة ، بعدها ستعيش ملكا غير متوج
وما حاجتك للتاج عندما تملك الأموال الطائلة ، عندما أنهي مهمتي بسلام سأتمتع بملذات الحياة
وأركب أفخم السيارات وأسكن قصرا مثل قصور ألف ليلة ، بل ويمكنني ان أتوب بعد ذالك .
لم يكن صالح يدري بأنه وقع بين مخالب الشيطان الذي أخد يزين له كل شيء ، المدخل الى كل ما أحلم به حقيبة بسيطة إذا إستطعت أن أمررها بسلام عبر المطار سأتحول الى شخص آخر وأصبح من أعيان البلاد لقد بدأ العمل الفعلي ، منزل الوسيط غير بعيد من هنا ، توغل في أحد الأحياء الشعبية .
بعد حوالي ساعة وجد نفسه في مواجهة باب خشبي كبير ذو لون بني داكن ، يحتوي على مقابض حديدية في وسطه ، كاد أن يحكم على إرتباط المشهد بالآثار الرومانية ولكنه سرعان
ما تراجع عن ذلك عندما فتح الباب وظهر عبر الفتحة رجل طويل القامة ، عيناه غائرتان تبعثان بنظرات ليس لها معنى وبدى أنفه متمرد على وجهه .
- أنت صالح ، سأل الرجل
- نعم ، أنا هو جئت هذا الصباح .
- جئت هذا الصباح أو البارحة ، هذا لا يهمني أسرع بكلمةالسر ً لا للمخدراتً أجاب صاحبنا
- لا تبرح هذا المكان سأعود إليك
تأمل صالح الباب من جديد محاولا إيجاد القاسم المشترك بينه وبين الرجل الغريب .
- هاهي الحقيبة ، أنظر إنها مملؤة بالمخدرات من النوع الجيد ومغطاة بملابس من أجل التمويه .
- لا يهمني إن كانت من النوع الجيد أو الرديء ،الأهم أن تصل .
أخد الحقيبة وأسرع بالخروج من تلك الأزقة الضيقة ، أخيرا وجد نفسه في بهو المطار، سطعت فكرة في ذهنه عن طبيعة العلاقة التي تجمع بين الباب والرجل أن كلاهما يعاني من تمرد داخلي فالأول تمردت عنه مقابضه الحديدية والثاني أنفه .
أغلبية المسافرين شباب وأكيد أن أغلبهم مهربون وإن إختلفت الأشياء التي يهربونها وما هذا إلا نتاج لحالة البطالة التي يعيشونها ، بالرغم من كل المتاعب التي يواجهونها في الخارج ، فإن هذا أقل من المشاكل التي يتلقونها داخل البلاد .
لم يشعر بالإطمئنان إلا عندما أقلعت الطائرة ، لقد إشتاق الى مدينته وهي وإن كانت صغيرة فهي على الأقل مسقط رأسه ، بالقرب منه رجل تجاوز العقد السادس علامته المميزة الشيب الكثيف ، بعد لحظات دخل الإثنان في تعارف سريع ، فالرجل إنجليزي ويعمل باحثا في علم الأثار وعندما أصبح الحديث جد متخصص ، أخد يرد على كل ما يقوله العجوز بكلمة ًياسً
مصحوبة بإبتسامة عريضة .
الحقيبة الحلم موضوعة فوقه مباشرة من حين لأخر كان يتأملها ويرى من خلالها آماله ،
بترديد نفس الكلمة والإبتسامات المبالغ فيها ، تسرب الملل الى أعماق صالح فاتكأ على مقعده الوثير ، إنها إغفاءة الملك الغير متوج ، فتح عينيه صوب الأنجليزي الذي أغلق كتابه ووضعه في حقيبة جلدية تشبه حقائب الأطباء في القرون الوسطى ، عجبا لهؤلاء الناس الذين يعيشون من أجل الأفكار ويموتون في سبيل الحصول على مجموعة من الصخور ، نظر الى الحقيبة من جديد وأغمض عينيه ، سأبيع هذه الكمية في ظرف أسبوعين ، بعد ذالك سأتفرغ لبناء مستقبلي الجديد ، سأستثمر أموالي في قطاع مربح ومضمون هدفي الأساسي هو خدمة البلاد وتوفير مناصب عمل للبؤساء وبمجرد ما يحقق المشروع أرباح سأصبح من أعيان البلاد .
إنتبه على صوت المضيفة معلنة الوصول الى المطار ، فتح عيناه فإرتسمت فيهما الحقيبة ، تراءى له عن بعد الحاجز الجمركي ، بعد هذا الحاجز ستتحقق كل أحلامي ، التماسك لمدة ثواني سيمكنني من العيش سعيدا سنوات ، وضع الحقيبة أمام عون الجمارك ، هذا الأخير أخد يتأمل صالح بأعين تبعث بأشعة من الريبة ، أغلق الحقيبة وأعطاه جواز السفر
- تفضل عودة ميمونة يا أستاذ
- شكرا
إستغرب صالح للمجاملة المبالغ فيها ، أتكون الألبسة التي وضعها الرجل ذو الأنف العجيب قد لعبت دورها؟ على كل حال فقد تخلص من الكابوس ، أراد ان يحمد الله على نجاته ، ولكنه يدرك بأن ربه يمقته في هذه اللحظات ، على كل سيحمد الله في ظروف أخرى .
أحس بخفة الحقيبة ولكنه أوعز ذالك الى معنوياته المرتفعة ولم يعد يشعر بتماس قدميه مع سطح الأرض ، أستطيع التكهن بأنه عما قريب سأصبح من أصحاب السلوكات الحضارية والأفق العصري ، أراد فتح الحقيبة في الشارع ليتأكد من محتوياتها غير أنه سمع صوتا داخليا يحثه على ضرورة التريث .
دخل مقهى ًالأحلام الذهبية ًوجلس في ركن منزوي ، وما إن فتح حلمه حتى صعق لهول المفاجأة ، كتب وأدوات باحث في علم الآثار ، آه لقد خدعني العجوز
- هل تسمح لي برؤية هذا الكتاب ؟
- خدها كل ما تريد
خرج الملك المطاح به لاعنا في قرارة نفسه علم الآثار .
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م