مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-07-2003, 12:31 PM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي أحمد أمين يوصي ابنه

أحمد أمين يوصي ابنه



أي بني ‍

لا تظن أنك تستطيع أن تكون مهندسا عظيما، بقراءتك في الهندسة و حدها، و لا أن يكون زميلك طبيبا عظيما بقراءته في الطب وحده… فالعقل وحدة، و ثقافته في أي موضوع تفيده في الموضوع الذي تخصص فيه، فكم أتت فكرة هندسية عظيمة من قراءة كتاب في الأدب، أو في الاجتماع ‍و كم أتت فكرة طبية سامية من ثقافة اجتماعية أو فلسفية ‍

و يخيل إلي أن كثيرا من الأطباء ينقصهم المنطق مثلا، فلو تعلموا شيئا من المنطق، لاستطاعوا أن يحددوا بالضبط نوع المرض و نوع العلاج، و خاصة في الأمراض التي تتشابه أعراضها، وتتقارب أوصافها، فالمنطق وحده هو الذي يستطيع أن يقول – بناء على هذه الأعراض المتشابهة – إن هذا المرض كذا دون كذا، و الطبيب الناجح هو الذي منح ملكة منطقية بالفطرة، و لو نميت هذا الملكة الفطرية بشيء من الفلسفة، و المنطق التعليمي، لكان صاحبها أنبغ و أعظم.

أي بني ‍

مفتاح هذه المشكلة أن تجتهد أول أمرك، أن يكون لك هواية في فرع من فروع الثقافة العامة، كنوع من دراسة التاريخ، أو نوع من الأدب، أو نوع من الدراسة النفسية أو الاجتماعية، بجانب دراستك الخاصة، تبدأ فيه على مهل، و تحبب نفسك فيه رويدا رويدا، كما يفعل من يريد أن يمرن نفسه على هواية جمع الزهور، أو جمع أوراق البريد، أو الرسم، أو أي فن من الفنون الجميلة،… فإذا صبرت على هذا قليلا قليلا، و جدت أن لذتك تنمو شيئا فشيئا، و ما تزال كذلك حتى تصبح هذه الهواية ((كيفاً)) لا تصبر عنه، و لا تستطيع العيش بدونه، ولكنه ((كيفٌ)) راقٍ، سامٍ، نبيلٌ، نافعٌ، فإذا وصلت إلى هذه الدرجة، استسخفت من يضيعون أوقات فراغهم في الحديث التافه، واللعب السخيف، والقراءة الرخيصة، و أحببت من أن تصادق من قويت ثقافته، و نضج تفكيره.

أليس عجيبا أن تسمع من زملائكن أنهم يريدون قتل الوقت بلعب الورق، و أو بالحديث التافه، أو بالكلام في أعراض الناس، أو نحو ذلك؟ كأن الوقت عدوا يقاتل، مع أنه المادة الخام للحياة، وهو أجدر بان يصادق، لا أن يقاتل، و لكن كم يجني الإنسان على نفسه بمعاداة أحق شيء بالصداقة.

أي بني ‍

تصور أنك ستعيش بعد ذلك أربعين عامل أو خمسين، و تصور ماذا تجني في هذه السنين الطوال، إذا أنت صرفت جزءا كبيرا منها في تقويم نفسكن و تثقيف عقلك، و تهذيب ذوقك، و تصور كيف تخسر، إذا أنت صرفتها، أو أكثرها، في ما يضر و لا ينفع، بل أنت إذا حسبت ذلك بحساب اللذة الشخصية فحسب، و جدتك تتلذذ أضعافا مضاعفة من لذائذك العقلية، أكثر من لذائذك الجسدية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م