مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-09-2002, 02:40 AM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي السباق إلى العقول الحلقة (34) الجزء الأول

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل الحلقة (34) الجزء الثاني

نموذجان لقسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه.

ولنكتف بالإشارة العاجلة إلى نموذجين نوضح بهما شدة قسوة من حارب الإسلام من المنتسبين إليه:

الأول: الأنموذج الثوري الناصري!.
وهو القدوة الحسنة الأولى للثوريين والقوميين العرب على تنوع مسمياتهم، وهو ما فعله عبد الناصر في مصر بالمسلمين الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله وإقامة حكمه في الأرض، ويكفي أن أنقل بعض النصوص للذين ذاقوا وبال تعذيبه للدلالة على قسوة الطاغية وأعوانه وخلو قلوبهم من الرحمة.

قال أحد المعذبين:
"الأمكنة التي وضعنا فيها لا يمكن أن تكون إلا مقابر، إن كلمة زنازين التي تستعمل في السجون، لا يمكن أن تعطيك فكرة صحيحة عن الأمكنة التي رأيتها في ذلك الليمان [وهو سجن جهنمي يعد أحد الإنجازات الثورية الناصرية.] عندما دفع بي العسكري في العنبر لم أجد مكاناً أضع فيه قدمي، لقد كان المكان مليئا بالأجساد البشرية المتكدسة، بحيث لا يجد المرء فيه مكانا للجلوس أو الوقوف.. فما بالك بالنوم؟!.

إن مساحة العنبر – كما تبين لي بعد قياسه بواسطة بلاط الأرض – خمسة وأربعون متراً.. كان به عندما دخلته ثمانية وثمانون معتقلا، أي كل مخلوق بشري له نصف متر فقط لجلوسه ونومه وطعامه وشرابه وملابسه وحذائه وكل شؤونه" [هذا وصف لبعض أماكن السجن، وهناك أماكن وصفها آخرون أسوأ من ذلك. نافذة على الجحيم ص56]

وتحت عنوان: الرياضة الجهنمية قال المعذب:
"ينادي جاويش السجن: كل الناس بره [أي اخرجوا جميعاً] الزنازين. وهذا النداء يستعمل دائما إذا أرادوا أن يلقوا أمراً عاماً على الجميع ويقول الجاويش: إحنا – نحن – حننزل – سننزل - دي الوأت -ذا الوقت – علشان - من أجل - تشموا هواء يا أولاد الكلب!

ويقول: انزل بسرعة يا بن الكلب، وما هي إلا لحظات فتتدفق الجموع الغفيرة سريعاً.. وبها ما بها من الآلام.. وهم مع ذلك صفوة أبناء الشعب ومن أنبل أبنائه، فيهم الوزير ووكيل الوزارة، والطبيب والمهندس، والمحامي، والتاجر والصانع، والمزارع، والطالب، والمدرس، والقاضي، والفراش، والضابط.

ثم ينتظم الجميع عدة طوابير في مكان واسع كبير، ويبدأ سير الطابور سريعاً.. ويسير الطابور في شبه دائرة أو مستطيل.. والطابور يتكون من عدة صفوف ويقف على جانبي كل صف رجال الجيش[الذي الأصل فيه أن يعد للجهاد في سبيل الله وطرد العدو اليهودي من بلاد المسلمين في أرض الإسراء والمعراج!] وهم ممسكون بالسياط والكرابيج والمدافع الخفيفة في أكتافهم.

ويسير الطابور تحت الضرب، فكل شرطي يكلف أن يضرب من يمر عليه بصفة مستمرة، وبمرور الوقت تهوي الضحايا على الجانبين، لطول الزمن الذي قد يمتد إلى ثلاث ساعات متواصلة من الجري الشديد المصحوب بالضرب العنيف، وكلما ازدادت سرعة الطابور تزايد عدد الضحايا، بين فاقد الوعي ومقعد تماماً لا يقوى على الحركة.

والشيء الملفت للنظر أن من يقع على الأرض، يتجمع الشرطة حوله وينهالون عليه ضرباً بالكرابيج، فإما أن يقوم إذا استطاع وإما أن يمزق جسمه فوق ما به من تمزيق، وفي موكب الطابور تتساقط العروق مصحوبة بالدماء من أجساد البشر" [نافذة على الجحيم ص80.]

ولعل بعض المقاطع من قصيدة أحد المعذبين، وهو من العلماء الأفذاذ في هذا العصر تظهر بعض صور القسوة لزعيم الثورة العربية والقومية العربية وأعوانه:

قال في مطلع قصيدته:
ثار القريض بخاطري فدعوني
"""""""أفضي لكم بفجائعي وشجوني
فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى
""""""""والشعر عودي يوم عزف لحوني
ألهمتها عصماء تنبع من دمي
""""""""""""""ويمدها قلبي وماء عيوني
نونية والنون تحلو في فمي
""""""""""أبدا فكدت يقال لي ذو النون
في ليلة ليلاء من نوفمبر
"""""""""""""فزِّعت من نومي لصوت رنين
فإذا كلاب الصيد تهجم بغتة
"""""""""""""""وتحوطني من شمأل ويمين
فتخطفوني من ذويّ وأقبلوا
"""""""""""""""فرحا بصيد للطغاة سمين
وعزلت عن بصر الحياة وسمعها
""""""""وقذفت في قفص العذاب الهون
أسمعت بالإنسان ينفخ بطنه
"""""""""""""حتى يرى في هيئة البالون
أسمعت بالإنسان يضغط رأسه
""""""""""""بالطوق حتى ينتهي لجنون
أسمعت بالإنسان يشعل جسمه
"""""""""""""""نارا وقد صبغوه بالفازلين
أسمعت ما يلقى البريء ويصطلي
"""""""""""""حتى يقول أنا المسيء خذوني
أسمعت بالآهات تخترق الدجى
"""""""""""""""""""رباه عدلك إنهم قتلوني
إن كنت لم تسمع فسل عما جرى
""""""""""""""""مثلي ولا ينبيك مثل سجين
وسل السياط السود كم شربت دما
""""""""""""""""حتى غدت حمرا بلا تلوين
وسل العروسة قبحت من عاهر
"""""""""""""كم من جريح عندها وطعين
كم فتيـة زفوا إليها عنوة
"""""""""""سقطوا من التعذيب والتوهين

[من القصيدة أو الملحمة التي أنشأها الدكتور يوسف القرضاوي في السجن وكادت تضيع لولا أن هيأ الله لها من حفظها من إخوانه في السجن، نافذة على الجحيم ص 135.

أما العروسة فهي خشبة تعذيب يصلب عليها المسجونون شرحها أحد السجناء كما في نافذة على الجحيم ص100 وراجع كتاب: { أيام من حياتي } لزينب الغزالي لترى أنواع التعذيب التي لا تخطر على البال لها ولإخوانها في السجن، و{ لماذا أعدم سيد قطب وإخوانه }، و{ دفاع لم يسمع } وغيرها من الكتب التي كتبت في هذا الموضوع]

الثاني : الأنموذج الشيوعي الصومال!

في الصومال عندما أظهر حاكم الصومال الانضمام إلى المعسكر الشيوعي، وأراد إثبات ولائه للشيوعيين الروس، فحارب الإسلام، وأنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وادعى في بعض خطبه أن نصف القرآن منسوخ، ومنع العلماء والخطباء من القيام بالدعوة في المساجد.

وعندما أنكر عليه بعضهم زج بالكثير منهم في السجون، وقتل عشرة من خيارهم حرقاً بالنار وعاث في الأرض فساداً، ولا زالت بلاد الصومال وشعبها يتجرعون غصص تصرفاته إلى اليوم [راجع مجلة المجتمع الكويتية: عدد 240 بتاريخ 28صفر سنة 1395هـ-ص17 وعدد 239 بتاريخ 21صفر من نفس السنة ص20. المجلد العاشر.]

هذه القسوة والوحشية التي انتهت إلى حرق علماء المسلمين والدعاة إلى الله تعالى بالنار في شعب مسلم، بسبب دفاعهم بالكلمة فقط عن كتاب الله وشريعة الإسلام، تدل دلالة واضحة أن كل من وقف ضد الإسلام وشريعته، سواء كان من المنتسبين إليه اسماً دون مسمى، أو من أعداء الله الكافرين من يهود ونصارى وملحدين ووثنيين، قد نزعت الرحمة من قلوبهم.

والذي تنزع الرحمة من قلبه من أعداء الإسلام، لا ينتظر منه في سباقه إلى العقول بباطله، إلا إعنات الناس وإنزال الحرج والضيق بهم وجلب التعاسة والشقاء لهم، تحقيقا لغاياته الباطلة وأهدافه الخبيثة.

وبعد فقد أطلت كثيراً بذكر الأمثلة الدالة على قسوة غير المسلمين ووحشيتهم وفقدهم الرحمة من قلوبهم، سواء أكانوا من أهل الكتاب: اليهود والنصارى، أو الملحدين – الشيوعيين - أو الوثنيين من هندوس وبوذيين وغيرهم، أو من المنتسبين إلى الإسلام -.

بعد أن بينت اتصاف المسلمين بالرحمة حتى بأعدائهم، ليتبين للقارئ أن سباق المسلمين إلى العقول هو سباق رحمة ورحماء، مع أن الغايات التي يريدون تحقيقها بسباقهم إلى العقول كلها غايات تسعد البشرية كلها، وأن سباق غير المسلمين إلى العقول هو سباق قسوة وشدة وغلظة - وإن حاولوا أن يظهروا بعض أعمالهم بما قد يبدو فيه رحمة - مع أن الغايات التي يحاولون السباق من أجلها إلى العقول هي غايات فاسدة تشقى بتحقيقها البشرية في الأرض كما هو حاصل الآن.

وبهذا يتضح أن من أهم أهداف أهل الحق وغاياتهم في السباق إلى العقول:

غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس الناس.

وأن من أهم أهداف أهل الباطل في سباقهم إلى العقول:

محاربة الأخلاق الفاضلة وتمكين الأخلاق الفاسدة.

وأن أهل الحق قدوة حسنة في تطبيق الأخلاق الفاضلة، وأن أهل الباطل قدوة سيئة في تطبيق الأخلاق الفاسدة.

وأكتفي بما ذكرت من الأخلاق الفاضلة التي يسعى أهل الحق إلى غرسها في نفوس الناس من باب التمثيل لا الحصر، ولو أُرِيدَ التوسع في ذكر كل خلق من الأخلاق الفاضلة وما يضادها،لاقتضى ذلك تأليف كتاب مستقل، وليس هذا هدفنا من هذا الكتاب وإنما الهدف بيان أن من غايات سباق أهل الحق إلى العقول غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس البشر.
__________________
الأهدل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م