هذا ما قاله عبدالرحمن بن سعود ؟؟‍‍‍‍‍‍‍‌‌!!

[دايـم السيف..]

أبها: عايض النجيمي
عزا رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود أسباب هبوط مستوى الكرة السعودية لأسباب عديدة من بينها اللوائح وتنظيم المسابقات، والتحكيم والاحتراف وإمكانيات الأندية المادية، واتهم في حوار صريح مع "الوطن" الإعلام بعدم تسليط الضوء على واقع الأندية السعودية ومعاناتها المادية، وقال إذا لم يشارك الجميع من إعلام وإدارة وجماهير ومسؤولين في بناء الحركة الرياضية على أسس صحيحة، فلن نصل برياضتنا إلى القمة، وتطرق سمو الأمير إلى عدة موضوعات أخرى وذلك في الجزء الأول من الحوار التالي:
*سمو الأمير بصفتك خبيراً رياضياً كبيراً، كيف رأيت مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم؟
أولا أتمنى أن أكون خبيرا رياضيا بالفعل، وبالنسبة لمشاركتنا في كأس العالم فأنا لا أحمل المسؤولية كاملة لطرف دون آخر، لا أحمل المسؤولية كاملة للمدرب ناصر الجوهر لكنه يتحمل الجزء الأكبر فهو الذي اختار اللاعبين، وكذلك لا أعفي المشرف على المنتخب سمو الأمير تركي بن خالد وكما نعرف فإن سموه لم يستلم المنتخب إلا في فترة بسيطة جدا لا يستطيع أن يعمل فيها أي شيء فهو أتى وكل شيء جاهز أمامه من مدرب وإداريين والاعبين، فهو أتى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبالعكس فوجود الأمير تركي بن خالد حسّن من الوضع، وكذلك لا أحمل اللاعبين المسؤولية وأنا كتبت عن هذا الموضوع قبل أن يحدث بمدة لا تقل عن 7-10 سنوات، ولو يتلطف القراء الكرام والأخوان المسؤولون والإعلاميون والمسؤولون ويعودون بالذاكرة إلى كل مقالاتي وأحاديثي التي قلتها في السنين الماضية لوجدوا أن ما حدث أمر توقعته منذ سنين، وأذكر مثلا أنني كتبت في مقالة "بصراحة" وقبل 7 سنوات تحت عنوان (خدعوك فقالوا إن الدوري السعودي أقوى دوري عربي) وقلت إن الدوري السعودي كان أقوى دوري عربي أما الآن فلا، لماذا؟ لأن غيرنا يعملون ويخططون أما نحن فوقفنا عند حد معين لا نخطط ولا نتطور وقلت إن الكرة السعودية أصبحت تتقهقر إلى الوراء لأسباب عديدة جدا، لوائح، تنظيم مسابقات، التحكيم، وأهم من كل هذا الإمكانيات المادية فلو قسنا إمكانيات الأندية السعودية مع إمكانيات الأندية في أي بلد في العالم لوجدناها الأقل، وهذا الشيء يشعر به المسؤولون، فنحن نعرف أن إعانة الاحتراف كانت 3 ملايين ريال، وأصبحت 1.5 مليون ونصف المليون ريال، ألا يؤثر هذا على نظام الاحتراف؟ ألا يؤثر على اللاعبين المحترفين؟ ألا يصيب الكرة السعودية بانتكاسة؟ بالتأكيد نعم..، كانت إعانات الأندية سنويا قبل 1419هـ ما بين 800 ألف ريال إلى مليون ونصف المليون ريال وطبعا كان هذا المبلغ ضئيلا جدا وكنا نطالب بزيادته، ويا ليته بقي بل نقصت الإعانة إلى ما بين 210 آلاف - 230 ألف ريال في السنة، فكيف يستطيع ناد أن يسير 18 لعبة بهذا المبلغ؟ كيف يستطيع أن يحضر مدربين ويوفي بالتزاماته؟ كيف يقوم بالتزامات الاحتراف، وكيف.. وكيف...؟ فطبيعي جدا ما حدث للمنتخب من انتكاسة في كأس العالم فهذا شيء متوقع وقلناه وهذا الموضوع تكلمت عنه بكل أمانة في عام 1991م وقلت إن الكرة السعودية تتقهقر كل يوم ومستواها يقل لذلك فإن مستوانا يقل من عام إلى عام، مصيبتنا جميعا أننا نطلب شيء من لا شيئاً. المسؤولون والإعلام والجماهير تطالب بنتائج، إذا أردت شيئا فإن عليك أن تعمل وعليك أن تدفع، وبقدر ما تدفع بقدر ما تأخذ. الأندية تعتمد على أفراد معينين لو جمعتهم كلهم لن يتعدوا أصابع اليد، لذلك وبصراحة أنا أعتبر أن ما حققه المنتخب في 2002 وبالنسبة لإمكانياتنا ممتاز ورائع، بل بالعكس فحسب إمكانياتنا وإمكانيات أنديتنا المادية المفروض ألا نتأهل لكأس العالم إطلاقا.. لأن النادي هو الأساس. فإخلاص ومتابعة المسؤولين الأمير سلطان بن فهد والأمير تركي بن خالد والمدرب واللاعبين والأجهزة الأخرى هي سبب تأهلنا لكأس العالم لأننا لو قسنا الإمكانيات المتوفرة للأندية في الدول الأخرى مع إمكانياتنا لوجدنا أننا لا نستحق التأهل لكأس العالم، حقيقة إمكانياتنا سيئة وأنا أعتقد أن وصولنا لكأس العالم كان بدعاء الوالدين وإخلاص المسؤولين واللاعبين.

[دايـم السيف..]

*وما دور الإعلام فيما حصل؟
- الإعلام هو مصيبتنا في السعودية، فالإعلاميون هنا كأنهم في ملكوت والأندية في ملكوت آخر، فهم لا يهتمون ولا يشعرون بواقع الأندية ومعاناتها وظروفها والأمثلة كثيرة.. وأضرب لك واحدا منها، الآن عندما استحدث نظام الـ23 سنة، ونظام الدوري في هذه السنة أنا لم أجد صحفيا أو كاتبا أثار وناقش هذا الموضوع على الرغم من أن هذا الموضوع يهم الإعلام والإعلاميين، فعدم المتابعة الرياضية سيقلل من توزيع الصحافة وبالتالي سيقل الإعلان الذي تصرف منه الصحف على موظفيها ومحرريها فنجاح الموسم الرياضي نجاح للصحف والإعلام، هل فكر الإعلاميون بأن الموسم الرياضي المقبل إعداده خاطئ؟ هل ناقشوا الموضوع وأثاروه؟ فكرة أن يكون كأس الأمير فيصل للاعبين تحت سن 23 سنة فكرة ممتازة ولكن ليس من المعقول أن تطبق في شهر ونصف الشهر أو شهرين ثم تنتهي، هل فكر الإعلاميون بأننا توقفنا منذ حوالي 5 أشهر والآن باقي أكثر من 3 أشهر للتوقف، هل ناقش أحد الإعلاميين مدى تأثير هذا التوقف على الكرة السعودية؟ هل يحدث في العالم أن يتوقف فريق لمدة 8 أشهر؟ طبيعي جدا أن يؤثر هذا على المستوى وبالتالي على الإعلام نفسه، هل ناقش الإعلاميون هذه المشكلة؟ وهذه لابد أن تبنى على أساس، وأقول: إن لم نشارك جميعنا كإعلاميين وإداريين وجماهير ومسؤولين في بناء الحركة الرياضية على أسس صحيحة لن نصل برياضتنا إلى القمة، فمثل هذه الموضوعات الهامة لا يناقشها إعلامنا بل هو متفرغ للسب في نادي النصر والاتحاد والهلال والأهلي وفي هذا اللاعب وذاك. هل ناقش أحد الإعلاميين مثلا ما حصل في مسابقة كرة السلة، كيف سحبوا الأنصار وجعلوه لا يشارك بقدرة قادر وفي نفس الوقت يسمحون للاعبين الذين شاركوا معه بالتسجيل في اليوم التالي لأندية أخرى ويشاركون معها والنظام يعارض تسجيلهم، يعني اليوم اللاعب مع الأنصار ثم ينسحب من الأنصار ويسجل لأحد أو الاتحاد ويحقق البطولة مع فريقه الجديد، فالفريق مسحوب ولاعبوه ينتقلون لأندية أخرى.. يعني ممكن أن يتآمر اللاعب على ناديه، وهذه فضيحة بالنسبة لكرة السلة أيضا، هل ناقش أحد الإعلاميين هذا الموضوع؟ للأسف نحن نفكر في القشور ونترك الأساس. وبصراحة كاملة نحن جميعنا كمسؤولين وجماهير وإعلام رياضي نتحمل ما حدث بالإضافة لنا نحن الإداريون في الأندية واللاعبون وأعضاء الشرف فأنا أضيفهم من باب المجاملة وإلا فإن الجهات الثلاث الأولى هي المسؤولة عن ذلك فيكفي أن ننظر لمصاريف الأندية ومداخيلها لنعرف من الذي يسيّر الأندية. ومع الأسف أيضا حتى رعاية الباب أصبحت تضر الأندية بدلا من أن تعمل على تطوير مداخيلها، فهي تقحم نفسها في أمور ليست من اختصاصها مثل بيع حقوق نقل المباريات لشركة "أوربت" غير صحيح، الـ"أرت" قدمت عرضا أفضل، ثم المفترض أن يقطعوا الشك باليقين فالآن هناك بلبلة واتهامات كبيرة جدا على العقود مع أوربت والعقد مع العالمية التي يملكها الأخ عبدالله المحيسن، لماذا تدخلون أنفسكم في متاهات وأنتم أرفع من هذا كله، لماذا لم يعلنوا عن مناقصة لنقل المباريات وأعلنوا عن مناقصة لمتعهد دخول المباريات وكونوا لجنة من 4 أشخاص من الأندية وممثل رعاية الشباب وممثل عن اتحاد كرة القدم وهم من يقدر مصلحة أنديتهم، وتدخلون أنفسكم في اتهامات أنتم في غنى عنها. وللأسف لا يوجد أحد من الإعلاميين ناقش هذه الموضوعات الهامة على الرغم من أن هذا يؤثر على دخول الأندية وبدلا من أن تزداد نراها تنقص؟ لابد أن نكون صريحين مع بعضنا وأسمع إضافات تشير إلى رعاية الشباب واتحاد كرة القدم؟ وللأسف الإعلام لم يناقش هذه القضايا الحساسة بل ناقش القضايا اليومية التي لا تؤثر في البنية الرياضية للبلد؟ فالأساس في البنية الرياضية لأي بلد هي: إمكانات مادية وإعداد الأندية الإعداد الصحيح وقضايا أخرى تهمنا مثل نظام الاحتراف.
*ولكن أليست نفس الإمكانيات تقريبا كانت موجودة عندما حققنا كأس الخليج الأخيرة بالرياض وعندما حقق منتخبنا كأس آسيا 3 مرات والوصافة مرتين وفي مشاركة منتخبنا السابقة في كأس العالم عامي 94 و98؟
- أعتقد أننا حققنا كأس الخليج بـ"الأستروبيا" وعفويا، ولم نكن أفضل فريق بل المنتخب القطري كان أفضل مستوى من منتخبنا وأعتقد أننا لم نقدم في كأس الخليج المستوى المطلوب، ثم بالنسبة للإمكانيات فغير صحيح أنها نفسها عام 94 كانت إعانة الاحتراف 3 ملايين ريال والآن مليون ونصف المليون ريال يعني نقصت إلى النصف؟ بالإضافة إلى ذلك فإن الالتزامات على الأندية تزيد ففي عام 94 كنا في بداية الاحتراف، ولا توجد التزامات عليها، كانت قليلة وطالبنا بزيادتها ثم لا ننسى أننا في الثمانينيات كنا نأتي بأعظم المدربين بمرتب شهري لا يزيد عن 10 -15 ألف ريال، الآن أقل مدرب لا يقل راتبه عن 30 -40 ألف ريال، فالمعيشة ارتفعت وهناك أشياء كثيرة تغيرت، والبلدان التي من حولنا تتقدم إعاناتها وتتحسن معيشتها وتقل عندنا، فمرتبات الاحتراف لوحدها 4-5 ملايين ريال في السنة خلافا لتكاليف تجديد العقود ورواتب المدربين واللاعبين الأجانب فالأندية في حالة يرثى لها وكل الأندية في حالة إفلاس.
*ولكن الواضح أن غالبية لاعبي المنتخب لم يكونوا بالروح والحماس المعروفين بها؟
- قلت قبل قليل إننا نريد أن نبني شيئاً من العدم، نحن مرتاحون في بيوتنا ونتهم اللاعبين، ثم لماذا نتهم اللاعبين؟ لننظر إلى ظروف الأندية وإمكانياتها ويجب أن نكون واقعيين مع أنفسنا، المنتخب حقق بطولة الخليج وتأهل لكأس العالم، هل حصل اللاعبون على مكافآتهم نظير هاتين البطولتين؟ ولو حقق أي لاعب مثل هذه النتائج مع ناديه لحصل على مكافآت أكثر، ألا يؤثر هذا على اللاعبين نفسيا؟ فاللاعب بشر أيضا ومن دم ولحم وروح هل نلغي روحه؟ ولكي نبني يجب أن يكون ذلك على الواقع، ولكي يصير احترافنا ناجحا يجب أن نبني على ظروفنا وإمكانياتنا، لكن هل وفرنا الإمكانيات التي توصلنا لهذا الهدف، فلابد من وجود إمكانيات، فالاحتراف بحد ذاته مطلوب ولا تطور إلا بالاحتراف والتركيز عليه، ولكن لأننا لم نوفر الإمكانيات المطلوبة، فجنينا هذا المردود السلبي. الاحتراف شيء نظري ورائع وممتاز وواقع وحقيقة إذا وفرنا إمكانياته، أما أن يتفرغ اللاعب لكرة القدم ثم لا نعطيه مرتباته ومكافآته ولا نوفر له العيشة الكريمة ونطلب منه أن يقدم المستوى المتطور والممتاز، فهذا في تقديري تجن عليه، وحتما سيكون مردوده سلبيا، وأعتقد أننا يجب ألا نحمل اللاعب المسؤولية وحده، بل نحملها لمن وضع النظام واللوائح دون توفير الإمكانيات، فإذا أردنا أن نحفظ وننفذ بالشكل الصحيح، يجب أن يكون تخطيطنا موازيا لإمكانياتنا، أما أن نخطط ويكون تخطيطنا سابقا لإمكانياتنا بكثير فاسمحوا لي أن أقول هذه أحلام نحلم بها ونخطط لها دون أن نضع الإمكانيات اللازمة. يجب أن نعرف حقيقتنا وواقعنا وإمكانياتنا وعلى ضوئها نستطيع أن نخطط لمستقبلنا.
* إذا أنت تعتقد أننا بحاجة لتطوير نظام الاحتراف كيف يكون ذلك؟ وما رأيك فيما قاله فهد الغشيان بأنه استغل لوائح نظام الاحتراف وحصل على مبلغ انتقاله إلى النصر دون أن يستفيد منه النادي؟
- بالنسبة للغشيان لا أستطيع أن أقول إن حديثه صحيح أم لا، ولكن على العموم أرى أن معه حقا في هذا الكلام فتجب إعادة النظر فنظام الاحتراف بالتأكيد نحن بحاجة إلى تطويره وإعادة النظر فيه بشكل سريع، فهو له جوانب اجتماعية سلبية أيضا، فالرياضة وكرة القدم بالتحديد ليست، نصر واتحاد وهلال وأهلي، فقط بل الرياضة للأندية كلها، ويجب أن يشملها الاهتمام، ويجب أن نحافظ على ما يميز مجتمعنا السعودي من انصهار اجتماعي وألفة ومحبة ونبتعد عما يجلب العداوة والتنافر مما يخالف عقيدتنا وديننا وبالإضافة إلى أن الأندية الأخرى غير الأربعة الكبار لن تهتم ببناء القاعدة، ترى ما هي مشاعر جماهيرها عندما يأتي النصر أو الهلال أو الاتحاد أو الأهلي ويأخذوا نجومهم دون موافقة إدارة ناديهم؟ يجب أن نحافظ على حقوق كل الأندية وأرى أنه يجب وبشكل سريع أن يتم تكوين لجنة من ممثلين عن الأندية وممثلين عن أعضاء الشرف وممثلين عن لجنة الاحتراف وممثلين للإعلام الرياضي وأيضا من اللاعبين القدامى من ذوي الثقافة العالية (4 أشخاص من كل فئة) ثم نأتي لهم بجميع أنظمة الاحتراف الموجودة في العالم، ويجتمعون ويناقشون الأوضاع ليخرجوا بنظام احتراف يتفق مع بيئتنا وظروفنا وواقعنا وإمكانياتنا ولا يتعارض مع أنظمة الاتحاد الدولي، ويمكن أيضا تجاوز الأنظمة الملزمة بشكل أو بآخر لأنني أعتقد بأن ظروفنا وخصوصيتنا وانصهار مجتمعنا ومحبتنا لبعض وعدم إحساس الفقير بأن الغني ممكن أن يأكل حقه أهم وأسمى من أي نظام ملزم أو غير ملزم من أي اتحاد سواء كان الفيفا أو غيره. وهناك كثير من الأنظمة يجب تغييرها ولا مانع من الاستفادة من رأي الخبراء والمدربين الكبار الموجودين معنا.